السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://2img.net/r/ihimizer/img176/3046/b1f4ff807cfaf786379e1efny2.gif
الأمن، الطمأنينة، السعادة، السكن، الحب، الدفء، الغنى، النجاح، المودة، الرحمة.... تعابير كلها سامية، كل منا يبحث عنها!! ليعيش حياة طيبة، حياة هانئة، في عصر كثرت فيه الضغوط الداخلية والخارجية، وفسدت النفوس، حتى أصبح العاقل حيران وسط عاصفة التغريب عن ديننا، وشريعتنا العظيمة.
تغيّرت المعايير، وانقلبت الموازين في كل الأمور، ولعلي أمسك بطرف من فيض، وأخاطب حوّاء الأمّة؟! نعم حوّاء الأمّة!!
لن أقول أنت نصف المجتمع بل أنت المجتمع كله؛ لأنك مربية الأجيال ومربية الرجال. مهلاً يا آدم لا تسخط؛ فقد رفعك الله علينا درجة. ولأعطينّ كل ذي حق حقه وأعيد لك درجتك المفقودة في شرع الغاب، والحضارة، والتقدم، والبناء، (لا والله الخراب)!!
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا). ليسكن إليها.. ما هو السكن؟ وما هي صفاته؟
لو سألت حوّاء لوضعت له ألف شرط يناسب هواها وأحلامها..
أما أنا بصفتي حوّاء فلي نظرة شخصية تنطلق من منطلقات شرعية دعوية.. أسأل الله أن يتسع صدركِ يا أختاه لهذه النظرات.
المسكن في هذه الآية هو حوّاء التي خُلقت من ضلع آدم.
النظرة الشرعية: لماذا شرع الله لنا الزواج؟
أليس لتكوين الأسرة التي هي نواة المجتمع الصالح، وحفظ الأنساب، ولغض البصر، وإحصان الفرج عما حرم الله؟
الدلائل والبراهين الشرعية من القرآن والسنة لا تُحصى، ولو عددنا فوائدها وثمارها لطال بنا المقام، فسبحان الملك العلاّم شرع لنا الإسلام، وهدانا سبل السلام، في حين أعرض عنها بعض الأنام واتبعوا شريعة الإعلام، الذين عكسوا فطرة الإنسان، وتغاضوا عن حكمة الرحمن، تقودهم شهواتهم ونفوسهم لهدم أسس هذه القلعة بقوانين أثرت فينا من كثرة التكرار، وأصبح يتداولها الخاص والعام، وامتلأت بها الصحف والمجلات تحت عدة مسميات.. حقوق الإنسان.. تحرير المرأة.. عبودية الرجل للمرأة.. نصف المجتمع معطل مهدم.. الإسلام ظلم المرأة وهذه هي الطامة الكبرى.
يا قارئي وقارئتي الحبيبة، لن أطيل؛ فالشجون والحسرات تملأ قلبي وقلب كل غيور على أحوال المسلمين.
أما نظرتي الدعوية والشخصية فسأضعها بين أيديكم داعية المولى أن يبلغكم درجة السعادة الحقة التي استفدتها من شريعة العادل الحكيم، فجعلتها مسلكي ومنهجي، وأرشدت لها كل حبيب وعزيز.
كلماتي هذه موجهة للمرأة، فلا تأخذها يا آدم وتطالبنا بها، وتنسى أنك مطالب بالمقابل بأكثر منها!!
أختاه، لماذا يتزوج الرجل؟! إن له أُمًّا تحبه وتعطف عليه.. وأختاً تغسل وتطبخ له.. وأصحاب يملؤون عليه حياته.. فما الحاجة للزوجة والأعباء والمسؤولية وو....؟!
لقد تزوجك لأنه بحاجة إلى مسكن.. يسكن به قلبه وجوارحه وحواسه وفكره، هو بحاجة لاستقرار كامل، عطره المودة والرحمة. هو بحاجة للباس يحيط به ليستر عورته ويلبي رغبته بالحب والمشاعر الدافئة، فيرتاح له ويملأ عليه حياته.. يتنسم به أعطر الأحاسيس.. لباساً يشعره برجولته بقوامته، بأنوثة حوّاء التي تقف بجانبه.. وكذلك أنت بحاجة لهذه المشاعر والأحاسيس.
نحن معاشر النساء خلقنا عزيز حكيم، جعلنا تحت رجل واحد ليحفظنا ويحفظ نسلنا. والآن فلنعد إلى الوراء إن كنت متزوجة، وإن لم تكوني فامشي مع خط الزمن. مشاعر رائعة اعترتنا بعد عقد الزواج.. أحلام وردية داعبت قلوبنا مشاعرنا.. لقد انفتحت قلوبنا لشريك الحياة لطالما تصورناه ورسمناه ولم نعرفه؟! وبعد أن تعرفتِ عليه وجهزتِ نفسك له.. الجميع سعداء يستعدون لتتويج العريس والعروس. ما أجمل الحلال ما أجمل الحلال!! هنا لي وقفة:
أختاه احتفظي بهذه المشاعر، واجعليها تزيد حرارة طول العمر.. نعم طول العمر.. فالرجل والمرأة بحاجة لهذه المشاعر.. مشاعر الحب والشوق للقاء.. استعدي لهذا اللقاء دورياً، ولا تجعلي قسوة الأيام ومشاغل الحياة تلهيك عن حبيبك، عن عشيقك، فأنت بحاجة لهذا الحب الذي يملأ عليك حياتك ويشعرك بأنوثتك..
لا تخادعي نفسك بتزيين وساوس الشيطان مثل:
لقد انخدعت به.. أنا أكره كذا وكذا.. وإنه لا يطيعني.. يحرمني.. لا يقول أنا آسف.. انقلبت الموازيين.. فشقت حياتنا.
لقد خلقنا الله لنكون تحت قوامة الرجال فقدنا الأمم وسدنا العالم، لكن أهل هذه الأزمنة عكسوا الفطرة فقضوا على أنوثتنا، وأصبحنا رجالاً نعاند، فكسرنا الرجال وبدأنا نبحث عن سراب لم ولن نبلغه مهما تعاقب علينا من ليل ونهار، فاختصري المسافات، واستسلمي، وكوني شقيقة الرجل، واعرفي حدود مسؤولياتك. حافظي على شخصيتك، ولا تنسي أن تبرمجيها لتكون تبعاً للزوج بما يرضي الله، أما إذا وقع في المعصية فتصدي له، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة. قولي له: قال الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليعود إلى حدوده حدود الشارع الحكيم.
لا تتعصبي لرأيك أو قرارك. اتركي مساحة للحوار والنقاش الهادئ، وتذكري دائماً أننا نساء، وأن عاطفتنا جياشة، وأحياناً تسوقنا عواطفنا إلى الهلاك.
إن العزيز الحكيم خلقنا وهو أعلم بحالنا؛ جعل شهادة إحدانا نصف شهادة الرجل وجعل القوامة والطاعة للرجل علينا.. لنا خصائص، والخالق العزيز الحكيم الخبير أعلم بمن خلق وأعلم بما يصلح له.
يا من تضجرتِ وسئمتِ هذه القوامة بقصد أو بدون قصد، بقول أو بغير قول تعالي نتحاور بكل صدق لنقسم الأدوار كما شرع الله ولنطبق ما شرع.
إن المرأة خُلقت للقرار في البيت، فقرارها هذا جعل البيت نظيفاً دافئاً يربي الصغير ويرعى شؤون الكبير، يراقب مداخل الشيطان إلى هذا السكن فيصده ويحجمه، وينتظر الغائب الضيف الحبيب لتمسح عنه عناء النهار، ولتزوده بالحب والراحة والطمأنينة ولتقر عينه بزوجه وأولاده لتسري في نفسه السعادة بأن هناك من يشاطره عناء الحياة..
لقد كفاكِ الرجل عناء الخروج من البيت والبحث عن الإنفاق.. كفاكِ الاختلاط ومزاحمة الرجال وحرق الأعصاب.. كفاكِ دموع وشقاء الأرامل اللاتي يعشن الحياة مرة أليمة؛ فقد حملوا المسؤولية عنكِ كاملة.
إن مخالفتنا للفطرة أضاعتنا وأضاعت عفتنا وعفة بناتنا بخروجك من المنزل بغير حاجة. ضاع أهل بيتكِ واحترقت أعصابكِ وأصبحت قلقة مشغولة، ابتعدتِ عن الأولاد وابتعد الأولاد عنكِ فلم تقودي السكن الهادئ الواسع المطمئن، أصبحت سعادتكِ خارج المنزل وتعاستكِ فيه، ضيعتِ حقكِ ولم تؤدي حق غيرك، حري بك أن تقبلي بما قسمه الله.. لقد كانت جداتنا سعيدات على الرغم من قساوة الحياة وخشونتها. كان الرجال يعملون ويحمون بيوتهم... و هن يحفظن أولادهم ويبررْن آباءهم.. وكانت إدارة الكون بأيديهم، وكنا نحن النساء وعاطفتنا السبب من وراء نجاحهم وقد قالوا: "وراء كل رجل عظيم امرأة".
موضوع الزواج موضوع متشعب وكبير، ولكن بحسبي أن أركز على أنوثتكِ وخصائصكِ. دعينا من كلمات البؤس والتعاسة والتذمر والتسخّط..
وسأذكر تجربة امرأة سعيدة في حياتها استفدتُ من تجربتها، وأحب أن تكوني أنت هذه المرأة تقول:
سلّمته عناني ومعه حبي، ومشيت معه بخطا الرحمن، كما رسم لي ربي فوجدت سعادتي في سعادته.
حبي له أصبح عشقاً وغراماً وتتيّماً..
لا أخفيك بدأت أخاطب ربي: هل حبي هذا مشروع ليس فيه شرك؟ فأنا أراقب ربي، وصحوت من هذا الخوف على مشروعية حب الزوج، ذاك الحب الكبير؛ فعظم حبي، وازداد، فأصبح حباً في الله؛ فزاد بركة وصفاء وعوناً على الطاعة.. وأصبحت أنا وهو واحداً في كل شيء.. ذاب التفرد بالآراء، وأصبح كل منا يريد إسعاد الآخر.
قد تقولين كيف حصلت على هذه الوردية في الحياة على الرغم من قسوة الأيام؟!
أقول لك: لقد التزمت القواعد الربانية ولم أحِد عنها دوماً؟ القوامة له.. الإنفاق عليه.. الطاعة له إلاّ في معصية الخالق.. التبعية وهذا مهم جداً له.. القرار لي.. السكن لي.. الحب الدافئ.. التفاهم.. طراوة وحلاوة الحياة مسؤوليتي.
خفت الله وعلمت أني سأُسأل بعد موتي وحشري.. فتنازلت عن حظوظ النفس الأمّارة بالسوء، وعززت النفس المطمئنة الطائعة.
نجحت والله نجحت وهذه الحياة الطيبة ثمرة من ثمار الدنيا، وأسأل الله أن يثيبني دنيا وآخرة.
والآن تسوق لك أختنا السعيدة بعض الأفكار التي تزيّن الحياة الزوجية:
- إن الرجل بحاجة للكلمة الحلوة فلا تبخلي عليه بها.
- اجعلي من غرفة نومك مكاناً للقاء الحبيب والحبيبة، واجعلي الحوار والمشاورات خارجها.
- اعتني برائحتك ونظافتك واستعدي له دوماً.
- عيشي الحب بكل معانيه.. تغزّلي به... المسي يده.. انظري في عينيه، استقبليه، وودّعيه ببسمة وقبلة.
- أسمعيه كلام العشاق كلام الشوق.
- إن ابتعد هاتفيه أو أرسلي له، ولا تخفي عنه مشاعرك، وبيّني له أن سعادتك بجواره. إن رفض لك طلباً فاسعدي برفضه، ولا تعنّفيه، فو الله الذي لا إله إلاّ هو لن تأخذي إلاّ شيئاً قد كتبه الله لك، ولن يُمسك عنك إلاّ ما أمسكه الله عنك.
- لا تكثري عليه الطلبات فأنت أعلم بحالته المادية.
- لا تحوجيه لاقتراض الأموال؛ فالدين هو قهر الرجال، ومصدر ذلّ لهم.
- اقتصدي فأنت راعية في بيته ومسؤولة. خطّطي، وابتعدي عن القلق والاضطراب؛ فأنت مرآة لزوجك وهو مرآة لك.
- اجعلي سعادتك فيما يحب.
- قال صلى الله عليه وسلم: "نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى".
- يقول أبو الدرداء سائراً على نهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- محادثاً زوجته ليناقش مشكلة الغضب، ويضع لها العلاج قائلاً:
وإذا رأيتِني غضبتُ فأرضيني، وإن رأيتُك غضبتِ أرضيتُكِ – وما أقبح أن تغضب المرأة- وإلاّ لن نصطحب؟ قال الزهري: وهكذا يكون الإخوان.
- حذار من ربط الأحزمة وشد الحقائب والرحيل إلى ديار الأهل؛ فالشرع منع الرجل أن يخرج المرأة من قرارها في البيت وهي مطلقة، فما حكمك وأنت غاضبة؟ وهذه عادة سيئة اكتسبناها من الإعلام السيئ الذي خرّب ديارنا وبيوتنا. ففي حال وجود مشكلة في البيت يكون حلها بينك وبين شريك عمرك، وقد تُحلّ بنظرة أو لمسة.. وفي حال خروجها من البيت تكون في يد الآخرين، وهذا في منتهى القسوة والحماقة.
وأخيراً حوّائي الجميلة
لا تمطريني بوابل من النقد والاعتراضات؛ فما سبق كله حقيقة لا خيال، وهو عطر فوّاح نحتاج له كل حين في إعمار بيوتنا لتكون صلبة قوية،لا تعصف فيها الريح ولا يتحكم بها غريب.. قلعة منيعة في وجوه الشياطين، أسرة سعيدة يرفرف عليها الحب والمودة والوئام... تنعم بالأمان.
إلى الأمام يا إماء الله، ولنعبدْ ربَّنا حتى يأتينا اليقين.
هيفاء التيناوي
ماجده
https://2img.net/r/ihimizer/img176/3046/b1f4ff807cfaf786379e1efny2.gif
الأمن، الطمأنينة، السعادة، السكن، الحب، الدفء، الغنى، النجاح، المودة، الرحمة.... تعابير كلها سامية، كل منا يبحث عنها!! ليعيش حياة طيبة، حياة هانئة، في عصر كثرت فيه الضغوط الداخلية والخارجية، وفسدت النفوس، حتى أصبح العاقل حيران وسط عاصفة التغريب عن ديننا، وشريعتنا العظيمة.
تغيّرت المعايير، وانقلبت الموازين في كل الأمور، ولعلي أمسك بطرف من فيض، وأخاطب حوّاء الأمّة؟! نعم حوّاء الأمّة!!
لن أقول أنت نصف المجتمع بل أنت المجتمع كله؛ لأنك مربية الأجيال ومربية الرجال. مهلاً يا آدم لا تسخط؛ فقد رفعك الله علينا درجة. ولأعطينّ كل ذي حق حقه وأعيد لك درجتك المفقودة في شرع الغاب، والحضارة، والتقدم، والبناء، (لا والله الخراب)!!
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا). ليسكن إليها.. ما هو السكن؟ وما هي صفاته؟
لو سألت حوّاء لوضعت له ألف شرط يناسب هواها وأحلامها..
أما أنا بصفتي حوّاء فلي نظرة شخصية تنطلق من منطلقات شرعية دعوية.. أسأل الله أن يتسع صدركِ يا أختاه لهذه النظرات.
المسكن في هذه الآية هو حوّاء التي خُلقت من ضلع آدم.
النظرة الشرعية: لماذا شرع الله لنا الزواج؟
أليس لتكوين الأسرة التي هي نواة المجتمع الصالح، وحفظ الأنساب، ولغض البصر، وإحصان الفرج عما حرم الله؟
الدلائل والبراهين الشرعية من القرآن والسنة لا تُحصى، ولو عددنا فوائدها وثمارها لطال بنا المقام، فسبحان الملك العلاّم شرع لنا الإسلام، وهدانا سبل السلام، في حين أعرض عنها بعض الأنام واتبعوا شريعة الإعلام، الذين عكسوا فطرة الإنسان، وتغاضوا عن حكمة الرحمن، تقودهم شهواتهم ونفوسهم لهدم أسس هذه القلعة بقوانين أثرت فينا من كثرة التكرار، وأصبح يتداولها الخاص والعام، وامتلأت بها الصحف والمجلات تحت عدة مسميات.. حقوق الإنسان.. تحرير المرأة.. عبودية الرجل للمرأة.. نصف المجتمع معطل مهدم.. الإسلام ظلم المرأة وهذه هي الطامة الكبرى.
يا قارئي وقارئتي الحبيبة، لن أطيل؛ فالشجون والحسرات تملأ قلبي وقلب كل غيور على أحوال المسلمين.
أما نظرتي الدعوية والشخصية فسأضعها بين أيديكم داعية المولى أن يبلغكم درجة السعادة الحقة التي استفدتها من شريعة العادل الحكيم، فجعلتها مسلكي ومنهجي، وأرشدت لها كل حبيب وعزيز.
كلماتي هذه موجهة للمرأة، فلا تأخذها يا آدم وتطالبنا بها، وتنسى أنك مطالب بالمقابل بأكثر منها!!
أختاه، لماذا يتزوج الرجل؟! إن له أُمًّا تحبه وتعطف عليه.. وأختاً تغسل وتطبخ له.. وأصحاب يملؤون عليه حياته.. فما الحاجة للزوجة والأعباء والمسؤولية وو....؟!
لقد تزوجك لأنه بحاجة إلى مسكن.. يسكن به قلبه وجوارحه وحواسه وفكره، هو بحاجة لاستقرار كامل، عطره المودة والرحمة. هو بحاجة للباس يحيط به ليستر عورته ويلبي رغبته بالحب والمشاعر الدافئة، فيرتاح له ويملأ عليه حياته.. يتنسم به أعطر الأحاسيس.. لباساً يشعره برجولته بقوامته، بأنوثة حوّاء التي تقف بجانبه.. وكذلك أنت بحاجة لهذه المشاعر والأحاسيس.
نحن معاشر النساء خلقنا عزيز حكيم، جعلنا تحت رجل واحد ليحفظنا ويحفظ نسلنا. والآن فلنعد إلى الوراء إن كنت متزوجة، وإن لم تكوني فامشي مع خط الزمن. مشاعر رائعة اعترتنا بعد عقد الزواج.. أحلام وردية داعبت قلوبنا مشاعرنا.. لقد انفتحت قلوبنا لشريك الحياة لطالما تصورناه ورسمناه ولم نعرفه؟! وبعد أن تعرفتِ عليه وجهزتِ نفسك له.. الجميع سعداء يستعدون لتتويج العريس والعروس. ما أجمل الحلال ما أجمل الحلال!! هنا لي وقفة:
أختاه احتفظي بهذه المشاعر، واجعليها تزيد حرارة طول العمر.. نعم طول العمر.. فالرجل والمرأة بحاجة لهذه المشاعر.. مشاعر الحب والشوق للقاء.. استعدي لهذا اللقاء دورياً، ولا تجعلي قسوة الأيام ومشاغل الحياة تلهيك عن حبيبك، عن عشيقك، فأنت بحاجة لهذا الحب الذي يملأ عليك حياتك ويشعرك بأنوثتك..
لا تخادعي نفسك بتزيين وساوس الشيطان مثل:
لقد انخدعت به.. أنا أكره كذا وكذا.. وإنه لا يطيعني.. يحرمني.. لا يقول أنا آسف.. انقلبت الموازيين.. فشقت حياتنا.
لقد خلقنا الله لنكون تحت قوامة الرجال فقدنا الأمم وسدنا العالم، لكن أهل هذه الأزمنة عكسوا الفطرة فقضوا على أنوثتنا، وأصبحنا رجالاً نعاند، فكسرنا الرجال وبدأنا نبحث عن سراب لم ولن نبلغه مهما تعاقب علينا من ليل ونهار، فاختصري المسافات، واستسلمي، وكوني شقيقة الرجل، واعرفي حدود مسؤولياتك. حافظي على شخصيتك، ولا تنسي أن تبرمجيها لتكون تبعاً للزوج بما يرضي الله، أما إذا وقع في المعصية فتصدي له، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة. قولي له: قال الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليعود إلى حدوده حدود الشارع الحكيم.
لا تتعصبي لرأيك أو قرارك. اتركي مساحة للحوار والنقاش الهادئ، وتذكري دائماً أننا نساء، وأن عاطفتنا جياشة، وأحياناً تسوقنا عواطفنا إلى الهلاك.
إن العزيز الحكيم خلقنا وهو أعلم بحالنا؛ جعل شهادة إحدانا نصف شهادة الرجل وجعل القوامة والطاعة للرجل علينا.. لنا خصائص، والخالق العزيز الحكيم الخبير أعلم بمن خلق وأعلم بما يصلح له.
يا من تضجرتِ وسئمتِ هذه القوامة بقصد أو بدون قصد، بقول أو بغير قول تعالي نتحاور بكل صدق لنقسم الأدوار كما شرع الله ولنطبق ما شرع.
إن المرأة خُلقت للقرار في البيت، فقرارها هذا جعل البيت نظيفاً دافئاً يربي الصغير ويرعى شؤون الكبير، يراقب مداخل الشيطان إلى هذا السكن فيصده ويحجمه، وينتظر الغائب الضيف الحبيب لتمسح عنه عناء النهار، ولتزوده بالحب والراحة والطمأنينة ولتقر عينه بزوجه وأولاده لتسري في نفسه السعادة بأن هناك من يشاطره عناء الحياة..
لقد كفاكِ الرجل عناء الخروج من البيت والبحث عن الإنفاق.. كفاكِ الاختلاط ومزاحمة الرجال وحرق الأعصاب.. كفاكِ دموع وشقاء الأرامل اللاتي يعشن الحياة مرة أليمة؛ فقد حملوا المسؤولية عنكِ كاملة.
إن مخالفتنا للفطرة أضاعتنا وأضاعت عفتنا وعفة بناتنا بخروجك من المنزل بغير حاجة. ضاع أهل بيتكِ واحترقت أعصابكِ وأصبحت قلقة مشغولة، ابتعدتِ عن الأولاد وابتعد الأولاد عنكِ فلم تقودي السكن الهادئ الواسع المطمئن، أصبحت سعادتكِ خارج المنزل وتعاستكِ فيه، ضيعتِ حقكِ ولم تؤدي حق غيرك، حري بك أن تقبلي بما قسمه الله.. لقد كانت جداتنا سعيدات على الرغم من قساوة الحياة وخشونتها. كان الرجال يعملون ويحمون بيوتهم... و هن يحفظن أولادهم ويبررْن آباءهم.. وكانت إدارة الكون بأيديهم، وكنا نحن النساء وعاطفتنا السبب من وراء نجاحهم وقد قالوا: "وراء كل رجل عظيم امرأة".
موضوع الزواج موضوع متشعب وكبير، ولكن بحسبي أن أركز على أنوثتكِ وخصائصكِ. دعينا من كلمات البؤس والتعاسة والتذمر والتسخّط..
وسأذكر تجربة امرأة سعيدة في حياتها استفدتُ من تجربتها، وأحب أن تكوني أنت هذه المرأة تقول:
سلّمته عناني ومعه حبي، ومشيت معه بخطا الرحمن، كما رسم لي ربي فوجدت سعادتي في سعادته.
حبي له أصبح عشقاً وغراماً وتتيّماً..
لا أخفيك بدأت أخاطب ربي: هل حبي هذا مشروع ليس فيه شرك؟ فأنا أراقب ربي، وصحوت من هذا الخوف على مشروعية حب الزوج، ذاك الحب الكبير؛ فعظم حبي، وازداد، فأصبح حباً في الله؛ فزاد بركة وصفاء وعوناً على الطاعة.. وأصبحت أنا وهو واحداً في كل شيء.. ذاب التفرد بالآراء، وأصبح كل منا يريد إسعاد الآخر.
قد تقولين كيف حصلت على هذه الوردية في الحياة على الرغم من قسوة الأيام؟!
أقول لك: لقد التزمت القواعد الربانية ولم أحِد عنها دوماً؟ القوامة له.. الإنفاق عليه.. الطاعة له إلاّ في معصية الخالق.. التبعية وهذا مهم جداً له.. القرار لي.. السكن لي.. الحب الدافئ.. التفاهم.. طراوة وحلاوة الحياة مسؤوليتي.
خفت الله وعلمت أني سأُسأل بعد موتي وحشري.. فتنازلت عن حظوظ النفس الأمّارة بالسوء، وعززت النفس المطمئنة الطائعة.
نجحت والله نجحت وهذه الحياة الطيبة ثمرة من ثمار الدنيا، وأسأل الله أن يثيبني دنيا وآخرة.
والآن تسوق لك أختنا السعيدة بعض الأفكار التي تزيّن الحياة الزوجية:
- إن الرجل بحاجة للكلمة الحلوة فلا تبخلي عليه بها.
- اجعلي من غرفة نومك مكاناً للقاء الحبيب والحبيبة، واجعلي الحوار والمشاورات خارجها.
- اعتني برائحتك ونظافتك واستعدي له دوماً.
- عيشي الحب بكل معانيه.. تغزّلي به... المسي يده.. انظري في عينيه، استقبليه، وودّعيه ببسمة وقبلة.
- أسمعيه كلام العشاق كلام الشوق.
- إن ابتعد هاتفيه أو أرسلي له، ولا تخفي عنه مشاعرك، وبيّني له أن سعادتك بجواره. إن رفض لك طلباً فاسعدي برفضه، ولا تعنّفيه، فو الله الذي لا إله إلاّ هو لن تأخذي إلاّ شيئاً قد كتبه الله لك، ولن يُمسك عنك إلاّ ما أمسكه الله عنك.
- لا تكثري عليه الطلبات فأنت أعلم بحالته المادية.
- لا تحوجيه لاقتراض الأموال؛ فالدين هو قهر الرجال، ومصدر ذلّ لهم.
- اقتصدي فأنت راعية في بيته ومسؤولة. خطّطي، وابتعدي عن القلق والاضطراب؛ فأنت مرآة لزوجك وهو مرآة لك.
- اجعلي سعادتك فيما يحب.
- قال صلى الله عليه وسلم: "نساؤكم من أهل الجنة الودود الولود التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى".
- يقول أبو الدرداء سائراً على نهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- محادثاً زوجته ليناقش مشكلة الغضب، ويضع لها العلاج قائلاً:
وإذا رأيتِني غضبتُ فأرضيني، وإن رأيتُك غضبتِ أرضيتُكِ – وما أقبح أن تغضب المرأة- وإلاّ لن نصطحب؟ قال الزهري: وهكذا يكون الإخوان.
- حذار من ربط الأحزمة وشد الحقائب والرحيل إلى ديار الأهل؛ فالشرع منع الرجل أن يخرج المرأة من قرارها في البيت وهي مطلقة، فما حكمك وأنت غاضبة؟ وهذه عادة سيئة اكتسبناها من الإعلام السيئ الذي خرّب ديارنا وبيوتنا. ففي حال وجود مشكلة في البيت يكون حلها بينك وبين شريك عمرك، وقد تُحلّ بنظرة أو لمسة.. وفي حال خروجها من البيت تكون في يد الآخرين، وهذا في منتهى القسوة والحماقة.
وأخيراً حوّائي الجميلة
لا تمطريني بوابل من النقد والاعتراضات؛ فما سبق كله حقيقة لا خيال، وهو عطر فوّاح نحتاج له كل حين في إعمار بيوتنا لتكون صلبة قوية،لا تعصف فيها الريح ولا يتحكم بها غريب.. قلعة منيعة في وجوه الشياطين، أسرة سعيدة يرفرف عليها الحب والمودة والوئام... تنعم بالأمان.
إلى الأمام يا إماء الله، ولنعبدْ ربَّنا حتى يأتينا اليقين.
هيفاء التيناوي
ماجده