إلى أن تمطر السماء!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الأرض التي تخرج من صلبها شجرا صلبا من الصعب عليها ان تتقبل معول الإغتصاب جاريا في أحشائها..!

تلك هي حالي

عندما أفكر بأنني أقف بزاوية حادة تقراني السلام من قدر محتم..

المعول الاول.. سينتشلني من هذه الأرض وستزرعني أيدي صاحبه في أرض أخرى خيرة أكثر... ولكن.. أمطارها قليلة جدا...

المعول الثاني.. سيثبتني لهذه الارض.. وسيجعل الأغصاان أقوى.. رغم ان الجذور فارغة في اعماقها..

ويبقى الثالث الذي لا أقبله كتلك الأرض

وهو ما سيقتلعني ويحرقني ويستخدمني للدفء... والتسلية..

أجل هي حيرة تقتات من الوقت الذي أكاد لا أملكه لنفسي..

هل ابقى..

أم أرحل..

لا أجد يقينا في أســـألتي أو في الأجوبة التي تخرج معانقة ليلا قاتم أبت فيه عيوني أن تغفى..

يقولون لي..

في هذه الأرض حياتكِ وعفتكـِ وطهارتكـِ لن تُسلب منكـ..

إبقِ هنا.. وتنجين في آخرتكـ..

ولكن من قال لهم أني لا أريد لدنيتي خيرا..؟!

يؤلمني حين يشككون بثقتي وكرامتي.. وكأن الأرض الأخرى ستجعل عظامي طعاما للكلاب ولحمي عرضة للذئاب البشرية..

عذرا

أهذا كل ما تملكونه من حجج..!!

ما زالت الحيرة..

ولكن أصبحت الإحتماليات أقوى في الجذر منها..

قد يكون ممتعا أن أستلقي على عشب أخضر وانا في راحة بال.. انني في دولة تتكلم بلهجتي..

ولكن ما يدريني ان هذا العشب

لا يملك أيد من خفاء يمدها نحو جسدي حين أغفو.. وأغيب عن حدود إدراكي..

نعم

فكم من مرة إغتصبتنا سادات شعبنا المحترم.. حين غفل العقل لبرهة.. وانتشت السكينة..

سيكون ممتعا أكثر أن استلقي على جرد أبيض جليدي..

وأنا على يقين ان السماء التي فوقي لن تنحني على غفلة إلا لتقبل جبيني..!!

وجدتـُ يقيني

وجدتـُ جوابي..

أيها المعول.. إبتدأ عملكـ..

فهذه الأرض التي تجعلني عرضة للسقوط لا تناسب مبادئي..

بل.. إنني.. لا أنسابـ ترابها..

أتدرين أيتها الأرض..

كنت لا أنام لأنني أحب السهر.. اليوم لا أنام لأنني أخشى الأحلام..

أن تأخذني على برهة نحو العلا..

فلا يعجبكـِ ما أره

فتنفيني من ارضكـِ.. بلا سابق إنذار..

أو حتى.. تمنعين عني الهواء والماء..

فأموت

كرما

لكـِ..

أيتها الأرض.. دعيني أذهب.. فكل ما يربطني بكـِ قد حُلت عقائده..

بعض تقاليد قد باتت مرهقة..

والقليل من الدين.. لن انسى منافذه..

بل على العكس.. سيكون للارض الأخرى فضلا في زيادته..

أستودعكـِ الله.. وأبارككـِ به..

ســـأدعو لكـِ ان تمطر السمـــاء خيرا عليكـِ.. فربما تصحين من غيبوبة الحضارة المزيفة التي تسكنكـِ..

وحينها فقط..

ســـأعود.. لا مشتــــاقة... ولا لأسكنكـِ..

بل

لأشعر بمطر الخير.. الذي أشتــــاقهـ..


همســـــة:: لكل راحل عن أرض أبيه.. عد يوما.. نازفا بمحبة.. وشامخا بكبرياء ما توصلت له....!

م

مـــ ماجده ـلاك الروح