قال لي : يا ليتك أبي ...
إنه طالب في ثاني الثانوي يريد الهداية والاستقامة ولكنه لا يستطيع أن يظهر استقامته لماذا يا ترى؟
لأن والده له بالمرصاد ... ووالدته تصف أصحاب المسجد بالإرهابيين.....
بدأت أتلطف مع الشاب وأبادله عبارات الرحمة والمودة وتفا جئت وإذابه يقول لي : يا شيخ يا ليتك أبي .... يا شيخ أنت أمي وأبي ......
وبدأ يخبرني عن بعض المعاناة فمنها:
1ـ المنع من حلقات التحفيظ.
2ـ المنع من الرحلات المدرسية.
3ـ المنع من الانترنت.
4ـ المنع من حضور الدروس العلمية.
5ـ المنع من الزواج.
6ـ المنع من رحالات العمرة مع الشباب.
7ـ المنع من زيارة الشباب لي في البيت.
8ـ المنع من الصلاة مع الائمة الذين لهم أنشطة دعوية.
9ـ إغلاق باب الحوار في أي قضية في الهداية والدين والصلاة.
و و.......
فقلت له : اصبر يا أخي...
قال : لقد مللت من هذه الكلمة فقد سمعتها مراراً ، ولكن الصبر له حدود.
وفي الحقيقة أصاب قلبي حزن كبير على حالته ........ ولكن لا أملك له ولأمثاله إلا الدعاء
وليسمع لي أولئك الآباء بهذه الخواطر:
1ـ هل أصبح الدين والصلاح جريمة ؟
2ـ يا ترى هل الحلقات التي وصل تعدادها في المملكة (24) ألف حلقة ولله الحمد تربي على الإرهاب والتكفير؟
3ـ هل الحل والدواء أن نمارس الضغط على الأبناء حتى يبتعدوا عن مصادر الإرهاب كما زعموا...... ؟؟
4ـ عندما نمنع الأبناء عن الشباب الصالحين فمع من سيجلسون ويتحدثون ؟ مع أصحاب الفتيات والقنوات والمخدرات؟
5ـ هل القنوات الفضائية ستكون بديلاً ناجحاً عن المسجد والمحاضرات....
6ـ هل تظن أن ابنك سيحبك وأنت تمارس عليه هذه الضغوط ؟
7ـ ماذا سيكون حالك لو سمعت أن ابنك مصاب بمرض الاكتئاب والقلق.
8ـ ما شعورك عندما تعلم أن ابنك يدعو عليك في سجوده.
9ـ ماذا سيكون موقفك حينما تقف بين يدي الله تعالى، ويسألك عن أسرتك وأولادك ففي الحديث " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيتة "
10ـ ما أجمل الاعتدال والتوازن في تريبة الأبناء فالمنع يكون من أبواب الانحراف، والسماح يكون لأبواب الخيرات والطاعات.
وأسأل الله الهداية لكل من يحمل هذا المبدأ