هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إفتتاحية ** منتدى شهر رمضان المبارك **

    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال إفتتاحية ** منتدى شهر رمضان المبارك **

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 24 أغسطس - 11:12

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    لم تزل إلا أيام معدودات ويأتي على خطاها شهرنا المبارك ......الشهر الذي نحس فيه بجو يملأه الطاعة

    طاعة من !!!!!!!!!!! إنها طاعة الخالق جل وعلى

    ولهذا أتمنى أن نستفيد من جميع المواضيع المطروحة في هذه المنتدى الرمضاني المخصص لهذا الشهر

    وأن يمر علينا هذا الشهر بأجر وتواب عظيم عند الله

    ولهذا أضع بين أيديكم هذا الموضوع المتميز لنستفيد منه جميعا

    ولنعلم بقيمة هذا الشهر



    {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
    تفسير ابن كثير :
    يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عمران أبو العوام عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة يعني ابن الأسقع :
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ] وقد روي من حديث جابر بن عبد الله وفيه : أن الزبور أنزل لاثنتي عشرة خلت من رمضان والإنجيل لثماني عشرة والباقي كما تقدم رواه ابن مردويه وأما الصحف والتوراة والزبور والإنجيل فنزل كل منها على النبي الذي أنزل عليه جملة واحدة وأما القرآن فإنما نزل جملة واحدة إلى بيت العزة من السماء الدنيا وكان ذلك في شهر رمضان في ليلة القدر منه كما قال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وقال { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ثم نزل بعده مفرقا بحسب الوقائع على رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا روي من غير وجه عن ابن عباس كما قال إسرائيل عن السدي عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس : أنه سأل عطية بن الأسود فقال : وقع في قلبي الشك قول الله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } وقوله { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } وقوله : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وقد أنزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس :
    إنه أنزل في رمضان في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم ترتيلا في الشهور والأيام رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه وهذا لفظه وفي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أنزل القرآن في النصف من شهر رمضان إلى سماء الدنيا فجعل في بيت العزة ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة لجواب كلام الناس وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال : نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر على هذه السماء الدنيا جملة واحدة وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء ولا يجيء المشركون بمثل يخاصمون به إلا جاءهم الله بجوابه وذلك قوله : { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا * ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا } وقوله : { هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه { وبينات } أي دلائل وحجج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال والرشد المخالف للغي ومفرقا بين الحق والباطل والحلال والحرام وقد روي عن بعض السلف : أنه كره أن يقال إلا شهر رمضان ولا يقال رمضان قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي وسعيد هو المقبري عن أبي هريرة قال : لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان ـ قال ابن أبي حاتم وقد روي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك ورخص فيه ابن عباس وزيد بن ثابت ( قلت ) أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن المدني إمام المغازي والسير ولكن فيه ضعف وقد رواه ابنه محمد عنه فجعله مرفوعا عن أبي هريرة وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي وهو جدير بالإنكار فإنه متروك وقد وهم في رفع هذا الحديث وقد انتصر البخاري رحمه الله في كتابه لهذا فقال : باب يقال رمضان وساق أحاديث في ذلك منها [ من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ] ونحو ذلك وقوله : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } هذا إيجاب حتم على من شهد استهلال الشهر أي كان مقيما في البلد حين دخل شهر رمضان وهو صحيح في بدنه أن يصوم لا محالة ونسخت هذه الاية الإباحة المتقدمة لمن كان صحيحا مقيما أن يفطر ويفدي بإطعام مسكين عن كل يوم كما تقدم بيانه ولما حتم الصيام أعاد ذكر الرخصة للمريض وللمسافر أن يفطر بشرط القضاء فقال { ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } معناه : ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام معه أو يؤذيه أو كان على سفر أي في حالة السفر فله أن يفطر فإذا أفطر فعليه عدة ما أفطره في السفر من الأيام ولهذا قال { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } اي إنما رخص لكم في الفطر في حال المرض والسفر مع تحتمه في حق المقيم الصحيح تيسيرا عليكم ورحمة بكم
    وههنا مسائل تتعلق بهذه الاية
    ( إحداها ) أنه قد ذهب طائفة من السلف إلى أن من كان مقيما في أول الشهر ثم سافر في أثنائه فليس له الإفطار بعذر السفر والحالة هذه لقوله { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } وإنما يباح الإفطار لمسافر استهل الشهر وهو مسافر وهذا القول غريب نقله أبو محمد بن حزم في كتابه المحلى عن جماعة من الصحابة والتابعين وفيما حكاه عنهم نظر والله أعلم فإنه قد ثبت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج في شهر رمضان لغزوة الفتح فسار حتى بلغ الكديد ثم أفطر وأمر الناس بالفطر أخرجه صاحبا الصحيح
    ( الثانية ) ذهب آخرون من الصحابة والتابعين إلى وجوب الإفطار في السفر لقوله { فعدة من أيام أخر } والصحيح قول الجمهور أن الأمر في ذلك على التخيير وليس بحتم لأنهم كانوا يخرجون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان قال : فمنا الصائم ومنا المفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم فلو كان الإفطار هو الواجب لأنكر عليهم الصيام بل الذي ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان في مثل هذه الحالة صائما لما ثبت في الصحيحين عن أبي الدرداء قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة


    يتبع
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: إفتتاحية ** منتدى شهر رمضان المبارك **

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 24 أغسطس - 11:14

    ( الثالثة ) قالت طائفة منهم الشافعي : الصيام في السفر أفضل من الإفطار لفعل النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم وقالت طائفة بل الإفطار أفضل أخذا بالرخصة ولما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الصوم في السفر فقال :
    [ من أفطر فحسن ومن صام فلا جناح عليه ] وقال في حديث آخر [ عليكم برخصة الله التي رخص لكم ] وقالت طائفة : هما سواء لحديث عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال : يا رسول الله إني كثير الصيام أفأصوم في السفر ؟ فقال [ إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ] وهو في الصحيحين وقيل : إن شق الصيام فالإفطار أفضل لحديث جابر [ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد ظلل عليه فقال : ما هذا ؟ قالوا : صائم فقال ليس من البر الصيام في السفر ] أخرجاه فأما إن رغب عن السنة ورأى أن الفطر مكروه إليه فهذا يتعين عليه الإفطار ويحرم عليه الصيام والحالة هذه لما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره عن ابن عمر وجابر وغيرهما : من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة
    ( الرابعة ) القضاء هل يجب متتابعا أو يجوز فيه التفريق فيه قولان :
    ( أحدهما ) أنه يجب التتابع لأن القضاء يحكى الأداء
    ( والثاني ) لا يجب التتابع بل إن شاء فرق وإن شاء تابع وهذا قول جمهور السلف والخلف وعليه ثبتت الدلائل لأن التتابع إنما وجب في الشهر لضرورة أدائه في الشهر فأما بعد انقضاء رمضان فالمراد صيام أيام عدة ما أفطر ولهذا قال تعالى : { فعدة من أيام أخر } ثم قال تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا ابن هلال عن حميد بن هلال العدوي عن أبي قتادة عن الأعرابي الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول [ إن خير دينكم أيسره إن خير دينكم أيسره ] وقال أحمد أيضا : حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عاصم بن هلال حدثنا عامر بن عروة الفقيمي حدثني أبي عروة قال : كنا ننتظر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج يقطر رأسه من وضوء أو غسل فصلى فلما قضى الصلاة جعل الناس يسألونه : علينا حرج في كذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن دين الله في يسر ] ـ ثلاثا يقولها ـ ورواه الإمام أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الاية من حديث مسلم بن إبراهيم عن عاصم بن هلال به وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال : حدثنا أبو التياح سمعت أنس بن مالك يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ يسروا ولا تعسروا وسكنوا وتنفروا ] أخرجاه في الصحيحين وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ وأبي موسى حين بعثهما إلى اليمن [ بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا ] وفي السنن والمسانيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ بعثت بالحنيفية السمحة ] وقال الحافظ أبو بكر مردويه وتفسيره : حدثنا عبد الله بن اسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا أبو مسعود الحريري عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع : [ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي فتراءاه ببصره ساعة فقال أتراه يصلي صادقا ؟ قال : قلت يا رسول الله هذا أكثر أهل المدينة صلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمعه فتهلكه وقال إن الله إنما أراد بهذه الأمة اليسر ولم يرد بهم العسر ] ومعنى قوله { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة } أي إنما أرخص لكم في الإفطار للمرض والسفر ونحوهما من الأعذار لإرادته بكم اليسر وإنما أمركم بالقضاء لتكملوا عدة شهركم وقوله : { ولتكبروا الله على ما هداكم } أي ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم كما قال : { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } وقال { فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } وقال { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود } ولهذا جاءت السنة باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات وقال ابن عباس : ما كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير ولهذا أخذ كثير من العلماء مشروعية التكبير في عيد الفطر من هذه الاية : { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم } حتى ذهب داود بن علي الأصبهاني الظاهري إلى وجوبه في عيد الفطر لظاهر الأمر في قوله : { ولتكبروا الله على ما هداكم } وفي مقابلته مذهب أبي حنيفة رحمه الله أنه لا يشرع التكبير في عيد الفطر والباقون على استحبابه على اختلاف في تفاصيل بعض الفروع بينهم وقوله : { ولعلكم تشكرون } أي إذا قمتم بما أمركم الله من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه وحفظ حدوده فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك .

    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: إفتتاحية ** منتدى شهر رمضان المبارك **

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 24 أغسطس - 11:15

    تفسير القرطبي
    قوله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون }
    فيه إحدى وعشرون مسألة :
    الأولى : قوله تعالى : { شهر رمضان } قال أهل التاريخ : أول من صام رمضان نوح عليه السلام لما خرج من السفينة وقد تقدم قول مجاهد : كتب الله رمضان على كل أمة ومعلوم أنه كان نوح أمم والله أعلم والشهر مشتق من الإشهار لأنه مشتهر لا يتعذر علمه على أحد يريده ومنه يقال : شهرت السيف إذا سللته ورمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض إذا حر جوفه من شدة العطش والرمضاء ( ممدودة ) : شدة الحر ومنه الحديث :
    [ صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال ] خرجه مسلم ورمض الفصال أن تحرق الرمضاء فتبرك من شدة حرها فرمضان ـ فيما ذكروا ـ وافق شدة الحر فهو مأخوذ من الرمضاء قال الجوهري : وشهر رمضان يجمع على رمضانات وأرمضاء يقال إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمي بذلك وقيل : إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة من الإرماض وهو الإحراق ومنه رمضت قدمه من الرمضاء أي احترقت وأرمضتني الرمضاء أي أحرقتني ومنه قيل : أرمضني الأمر وقيل : لأن القلوب تأخذ فيه من حرار الموعظة والفكرة في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس والرمضاء : الحجارة المحماة وقيل : هو من رمضت النصل أرمضه وأرمضه رمضا إذا دققته بين حجرين ليرق ومنه نصل رميض ومرموض ـ عن ابن السكيت ـ وسمي الشهر به لأنهم كانو يرمضون أسلحتهم في رمضان ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرم وحكى الماوردي أن اسمه في الجاهلية ناتق وأنشد للمفضل :
    ( وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى ... وولت على الأدبار فرسان خثعما )
    و { شهر } بالرفع قراءة الجماعة على الابتداء والخبر { الذي أنزل فيه القرآن } أو يرتفع على إضمار مبتدأ المعنى : المفروض عليكم صومه شهر رمضان أو فيما كتب عليكم شهر رمضان ويجوز أن يكون شهر مبتدأ و { الذي أنزل فيه القرآن } صفة والخبر { فمن شهد منكم الشهر } وأعيد ذكر الشهر تعظيما كقوله تعالى : { الحاقة * ما الحاقة } وجاز أن يدخله معنى الجزاء لأن شهر رمضان وإن كان معرفة فليس معرفة بعينها لأنه شائع في جميع القابل قاله أبو علي : وروي عن مجاهد و شهر بن حوشب نصب شهر ورواها هارون الأعور عن أبي عمرو ومعناه : الزموا شهر رمضان أو صوموا و { الذي أنزل فيه القرآن } نعت له ولا يجوز أن ينتصب بتصوموا لئلا يفرق بين الصلة والموصول بخبر أن وهو خير لكم الرماني : يجوز نصبه على البدل من قوله { أياما معدودات }
    الثانية : واختلف هل يقال رمضان دون أن يضاف إلى شهر فكره ذلك مجاهد وقال : يقال كما قال الله تعالى وفي الخبر :
    ولا تقولوا رمضان بل انسبوه كما نسبه الله في القرآن فقال شهر رمضان وكان يقول : بلغني أنه اسم من أسماء الله وكان يكره أن يجمع لفظه لهذا المعنى ويحتج بما روي : رمضان اسم من أسماء الله تعالى وهذا ليس بصحيح فإنه من حديث ابي معشر نجيح وهو ضعيف والصحيح جواز إطلاق رمضان من غير إضافة كما ثبت في الصحاح وغيرها روى مسلم عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    [ إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ] وفي صحيح البستي عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    [ إذا كان رمضان فتحت له أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ] وروي عن ابن شهاب عن انس بن ابي انس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول فذكره قال البستي : أنس بن ابي أنس هذا هو والد مالك بن أنس واسم أبي أنس مالك بن ابي عامر من ثقات أهل المدينة وهو مالك ابن ابي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو من ذي أصبح من أقيال اليمن وروى النسائي عن ابي هريرة قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ] وأخرجه أبو حاتم البستي ايضا وقال : فقوله : [ مردة الشياطين ] تقييد لقوله : [ صفدت الشياطين وسلسلت ] وروى السنائي أيضا عن ابن عباس قال [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار : إذا كان رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة ] وروى النسائي أيضا عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    [ إن الله تعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ] والآثار في هذا كثيرة كلها بإسقاط شهر وربما أسقطت العرب ذكر الشهر من رمضان
    قال الشاعر :
    ( جارية في درعها الفضفاض ... أبيض من أخت بني إباض )
    ( جارية في رمضان الماضي ... تقطع الحديث بالإيماض )
    وفضل رمضان عظيم وثوابه جسيم يدل على ذلك معنى الاشتقاق من كونه محرقا للذنوب وما كتبناه من الأحاديث
    الثالثة : فرض الله صيام رمضان أي مدة هلاله وبه سمي الشهر كما جاء في الحديث :
    [ فإن غمي عليكم الشهر ] أي الهلال وسيأتي وقال الشاعر :
    ( أخوان من نجد على ثقة ... والشهر مثل قلامة الظفر )
    ( حتى تكامل في استدارته ... في أربع زادت على عشر )
    وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين فقال في كتابه { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } وروى الأئمة الإثبات عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    [ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدد ] في رواية [ فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين ] وقد ذهب مطرف بن عبد الله بن الشخير وهو من كبار التابعين و ابن قتيبة من اللغوين فقالا : يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان حتى أنه لو كان صحوا لرؤي لقوله عليه السلام : [ فإن أغمي عليكم فاقدروا له ] أي استدلوا عليه بمنازلة وقدروا إتمام الشهر بحسابه وقال الجمهور : معنى فاقدروا له فأكملوا المقدار يفسره حديث أبي هريرة [ فأكملوا العدة ] وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله [ فاقدروا له ] : أي قدروا المنازل وهذا لا نعلم أحدا قال به ألا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين والإجماع حجة عليهم وقد روي ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته وإنما يصوم ويفطر على الحساب : إنه لا يقتدى به ولا يتبع قال ابن العربي : وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال : يعول على الحساب وهي عثرة لا لعا لها
    الرابعة : واختلف مالك و الشافعي هل يثبت هلال رمضان بشهادة واحد أو شاهدين فقال مالك : لا يقبل فيه شهادة الواحد لأنها شهادة على هلال فلا يقبل فيها اقل من اثنين أصله الشهادة على هلال شوال وذي الحجة وقال الشافعي و أبو حنيفة : يقبل الواحد لما رواه أبو داود [ عن ابن عمر قال : تراءى الناس الهلال فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه ] وأخرجه الدار قطني وقال : تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب وهو ثقة روى الدار قطني : أن رجلا شهد عند علي بن ابي طالب على رؤية هلال رمضان فصام أحسبه قال : وأمر الناس أن يصوموا وقال : أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان قال الشافعي : فإن لم تر العامة هلال شهر رمضان ورآه رجل عدل رأيت أن أقبله للأثر والاحتياط وقال الشافعي : بعد : لا يجوز على رمضان إلا شاهدان قال الشافعي : وقال بعض أصحابنا : لا أقبل عليه إلا شاهدين وهو القياس على كل مغيب
    الخامسة : واختلفوا فيمن رأى هلال رمضان وحده أو هلال شوال فروى الربيع عن الشافعي : من رأى هلال رمضان وحده فليصمه ومن رأى هلال شوال وحده فليفطر وليخف ذلك وروى ابن وهب عن مالك في الذي يرى هلال رمضان وحده أنه يصوم لأنه لا ينبغي له أن يفطر وهو يعلم أن ذلك اليوم من شهر رمضان ومن رأى هلال شوال وحده فلا يفطر لأن الناس يتهمون على أن يفطر منهم من ليس مأمونا ثم يقول أولئك إذا ظهر عليهم : قد رأينا الهلال قال ابن المنذر : وبهذا قال الليث بن سعد و أحمد بن حنبل وقال عطاء و إسحاق : لا يصوم ولا يفطر قال ابن المنذر : يصوم ويفطر
    يتبع

    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: إفتتاحية ** منتدى شهر رمضان المبارك **

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 24 أغسطس - 11:15

    السادسة : واختلفوا إذا أخبر عن رؤية بلد فلا يخلو أن يقرب أو يبعد فإن قرب فالحكم واحد وإن بعد فلأهل كل بلد رؤيتهم روي هذا عن عكرمة و القاسم وسالم وروي عن ابن عباس وبه قال إسحاق وإليه أشار البخاري حيث بوب لأهل كل بلد رؤيتهم وقال آخرون إذا ثبت عند الناس أن أهل بلد قد رأوه فعليهم قضاء ما أفطروا هكذا قال الليث بن سعد و الشافعي قال ابن المنذر : ولا أعلمه إلا قول المزني والكوفي
    قلت : ذكر الطبري في كتاب أحكام القرآن له : وأجمع أصحاب أبي حنيفة على أنه إذا صام أهل بلد ثلاثين يوما للرؤية وأهل بلد تسعة وعشرين يوما أن على الذين صاموا تسعة وعشرين يوما قضاء يوم وأصحاب الشافعي لا يرون ذلك إذ كانت المطالع في البلدان يجوز أن تختلف وحجة أصحاب أبي حنيفة قوله تعالى : { ولتكملوا العدة } وثبت برؤية أهل بلد أن العدة ثلاثون فوجب على هؤلاء إكمالها ومخالفتهم يحتج بقوله صلى الله عليه وسلم :
    [ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ] الحديث وذلك يوجب اعتبار عادة كل قوم في بلدهم وحكى أبو عمر الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما بعد من البلدان كالأندلس من خراسان قال : ولكل بلد رؤيتهم إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلدان المسلمين روى مسلم عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال :
    فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال فقال : متي رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة فقال : أنت رأيته ؟ فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال : لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت :
    نكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علماؤنا قول ابن عباس هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة تصريح برفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبأمره فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد الشام من الحجاز فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته بدون رؤية غيره وإن ثبت ذلك عند الإمام الأعظم ما لم يحمل الناس على ذلك فإن حمل فلا تجوز مخالفته وقال الكيا الطبري : قوله هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتمل أن يكون تأول فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ] وقال ابن العربي : واختلفت في تأويل قول ابن عباس هذا فقيل : رده لأنه خبر واحد وقيل : رده لأن الأقطار مختلفة في المطالع وهو الصحيح لأن كريبا لم يشهد وإنما أخبر عن حكم ثبت بالشهادة ولا خلاف في الحكم الثابت أنه يجزىء فيه خبر الواحد ونظيره ما لو ثبت أنه أهل ليلة الجمعة بأغمات وأهل بأشبيلية ليلة السبت فيكون لأهل كل بلد رؤيتهم لأن سهيلا يكشف من أغمات ولا يكشف من أشبيلية وهذا يدل على اختلاف المطالع
    قلت : وأما مذهب مالك رحمه الله في هذه المسألة فروى ابن وهب وابن القاسم عنه في المجموعة أن أهل البصرة إذا رأوا هلال رمضان ثم بلغ ذلك إلى أهل الكوفة والمدينة واليمن أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إن فات الأداء وروى القاضي أبو إسحاق عن ابن الماجشون أنه إن كان ثبت بالبصرة بأمر شائع ذائع يستغنى عن الشهادة والتعديل له فإنه يلزم غيرهم من أهل البلاد القضاء وإن كان إنما ثبت عند حاكمهم بشهادة شاهدين لم يلزم ذلك من البلاد إلا من كان يلزمه حكم ذلك الحاكم ممن هو في ولايته أو يكون ثبت ذلك عند أمير المؤمنين فيلزم القضاء جماعة المسلمين قال : وهذا قول مالك
    السابعة : قرأ جمهور الناس شهر بالرفع على أنه خبر ابتداء مضمر أي ذلكم شهر أو المفترض عليكم صيامه شهر رمضان أو الصوم أو الأيام وقيل : ارتفع على أنه مفعول لم يسم فاعله بـ كتب أي عليكم شهر رمضان و رمضان لا ينصرف لأن النون فيه زائدة ويجوز أن يكون مرفوعا على الابتداء وخبره { الذي أنزل فيه القرآن } وقيل : خبره فمن شهد و الذي أنزل نعت له وقيل : ارتفع على البدل من الصيام فمن قال : إن الصيام في قوله { كتب عليكم الصيام } هي ثلاثة أيام وعاشوراء قال هنا بالابتداء ومن قال : إن الصام هناك رمضان قال هنا بالابتداء أو بالبدل من الصيام أي كتب عليكم شهر رمضان وقرأ مجاهد و شهر بن حوشب شهر بالنصب قال الكسائي : المعنى كتب عليكم الصيام وأن تصوموا شهر رمضان وقال الفراء : أي كتب عيكم الصيام أي أن تصوموا شهر رمضان قال النحاس : لا يجوز أن ينتصب { شهر رمضان } بتصوموا لأنه يدخل في الصلة ثم يفرق بين الصلة والموصول وكذلك إن نصبته بالصيام ولكن يجوز أن تنصبه على الإغراء أي الزموا شهر رمضان وصوموا شهر رمضان وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به
    قلت : قوله { كتب عليكم الصيام } يدل على الشهر فجاز الإغراء وهو اختيار أبي عبيد وقال الأخفش : انتصب على الظرف وحكي عن الحسن و ابي عمرو إدغام الراء في الراء وهذا لا يجوز لئلا يجتمع ساكنان ويجوز أن تقلب حركة الراء على الهاء فتضم الهاء ثم تدغم وهو قول الكوفيين
    الثامنة : قوله تعالى : { الذي أنزل فيه القرآن } نص في أن القرآن نزل في شهر رمضان وهو يبين قوله عز وجل : { حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة } يعني ليلة القدر ولقوله : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } وفي هذا دليل على أن ليلة القدر إنما تكون في رمضان لا في غيره ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر ـ على مابيناه ـ جملة واحدة فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجما نجما في الأوامر والنواهي والأسباب وذلك في عشرين سنة وقال ابن عباس : أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة في سماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه السلام نجوما ـ يعني الآية والآيتين ـ في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة وقال مقاتل في قوله تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } قال أنزل من اللوح المحفوظ كل عام في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ثم نزل إلى السفرة من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا ونزل به جبريل في عشرين سنة
    قلت : وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع أن القرآن انزل جملة واحدة والله أعلم وروى واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    [ أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان والتوارة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين ]
    قلت : وفي هذا الحديث دلالة على ما يقوله الحسن إن ليلة القدر تكون ليلة أربع وعشرين وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان هذا
    التاسعة : قوله تعالى : { القرآن } القرآن : اسم لكلام الله تعالى وهو بمعنى المقروء كالمشروب يسمى شرابا والمكتوب يسمى كتابا وعلى هذا قيل : هو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا بمعنى قال الشاعر :
    ( ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا )
    أي قراءة وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان عليه السلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا أي قراءة وفي التنزيل : { وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا } أي قراءة الفجر ويسمى المقروء قرآنا على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر كتسميتهم للمعلوم علما وللمضروب ضربا وللمشروب شربا كما ذكرنا ثم اشتهر الاستعمال في هذا واقترن به العرف الشرعي فصار القرآن اسما لكلام الله حتى إذا قيل : القرآن غير مخلوق يراد به المقروء لا القراءة لذلك وقد يسمى المصحف الذي يكتب فيه كلام الله قرآنا توسعا وقد قال صلى الله عليه وسلم :
    [ لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو ] أراد به المصحف وهو مشتق من من قرأت الشيء جمعته وقيل : هو اسم علم لكتاب الله غير مشتق كالتوارة والإنجيل وهذا يحكى عن الشافعي والصحيح الاشتقاق في الجميع وسيأتي
    العاشرة : قوله تعالى : { هدى للناس } هدى في موضع نصب على الحال من القرآن أي هاديا لهم { وبينات } عطف عليه و { الهدى } الإرشاد والبيان كما تقدم أي بيانا لهم وإرشادا والمراد القرآن بجملته من محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ ثم شرف بالذكر والتخصيص البينات منه يعني الحلال والحرام والمواعظ والأحكام وبينات جمع بينة من بان الشيء يبين إذا وضح { والفرقان } ما فرق بين الحق والباطل أي فصل وقد تقدم
    يتبع

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 9:25