قد يكون من السهل أن ينسلخ الإنسان من جسده ،
و لكن ما أصعب أن يخرج من هذا الجنون الذي يُـسمى : الهوى ..!
ألا قاتل الله الهوى ..!
كم من إنسان أرداه الهوى ، فهوى ..!!
و لقد قيل : ما سُـمي الهوى إلا من الهوان ..
و كم من إنسان يستعبده الهوى من حيث لا يشعر
( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ..وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ ..
وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَــــــــلا تَذَكَّـــــرُونَ !!؟ )
و كثيرون يستعبدهم محراب الهوى و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
نسأل الله أن يحمينا و ينير قلوبنا
* *
واحد من طريقين _ أو كلاهما _
يوصلك إلى الخلاص من هذه الدائرة المفخخة :
محبة عظيمة لله جل جلاله ، تستقر في شغاف قلبك ،
تثمر لك إقبالاً على الطاعة حيثما كنت ..
( وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً .. يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ.. )
*
أو خشية شديدة من الله تعالى ، يرجف لها قلبك ،
تدفعك باستمرار إلى الفرار من مواطن سخط الله تعالى ،
حتى لا تقع فيما يعرّضك لغضبه ..
( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ )
*
اجهد جهدك ، واتعب تعبك لتحصيل هذه الجرعة .. أو تلك
_ أو كلاهما _
و قد استقمت على الجادة التي توصلك إلى الفردوس ..
وثق بوعد الله الذي لا يتخلف :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
**
اتعب .. و ابحث .. و نقب .. و فتش ..
عن كل طريق يوصلك إلى تعزيز محبة الله جل جلاله في قلبك
حتى توقد مجمرة قلبك بنار محبة الله جل في علاه
فإذا هبت نسائم تلك النار و تعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
كذلك الإنسان إذا بقي أسير الهوى ، فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم
و لا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبه شوارق محبة الله تعالى
و علامتها الكبرى :
أن يجد نفسه مندفعا للإقبال على الله تعالى على مدار الأربع و عشرين ساعة
و هل يمكن أن نتصور أن يتعلق محب بغير محبوبه ..!!
هذا عين المحال ..
و من فعل هذا و وقع فيه ، ثم زعم أنه محب
أنكر عليه ذلك قانون المحبين في كل زمان و مكان ..
إذن لا شيء على الإطلاق يمكن أن يشغل قلب المحب غير محبوبه ..
و ما يرضي محبوبه .. و ما يكون سبيلا إلى قرب هذا المحبوب
و ما عدا ذلك : فلن تجده في قائمة أي محب صادق ..!
*
ذلك لا يعني أن المؤمن الحق و المحب الصادق معصوم من الوقوع في المعصية
و لكنه إذا وقع عرف أولاً كيف يعود سريعا و كله ندم
ثم عرف كيف يعوض ما فاته أثناء سقوطه في تلك المعصية
*
و إليك طائفة متفرقة من أقوال المحبين
في أزمنة مختلفة لتعلم أن ( القانون هو القانون ) :
فتأمل هذه المتفرقات و تعجب من أحوال جمهرة من الناس
تزعم أنها محبة لله ، و ليس عندهم ربع _ بل و لا عُـشر _ ما عند هؤلاء من أحوال !!
فإذا صحوتَ فأنت أولُ خاطرٍ ** و إذا غفا جنبي فأنت الآخرُ
لولاك ما شاقني ربعٌ و لا طللٌ ** و لا سعت بي نحو الحمى قدمُ
إذا وصلت فكل شيءٍ باسمٌ ** و إذا هجرتَ فكل شيءٍ باكي
فهم نصب عيني ظاهراً حيثما ساروا ** و هم في فؤادي باطناً أينما حلوا
إن حدّثوا عنها فكلي مسامعُ ** و إن حدثتهم فكلي ألسنٌ تتلو
لو أن روحي في يدي و وهبتها ** لمبشري بقدومكم لم أنصفِ
لو قال تيهاً : قف على جمر الغضا ** لوقفتُ ممتثلاً و لم أتوقفِ
و يقبحُ من سواك الفعل عندي ** و تفعلهُ فيحسنُ منك ذاكا
فدهشتُ بين جماله و جلاله ** و غدا لسانُ الحال عني مخبرا
لعلك غضبان و لستُ بعالمٍ ** سلامٌ على الدارين إن كنتَ راضيا
وقف الهوى بي حيث أنتَ فليس لي ** متأخرٌ عنه و لا متقدمُ
خُــذوا الدنيا بأجــمعــها ** حــبيبٌ واحــدٌ ذخرُ
إذا ضـــاءت مطـالعهُ ** فكــلُ ســمائكم غفــرُ
أعدِ الحديثَ عليّ من جنباتهِ ** أنّ الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ
فكيف أكونُ إذا هم نأوا ** وهذا بكائي إذ هم معي !!
و هكذا .. و إنما هذه شذرات سريعة .. و زهرات متفرقة .. و مع هذا نقول :
إذا كان هذا الذي يقولونه في حب مخلوق لمخلوق ..
فكيف بحب من ليس كمثله شيء جل في علاه ..!؟
نسأل الله أن يملأ قلوبنا بنور محبته
حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
مصيبتنا كلها في هذا الهوى الجامح ..
متى تخلصنا منه .. فقد انطوى الطريق ..
( وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )جنة معجلة في الدنيا .. قبل جنة الآخرة التي أعدها لعباده المتقين
اللهم برحمتك ارحمنا ..
و بكرمك أكرمنا و اشرق أنوار محبتك على قلوبنا ، حتى لا نحب سواك .
اللهم آمين ..
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
و لكن ما أصعب أن يخرج من هذا الجنون الذي يُـسمى : الهوى ..!
ألا قاتل الله الهوى ..!
كم من إنسان أرداه الهوى ، فهوى ..!!
و لقد قيل : ما سُـمي الهوى إلا من الهوان ..
و كم من إنسان يستعبده الهوى من حيث لا يشعر
( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ..وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ ..
وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَــــــــلا تَذَكَّـــــرُونَ !!؟ )
و كثيرون يستعبدهم محراب الهوى و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
نسأل الله أن يحمينا و ينير قلوبنا
* *
واحد من طريقين _ أو كلاهما _
يوصلك إلى الخلاص من هذه الدائرة المفخخة :
محبة عظيمة لله جل جلاله ، تستقر في شغاف قلبك ،
تثمر لك إقبالاً على الطاعة حيثما كنت ..
( وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً .. يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ.. )
*
أو خشية شديدة من الله تعالى ، يرجف لها قلبك ،
تدفعك باستمرار إلى الفرار من مواطن سخط الله تعالى ،
حتى لا تقع فيما يعرّضك لغضبه ..
( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ )
*
اجهد جهدك ، واتعب تعبك لتحصيل هذه الجرعة .. أو تلك
_ أو كلاهما _
و قد استقمت على الجادة التي توصلك إلى الفردوس ..
وثق بوعد الله الذي لا يتخلف :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
**
اتعب .. و ابحث .. و نقب .. و فتش ..
عن كل طريق يوصلك إلى تعزيز محبة الله جل جلاله في قلبك
حتى توقد مجمرة قلبك بنار محبة الله جل في علاه
فإذا هبت نسائم تلك النار و تعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
كذلك الإنسان إذا بقي أسير الهوى ، فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم
و لا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبه شوارق محبة الله تعالى
و علامتها الكبرى :
أن يجد نفسه مندفعا للإقبال على الله تعالى على مدار الأربع و عشرين ساعة
و هل يمكن أن نتصور أن يتعلق محب بغير محبوبه ..!!
هذا عين المحال ..
و من فعل هذا و وقع فيه ، ثم زعم أنه محب
أنكر عليه ذلك قانون المحبين في كل زمان و مكان ..
إذن لا شيء على الإطلاق يمكن أن يشغل قلب المحب غير محبوبه ..
و ما يرضي محبوبه .. و ما يكون سبيلا إلى قرب هذا المحبوب
و ما عدا ذلك : فلن تجده في قائمة أي محب صادق ..!
*
ذلك لا يعني أن المؤمن الحق و المحب الصادق معصوم من الوقوع في المعصية
و لكنه إذا وقع عرف أولاً كيف يعود سريعا و كله ندم
ثم عرف كيف يعوض ما فاته أثناء سقوطه في تلك المعصية
*
و إليك طائفة متفرقة من أقوال المحبين
في أزمنة مختلفة لتعلم أن ( القانون هو القانون ) :
فتأمل هذه المتفرقات و تعجب من أحوال جمهرة من الناس
تزعم أنها محبة لله ، و ليس عندهم ربع _ بل و لا عُـشر _ ما عند هؤلاء من أحوال !!
فإذا صحوتَ فأنت أولُ خاطرٍ ** و إذا غفا جنبي فأنت الآخرُ
لولاك ما شاقني ربعٌ و لا طللٌ ** و لا سعت بي نحو الحمى قدمُ
إذا وصلت فكل شيءٍ باسمٌ ** و إذا هجرتَ فكل شيءٍ باكي
فهم نصب عيني ظاهراً حيثما ساروا ** و هم في فؤادي باطناً أينما حلوا
إن حدّثوا عنها فكلي مسامعُ ** و إن حدثتهم فكلي ألسنٌ تتلو
لو أن روحي في يدي و وهبتها ** لمبشري بقدومكم لم أنصفِ
لو قال تيهاً : قف على جمر الغضا ** لوقفتُ ممتثلاً و لم أتوقفِ
و يقبحُ من سواك الفعل عندي ** و تفعلهُ فيحسنُ منك ذاكا
فدهشتُ بين جماله و جلاله ** و غدا لسانُ الحال عني مخبرا
لعلك غضبان و لستُ بعالمٍ ** سلامٌ على الدارين إن كنتَ راضيا
وقف الهوى بي حيث أنتَ فليس لي ** متأخرٌ عنه و لا متقدمُ
خُــذوا الدنيا بأجــمعــها ** حــبيبٌ واحــدٌ ذخرُ
إذا ضـــاءت مطـالعهُ ** فكــلُ ســمائكم غفــرُ
أعدِ الحديثَ عليّ من جنباتهِ ** أنّ الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ
فكيف أكونُ إذا هم نأوا ** وهذا بكائي إذ هم معي !!
و هكذا .. و إنما هذه شذرات سريعة .. و زهرات متفرقة .. و مع هذا نقول :
إذا كان هذا الذي يقولونه في حب مخلوق لمخلوق ..
فكيف بحب من ليس كمثله شيء جل في علاه ..!؟
نسأل الله أن يملأ قلوبنا بنور محبته
حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
مصيبتنا كلها في هذا الهوى الجامح ..
متى تخلصنا منه .. فقد انطوى الطريق ..
( وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )جنة معجلة في الدنيا .. قبل جنة الآخرة التي أعدها لعباده المتقين
اللهم برحمتك ارحمنا ..
و بكرمك أكرمنا و اشرق أنوار محبتك على قلوبنا ، حتى لا نحب سواك .
اللهم آمين ..
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم