"عقل غير هادئ" سيرة ذاتية عن أمراض النفس والعقل
غلاف الكتاب الجديد
بيروت: صدر مؤخرا كتاب بعنوان "عقل غير هادئ: سيرة ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون" تأليف الدكتورة كاي ردفيلد جاميسون، وترجمة الكاتب السعودي حمد العيسى، وتقديم الكاتبة السعودية أمل زاهد. الكتاب صادر عن الدار العربية للعلوم في بيروت في 239 صفحة.
تحطم الدكتورة جاميسون في هذا الكتاب - وفق صحيفة "الدستور" الأردنية - تابو وصمة العار الاجتماعية ضد المرض النفسي والعقلي، حيث تسرد بكل شفافية سيرتها الذاتية وصراعها العنيف مع مرض "ذهان الهوس الاكتئابي"، وقد فعلت ذلك بجرأة وشجاعة دون أن تبالي بما قد يجره عليها ذلك البوح من سمعةْ سيئةْ قد تكلفها، ليس فقط عملها الأكاديمي والعلاجي، ولكن احترام الناس لها، خاصةً أن عملها مرتبطّ بمعالجة الأرواح القلقة والنفوس المعذبة، والغور بعيداً في مجاهل النفس البشرية محاولاً الحصول على مفاتيحها وشفراتها.
وهذا المرض عبارةّ عن اضطرابْ عقليْ يتميز بنوبات هوسْ واكتئابْ متكررةْ، يتأرجح فيها مزاج الشخص ومستوى نشاطه بشكلْ عميقْ. وهذا المرض خطيرّ جداً إذا تُرك بدون علاج. ويكفي أن نعرف أنه كان يسمى في الماضي بـ "جنون الهوس والكآبة" أو "الجنون الدوري".
وتبلغ نسبة المنتحرين بسببه ثلاثة أضعاف نسبة المنتحرين بسبب الاكتئاب الحاد، وتصل إلى عشرين ضعفاً بالنسبة إلى عامة الناس في الولايات المتحدة ، وتشير الإحصائيات إلى أن هناك ستة ملايين أمريكي تقريباً يعانون هذا المرض.
ضمت هذه السيرة كما أشارت صحيفة "الرياض" السعودية أربعة فصول الأول منها حمل عنوان: "الأزرق الرائع الذي هناك"، أما الفصل الثاني جاء بعنوان: "جنون ليس بتلك الروعة"، ثم جاء الفصل الثالث بعنوان: "ترياق الحب"، أما الفصل الرابع فكان "عقل غير هادئ".
تم تصنيف كتاب "عقل غير هادئ" من أفضل الكتب مبيعاً على قائمة جريدة "نيويورك تايمز" عند صدوره.
وقالت عنه جريدة "واشنطن بوست": "تكمن قوة جاميسون في طريقتها الشجاعة التي جعلت من مرضها محور حياتها العملية، وفي قدرتها العبقرية على إيصال بهجتها وألمها إلى الآخرين عملّ مدهشّ".
يقول الناشر عن الكتاب: تنتشر الأمراض النفسية في عصرنا الحالي وتستشري في بنية المجتمعات البشرية بأسرها، فالزمن هو زمن اللهاث والجري والتنافس الشرس الذي يورث القلق والإحباط، وهو الزمن الذي تحول فيه الإنسان إلى ترس في آلة التصنيع والإنتاج، بينما تتوارى حاجاته النفسية ومتطلباته الروحية وراء ستائر احتياجاته المادية وكماليات الحياة الكثيرة والمتشابكة.
ورغم انتشار الأمراض النفسية وكثرة المصابين بها، إلا أن القليل جداً هو المعروف عن طبيعة وتفاصيل وأعراض هذه الأمراض. فالخطاب الاجتماعي يجبر الناس على التكتم والتعتيم على هذه المعاناة، وإحاطة أنفسهم بالسرية الشديدة، حتى لا يتهموا في عقولهم، فيؤثر المريض ابتلاع معاناته، وازدراد آلامه وحده دون مساعدة طبية، وغالباً ما يلجأ في مجتمعاتنا العربية للمشعوذين والدجالين أملاً في التخلص من شباك عذاباته!
الكتاب يقشع الضلالات المرتبطة بالعلاج بالعقاقير الطبية، ويؤكد أن هناك من يحتاجها، حتى لا يسقط فريسة لآلامه ومعاناته، وكي لا تقوده قسوة تلك الآلام للتخلص من حياته. كما يؤكد الكتاب بشدة على ممارسة نفتقدها في العالم العربي، وهي أهمية دور جلسات المعالجة النفسية ودور المعالج الهام في الأخذ بيد مريضه، وتفهم معاناته، وإنارة بقع ضوء في طريقه المعتم ليفهم ذاته، ويدرك تفاصيل معاناته.
ومن أهم ما يقوله الكتاب ويوضحه أن المرض الذي يصيب النفس لا يختلف عن ذلك الذي يصيب الجسد وإن كان يفوقه ألماً وقسوة، وأنه نتيجة لعوامل وراثية جينية تتضافر مع ظروف الحياة لتحول حياة المريض إلى كابوس طويل ممض ليس له نهاية.
الدكتورة جاميسون أمريكيةّ مواليد 1946 حصلت على الدكتوراه في علم النفس السريري عام 1974 من جامعة كاليفورنيا. تعمل حالياً كأستاذة للطب النفسي في كلية الطب، وتعتبر الدكتورة جاميسون حالياً واحدةً من أهم خبراء مرض "ذهان الهوس الاكتئابي" في العالم.
م
ماجده
غلاف الكتاب الجديد
بيروت: صدر مؤخرا كتاب بعنوان "عقل غير هادئ: سيرة ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون" تأليف الدكتورة كاي ردفيلد جاميسون، وترجمة الكاتب السعودي حمد العيسى، وتقديم الكاتبة السعودية أمل زاهد. الكتاب صادر عن الدار العربية للعلوم في بيروت في 239 صفحة.
تحطم الدكتورة جاميسون في هذا الكتاب - وفق صحيفة "الدستور" الأردنية - تابو وصمة العار الاجتماعية ضد المرض النفسي والعقلي، حيث تسرد بكل شفافية سيرتها الذاتية وصراعها العنيف مع مرض "ذهان الهوس الاكتئابي"، وقد فعلت ذلك بجرأة وشجاعة دون أن تبالي بما قد يجره عليها ذلك البوح من سمعةْ سيئةْ قد تكلفها، ليس فقط عملها الأكاديمي والعلاجي، ولكن احترام الناس لها، خاصةً أن عملها مرتبطّ بمعالجة الأرواح القلقة والنفوس المعذبة، والغور بعيداً في مجاهل النفس البشرية محاولاً الحصول على مفاتيحها وشفراتها.
وهذا المرض عبارةّ عن اضطرابْ عقليْ يتميز بنوبات هوسْ واكتئابْ متكررةْ، يتأرجح فيها مزاج الشخص ومستوى نشاطه بشكلْ عميقْ. وهذا المرض خطيرّ جداً إذا تُرك بدون علاج. ويكفي أن نعرف أنه كان يسمى في الماضي بـ "جنون الهوس والكآبة" أو "الجنون الدوري".
وتبلغ نسبة المنتحرين بسببه ثلاثة أضعاف نسبة المنتحرين بسبب الاكتئاب الحاد، وتصل إلى عشرين ضعفاً بالنسبة إلى عامة الناس في الولايات المتحدة ، وتشير الإحصائيات إلى أن هناك ستة ملايين أمريكي تقريباً يعانون هذا المرض.
ضمت هذه السيرة كما أشارت صحيفة "الرياض" السعودية أربعة فصول الأول منها حمل عنوان: "الأزرق الرائع الذي هناك"، أما الفصل الثاني جاء بعنوان: "جنون ليس بتلك الروعة"، ثم جاء الفصل الثالث بعنوان: "ترياق الحب"، أما الفصل الرابع فكان "عقل غير هادئ".
تم تصنيف كتاب "عقل غير هادئ" من أفضل الكتب مبيعاً على قائمة جريدة "نيويورك تايمز" عند صدوره.
وقالت عنه جريدة "واشنطن بوست": "تكمن قوة جاميسون في طريقتها الشجاعة التي جعلت من مرضها محور حياتها العملية، وفي قدرتها العبقرية على إيصال بهجتها وألمها إلى الآخرين عملّ مدهشّ".
يقول الناشر عن الكتاب: تنتشر الأمراض النفسية في عصرنا الحالي وتستشري في بنية المجتمعات البشرية بأسرها، فالزمن هو زمن اللهاث والجري والتنافس الشرس الذي يورث القلق والإحباط، وهو الزمن الذي تحول فيه الإنسان إلى ترس في آلة التصنيع والإنتاج، بينما تتوارى حاجاته النفسية ومتطلباته الروحية وراء ستائر احتياجاته المادية وكماليات الحياة الكثيرة والمتشابكة.
ورغم انتشار الأمراض النفسية وكثرة المصابين بها، إلا أن القليل جداً هو المعروف عن طبيعة وتفاصيل وأعراض هذه الأمراض. فالخطاب الاجتماعي يجبر الناس على التكتم والتعتيم على هذه المعاناة، وإحاطة أنفسهم بالسرية الشديدة، حتى لا يتهموا في عقولهم، فيؤثر المريض ابتلاع معاناته، وازدراد آلامه وحده دون مساعدة طبية، وغالباً ما يلجأ في مجتمعاتنا العربية للمشعوذين والدجالين أملاً في التخلص من شباك عذاباته!
الكتاب يقشع الضلالات المرتبطة بالعلاج بالعقاقير الطبية، ويؤكد أن هناك من يحتاجها، حتى لا يسقط فريسة لآلامه ومعاناته، وكي لا تقوده قسوة تلك الآلام للتخلص من حياته. كما يؤكد الكتاب بشدة على ممارسة نفتقدها في العالم العربي، وهي أهمية دور جلسات المعالجة النفسية ودور المعالج الهام في الأخذ بيد مريضه، وتفهم معاناته، وإنارة بقع ضوء في طريقه المعتم ليفهم ذاته، ويدرك تفاصيل معاناته.
ومن أهم ما يقوله الكتاب ويوضحه أن المرض الذي يصيب النفس لا يختلف عن ذلك الذي يصيب الجسد وإن كان يفوقه ألماً وقسوة، وأنه نتيجة لعوامل وراثية جينية تتضافر مع ظروف الحياة لتحول حياة المريض إلى كابوس طويل ممض ليس له نهاية.
الدكتورة جاميسون أمريكيةّ مواليد 1946 حصلت على الدكتوراه في علم النفس السريري عام 1974 من جامعة كاليفورنيا. تعمل حالياً كأستاذة للطب النفسي في كلية الطب، وتعتبر الدكتورة جاميسون حالياً واحدةً من أهم خبراء مرض "ذهان الهوس الاكتئابي" في العالم.
م
ماجده