هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    لهذا أحــبُ ربي !

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 16903
    السٌّمعَة : 22

    سؤال لهذا أحــبُ ربي !

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح السبت 14 يونيو - 9:22

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نسطِّرُ إلى من لا يحبون الله مع عَدم استغنائعم عن بِّره أو يَدَّعون محبَّبته دون أنيوافقوه طرفة عين أو
    يواصلون الإساءة مع مواصــــلة الإحـــسان.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    "أحبوا الله لما يَغْذُوكم به من نِعمه"[صحيح]
    ومـــن أجلَّ هذه الــنعم:

    1- نعــمة الإسلام
    فلو لم يكن يحبكِ ما كان سمَّاكِ باسم الإسلام ، ولا سَمَكِ بسمة الإيمان.

    أخــــبريني....
    هل كان لكِ أدنى فضل في كونكِ مسلمة ؟! هل تزعمُ واحدة مَّنا أنها دعت ربها في بطن أمِّها أن يخرجها مسلمة ففعل ؟!
    أو توسلت إلى الله أن يجعلها من قبضة أهل اليمين وهي بعد في صلب أبيها فاستجاب لها؟!

    يا أختي .. كان من الممكن أن تكوني حطباً لــجهنم .. تولدي على الكُفر و تموتي عليه ، ولكنه يحبك .. عصمكِ من عبادة العبيد وأسجدكِ لمن خلق الملوك والعبيد ... حماكِ من السجود للصنم ، وأخضعكِ لمن خلقكِ من عدم.

    مـَا للعبادِ عليه حَقٌّ واجبٌ ... كلاَّ ولا سَعْى لديه ضائعُ
    إن عُذِّبوا فبِعَدله أو نُعِّموا ... فبفضله وهو الكريمُ الواسعُ
    - آثــار قدرته

    ولأنه يُحبكِ أرشدكِ غليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته لتستدلي بها عليه، وتهتدي بها إليه... هي رسوله الذي أرسله الله إلى الناس غير أنه لا يوحى له ، وكتابه المفتوح دائماً يقرأه الأمي والجاهل ... سبحانه خلق فأبدع وسمى نفسه البديع وجمَّل وأتقن ولذا فهو الجميل.

    عجـــباً ... كيف لا يعبده من رأى آثاره ؟! وكيف لا يعرفه من لمح أنواره؟! إذا كانت أعرابيه عرفته وقالت:"إذاكانت البَعْرة تَدِل على البعير ، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبـراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على عزيز قدير؟!."

    هــذا شأن الأعرابيـــة ، فما شأنـــكن أنــتن يا صاحبات الشهادات؟!

    لاتَــــمـتْــروا فـــي ذاتــه ... فالكــون من آيــاتِه
    إن صـــحَّ في حـركـاتـــه ... أو نام في سَكَناتِه
    والصــــــبحُ في إشـراقه ... والليل في ظُلماتِه
    و الجو في إعـــــصــاره ... إن هَبَّ أو نَسَماته
    والرعـــد دَوَّى قاصــــفاً ... والبرق في ومضاتِه
    والـــلـيــث فــي فَـلواتِــه ... يختالُ فـي خطواته
    الـــطيــر حلَّق في الفضا ... أو نام في أوكاره
    والــــغـــابُ ظـــلٌّ وارفٌ ... والروض في ثمارته
    والماء صاف في الغدير ... تشف في مرآته
    لا تــــمتـــروا في ذاتـــه ... فالروح من آياته
    والثــــــغــر في تسـبيحه ... والفم في بَسماته
    والعــــــقل في إبــــداعِه ... والكفرُ في سبحاته
    والبــــــحر يَهدر صاخباً ... والفلكُ في جنباته

    أبعد كل هذه الآيات التي أرشدكِ إليها تهجريه .... تنسيه ... تتركيه إلى غيره؟! تتوددي إلى من يُجافيكِ وتجافي من يتودد إليكِ؟! سبحانه إله يتعرف إلى خلق عنه معرضون!!

    - الحسنة المضاعفة

    كل إنسان يعاملكِ ليربح منكِ ، ويكسب عليك ... أما الله عز وجل فإنه يعاملكِ لتربحي أنتِ منه وتكسبي عليه ، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائعة ضعف إلى أضعاف كثيرة لأنه يحبكِ ، والسيئة عليكِ بواحدة وهي أسرع شيء في المحو ، دمعة واحدة تمحو آلاف الخطايا ، وخطوة قصيرة في الطاعة تنسف أطنان الذنوب ، يشكر اليسير من العمل ويمحو الكثير من الزلل .. لأنه يحبكِ .. واسمعي إلى خطاب حبه و لذيذ ودِّه في قوله :

    "إذا همَّ عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة ، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف ، وإذا همَّ بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه ، فإن عملها كتبتها سيئة واحده"[صحيح]
    ثلثُ الليل الآخــر

    ولأنه يُحبكِ ينزلُ الربُّ إلى السماء الدنيا كل ليلة تنزلا يليق بمقامه ، فينادي الجموع الغافلة والأجفان النائمة
    بلطيف قوله ، وحلو ندائه:

    هل مِن داعٍ فاستجيب له دعاءه؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟

    يا أختـــي..
    أليس لكِ إلى الله حاجة في أمر دنيا و في أمر آخرة ؟؟ وهل استغنيتِ عن ربكِ ؟؟ هل أستكفيتِ حاجتُكِ منه؟؟
    هل حللتِ مشاكلك؟؟ هل تخلصتِ من متاعبك؟؟ رُدَّي عليَّ وأجيبيني !!...
    ألا تشتكين قسوة القلب؟؟ ألا تعانين هجر القرآن؟؟ ألا يسوؤكِ حالكِ مع الله؟؟ ألا يواجهكِ ضيق عيش أو عقوق والد أو مرض ولد أو وقوع بلاء؟؟.

    إن كان يواجهكِ شيء من هذا فهلُّمي إليه ... ارفعي شكواكِ ... قدمي نجواكِ ... هنا في الثلث الأخير ... هنا
    خاتمة الأحزان وفاتحة الرضوان .. وجنات النعيم الدنيوي والكرم الإلهي.

    عــجــباً لكـِ !!

    ترفعين حوائجكِ إلى من أغلق دونكِ بابه وجعل دونها الحرس والحُجَّاب ، وتتركين من بابه مفتوح إلى يوم الدين !! احفظي ماء وجهك.

    لأنه يحبكِ .. لا يزداد على كثرة السؤال إلا جوداً و كرماً ، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضيلاً و إحسانا.

    لأنه يحبكِ .. لا يمنعه إعراض المعرضين وكثرة المذنبيين وإصرار المعاندين من أن يستمر في نزوله كل ليلة
    ولا يمنعه عظيم سلطانه من أن ينظر إلى صغير سلطانه.

    سبحانه .. هذا حبه لكِ ، فأين حبكِ له ؟؟

    لو ناداكِ أبوكِ يطلبُ منكِ منفعة له لأجبتيه ، وهذا هو الله العلي العظيم يناديكِ ويطلب منكِ منفعة لكِ فتنامين عنه!!
    لو أسدت إليكِ إحدى صديقاتك معروفاً ثم طلبت إليكِ أن تريدنه في السَّحر لما تأخرتِ عنها ، فلم التأخير مع من أنتِ مغمورة في بحر نعمه ؟؟
    أيــــن ردُ الجــميل يا ناكرة الــجميل ؟؟

    5-الإبــتلاء

    ولأنه يُحبكِ ابـــتلاكِ!! ألم سمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من يرد به خيراً يصب به"[صحيح]

    ابـــتلاكِ عز وجل ليرفع درجتكِ في الجـنة ... لأنه يحبكِ
    ابتلاكِ لتفــيقي من غلفة نفسكِ وتستيقظي من سكرة ذنبك ... لأنه يحبكِ
    ابـــتلاكِ يموحو خطيئة تدخلكِ النار ... لأنه يحبكِ
    ابــــتلاكِ لتتواضعي له وتدعيــنه سحراً فــيستجيب فوراً ، ويعوضكِ عن فقد نعمة واحدة نعماً أخرى كثيرة ... لأنه يحبكِ
    ابتلاكِ لتدخلي الجنة من أوسع أبوابها وأسهل طرقها ... (إنما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُم بِغيرِ حِساب)[الزمر:11]

    ابــتلاء الخير أشد

    يقول ابن القيم :"وإنما كان الصبر على السَّراء شديد لأنه مقرون بالقدرة ، فالجائع عند غيبة الطعام أقدر منه على الصبر
    عند حضوره ، وكذلك الشَّبِق عند غيبة المرأة أصبر منه حضوراً".

    6- التوفيق لطــــــــاعتــــه

    قال الله عزَّ وجل:[وَلَوْلاَ فَضلُ اللهِ عَليْكُمْ ورحمــتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّن أحدٍ أبَداً] النور:21

    الــحسنة من فضله تصدر ، وبلطفه تحصل ، ثم يقبلها منــكِ ، ويُثني عليكِ ، والله .. لولا الله ما سجد ساجد
    و لولا حبه لنا ما قدر طائع على إتمام طاعته وما أطاق عابد جهد عبادته.

    الوقوف بين يدي الله نعمة وإقبال القلب عليه نعمة ، قــــراءة القرآن نعمــة ، شكرُ نعائمه نـــــعمة،
    غــمرتنا نِعمه فلم نَعد-والله- نعرف كيف نشكرها.

    سبــحانه ... مبتدئ هذه النعم قبل إستحقاقها ومديمها قبل شكرها.

    إذا كان شــكري نعمة الله نعمة عليَّ له في مثلها يجب الشكرُ
    فكيف بلوغ الشكر إلا بفضــــله وإن طالت الأيام واتصل العمرُ
    إذا سرَّ بالسراء عمَّ سرورهــا وإن مسَّ بالضــر أتبــــعه الأجرُ
    ومـــا منها إلا له فــيه نـــــعمة تضيق بها الأوهام والـبر والبحرُ

    7- العصمة من الذنب

    ولانـــه يُحبكِ فكم من ذنوب عصمكِ منها ووقاكِ ، وأبعدكِ عنها وهداكِ ، وليس ذنب كالكفر ، ولذا كان حكيم بن حزام
    يذكر نعمة الله عليه-إذ هداه للإسلام قبل موته- فكان عامَّة قَسَمِهِ: "لا و الذي نجَّاني من القتل يوم بدر"

    وليست العصمة من الذنب فقط من علامات حب الله ، بل كذلك المداومة على ذلك حتى الممات ، كحال أبي سفيان رضي الله عنه رأس الكفر في بدر الذي نجَّاه الله وهداه إلى الإسلام ... واسمعي إلى قوله لأهله عند احتضاره :
    "لا تبكوا عليَّ فإني لم أتلطخ بخطيئة منذ أسلمت" ، وكان بين إسلامه وموته 12 عام !!.

    ومع المدامة على الإستقامة تكون الإعانة على الطاعة ، وتذكيرك بفضلها إذا وسوست لك نفسكِ بتركها ،
    كما حدث مع سهل التستري ..

    حُكي عن سهل بن عبد الله التستري أنه كان يواظب على الصيام ، فمَرَّ بتمَّار وبين يديه رطب حسن ، فاشتهت
    نفسه فرد شهوتها ، فقالت نفسه: كل بلية ذقتها منك من سهر الليالي وظمأ الهواجر ، فأعطني هذه الشهوة واستعملني
    في طاعة الله حيث شئت ، فاشترى سهل الرطب والخبز ودخل موضعاً ليأكل ، فإذا رجلان يختصمان ، فقال أحدهما : إني
    محق وانت مبطل،أتريد أن أحلف لك اني محق؟! فقال: نعم ، فحلف وقال:ورب الصائمين إني مُحق في دعواي ، فقال:هذا مبعوث الله إليَّ ، ثم أخذ بلحيته وقال:يا سهل بلغ من شرفك وشرف صومك حتى يحلف العباد به ثم تفطر على قليل رطب!!.
    8- عدم الإهلاك بالذنب

    قال الله سبحانه وتعالى (ولَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاس بِما كَسَبُوا مَا تَركَ عَلى ظَهْرها مِن دابَّة)
    والله لو آخذنا بما جنت أيدينا لعذبنا و ماكان لنا ظالماً ، ولأفنى مظاهر الحياة على وجه الأرض ، ولذا كان بعض الصالحين يتذكر ذلك كلما شرب شربة ماء عذبة فيقول:الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته ولم يجعله ملحاً اجاجاً بذنوبنا.

    هــــل عرفتِ الآن إلى أي حد يحبكـِ؟؟؟

    كم نطلب الله من ضُرِّ يحل بنا ... فإن تَولَّتْ بــلايانا نسيناهُ
    ندعوة في البحر أن يُنجي سفينتنا ... فإن رجعنا إلى الشاطئ نسيناهُ
    ونركب الجو في أمن وفي ودَعَة ... وما سقطنا لأن الحافظ اللهُ
    ننساه بعد نجاح في امتحان غذ ... وإن رسبنا وأكملنا دعوناهُ

    هل بدأت بَواعث الحب تسري في جسدك أو لازلتِ بعد بعيدة !!

    كلام يحيى أحــــيا

    قال يحيى بن معاذ : عفوه يستغرق الذنوب فكيف رضوانه ؟! وحبه يدهش العقول فكيف وده ؟! ووده ينسي ما دونه فكيف لطفه؟!.

    - يــُـسْرُ الطــاعات مع عظمة الثواب

    انـــظري أخية إلى هــذه المــكآفئات:
    -"مامن رجل يصلي عليَّ مائة مرة إلا غفر له الله"[صحيح]
    -"من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، ما لم يشرك بي شيئا"[حسن]
    -"ما جلس قوم يذكروم الله ، إلا ناداهم منادٍ من الســــماء: قوموا مغفوراً لكم"[صحيح]
    -"من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة خُطَّتْ خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"[صحيح].

    10- أحـــبُ الله لأنه الله

    أ- الغفَّار:
    غفر ... اي ستر ، والغفار هو من أظهر الجميل وستر القبيح رآكِ على الذنوب فلم يفضحك ، و حاربتيه
    بالمعاصي فلم يهتك سترك ... أخفى عن الناس ذنبكِ وستر عيبك ، وجمَّل ظاهركِ ، واخفى باطنكِ ، فلم يعرف الناس همَّكِ
    بالشر والغس والخيانة وإرادة المعصية وسؤ الظن بالخلق ، ولو عرفوكِ لكرهوكِ و ما أكرموكِ ، وعادوكِ و ما احبوكِ.

    أخيـــتي .. اغترفي معي من بحر الحب المتدفق في آثار قوله:

    "يا ابن آدم .. انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي.
    يا ابن آدم .. لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".

    يقول الشاعر:
    إذا كنتَ تــــغدو في الذنـــوب بعيدا .. وتخاف في يوم المعاد وعيدا
    فلقد أتــاك من المهيـــــمن عفــوه .. وأفاض من نــعم عليكَ فريدا
    لا تيأسن من لطف ربك في الحشا .. في بطن امك مضغة ووليدا
    ولو شاء أن تصلى جهنـــما خالدا .. ما كان ألهم قلبك التوحيدا

    غَفر لسحرة فرعون ما كان منهم ورفعهم إلى درجة الشهداء ، تاب على الغامدية توبة لو وزِّعت
    على سبعين من أهل المدينة لكفتهم ، ويظل نهر الحب يجري على مر السنين.


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أصلَّ راحلته بأرضة مهلكة ذوية عليها
    طعامه وشرابه و ظلمها ، حتى إذا أيس من حصولها نام في أصل شجرة ينتظر الموت ،و استيقظ فإذا هي على
    رأسه قد تلعق خطامها بالشجرة ، فالله أفرح بتوبة العبد من هذا براحلته"[صحيح].

    أرأيتِ يا حبيبة هذه الفرحة ؟! فالله أشد فرحاً برجوعكِ إليه منها!
    وهي فرحة إحسان وبر ولطف لا فرحة محتاج إلى توبة عبده منتفع بها ، يفرح بمَت عبادته هو وأمثاله لا تساوي
    في ملكه ذرة تراب ، من انتِ يا فقيرة حتى يتقرب إليكِ أغنى الأغنياء ؟
    ماذا تساوي يا ذليلة حتى يتودد إليكِ العزيز؟!
    ومع ذلك يغفر ويتودد ويتلطف ، بل يجعل أعظم الذنوب عنده أن يظن العبد أن الرب لن يغفر !!.

    مَن أسوأ الناس حالاً؟

    قال عبد الله بن المبارك:جئت سفيان الثوري عشية عرفه وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان ، فقلت له :من أسوأ
    هذا الجمع حالاً؟!. فقال:الذي يظن أن الله لا يغفر.

    وكما قال الشاعر:
    مازلتُ أغرق في الإســـاءة دائباً ... وتنالني بالعفو والغفران
    لم تنقــــصني إذ أسأت وزدتــــني ... حتى كأن إساءتي إحسان
    تجزي الجميل عن القـــبيح كأنما ... يرضيك مني الزور والبهتان
    وقــــفة!

    نظر الفضيل بن عياض إلى تسبيح الناس وبكائهم عشية عرفة فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا
    إلى رجل فسألوه دانقاً(الدانق:سدس درهم) أكان يَردُهم؟! قالوا :لا . قال : والله للكغفرة عند الله أهون
    من إجابة رجل لهم بدانق.

    وكما قال الشاعر:
    لا يبعدنك عُــتبنا عن بـــابنا ... فالعهد باق والوداد مصانُ
    وبحسننا وبلطفنا وبجـــاهنا ... شاع الحديث وسارت الركبان
    فإذا ذللت لعزنا ولجـــــاهنا ... ذلَّت لعزتك الملوك وهانوا
    ب- الرحمن :

    عبَّر عن قدر رحمة الله غير المتصور وسعتها اللامحدودة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    في قوله :"لو تعلمون قدر رحمة الله لا تكلتم عليها"[صحيح].

    رحمة الله التي نحن غارقون فيها لها مظاهر جليلة :
    فمن رحمته :"إن الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبيتين"... لأنه يحبك.

    ومن رحمته :أنه"سكت عن أشياء فلم يذكر فيها تحريماً ولا تحليلا رحمة بنا من غير نسيان"... لأنه يحبك

    ومن رحمته:حمايته لعبده المؤمن في الدنيا إذا سبق في علم الله أنها ستطغيه وتصرفه عن طريق الحق "إن الله ليحمي
    عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه ، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب" ... لأنه يحبك.

    ومن رحمته:أن أحداً من خلقه لا يستطيع حجب رحمته أو منعها عن أحبابه (مَا يَفتَحِ الله للنَّاسِ مِن رِّحمةٍ فَلا مُمْسِك
    لَهَا)[فاطر:2]

    فلا ممـــــسكـ لـــها

    رحمة الله لا تعز على طالب في أي زمان و مكان : وجدها إبراهيم عليه السلام وسط ألسنة النار ، ووجدها يوسف عليه السلام في غيابت الجب
    وغياهب السجن ، ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت ، ووجدها موسى عليه السلام في اليَمَّ وهو طفل
    وفي قصر فرعون وهو متربص به ، ووجدها أصحاب الكهف حين افتقدوهــا في القصور ، ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، وهو مطارد ...
    تـــوقفي لحــظة !

    ومع هذا فإن كل هذه الرحمات الدنيوية لا تُشكِّل في رحمة الله سوى 1% من مجموع رحماته التي خلقها.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة ،
    فبها تعطف الوالدة على والدها ، والوحش والطير بعضها على بعض ، وأخَّر تسعاً وتسعين فإذا
    كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة"[صحيح]

    ولأن رحمة والديكِ بكِ مهما بلغت فهي جزء من جزء من مائة جزء من رحمة الله ، كان شيخ الإسلام
    "حمَّاد بن سلمة" يقول : ما يَسُرُّني أن أمري يوم القيامة صار إلى والديَّ ، إن ربي أرحم بي من والديَّ.

    أختي .. التمسي رحمة من الله في أي مكان ومن اي إنسان ولو كانت امرأة فقيرة ... تجعلي قدوتك في ذلك
    علم الزهاد وبركة العصر معروف الكرخي الذي مر يوماً وهو صائم بسقاء يقول : رحم الله من شرب ، فشرب رجاء
    الرحمة.

    كان بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد وعصى ربه ، فما زالت نعمته ولا تغيرت حالته ن فقال:
    يارب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتك ، فهتف به هاتف :
    يا هــذا .. لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها !!
    ج. اللطيف :

    واللطف: رحمة خفية تشمل علم الله بمصالح العبد ومنافعه وإيصالها له في رفق ، فمن اللطف:
    لُطفه بالأجنَّة في بطون أمهاتهم في ظلمات ثلاثة ، وإيصال الغذاء إليهم وصرف الفضلات عنها.

    حُبُّه التيسير على عباده (يُريدُ بِكم اليُسْرَ ولاَ يريدُ بِكُمُ العُسْرَ) البقرة:185
    ولذا فرض الحج لمن استطاع إليه سبيلا ، ورخَّص في قصر الصلاة والفطر في السفر ، والصلاة قاعداً
    او على جنبه لمن لا يقدر عليها.

    حماية العبد مما ضره .. قال عز وجل (لَهُ مُعَقِّباتٌ من بينِ يَديهِ ومِن خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ من أمرِ الله) الرعد:11
    قال الحسن:هو الملائكة يحمونه من كل سؤ ، فإذا حل القضاء خلوا عنه.
    ويبصرك الفضيل بن عياض بلطف الله بكِ قائلاً : كم أراد عدو الإنسان أن يضره فيصرفه الله عنه وهو لا يشعر
    ، ثم قرأ :(اذُكروا نِعمتَ الله عَلْكُم إذْ هَمَّ قَومٌ أن يبسطوا إليْكُمْ أيديَهُم فَكَفَّ أيديهُم عَنكُم) المائدة:11

    نعمة الموت ... أتدرين لو لم يخلق الله الموت ماذا كان سيحدث لو تكاثرت ذبابتان فحسب دون موت ؟!
    كانت الأرض ستمتلئ ذباباً حتى تتكون طبقة من الذباب سمكها 5ســم تغلف الكرة الأرضية خلال سنتين فقط!![حقيقة علمية]

    الخير كله ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه ومالم أعلم
    وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه ومالم أعلم"[صحيح]

    يبصرنا بلطف الله بنا ويعلمنا أن الله هو وحده الذي يعلم ما يضرنا و ما ينفعنا وما يُصلحنا وما يُفسدنا
    فلندع أمرنا إليه ولنتوسل إليه بهذا الدعاء الجامع ولنستسلم لاختياره لنا.
    وماذا بعد الكـــــلام ؟

    1-ليكن لكِ جلسة تفكُّر و تَدبر تنظري بها في خلق الله ليزداد إيمانكِ ، وتتعرفي على خالقك ، أو شاهدي حلقة
    من حلقات الإعجاز العلمي في القرآن(د.زغلول النجار) فهي تؤدي نفس الغرض.

    2-نَاجٍ ربيكِ في السَّحر حين يخلو كل حبيب بحبيبه ، واضرعي إلى ربكِ الذي يحبكِ وادعين بما تشائين.

    3-احرصي على أداء الطاعات ، وإذا كسلت عن طاعة فعليكِ بأختها ، فأبواب الخير مفتوحة كثيرة

    4-أحسني الظن بربك "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء" واحذري عظم الذنوب : استصغار رحمة الله واستبعاد أن
    يغفر لأحد وإن كنتِ غارقاً في المعاصي.

    5-من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، أسقطي ذلك على ذكرك الله (واعجبًا لمن يدَّعي المحبة ويحتاج إلى من يذكره بمحبوبه
    ، فلا يذكره إلا بمذكٍّره ، أقل مافي المحبة أنها لا تنسيك تذكر المحبوب) ابن القيم

    6-من أحب ربه وافقه في السر والعلن ؛ ولذا كانت عبادة السر أكثر أجراً وأعظم ثوابًا.

    وخــتاماً نســـأل الله أن يبلغنا حبه و حب من يحبه وحب عملٍ يقربنا إلى حبه ، وأتمنى أن تكون هذه الكلمات
    البسيطة قد كان لها الأثر الكبير في بعض أخواتنا.


    م

    مـــ ماجده ـلاك الروح


    </B></FONT>
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8016
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: لهذا أحــبُ ربي !

    مُساهمة من طرف مدير عام السبت 14 يونيو - 11:19

    جزاك الله خيرا
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 16903
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: لهذا أحــبُ ربي !

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح السبت 14 يونيو - 13:34

    لهذا أحــبُ ربي ! 3thankyoubluedovesrooln6
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8016
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: لهذا أحــبُ ربي !

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 5 أكتوبر - 12:11

    لهذا أحــبُ ربي ! Swahlcom7261je3

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 13 مايو - 19:54