هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    المشاعر والحب$$$

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17096
    السٌّمعَة : 22

    سؤال المشاعر والحب$$$

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الخميس 18 فبراير - 7:52

    السؤال:
    السلام عليكم ورحمة الله،
    أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، لا أعمل، من أسرة محترمة، تعرَّفْتُ على شابٍّ من موقع زواج، فقد كنتُ أبحث عنْ مواصفات معينة؛ مثل: شخصية مرِحة، ومتديِّن، ويُصلِّي، ولا يُدخِّن، ويحترمني، وأحترمه، وبالفعل وجدتُه مِن خلال الموقع.

    تعارفنا لفترةٍ طويلة، وأخذ رقم هاتفي، وكنَّا نَتَحَدَّث بشكْلٍ يَوْميٍّ تقريبًا، كلمة حق تُقال في حقِّه: إنه إنسان مُحترم جدًّا؛ فلم يُسِئْ إليَّ في يوم من الأيام، لا أقول ذلك لأني أحبه، ولكن هذا ما حدَث، ويشهد الله علينا أننا لَم نتجاوزْ في حدِيثنا.

    وجدنا أنفسنا لا يستطيع أحدنا أن يبتعدَ عن الآخر، ولا بُدَّ أن نكملَ حياتنا سويًّا.

    علمتُ مِن كلامه أنه يُكَوِّن نفسَه، ولا يستطيع الزواجَ الآن، فقد شرَح لي تفاصيلَ حياتِه، والتي يتَّضِح منها أنني لا بُدَّ أن أنتظره لمدة 6 شهور.

    وكلما فتحتُ موضوع الارتباط معه، وأنه يتقدَّم لي أشخاصٌ، قال لي: "هذا نصيب، ولا تضايقي نفسكِ، وكل شيء يعدِّي".

    تقدَّمَ لي شابٌّ من أقاربي، لكن رفضتُ مِنْ أجله، وجاء الرفض في مصلحتي؛ لأنه لم يكنْ مناسبًا بالفعل، وحدثتْ بعدها مشاكلُ بين الأهل والأقارب بسبب رفضي له.

    وخلال هذه المشاكل بين الأهل والخطوبة، كنَّا على اتصال ببعض، ولَم أكن أشْعُر أنه متضايق أنِّي ربما أَضِيع منه، وعندما قلتُ له ذلك، قال لي: "أنا أُخَفِّف عليكِ؛ لأنِّي أشعر أنك متعبة نفسيًّا، وما ينفع أن نتعامل بالعواطف، حتى لو أنني تقدمتُ الآن، فإن أهلكِ سيرفضونني؛ لأنهم لا يرَوْن إلا هذا الشاب، وأعتقد أنهم سيعانِدُون أكثر معي ومعكِ"، شعرتُ حينها بضيقٍ شديد، وبعدم تمسُّكه بي، وانتهى الموضوع (موضوع خطبة قريبي)، وعُدنا كما كنَّا أول أمرنا.

    ظهر موضوع آخر، فقد تقدَّم لي شابٌّ آخر مِن ترشيح أختي، وقد تعبتُ جدًّا هذه المرة؛ بسبب رد فعلِه؛ فقد كان أقل من المرة السابقة، فقال لي: "هذا موضوع سهلٌ، ويُمكن رفْضُه بسهولة، ولكن أنا أتمنَّى لكِ الخير مثل أخواتي، لو كان الشاب جيدًّا فاقبلي، فأنا لا أريد أن أظلمكِ معي"، أنا تضايقتُ جدًّا من ردِّه، وقلتُ له كلامًا كثيرًا يدلُّ على عدم حبه لي، وأن زواجي وعدمه لا يهمه في شيء، وهو مع كل ذلك يُثْبِتُ لي أنه يحبني، وأنه لا يتسلى بي، وأن نفَسَه ليس طويلاً حتى يتحمل التسْلية طوال هذه المدة معي، وتكفي منه تصرُّفاته، ولا يلزم أن ينطقَ بكلمة الحب كل حين.

    أرى أن الحب أفعالٌ وليس كلامًا، وهو يرى أنه لا يصح أن يتقدَّم ويُرْفَض؛ لأنه لا يرْضى أن يُرْفَض، كذلك لأنَّ راتبه ليس كبيرًا، وهو كذلك بالفعل، فقد أخبَرَني أنَّه يعْمَلُ براتب 1000 جنيهٍ.

    وهناك مشكلة أخرى وهي: أنه يبني شقةً في بيت العائلة، ولَم يكملْ سقف الشقة، ويريد أن ينهيَ البناء؛ حتى لا يعترض أهلي على شيءٍ، ويكون بذلك قد أنهى كل شيء ويضع أهلي أمام الأمر الواقع، وأن الشقة انتهى بناؤُها ولا داعي للرفض.

    لقد تعبت من التفكير، فلا جديد يحدُث بيننا، فالأمر على ما هو عليه منذ سنة، وهو يعلم جيدًا أني لا أستطيع أن أكمل هذا من وراء أهلي، فعندما شعر بالضَّغْط مني عليه، قال لي: "ما رأيكِ أن نترك الموضوع للنَّصِيب؟"، أنا وافقتُ على كلامه، ولكنَّه قال لي: "فكِّري جيدًا"، أنا صراحة لَم أستطع البعد؛ لأنه كان يقوم بعمل عملية، وكنتُ لا بدَّ أن أسأل عنه يوميًّا.

    لكن موضوع العريس المرشَّح لي من أختي جعلني آخذ خطوة إيجابية، فقررتُ أن أترك الموضوع للنصيب، فقد انقطعت علاقتي به من شهر تقريبًا، ولا أعرف عنه أي شيء طوال هذه المدة، ولكن كثيرًا ما أضعف وأريد أن أكلمه، ولكن أرجع وأمسك نفسي، وأقول: لو كان يريدني سيضحي من أجلي.

    هل فعلاً الحب تضحية، أو الواقع غير كلام الحب؟ وهل أنا ظلمتُه بعدم تكْملة المسيرة معه حتى يُكَوِّن نفسه؟

    وهل بعده يعْني أنه غاضبٌ مني؛ فقد يتصوَّرُ أنِّي لا أكلمه لأنِّي وافقتُ على الخطبة وخُطِبْتُ؛ لذلك لا أكلمه؟

    أنا محتارة، ولا أعرف ماذا أفعل بحبه؟ أحبه وأريده زوْجًا لي، وأخاف أن يعتقد أنِّي خُطبْتُ، وأنِّي لا أريده، أرجوكِ دليني على الحل الأمثل.

    الجواب:

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
    أنا الآن واقعة بين أمرين لا ثالث لهما؛ إما أن أصدقك وأحدِّثك بحكم خبْرتي في مثل هذه الحالات، التي تتكرر على مسامعي بشكل شبه يومي، وأقدِّم لك حلولاً عملية، قد لا توافق هوى نفسكِ.

    أو أن أُسكِّن جرحك وأهوِّن ألمك، وأرسل لك الأماني الجميلة؛ التي يسعد بها قلبك برهة من الزمن، وتطمئن إليها نفسُك ساعة من اليوم، وتسعدين بحديثي، ثم لا تلبث الحقيقة أن تكشرَ عنْ أنيابها، وتقتلعك من شاطئ الأماني الكاذبة، لتقذف بكِ على صخرة الواقع الصلبة، وما أشد الألمَ حينها!

    ففكري معي، أيهما أختار؟

    لا أجد لي ولكِ خيرًا من الاختيار الأول، فهل ترين غير ذلك
    ؟

    لا أعتقد؛ لما بدا لي من تعقلك وحكمتك، التي تقف الآن في صراع مرير مع عاطفتك القوية الجياشة؛ والتي تتكون غالبًا مع أول طارق يطرق قلب كل فتاة حالمة، فتظن أنه لا حياة لها بدون هذا المحبوب، ولا خير لها إلا في جواره، وسبحان الذي يختار لنا الأصلح في ديننا ودنيانا، ولا يجعل مصايرنا تحت رحمة أهوائنا!

    أختي الكريمة:
    قبل أن أتحدث معك حول تلك العلاقة من الناحية الشرعية، أود أن أطرح عليكِ هذا السؤال، وأتمنى منكِ الإجابة عليه بصدق: ما دليل تمسُّك هذا الشاب بكِ؟

    فكري جيدًا، هل تجدين دليلاً واحدًا على صدق محبته وقوتها ورغبته الجادة فيكِ كزوجة؟

    في مثل هذه المواقف لا بد لنا أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا، استمرت العلاقة بينكما لمدة عام تقريبًا، لم يتخذْ فيها خطوة إيجابية، والعمر لا ينتظر، والفرَص تقل، والخُطَّاب يأتون ثم يذهبون، اتفقنا على الصراحة التامة، أليس كذلك؟

    فهل ترين أنه من المنطقي ألا يُبدي تمسكًا بكِ؛ بحجة أنه يترك الأمر (للنصيب)؟!

    قلتِ: إنه بعد تقدُّم أحد الأقرباء ورفضه، عدتم إلى حالكما الأول من التواصُل، فمَن الذي بدأ؟

    أخشى أنك تطبقين في كل مرة: ((وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))؛ لأنها غير منطبقة عليكما بالمرة!

    على كل حال إن أردتِ الصدق والصراحة، فإني لا أرى منه إلا مواقف سلبية، لا أتهمه بالتلاعُب، ولكنه غير متمسك بك، ولعل بحثه في مواقع الزواج ما زال مستمرًّا، أو لعله قد تبيَّن له أنه غير مستعدٍّ للزواج الآن وأنه قد تسرع، لكن لم يشأ أن ينهيَ العلاقة بنفسه، حرصًا على مشاعركِ، أو حياءً منه، أو لأيِّ سبب آخر، فأراد أن تنتهي مِن تلقاء نفسها، والدليل أنه لم يكلف نفسه السؤال عنكِ خلال شهر كامل ليعلم موقفه منكِ، هل تمت خطبتك أو لا، أفترين بعد ذلك أنه متمسِّك بكِ؟!

    أعلم أن حديثي قد يُؤلمكِ، لكن صدقيني: تحمُّل ألَم العملية الجراحية خيرٌ من استمرار الألَم إلى أجَل لا يعلمه إلا الله.

    بالطبع وكما تبيَّن لك من حديثي، لا أنصحك نهائيًّا بالتواصل معه، أو محادثته، وانظري إلى حياتك القادمة بصورة أكثر عملية، وحرِّري نفسكِ من أسر الحب، وحلِّي قيودها بأسرع ما يمكن، فقد تعبتْ خلال عام كامل، ولا داعي لإرهاقها أكثر.

    عزيزتي:
    فرْقٌ كبير بين حبِّ الرجل وحب المرأة، فهو يحب بعقْله قبل قلبه، لكنها تحب بقلبها وعقلها وجميع جوارحها، وتبقى تفكر فيه ليلها ونهارها، تحلم وتُمنِّي نفسها، تتخيله معها في كل لحظة وقد ملأ حياتها سعادة وبهجة، في حين لا يشغل هذا الحب من باله إلا حيزًا يسيرًا، ومن هنا يأتي عذابها، وصعوبة تخلُّصها منه!

    والله إن قلبي ليتألم مما أسمع من الفتيات من قصص عجيبة ونهايات حزينة، وكم من فتاة عاشت في هذه الأحلام سنين طِوال، ثم لم تفق إلا على الحقيقة المرة الأليمة! فتخرج من عذاب الحب إلى عذاب الشوق والتحسر على فقدان محبوبها، وهكذا لا تنتهي سلسلة العذابات، وأتمنى أن لو كان بيدي إسعاد قلوبهن وجبر كسرها، ولكن إلى متى؟!

    أما عن العلاقة بين الشباب والفتيات قبل الزواج، فلا تجوز في الإسلام ولا ينبغي الاستمرار عليها؛ فاستعيني بالله وتوكلي عليه، واستغفريه لما مضى، ولا تضيعي مزيدًا من الوقت، وتفضَّلي بالاطلاع على هذه الفتوى على موقعنا بعنوان "الزواج عن طريق الإنترنت".

    وهذه بعنوان "الحديث مع الفتيات بكلام غير فاحش".

    وهذه نصيحة يُقَدِّمُها الدكتور سامي بن عبدالعزيز الماجد، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فيقول: "لا أرى من ضرورةٍ لمكالمته، سواء بالهاتف أو بواسطة برامج المحادثة الصوتية عبر الإنترنت، فهذه خطوة ليس لها ما يسوِّغها، ولا الحاجة تدعو لها، وأخشى أن تُفضي إلى مزالق وخيمة، والأذن تعشق قبل القلب أحيانًا!

    فإياك إياك أن يصل بك الأمر إلى هذه الخطوة، التي أحسبها أول خطوة من خطوات الشيطان الذي لا يني في الأمر بالفحشاء والمنكر".

    وعلى ذلك يكون الجواب على سؤالك: "أرجوكِ دليني على الحل الأمثل".

    إن الحل الأمثل في عدم التواصل معه نهائيًّا، والنظر في أمر الخطَّاب، وعدم تضييع الفرص على نفسك، والعمل بالحديث: ((إذا خطب إليكم مَن ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني.

    وفقك الله لما يحب ويرضى، وأسعد قلبك بزوج صالح تقي، يكرمك ويحسن عشرتك، ونسعد بالتواصل معك في كل وقت.
    أ. مروة يوسف عاشور
    مآآآآجده

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 23:59