هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    كيف أجعل زوجي يمشي في الطريق المستقيم

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17096
    السٌّمعَة : 22

    سؤال كيف أجعل زوجي يمشي في الطريق المستقيم

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الأحد 10 مايو - 15:12

    السؤال:
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أريد السُّؤال عن زوجي، بصراحة هو لا يُصلِّي، ولا يذْكُر الله أبدًا، بالرَّغم مِن أنِّي أُصلِّي، وأذكر الله دائمًا، وفي كلِّ صلاتي أدعو الله بأن يهديَ زوجي إلى الطريق المستقيم؛ ولكن بدون جدوى، فهو يسهر خارجَ البيت حتى 4 صباحًا، وفي بعض الأحيان يأتي شاربًا للخمر، وعندما يدخل الغرفةَ يجدني أقرأ القرآن، ولكن هو لا يُبالي، تكلَّمتُ معه، فقلت له: إنَّ الذي تفعله حرامٌ، ولدينا ولدان، ومع كلِّ ذلك فهو يخرج مع فتيات، فلقدِ اكتشفتُ ذلك كذا مرَّة، ولكن أنا صابرةٌ مِن أجل أولادي، فجرَّبت كثيرًا أن أقولَ له: كيف تَلْقَى ربَّك غدًا، وأُذكِّره بعذاب القبر، وأقول له أشياء كثيرة كي يهتديَ؛ ولكن لا يَسمع منِّي، ووالده وأمُّه لا يريدان أن ينصحاه؛ لأنَّه وحيدُهم المدلَّل، فأرجو مِن سيادتكم أن ترأفوا بي؛ لأنَّ صبري كاد ينفد، فجزاكم الله كلَّ خير على مساعدتي في مشكلتي هذه.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله كلَّ خير.

    الجواب:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحيَّا اللهُ إخوانَنا المسلمين في إسبانيا، ويسَّر أمورَكم.
    أمَّا عن حكم استمرار العَلاقة الزوجيَّة في حالة ترْك أحد الزوجين للصلاة تركًا كليًّا، راجعي فتوى "ماذا تفعل مَنْ زوجها لا يصلي؟".

    وأمَّا بخصوص سؤالك، فأُحبُّ أن أبدأَ معكِ من منتصف كلامك، حيث استوقفتْني جملةٌ ذكرتِها في الرِّسالة، أخشى أنَّها السبب في عدم تحسُّن الحال، وربَّما استفحال المشكلة، وهي قولك: "وفي كلِّ صلاتي أدعو الله بأن يهديَ زوجي إلى الطريق المستقيم؛ ولكن بدون جدوى".

    لماذا لا نَثِق في الدُّعاء إلى هذا الحدِّ؟!
    جاء في الحديث: ((يُستجاب لأحدِكم ما لَمْ يَعجل؛ يقول: دَعوتُ فَلمْ يُستجَبْ لي))؛ متفق عليه.

    وقولك: "بدون جدوى" لا يعني بالنِّسبة لي إلاَّ الاستخفافَ بأمر الدُّعاء، فتنبَّهي - بارك الله فيك - واعلمي أنَّ الله الذي هو أرحمُ بنا من أمَّهاتنا وآبائنا لن يتركَنا، ولن يُضيع لنا أجرًا، وقد صحَّ أيضًا في الحديث: ((ما مِن مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ، إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يُعجِّل له دعوتَه، وإمَّا أن يَدَّخِرَها له في الآخرة، وإمَّا أن يَصرِف عنه من السُّوء مثلَها))؛ رواه أحمد.

    فلا تَيْأسي وتتركي الدُّعاء مهما حصل، وثِقي أنَّك على خير، وأنَّ الله قدير، وأنَّه سميع، وأنَّه حكيم، لا يتحرَّك في هذا الكون شيءٌ إلاَّ بإذنه وعِلمه، وله فيه حكمةٌ لا تدركها عقولُنا القاصرة.

    وبالنسبة لحالك مع زوجك، فلا يَسعُني إلاَّ أن أقولَ لك: عَظَّم الله أجرَك في هذا المُصاب، وفرَّج كربَك.

    تعالي ننظرْ في حال زوجك من جميع الجوانب:
    - حياة في دِيار الكفر.
    - تدليل شديد من الوالِدَين.
    - بُعْد تام عن الدِّين، وعن الله - سبحانه.
    - رُفقة سُوء من شباب أو فتيات.
    - فُقْدان المعين والناصح الأمين.

    لا أدري إن كنتِ تزوجتِه وهو تاركٌ للصلاة، أم تَرَكَها بعد الزَّواج، فالأمرُ يختلف كثيرًا، فمَن لم يركعْ لله في حياته ركعةً يصعُب صلاحُه؛ إلاَّ أن يشاء الله، وعلى كلِّ حال، تفضَّلي بعضَ النصائح، التي أسأل الله أن يجعلَ فيها إعانةً لكِ، ولمن تعاني معاناتك، وتشتكي مثلَ حالك:

    1 - كما أسلفنا: الدُّعاءَ، الدُّعاءَ، الدُّعاء، اجعليه صِلتَك بالله، وفرِّغي فيه كلَّ حزنك وهمِّك وألمك، واعلمي أنَّ الله - تعالى - حيي كريم، يستحي إذا رفع العبدُ إليه يدَه أن يَردَّها صِفرًا، والأفضل أن يَسمعَ زوجُك دعاءَك، فلعلَّ فيه من التأثير على نفسه وقلبه ما يكون أقوى من النُّصح المباشر.

    2 - فتِّشي داخلَ زوجك، وابحثي عن مدخلٍ تستطيعين الدُّخولَ إليه منه، وفي الغالب يكون لكلِّ إنسان نقطةُ ضعفٍ، أو طريقة للدُّخول المباشر إلى قلبه، وليس أعلم بشخصية زوجك منك؛ لكن الأمر يحتاج لتركيزٍ، وصبر وتأمُّل، فحاولي أن تُؤثِّري عليه من هذا الجانب، وجاهدي فيه، حتَّى يأذنَ الله بصلاح الحال.

    3 - أنتم في بلادِ الكُفْر أشدُّ ما تكونون لصحبةٍ صالحة، ورُفقةٍ مُعِينة، تأمر بالمعروف وتَنهى عن المنكر، وتُعين على الشدائد والفِتن، التي حاصرتِ المسلمين في كلِّ مكان، فابحثي عن تلك الصُّحبة، وحاولي رَبْطَ زوجك بأناسٍ صالحين، وحتى لا ينفر زوجُك منهم، ويهرب إلى رُفقة السُّوء التي أهلكته، فكوني أنتِ المسؤولةَ عن ترتيب زياراتٍ منهم وإليهم، حتَّى تَقْوَى الروابط بينكم، ويشعرَ زوجك بالأُنس والراحة معهم، ولا تيأسي إذا ما وجدتِ منه النُّفورَ والإعراض في البداية، فهذا أمرٌ طبيعيٌّ جدًّا؛ لكن اشرحي لزوجاتهم الأمر، وبيِّني لهم أنَّك بحاجة إلى صبرهم، وأن يحتسبوا الأجرَ في الصبر عليه، فلعلَّ الله يجعل هدايتَه على أيديهم.

    4 - الزَّوج الذي يتعرَّف على فتيات خارجَ البيت، في الغالب يبحث عن شيءٍ يفتقده في البيت، فراجعي نفسَكِ وتفقَّدي حالك معه جيِّدًا، وأصْلحي ما كان بحاجة لإصلاح، واحتسبي كلَّ ما تفعلين ابتغاءَ مرضاة الله، فأغرقيه بالحبِّ والحنان، وتذكَّري أنَّ فتنة النِّساء هي أشدُّ الفتن، وهي أوَّل ما فُتِن به بنو إسرائيل، فحاولي أن تَسُدِّي هذه الفتنة بما أعطاك الله مِن نِعم، وبحُسنِ تبعُّل وتجمُّل، وتصنَّعي له حتَّى لا يجد أجملَ منك، ولا تُبدي له احتقارًا، ولا تُسمعيه كلماتِ الاستهزاء والسُّخرية؛ بل كرِّري على مسامعه أنَّك على يقين وثقةٍ بأنَّ الله - تعالى - سيَهديه، ويَهدي قلبه، وذَكِّريه بحقِّ أبنائه عليه من رعاية وعناية، حتى يَنشؤوا على خيرِ ما يحبُّ كلُّ أبٍ رحيم.

    5 - لا يَكفي أن يدخلَ البيت فيراكِ تقرئين القرآن؛ بلِ الأوْلى أن يَسمع معكِ - إن استطعتِ - محاضرةً أو درسًا يتحدَّث عن الجَنَّة والنار، أو ما يحكي قصصًا عن حُسن الخاتمة وسوئها، وتخيَّري من الدُّعاة مَن له أسلوب وعظي مميَّز؛ كالشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، فله عدَّة محاضرات دعويَّة رائعة، والشيخ علي القرني، والشيخ نبيل العوضي، والشيخ عبد المحسن الأحمد، والشيخ سعد البريك، وأخصُّ بالذِّكْر شريط (قصة توبة)، والمحاضرات بفضل الله متوفرة على (الإنترنت)، ويَسهُل الحصول عليها.

    6 - حاوري أهلَه، وبيِّني لهم أنَّ ما يفعلونه ليس من الحنان في شيء؛ بل هو من التقصير في حقِّ ولدهم، وذكِّريهم بقول الله - عزَّ وجلَّ -: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور: 21]، فذكِّريهم بواجبهم في حقِّ وحيدهم، وأنَّ الله سائلهم عن الأمانة، واطلبي منهم أن يكونوا لكِ خيرَ معين على هدايته، وحاولي أن تُنسِّقي معهم بعضَ الأمور والأساليب الدعويَّة، التي قد تؤثِّر عليه، وتعيده إلى طريق الحق.

    7 - ذكِّري زوجَكِ - وبشكل غير مباشر - بخطورة تلك العَلاقات المحرَّمة، وما قد تُسبِّبه من فساد أخلاقي وأمراض فتَّاكة.

    8 - حاولي أنتِ إبعادَه عن تلك الطُّرق؛ كأن تطلبي منه بعضَ احتياجات البيت، وتشغلي وقتَه وجهده بما يعود عليه بالنَّفع، كممارسة هواية محبَّبة إلى نفسه، وشاركيه فيها، فتأخذ مِن وقته وجهدِه في أمور نافعة.

    9 - أكثري معه من الحديثِ عن أُمِّ الخبائث، وما تُسبِّبه من أمراض خطيرة، بالقلْب والكبد والعقل، والتدمير الكامل للصِّحة، والواقع خيرُ شاهد على ذلك، وإن تيسَّر لك استشارةُ مَن تعلمون من أطباء، فلعلَّه أن يقتنع بكلامهم، وحاولي استغلالَ الموقف في الإشارة إلى أنَّ الله ما حرَّم علينا شيئًا إلاَّ لحكمة، وحدِّثيه وقتَها حولَ رحمة الله بعباده، وإمهاله لهم، رغمَ فسادِهم وعصيانهم، وبُعْدِهم عنه، فمثل تلك الأحاديث تُرقِّق القلوب وتُليِّنُها.

    10 - ليس الأمرُ سهلاً ويسيرًا، بل أنتِ بحاجة لكثير من الصبر والاحتساب، ولا بدَّ أن يأخذ منك وقتًا، فاصبري واستعيني بالله، واللهُ لن يُخيِّبَك - بإذنه سبحانه - وتذكَّري أنَّ بالصبر تُحَلُّ مشكلاتٌ عِظام، وأمورٌ ما كنَّا نتوقَّع أن تزول.

    والله ولي التوفيق.
    أ. مروة يوسف عاشور
    مآآآآآجى

    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8209
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: كيف أجعل زوجي يمشي في الطريق المستقيم

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 5 يوليو - 7:31

    كيف أجعل زوجي يمشي في الطريق المستقيم 32578_1156964871
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17096
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: كيف أجعل زوجي يمشي في الطريق المستقيم

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الخميس 9 يوليو - 3:34

    اسعدنى مرورك الطيب

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 23:56