السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي الصمت القاتل بيني وبين زوجي، فمن أيام الملكة كان كلامي معه وكلامه معي قليلا جداً لا يتجاوز خمس دقائق في كل أسبوع، وكانت الفترة بين الملكة والزواج ستة أشهر، ولم يتمكن من زيارتي نهائياً في تلك الفترة، وكنت أعتقد أن هذه المشكلة ستتلاشى بعد الزواج، ولكن شعرت بخيبة الأمل، إذ مضى الآن على زواجي سنة وستة أشهر، وأنا أستحيي وأتحرج من الكلام مع زوجي، ولا أستطيع التصرف على طبيعتي أمامه، حتى استقباله عندما يرجع البيت وتوديعه عندما يخرج حرمته من هذا كله بسبب خجلي منه، وهو –للأسف- لا يبادر بالكلام إلا نادراً في الشهر مرة تقريباً، علماً إن عمري عشرون وعمره فوق الثلاثين، ولدينا بنت صغيرة، وأحسه يحاول أن يضيع جو الصمت بتلعيب بنته والاهتمام بها، أرجو أن تجدوا حلا لمشكلتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكِ الله أختي الكريمة.. لا أدري إلى أي سند شرعي يستند هذا التقليد في منع زيارة الشاب لزوجته وبخاصة بعد العقد لمدة ستة أشهر متتالية وهم مقبلون على حياة مشتركة يحتاج كل طرف فيها أن يتعرف على الآخر من خلال الحوار والنقاش والزيارات العائلية والتنزه بصحبة العائلة، والمحادثة عبر الهاتف، كل هذه الوسائل التي تقرب الكثير من المسافات، وتعين كل طرف على فهم شخصية الآخر والوقوف عند نقاط الاتفاق، والتعرف على مواضع الاختلاف ولو بصورة مبدئية، فأين وعي الأهل وإدراكهم لهذا؟!
لعل إطالة الفترة بين العقد والدخول والتي تُبنى على الكتمان في الأساس بحيث يتعرف كل طرف على الآخر من خلال عدة زيارات في حضور الأهل، فإذا ما اتفق الطرفان يكون الزفاف، وإن اختلفوا ينصرف كل طرف إلى حاله دون أن يدري أحد عن الأمر شيئاً مما يجنب الطرفين الكثير من المتاعب النفسية وبخاصة الفتاة.
أيضاً تقصير فترة العقد والتسريع بالدخول أفضل بكثير من إطالة هذه الفترة، والتي كثيراً ما يتحجج فيها الشاب أن الفتاة زوجته وله عليها كامل الحقوق، وينسى أن الأب هو صاحب الحق الأول حتى في هذه الفترة، لأنه لا زال هو المنفق على ابنته، وبسبب هذا قد تقع الكثير من المشكلات والتي قد تؤدي إلى فسخ عقد الزواج بالكلية.
ومما سبق، قد يحتاج الأهل إلى النظر طويلاً في السياسة التي من خلالها تتم هذه الإجراءات بما يحقق أكبر قدر ممكن لنجاح هذه العلاقة الوليدة.
طبعاً الحل الآن والخروج من هذا الوضع ليس مسؤوليتك وحدك، بل مسؤولية مشتركة بينكما.
سنة وستة أشهر كانت كفيلة جداً لتتخلصي من هذا الخجل نحو رجل أحل الله لكِ معاشرته، ويطلع منكِ على ما لا يطلع عليه أحد في هذا الكون، فعلامَ الخجل إذن؟
لا بد من أن توجهي لنفسك رسائل إيجابية من مثل أنكِ قادرة على الخروج من هذا الوضع، أن البقاء على هذه الحال لا معنى له، أن الحياة لا تصلح بهذه الطريقة، أن هناك الكثير الكثير من المواضيع والأحداث اليومية التي يمكن أن تشكل مادة جيدة جداً للحديث بينكما.
ولتكن أول خطوة من عند ابنتك، طالما أنه أبدى استعداداً لمشاركة ابنته بعض ألعابها، فلا تفوتي هذه الفرصة وشاركيهما أيضاً، ووجهي له الحديث من مثل: ما أجمل اللعب مع الأطفال، إنه يُذكر المرء بأيام الطفولة الجميلة، هل كنت تلعب بمفردك وأنت صغير أم كانت لك صحبة، ما رأيك أن نشتري بعض اللعب لابنتنا، هل في ذهنك مواصفات معينة لهذه اللعب، الكثير من علماء النفس والتربويين يؤكدون على أهمية اللعبة في حياة الطفل... إلخ،
وهكذا وبسلاسة شديدة ومن دون تكلف اخرجي من موضوع لتدخلي في الآخر، وامنحيه الفرصة ليشاركك الحديث ولا تملي إن تأخر رده، فقد يفاجأ هو أيضاً بهذا التغيير منكِ ويحتاج إلى فترة للتعامل معه كيف يكون وكيف يأتي رده.
اهتمي جداً باستقباله وتوديعه عند عمله، ولتكن البداية تحضير إفطار بسيط له عند ذهابه وقُبلة، واستقباله بمثلها وكوب عصير مثلاً عند عودته، مما يدفعه إن شاء الله لشكرك والثناء على تصرفك هذا، وشيئاً فشيئاً يتحسن الأمر بينكما، فهي ليست بالمشكلة الكبيرة والحمد لله،
ويمكن جداً وبسهولة التغلب عليها والمسألة مسألة وقت لا أكثر، لكن إياكِ ثم إياكِ من إهمالها.
وفقك الله تعالى ورزقكما السعادة والهناء، وواصلينا بأخبارك.
أ / غادة بنت أحمد حسن
ربنا ولك الحمد ماجده ربنا ولك الحمد
مشكلتي هي الصمت القاتل بيني وبين زوجي، فمن أيام الملكة كان كلامي معه وكلامه معي قليلا جداً لا يتجاوز خمس دقائق في كل أسبوع، وكانت الفترة بين الملكة والزواج ستة أشهر، ولم يتمكن من زيارتي نهائياً في تلك الفترة، وكنت أعتقد أن هذه المشكلة ستتلاشى بعد الزواج، ولكن شعرت بخيبة الأمل، إذ مضى الآن على زواجي سنة وستة أشهر، وأنا أستحيي وأتحرج من الكلام مع زوجي، ولا أستطيع التصرف على طبيعتي أمامه، حتى استقباله عندما يرجع البيت وتوديعه عندما يخرج حرمته من هذا كله بسبب خجلي منه، وهو –للأسف- لا يبادر بالكلام إلا نادراً في الشهر مرة تقريباً، علماً إن عمري عشرون وعمره فوق الثلاثين، ولدينا بنت صغيرة، وأحسه يحاول أن يضيع جو الصمت بتلعيب بنته والاهتمام بها، أرجو أن تجدوا حلا لمشكلتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكِ الله أختي الكريمة.. لا أدري إلى أي سند شرعي يستند هذا التقليد في منع زيارة الشاب لزوجته وبخاصة بعد العقد لمدة ستة أشهر متتالية وهم مقبلون على حياة مشتركة يحتاج كل طرف فيها أن يتعرف على الآخر من خلال الحوار والنقاش والزيارات العائلية والتنزه بصحبة العائلة، والمحادثة عبر الهاتف، كل هذه الوسائل التي تقرب الكثير من المسافات، وتعين كل طرف على فهم شخصية الآخر والوقوف عند نقاط الاتفاق، والتعرف على مواضع الاختلاف ولو بصورة مبدئية، فأين وعي الأهل وإدراكهم لهذا؟!
لعل إطالة الفترة بين العقد والدخول والتي تُبنى على الكتمان في الأساس بحيث يتعرف كل طرف على الآخر من خلال عدة زيارات في حضور الأهل، فإذا ما اتفق الطرفان يكون الزفاف، وإن اختلفوا ينصرف كل طرف إلى حاله دون أن يدري أحد عن الأمر شيئاً مما يجنب الطرفين الكثير من المتاعب النفسية وبخاصة الفتاة.
أيضاً تقصير فترة العقد والتسريع بالدخول أفضل بكثير من إطالة هذه الفترة، والتي كثيراً ما يتحجج فيها الشاب أن الفتاة زوجته وله عليها كامل الحقوق، وينسى أن الأب هو صاحب الحق الأول حتى في هذه الفترة، لأنه لا زال هو المنفق على ابنته، وبسبب هذا قد تقع الكثير من المشكلات والتي قد تؤدي إلى فسخ عقد الزواج بالكلية.
ومما سبق، قد يحتاج الأهل إلى النظر طويلاً في السياسة التي من خلالها تتم هذه الإجراءات بما يحقق أكبر قدر ممكن لنجاح هذه العلاقة الوليدة.
طبعاً الحل الآن والخروج من هذا الوضع ليس مسؤوليتك وحدك، بل مسؤولية مشتركة بينكما.
سنة وستة أشهر كانت كفيلة جداً لتتخلصي من هذا الخجل نحو رجل أحل الله لكِ معاشرته، ويطلع منكِ على ما لا يطلع عليه أحد في هذا الكون، فعلامَ الخجل إذن؟
لا بد من أن توجهي لنفسك رسائل إيجابية من مثل أنكِ قادرة على الخروج من هذا الوضع، أن البقاء على هذه الحال لا معنى له، أن الحياة لا تصلح بهذه الطريقة، أن هناك الكثير الكثير من المواضيع والأحداث اليومية التي يمكن أن تشكل مادة جيدة جداً للحديث بينكما.
ولتكن أول خطوة من عند ابنتك، طالما أنه أبدى استعداداً لمشاركة ابنته بعض ألعابها، فلا تفوتي هذه الفرصة وشاركيهما أيضاً، ووجهي له الحديث من مثل: ما أجمل اللعب مع الأطفال، إنه يُذكر المرء بأيام الطفولة الجميلة، هل كنت تلعب بمفردك وأنت صغير أم كانت لك صحبة، ما رأيك أن نشتري بعض اللعب لابنتنا، هل في ذهنك مواصفات معينة لهذه اللعب، الكثير من علماء النفس والتربويين يؤكدون على أهمية اللعبة في حياة الطفل... إلخ،
وهكذا وبسلاسة شديدة ومن دون تكلف اخرجي من موضوع لتدخلي في الآخر، وامنحيه الفرصة ليشاركك الحديث ولا تملي إن تأخر رده، فقد يفاجأ هو أيضاً بهذا التغيير منكِ ويحتاج إلى فترة للتعامل معه كيف يكون وكيف يأتي رده.
اهتمي جداً باستقباله وتوديعه عند عمله، ولتكن البداية تحضير إفطار بسيط له عند ذهابه وقُبلة، واستقباله بمثلها وكوب عصير مثلاً عند عودته، مما يدفعه إن شاء الله لشكرك والثناء على تصرفك هذا، وشيئاً فشيئاً يتحسن الأمر بينكما، فهي ليست بالمشكلة الكبيرة والحمد لله،
ويمكن جداً وبسهولة التغلب عليها والمسألة مسألة وقت لا أكثر، لكن إياكِ ثم إياكِ من إهمالها.
وفقك الله تعالى ورزقكما السعادة والهناء، وواصلينا بأخبارك.
أ / غادة بنت أحمد حسن
ربنا ولك الحمد ماجده ربنا ولك الحمد