هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17095
    السٌّمعَة : 22

    سؤال من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح السبت 24 مايو - 12:51

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$ Showpicqa8

    في المقال السابق تبين لنا أن دخول السماء لا يمكن أن يكون إلا من خلال باب يُفتح، وأن حركة الأجسام في السماء إنما تكون في خطوط منحنية غير مستقيمة، وهو ما أسماه القرآن بـ ( العروج ) تلك كانت بعض صور الإعجاز العلمي الواردة في قوله تعالى: { ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون } (الحجر:14) .

    ونتوقف اليوم عند ملمح آخر من ملامح الإعجاز العلمي في الآية التالية، وهي قوله تعالى: { لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } (الحجر:15) ومعنى الآية: أنه لو فُتح باب من السماء لهؤلاء المنكرين لعظمة هذا الخالق، لقالوا: إنما سُكِّرت أعيننا وسُدَّت، أو غشيت وغطيت، فلم تعد تبصر شيئًا، وحينئذ - والحالة هذه - لم يعد يرى الإنسان إلا الظلام .

    وهذا التشبيه القرآني البليغ يمثل حقيقة كونية أثبتها العلم الحديث اليوم، ولم يكن يعرفها الإنسان قبلُ؛ فبعد أن تمكن الإنسان من الوصول إلى الفضاء، اكتشف حقيقة أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه، وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سمكه ( 200 كم ) فوق سطح البحر. وإذا ارتفع الإنسان فوق ذلك فإنه يرى الشمس قرصًا أزرق في صفحة سوداء حالكة السواد .

    وإذ كان الجزء الذي يتجلى فيه النهار على الأرض محدودًا في طوله وعرضه وسمكه، وكان في حركة دائمة دائبة، وكانت المسافة بين الأرض والشمس في حدود ( 150مليون كم ) وكان نصف قطر الجزء المدرك في الكون يُقدَّر باثني عشر بليون سنة ضوئية ( 114.2110كم ) أدركنا ضآلة سمك الطبقة التي يعمها نور النهار، وعدم استقرارها لانتقالها باستمرار من نقطة إلى أخرى؛ ويتضح لنا كذلك، أن تلك الطبقة الرقيقة تحجب عنا ظلام الكون، خارج حدود أرضنا، ونحن في وضح النهار، فإذا أقبل الليل أدبر النهار، واتصلت ظلمة ليلنا بظلمة الكون، وتحركت تلك الطبقة الرقيقة من النور لتفصل نصف الأرض المقابل عن تلك الظلمة الشاملة .

    وتجلي النهار على الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض بهذا اللون الأبيض المبهج هو نعمة كبرى من نعم الله على عباده. وبيان ذلك, أن الهواء في هذا الجزء من الغلاف الغازي للأرض له كثافة عالية نسبيًّا، وهذه الكثافة تتناقص كلما ارتفعنا حتى لا تكاد تُدرك، وهو مشبع ببخار الماء، وبهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الأرض فتعلق بالهواء، وتقوم كل من جزئيات الهواء الكثيف، وجزئيات بخار الماء، وجسيمات الغبار الدقيقة بعمليات تشتيت ضوء الشمس وعكسه حتى يظهر باللون الأبيض الذي يميز النهار كظاهرة نورانية مقصورة على النطاق الأسفل من الغلاف الغازي للأرض في نصفها المواجه للشمس .

    وبعد تجاوز المائتي كيلو متر فوق سطح البحر، يبدأ الهواء في التخلخل لتضاؤل تركيزه، وقلة كثافته باستمرار مع الارتفاع، ولندرة كل من بخار وجسيمات الغبار فيه، لتضاءل نسبها بالارتفاع حتى تكاد تنعدم، تبدو الشمس وغيرها من النجوم بقعًا زرقاء باهتة في بحر غامر من الظلام؛ لأن أضواءها لا تكاد تجد ما يشتته أو يعكسه في رحاب الكون .

    والقرآن الكريم قد أخبرنا بهذه الحقيقية قبل اكتشاف العلم لها، عندما شبَّه الذي يعرج في السماء بمن سُكِّرت أبصاره، فلم يعد يرى غير الظلام الشامل، والظلام الدامس؛ أو شبهه بمن اعتراه شيء من السحر، فلم يعد يُدرك شيئًا مما يدور حوله. وكلا التشبيهين تعبير دقيق عمَّا أصاب رواد الفضاء الأوائل حين تجاوزوا نطاق النهار، ودخلوا في ظلمة الكون، فنطقوا بما يكاد يكون تعبيرًا عما أخبرت به الآية القرآنية، دون علم بها: { إنما سكرت أبصارنا } (الحجر:15) .

    أما الملمح الإعجازي الثاني الذي نقف عليه في هذه الآية، فهو ما دل عليه قوله تعالى: {...لقالوا إنما سكرت أبصارنا...} ووجه ذلك، أن القول بـ ( تسكير الأبصار ) وظلمة الكون الشاملة إنما تتم وتكون بمجرد العروج في السماء لفترة قصيرة، ثم تظل الظلمة سائدة إلى نهاية الكون .

    وقد أثبت العلم اليوم هذا بدقة شديدة، وبيان ذلك أننا إذا حسبنا النسبة المئوية لسمك طبقة النهار، وهي ( 200 كم ) إلى المسافة بين الأرض والشمس، وهي ( 150 مليون كم ) لكان حاصل النسبة هو ( 1/750 ) ألف تقريبًا، فإذا نسبنا الحاصل إلى نصف قطر الجزء المدرك من الكون لتبين أنه لا يساوي شيئًا البتة، ومن هنا تتضح لنا روعة التشبيه القرآني في قوله تعالى: { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون } (يـس:37) حيث شبه انحسار طبقة النهار البالغة الرقة بسلخ جلد الذبيحة الرقيق عن كامل بدنها، الأمر الذي يؤكد أن الظلام هو الأصل في الكون، وأن النهار ظاهرة عارضة رقيقة لا تظهر إلا في الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي للأرض، وفي نصفها المواجه للشمس في دورة الأرض حول نفسها أمام ذلك النجم، وبتلك الدورة ينسلخ النهار تدريجيًّا من ظلمة كلٍ من ليل الأرض وحلكة السماء، كما ينسلخ جلد الذبيحة من جسمها .

    ومما يؤكد دوام ظلمة السماء ما قرره القرآن في مقام آخر، وهو قوله تعالى: { أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها } (النازعـات:27-29) فالضمير في قوله سبحانه: { وأغطش ليلها } يعود إلى السماء، والمعنى أن الله تعالى قد جعل ليل السماء حالك السواد من شدة إظلامه، فهو دائم الإظلام، سواء اتصل بظلمة ليل الأرض أو انفصل عنها بتلك الطبقة الرقيقة التي يعمها نور النهار، فيصفه ربنا سبحانه بقوله: { وأخرج ضحاها } أي: أظهر ضوء شمس السماء؛ لإحساس المشاهدين لها من سكان الأرض بالنور والدفء معًا في نهار الأرض .

    ويؤكد هذا المعنى ويوضحه، قَسَمَ الحقّ سبحانه بالنهار، إذ يجلي الشمس، أي: يكشفها ويوضحها، فيقول: { والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها * والليل إذا يغشاها } (الشمس:1-4) أي أن النهار هو الذي يجعل الشمس واضحة جلية لمن يراها من سكان الأرض. وهذه لمحة أخرى من لمحات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، تقرر أن ضوء الشمس لا يُرى إلا على هيئة النور في نهار الأرض، وأن الكون خارج نطاق الأرض ظلام دامس، وأن هذا النطاق النهاري لابد أن به من الصفات ما يعينه على إظهار وتجلية ضوء الشمس لأحياء الأرض .

    وبعد: فهذه بعض ملامح الإعجاز العلمي الذي تضمنته هاتان الآيتان الكريمتان، ولا شك أن فيهما من الإعجاز وفي غيرهما من الآيات ما لم يكشفه العلم بعدُ، مما يؤكد ويؤيد إعجاز هذا القرآن: { وإنه لتنزيل رب العالمين } (الشعراء:192) وأنه: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } (فصلت:42) وأنه المعجزة الباقية أبد الدهر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وصدق الله جل ثناؤه إذ يقول: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } (فُصلت:53) .

    م


    من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$ Nic58ماجده من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$ Nic58ماجده من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$ Nic58


    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$

    مُساهمة من طرف مدير عام السبت 13 سبتمبر - 15:37

    من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$ Mnwa17xy1
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17095
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح السبت 27 سبتمبر - 14:01

    من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$ 6e254bcbp4
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: من صور الإعجاز العلمـmـى في القرآن ( 2 - 2 ) $$

    مُساهمة من طرف مدير عام الإثنين 6 أكتوبر - 11:58

    لا شكر على واجب

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 15:03