سمعنا ورأينا جميعا الإساءات المؤخرة لنبينا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم من أحقر وأذل الخلق وأبغضهم إلى الله - لعنة الله عليهم جميعا – فبداية تتناقلت الصحف الدانماركية صورا رسمها خنزير حقير لأشرف الخلق وأرفعهم منزلة وأحبهم إلى الله وحبيبنا منها برئ، فما زالوا على حالتهم تلك إلى أن ظهر علينا آخر هو لندي ويعمل أفلاما يتطاول بها على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بل وعلى آل بيته الأطهار الأبرار رضوان الله عليهم جميعا.
فكأنهم يقذفوننا لبعض، ومن يدري من يكون التالي؟؟!!
فما كان رد فعلنا إلا أقوالا وحماسة زائدة فقط لا غير، فبدأت المقاطعة ومالبثت أن عادت المنتجات إلى المخازن والمحال التجارية وإلى بيوت المسلمين وكأن شيئا لم يحدث، خارت الهمم وتثبطت العزائم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله لو أنهم صبروا لكان خيرا لهم وشرا للكافرين المعتدين الظالمين.
ولكن وقفة،،،
فلابد من عمل شيء إيجابي تغييري في المجتمع نصلح به من أنفسنا ومن غيرنا بإذن الله,
كانت حجتنا أننا لن نستطيع على الغرب لعدم القدرة المادية أو العسكرية أو حتى المعنوية، فذاك ضعف في النفوس، وغيرنا يقول أنه ليس بأيدينا صنع شيئا، ولو أنهم قالو على الله توكلنا لفتح الله عليهم أبواب الرحمات والنصر بأمره، ولكنه التخاذل الذي ما زال يحطم الأمة ويزيد من وهنها شيئا فشيئا.
إذا ، فلنكن واقعيين ولنتعامل مع الوضع الراهن كما هو
الغرب ولسنا قادرين عليهم،،،،،،،أولسنا قادرين على أنفسنا!!!!!
أولسنا قادرين على أصحابنا وأصدقائنا!!!!!
أولسنا قادرين على جيراننا!!!!
(القدرة هنا هي النصح في الله والدعوة إلى الله)
فما المشكلة التي نتحدث عليها إذا؟؟؟
المسلمون أنفسهم يسبون دينهم علنا في الشوارع والبيوت والأماكن العامة ولا أحد يستطيع أن يقول لهم شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم
كم مرة مشيت في شوارع مدينتك المسلمة وسمعت سب لدين الله علنا وياليته من كافر بل الطامة أنه من مسلم موحد؟
هل تعتقدون أن الغرب سيحترمون ديننا ونحن أصلا لا نحترم ديننا؟!!!!!
لماذا تعيبون على الغرب سب دين الله ونحن أنفسنا نسب دين الله؟!!!!
فلابد من التغيير إذا حتى يكون ردنا على الغرب واقعيا ولا يكون فقط مجرد شعارات تردد وحماسات زائفة
هذا الموضوع ليس للحماسة الفارغة أو للبكاء على حالنا، فنحن بالفعل نبكي عليه.......ولكن لكي يكون لنا عمل نقول يوم القيامة يارب أنا عملت لدينك ولنصرة نبيك صلى الله عليه وسلم
ولما يقابلنا نبينا على الحوض فيسألنا ماذا فعلتم لنصرتي بعدما سبوني، فنقول له نصرنا دينك وغيّرنا في مجتمعنا أو على الأقل حاولنا بجدية, فلا نقف مخذولين أمامه ويفرح بنا كما سنفرح به.
عموما هذا الموضوع ممكن يقال عليه كلمة مشروع وهي الأعم والأشمل فهو كذلك بإذن الله جل وعلا.
اقرأ وافهم وتوكل على الله واعمل
ولكن من الممكن أن يكون من القارئين من هو غير مهتم بهذه المشكلة أو غير ملم بمقدار خطورتها، فإليكم الآتي:
بداية تعريف السب:
والسب كما عرفة ابن تيمية - رحمه الله-:
هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف وهو ما يُفهم السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاالعن والتقبيح ونحوه.
ثانيا: حكم سب دين الله:
سئل سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله- السؤال التالي: ماحكم سب الدين أو الرب؟ هل من سب الدين يعتبر كافرا أو مرتدا وماهي العقوبه المقرره عليه في الدين الاسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهره منتشره بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب -رحمه الله- : سبّ الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا الرب عز وجل وهذان الامران من أعظم نواقض الاسلام فإذا كان من سب الرب سبحانه وتعالى أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتدا بذلك عن الاسلام ويكون كافرا يستتاب (يطالب بالتوبة ) فإن تاب والا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل لأن جريمته عظيمة ولكن الأرجح أنه يستتاب لعل الله يمنّ عليه بالهداية فيلزم الحق ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لايعود لمثل هذه الجريمة العظيمة وهكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الانبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا يقتل فإن سب الدين أو سب الرسول أو سب الرب عز وجل من نواقض الاسلام وهكذا الاستهزاء بالله ا, برسوله أو بالجنه أو بالنار أو بأوامر الصلاة والزكاة فالاستهزاء بشئ من هذه الامور من نواقض الاسلام
قال تعالى:
ولئن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65)
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66) سورة التوبة
وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
ولئن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65)
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66) سورة التوبة
وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
هل هذا القول صحيح أم لا : ( أن سب الله وسب الرسول ليس بكفر في نفسه ، ولكنه أمارة وعلامة على ما في القلب من الاستخفاف والاستهانة ) ؟
الجواب :
هذا القول ليس بصحيح ، بل هو قول المرجئة وهو قول باطل ، بل إن نفس السب كفر ونفس الاستهزاء كفر كما قال تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) فأثبت لهم الكفر بعد الإيمان بهذه المقالة ولم يقل إن كنتم تعتقدون في قلوبكم شيئاً ، فالله تعالى أطلق الكفر عليهم بهذه المقالة ، فدل على أن القول بأن كلام الكفر أو قول الكفر ليس بكفر بل هو علامة على ما في القلب هذا باطل ، فالقلب لا يعلم ما فيه إلا الله تعالى والكفر يكون بالقلب ويكون بالقول ويكون بالعمل ، والمقصود أن هذه المقالة تتمشى مع مذهب المرجئة .
ولذلك قال القاضي ابن العربي كما في تفسير القرطبي تعليقا على هذه الأية:
قال لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدا أو هزلا,وهو كيفما كان كفر لا خلاف فيه بين الأمة.
إذا، فالموضوع فعلا خطير ويستحق التحرك، وسب الدين ظهر أنه جريمة لا يستهان بها، بالرغم من أن السابين للدين لم تكن نيتهم قط سب اليدن وإنما خرجت من أفواههم في حالة غضب أو سخط أو كانت هي الكلمة الأقرب للسان، وكانت النتيجة كفر بيّن.