بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية لا شك في أن التلفزيون أصبح يلعب دوراً أساسياً ومهماً في حياتنا من خلال المتابعة اليومية لما يبث من خلاله من برامج وأخبار ومشاهدات مرغوب فيها وأخرى غير مرغوب فيها وما لبث وأن أطلق البعض على هذا الجهاز "بالضيف الاجباري" .
ومن غير المبالغ فيه أن نقول بأن التلفزيون يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تربيتنا لاولادنا واعدادهم للمستقبل القادم و على هذا الصعيد أود أن أشير ألي سلسلة من من الاليات التي تثبت أن التلفزيون يمارس نوعاً من "العنف الرمزى" المفسد والمؤذي .
وأبرز مظاهر هذا العنف أن التلفزيون يملأ أوقات الناس بالأشياء غير الهامة و غير الضرورية وهو يستهلك زمنهم في قول أشياء تافهة تخفي في الحقيقة بالقدر نفسه الأشياء الثمينة , وبهذا المعني فان التلفزيون يسهم في تدمير الوعي حينما ينشر وعياً زائفاً أو يحجب المعلومات عبر لعبة اسميها "لعبة المنع بواسطة العرض" .
تبدو الأشياء أقل وضوحاً في التلفزيون أثناء عرضها وهنا وجه من وجوه التناقض : أشياء يتم اخفاؤها عن طريق عرضها أو "بواسطة عرض شئ آخر غير ذلك الذي يجب عرضه " والطريف هنا أن الصورة التي يقدمها التلفزيون ويقوم بتضخيمها ويمنحها صفات درامية وتراجيدية , وانما يفعل ذلك باستخدام كلمات كبيرة فالكلمات المعتادة لا تثير دهشة أحد وبهذا تهيمن الكلمات علي الصورة فالصورة لاتعني شيئاً دون التفسير للذي يجب أن تتم قراءته .
الاستثنائي اذن من وجهة نظر صحفيي التلفزيون هو استهلاك وتدمير الكلمات أو هو ما يمثل "سبقاً" صحفياً مثيراً بأن يبحث الجميع عنه وينتهي أيضاً بعد تحويله التلفزيوني الي "أداة لا لتسجيل الاحداث بل لخلق الواقع" والسبق الصحفي يؤدي بالضرورة الي اللهاث وراء سلسلة من الاليات .
أما الالية الثانية:-
فهي مقياس نسبة الاقبال التي تتمتع بها القنوات التلفزيونية المختلفة وتبعاً لذلك صار الحقل الاعلامي كله مرتهناً ومهووساً بقياس نسبة الاقبال وفقاً لاعتبارات النجاح التجاري .
والمفارقة هنا أن المسؤوليين عن البث التلفزيونى يتحولون الي ضحايا بشكل لا واع لعقلية نسبة الاقبال .
واحدى المشاكل التي تطرح الان هى العلاقات بين السرعة والتفكير فالتلفزيون لن يحصل الا على مفكرين علي السريع , مفكرين يفكرون من خلال "الافكار الشائعة" افكار تم قبولها بالفعل حيث لا تطرح مشكلة التلقى والادراك وهذا يقودنا الى الحديث عن الندوات التلفزيونية التي تبدو حقيقية ولكنها في الواقع غير حقيقية بحيث لا يتساوى المشاركون في القدر نفسه من المهارة في الالقاء و من ناحية أخرى اذا اردنا معرفة ما يقوله أي صحفي او أي مؤسسة اعلامية فلابد لنا من معرفة الموقع الذي يحتله هذا الصحفى داخل هذا الفضاء أي معرفة القوة التى تتمتع بها مؤسسته الاعلامية وهناك ايضا العوامل الاقتصادية والمالية والسوقية والاجتماعية .
فالجهاز الاعلامى بالمفرد أو بالجمع يقوم أولاً وأخيراً علي احتكار الخبر واحتكار توزيعه وصولاً الي احتكار العقول التي تستقبله اذ يتمتع بسلطة التحكم في أدوات التعبير العام
م
مـــ ماجده ـلاك الروح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية لا شك في أن التلفزيون أصبح يلعب دوراً أساسياً ومهماً في حياتنا من خلال المتابعة اليومية لما يبث من خلاله من برامج وأخبار ومشاهدات مرغوب فيها وأخرى غير مرغوب فيها وما لبث وأن أطلق البعض على هذا الجهاز "بالضيف الاجباري" .
ومن غير المبالغ فيه أن نقول بأن التلفزيون يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تربيتنا لاولادنا واعدادهم للمستقبل القادم و على هذا الصعيد أود أن أشير ألي سلسلة من من الاليات التي تثبت أن التلفزيون يمارس نوعاً من "العنف الرمزى" المفسد والمؤذي .
وأبرز مظاهر هذا العنف أن التلفزيون يملأ أوقات الناس بالأشياء غير الهامة و غير الضرورية وهو يستهلك زمنهم في قول أشياء تافهة تخفي في الحقيقة بالقدر نفسه الأشياء الثمينة , وبهذا المعني فان التلفزيون يسهم في تدمير الوعي حينما ينشر وعياً زائفاً أو يحجب المعلومات عبر لعبة اسميها "لعبة المنع بواسطة العرض" .
تبدو الأشياء أقل وضوحاً في التلفزيون أثناء عرضها وهنا وجه من وجوه التناقض : أشياء يتم اخفاؤها عن طريق عرضها أو "بواسطة عرض شئ آخر غير ذلك الذي يجب عرضه " والطريف هنا أن الصورة التي يقدمها التلفزيون ويقوم بتضخيمها ويمنحها صفات درامية وتراجيدية , وانما يفعل ذلك باستخدام كلمات كبيرة فالكلمات المعتادة لا تثير دهشة أحد وبهذا تهيمن الكلمات علي الصورة فالصورة لاتعني شيئاً دون التفسير للذي يجب أن تتم قراءته .
الاستثنائي اذن من وجهة نظر صحفيي التلفزيون هو استهلاك وتدمير الكلمات أو هو ما يمثل "سبقاً" صحفياً مثيراً بأن يبحث الجميع عنه وينتهي أيضاً بعد تحويله التلفزيوني الي "أداة لا لتسجيل الاحداث بل لخلق الواقع" والسبق الصحفي يؤدي بالضرورة الي اللهاث وراء سلسلة من الاليات .
أما الالية الثانية:-
فهي مقياس نسبة الاقبال التي تتمتع بها القنوات التلفزيونية المختلفة وتبعاً لذلك صار الحقل الاعلامي كله مرتهناً ومهووساً بقياس نسبة الاقبال وفقاً لاعتبارات النجاح التجاري .
والمفارقة هنا أن المسؤوليين عن البث التلفزيونى يتحولون الي ضحايا بشكل لا واع لعقلية نسبة الاقبال .
واحدى المشاكل التي تطرح الان هى العلاقات بين السرعة والتفكير فالتلفزيون لن يحصل الا على مفكرين علي السريع , مفكرين يفكرون من خلال "الافكار الشائعة" افكار تم قبولها بالفعل حيث لا تطرح مشكلة التلقى والادراك وهذا يقودنا الى الحديث عن الندوات التلفزيونية التي تبدو حقيقية ولكنها في الواقع غير حقيقية بحيث لا يتساوى المشاركون في القدر نفسه من المهارة في الالقاء و من ناحية أخرى اذا اردنا معرفة ما يقوله أي صحفي او أي مؤسسة اعلامية فلابد لنا من معرفة الموقع الذي يحتله هذا الصحفى داخل هذا الفضاء أي معرفة القوة التى تتمتع بها مؤسسته الاعلامية وهناك ايضا العوامل الاقتصادية والمالية والسوقية والاجتماعية .
فالجهاز الاعلامى بالمفرد أو بالجمع يقوم أولاً وأخيراً علي احتكار الخبر واحتكار توزيعه وصولاً الي احتكار العقول التي تستقبله اذ يتمتع بسلطة التحكم في أدوات التعبير العام
م
مـــ ماجده ـلاك الروح