مصطفى عبد الرحمن
Friday, September 05, 2008
إلى المسجد يأتي المصلي طمعا في الطمأنينة والسكينة، فيكون هو أول المساهمين في تحقيقها قبل غيره، ولو بأقل الأعمال ؛ يبتعد عن أكل الثوم و البصل الطازج تحسبا لإذاية المصلين، يحرص على فرك قدميه بالماء و الصابون محاربة لرائحة الحذاء الكريهة، كما أنه يأتي و يجلس حيث انتهى به المجلس ، ويلتزم الصمت و الخشوع و النظر أمامه، دون أن يرخي العنان لبصره ويحملق في الوجوه و قامات المصلين، وهذه أقل الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان المسلم داخل المسجد ذكرا او أنثى ، إلا أنه يبدو في بعض الحالات أن مطلب السكينة والطمأنينة قد يمس بشيء من آذى المشوشات الكثيرة التي تقفز إلى السطح بشكل فاضح خلال رمضان في صلاة التراويح ، ومن ذلك الهرج و المرج الذي تحدثه بعض النساء في المساجد ، مما يطرح أسئلة التشكيك في صدقية خروج الأولوف المألفة من النساء لشهود التراويح.
على مقربة من الطابق المخصص للنساء، قد لا تنعم - إن قدر لك الجلوس في هذا المكان- بالهدوء إلا عند إقامة الصلاة ، أما قبل الصلاة و بعدها قد يخيل لك أن نساء التراويح لا يختلفون كثيرا عن نساء الحمام والسوق ، إلا من جهة المكان و العمل الذي يقمن به و ما عدا ذلك ؛ هناك ضجيج و نقاش و كلام في كلام ..
في المقابل يفرح المرء بالحشود الهائلة من النساء اللواتي يحضرن صلاة التراويح ، فمجرد الحضور هو إعلان عن كفرهن بالمسلسلات التي تستهدف خيالهن، و بالإعلانات التي تريد أن تمتص أموالهن، كما أنه تأكيد على أن رسالة القرآن التي تتلى في صلاة التراويح لا تختص بالرجل وحده دون المرأة ، بل إن الرسالة موجهة لهما معا، و كأنها تستشعر أن تخلفها هو تخلف عن الاستماع للرسالة ، ويضفي هذا على مشهد التراويح أن الإنسان ذكرا و أنثى قائم أمام الله سبحانه يتلقى كلمات القرآن من أولها إلى آخرها، وإن استحضر الرجل و المرأة أن التراويح هي لحظة للتقي عن الله لتقييم مسار الكدح المشترك بينهما، المرأة قائمة والرجل قائم ويسمع آيات الميراث و آيات الأسرة و الزواج ، وآيات التبشير برسالة الله .
لقطة رائعة ، الزوج قائم يسمع بخشوع لآيات الأسرة ، و في الطابق المخصص للنساء تسمع زوجته نفس الآيات ، والأروع أن يكون الابن شاهدا لهذه الصلاة فيسمع بصوت الإمام الندي وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، كما أن الفتى يسمع لآيات العفة و غير بعيد عنه فتاة من بنات حيه قائمة تصلي تسمع نفس الآيات ، فتكون صلاة التراويح بهذا المعنى؛ أن الأسرة والحي ينشأون بتربية قرآنية في مسجد الحي ، واعتقد أن حضور المرأة للتراويح يعزز هذا المعنى بقوة بالرغم من بعض التجاوزات المشوشة التي ينبغي على نساء التراويح العمل على عدم إتيانها تحقيقا لهذا المعنى العظيم.
جزى الله الكاتب والناقل والقارئ والناشر
في امان الله
Friday, September 05, 2008
إلى المسجد يأتي المصلي طمعا في الطمأنينة والسكينة، فيكون هو أول المساهمين في تحقيقها قبل غيره، ولو بأقل الأعمال ؛ يبتعد عن أكل الثوم و البصل الطازج تحسبا لإذاية المصلين، يحرص على فرك قدميه بالماء و الصابون محاربة لرائحة الحذاء الكريهة، كما أنه يأتي و يجلس حيث انتهى به المجلس ، ويلتزم الصمت و الخشوع و النظر أمامه، دون أن يرخي العنان لبصره ويحملق في الوجوه و قامات المصلين، وهذه أقل الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان المسلم داخل المسجد ذكرا او أنثى ، إلا أنه يبدو في بعض الحالات أن مطلب السكينة والطمأنينة قد يمس بشيء من آذى المشوشات الكثيرة التي تقفز إلى السطح بشكل فاضح خلال رمضان في صلاة التراويح ، ومن ذلك الهرج و المرج الذي تحدثه بعض النساء في المساجد ، مما يطرح أسئلة التشكيك في صدقية خروج الأولوف المألفة من النساء لشهود التراويح.
على مقربة من الطابق المخصص للنساء، قد لا تنعم - إن قدر لك الجلوس في هذا المكان- بالهدوء إلا عند إقامة الصلاة ، أما قبل الصلاة و بعدها قد يخيل لك أن نساء التراويح لا يختلفون كثيرا عن نساء الحمام والسوق ، إلا من جهة المكان و العمل الذي يقمن به و ما عدا ذلك ؛ هناك ضجيج و نقاش و كلام في كلام ..
في المقابل يفرح المرء بالحشود الهائلة من النساء اللواتي يحضرن صلاة التراويح ، فمجرد الحضور هو إعلان عن كفرهن بالمسلسلات التي تستهدف خيالهن، و بالإعلانات التي تريد أن تمتص أموالهن، كما أنه تأكيد على أن رسالة القرآن التي تتلى في صلاة التراويح لا تختص بالرجل وحده دون المرأة ، بل إن الرسالة موجهة لهما معا، و كأنها تستشعر أن تخلفها هو تخلف عن الاستماع للرسالة ، ويضفي هذا على مشهد التراويح أن الإنسان ذكرا و أنثى قائم أمام الله سبحانه يتلقى كلمات القرآن من أولها إلى آخرها، وإن استحضر الرجل و المرأة أن التراويح هي لحظة للتقي عن الله لتقييم مسار الكدح المشترك بينهما، المرأة قائمة والرجل قائم ويسمع آيات الميراث و آيات الأسرة و الزواج ، وآيات التبشير برسالة الله .
لقطة رائعة ، الزوج قائم يسمع بخشوع لآيات الأسرة ، و في الطابق المخصص للنساء تسمع زوجته نفس الآيات ، والأروع أن يكون الابن شاهدا لهذه الصلاة فيسمع بصوت الإمام الندي وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، كما أن الفتى يسمع لآيات العفة و غير بعيد عنه فتاة من بنات حيه قائمة تصلي تسمع نفس الآيات ، فتكون صلاة التراويح بهذا المعنى؛ أن الأسرة والحي ينشأون بتربية قرآنية في مسجد الحي ، واعتقد أن حضور المرأة للتراويح يعزز هذا المعنى بقوة بالرغم من بعض التجاوزات المشوشة التي ينبغي على نساء التراويح العمل على عدم إتيانها تحقيقا لهذا المعنى العظيم.
جزى الله الكاتب والناقل والقارئ والناشر
في امان الله