الأساليب التقليدية لم تعد قادرة على تحفيز النجاح
الثقة والطموح عناصر فاعلة لتحفيز رأس المال الاجتماعي داخل المؤسسات
- جوناس ريدرستافل - 13/04/1428هـ
تشكل الكفاءة والتواصل والجرأة في إحداث التغييرات المطلوبة العوامل الرئيسية لنجاح المنافسة في الوقت الراهن. ويمكن القول على وجه العموم إن جميع الشركات في مختلف أنحاء العالم تستخدم الوصفات ذاتها في كيفية النجاح في المنافسة بالطريقة التي شكلتها كليات إدارة الأعمال في مختلف أرجاء العالم. غير أن التشابه المطلق في التصرف يؤدي إلى العديد من المشكلات. وتتحول المعرفة المبرمجة بصورةٍ تدريجيةٍ إلى سلعة. ونشاهد حدوث ذلك بصورة مستمرة في عدة مجالات، مثل الهندسة المعمارية، والطب، والهندسة العامة، والنشاطات العملية. وإذا كانت هذه المعرفة ضرورية بالنسبة إلى فإنها لسوء الحظ لم تعد كافيةً من أجل الاستمرار في إيجاد مزايا مستدامة.
ولا بد في هذا الخصوص من أن نتذكر أن المعرفة الضمنية التي تعد أكثر خصوصية بالنسبة إلى الشركة أو المنظمة، وتتصف بأن تكوينها يتم بصورةٍ تراكمية، تمثل قصة أخرى مختلفة تمام الاختلاف عن المعرفة التقليدية المبرمجة. ويمكن أن يؤدي التواصل الاجتماعي إلى التفرد والتميز، والوصول إلى تطوير لمستويات المعرفة، بحيث تزداد صعوبة ترك الموظفين بالغي الأهمية عملهم في الشركات.وتحتاج الشركات في سبيل زيادة القيمة المستمدة من رأس المال الفكري لتلك الفئة المتميزة من الموظفين إلى إطلاق أربعة أنواعٍ مختلفة من المبادرات في الوقت ذاته. ولا بد من دراسة العلاقة القائمة بين نقاط القوة ومواطن الضعف، وأثر تلك العلاقة في مستوى الشركة أو المؤسسة ككل، وعلى الأفراد العاملين في الشركة بشكل فرديٍ خاص.
إن العمل على تطوير قدرات الأفراد الأشد ضعفاً في أكثر نقاط الضعف حرجاً في الشركة، يعد أمراً في غاية الأهمية والخطورة. وإن تعريض أضعف فئات الموظفين إلى المجالات التي تتمتع بها الشركة بنقاط القوة يعد أمراً حيوياً في إتقان الجوانب المختلفة للعمل التجاري. وإن الشركات التي تقوم بذلك إنما تسمح للإمكانيات العالية للموظفين المتفوقين بالانتقال إلى الفئة المقصودة في برامج وعمليات التدريب.
ومن المهم كذلك في إطار هذه الاستراتيجيات المدروسة، جمع الفئة الأفضل ضمن المتفوقين لتركيز قدرات الشركة في نقل أفضل الخبرات إلى المستويات ذات العلاقة بالتدريب. ويعد هذا النقل المقصود للخبرات هو الجانب الاستراتيجي الفاعل من هذه العملية الإدارية. وحتى تستطيع الشركات تحقيق أعلى درجات النجاح المطلوب، فإن عليها أن تتناول تطوير القدرات الشخصية للعاملين من خلال هذا المفهوم المركز والمتطور. ومن الضروري كذلك وضع الأمر في إطار المحفظة الخاصة للتدريب القائم على رفع مستوى الكفاءة.
وهنالك أمور بهذا الصدد أوسع من كل ذلك، حيث سيكون هنالك نوعان من الشركات في المستقبل: النوع السريع، والنوع الميت. ويكمن السر في تسريع جهود فهم تفاصيل العمل، ومضامين جمع الفئة الأفضل ضمن المتفوقين لتركيز قدرات الشركة في نقل أفضل الخبرات إلى المستويات ذات العلاقة بالتدريب. ويعد هذا النقل المقصود للخبرات هو الجانب الاستراتيجي الفاعل من هذه العملية الإدارية. وحتى تستطيع الشركات تحقيق أعلى درجات النجاح المطلوب، فإن عليها أن تتناول تطوير القدرات الشخصية للعاملين من خلال هذا المفهوم المركز والمتطور. ومن الضروري كذلك وضع الأمر في إطار المحفظة الخاصة للتدريب القائم على رفع مستوى الكفاءة.
وظلت الشركات حتى سنواتٍ قريبة، مهووسة بالعمليات التي تركز على أهمية اللامركزية الإدارية. ولجأ مديرو تلك الشركات إلى إسناد الأعمال الإنتاجية والخدمات إلى جهاتٍ خارجيةٍ بعيدةٍ عن المقر الرئيسي للشركة. ولا يتبقى لدى المصدر بذلك سوى عدد قليل من العقول المركزة.
ويبدو أنه آن الأوان لإعادة شحن هذه الشركات بالطاقات اللازمة. وقدمت لنا الخبرات المستقاة من سنوات التسعينيات وجهات نظر قائمة على عناصر الكفاءة الخاصة بالشركة أو المؤسسة. ولابد لنا في الوقت الراهن من التحرك والاستفادة من مفاهيم قائمة على أسسٍ نفسية واجتماعية تعمل على إعادة شحن المؤسسة بعوامل الطاقة والقوة.
وبينما تظهر البحوث الإدارية المتخصصة أن زيادة معدل الأداء لدى العاملين بنسبة 28 في المائة، تعود إلى ذلك المزيج الناجم من التعليم والخبرة، فإن الدراسات تفيد كذلك بأن الثقة، أو الاعتداد الإيجابي بالقدرات الذاتية، والإيمان بما لدى المرء من كفاءات، يتسبب في 38 في المائة من تحسن الأداء الوظيفي. ولا بد أن نضيف إلى كل ذلك عوامل الأمل، والتفاؤل، والآثار الإيجابية للطاقة النفسية التي يزداد وضوح أثرها في المؤسسات المختلفة. ومن المحتمل أن تكون لديك كمديرٍ للشركة قدرات خاصة في تصور المستقبل، ولكن ما لم تتمكن من جعل المحيطين بك يشاركونك في ذلك، فإن محصلة العملية لن تكون إيجابية على مستوى تحقيق أهداف الشركة.
وثبت من الدراسات كذلك أن مستوى رأس المال الاجتماعي له أثر بالغ في تحسن مستوى الأداء. فكيف بإمكانك أن تحول الشركة إلى مجتمع متكاتف ومتضامن، وكأنها قبيلة قادرة على صنع النصر؟ وحين يتمثل الهدف في تطوير الثقة، والقيم، وشبكة المعتقدين الفاعلين بإمكانات تحقيق التقدم في الأداء، فإن من الصعب تجاهل أثر الجوانب الخاصة بالعقائد. ويتم من خلال هذه العملية صهر جميع جهود ذوي العقائد، والعلمانيين في حركةٍ ذات أبعادٍ أيديولوجيةٍ في سبيل تحقيق الحلم المشترك. ويبدو أن داعية حقوق الإنسان الراحل، مارتن لوثر كنج، كان على حقٍ حين قال" إن لدي حُلماً، بدلاً من أن يقول إن لدي خطة خمسية". فالأحلام محركات فاعلة للنشاط العقلي، وهي بمثابة المغناطيس الذي يعمل على اجتذاب العقول.
ولنا مثل على هذه المفاهيم مما تشهده الولايات المتحدة الأمريكية كمحركٍ كبير للنشاطات الاقتصادية العالمية. والولايات المتحدة ليست دولةً مكونةً من أمةٍ واحدةٍ، بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة، بل إنها خليط من عدة أمم. ولهذا المفهوم بعد كبير، من حيث أن أي كائنٍ بشريٍ على هذا الكوكب يمكنه أن يكون أمريكياً. فكم يستغرقك من الوقت كي تصبح فرنسياً، أو يابانياً؟ إن بإمكانك أن تكون مولوداً في النمسا، وحين تصبح في 29 من عمرك، يمكنك الانتقال إلى الولايات المتحدة لتصبح ممثلاً من الدرجة الثالثة، ثم الثانية، ثم الأولى، ثم تصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا ونقصد بهذا أرنولد شوارزنيجر حاكم كاليفورنيا الحالي.
وعليك أن تدرك بصورة مستمرة أن مجرد المعرفة لا يعني سوى القليل، ما لم تكتمل بمعرفة من يستطيع الإنجاز، وكيف يمكن أن يتم ذلك. والحقيقة هي أن الجمع بين القدرة على التواصل الاجتماعي، والكفاءة، وجرأة إحداث التغيير المطلوب، تضمن المطلوب لتحقيق الدرجة الملائمة من التنافسية لدى الشركات والمؤسسات
م
ماجده
الثقة والطموح عناصر فاعلة لتحفيز رأس المال الاجتماعي داخل المؤسسات
- جوناس ريدرستافل - 13/04/1428هـ
تشكل الكفاءة والتواصل والجرأة في إحداث التغييرات المطلوبة العوامل الرئيسية لنجاح المنافسة في الوقت الراهن. ويمكن القول على وجه العموم إن جميع الشركات في مختلف أنحاء العالم تستخدم الوصفات ذاتها في كيفية النجاح في المنافسة بالطريقة التي شكلتها كليات إدارة الأعمال في مختلف أرجاء العالم. غير أن التشابه المطلق في التصرف يؤدي إلى العديد من المشكلات. وتتحول المعرفة المبرمجة بصورةٍ تدريجيةٍ إلى سلعة. ونشاهد حدوث ذلك بصورة مستمرة في عدة مجالات، مثل الهندسة المعمارية، والطب، والهندسة العامة، والنشاطات العملية. وإذا كانت هذه المعرفة ضرورية بالنسبة إلى فإنها لسوء الحظ لم تعد كافيةً من أجل الاستمرار في إيجاد مزايا مستدامة.
ولا بد في هذا الخصوص من أن نتذكر أن المعرفة الضمنية التي تعد أكثر خصوصية بالنسبة إلى الشركة أو المنظمة، وتتصف بأن تكوينها يتم بصورةٍ تراكمية، تمثل قصة أخرى مختلفة تمام الاختلاف عن المعرفة التقليدية المبرمجة. ويمكن أن يؤدي التواصل الاجتماعي إلى التفرد والتميز، والوصول إلى تطوير لمستويات المعرفة، بحيث تزداد صعوبة ترك الموظفين بالغي الأهمية عملهم في الشركات.وتحتاج الشركات في سبيل زيادة القيمة المستمدة من رأس المال الفكري لتلك الفئة المتميزة من الموظفين إلى إطلاق أربعة أنواعٍ مختلفة من المبادرات في الوقت ذاته. ولا بد من دراسة العلاقة القائمة بين نقاط القوة ومواطن الضعف، وأثر تلك العلاقة في مستوى الشركة أو المؤسسة ككل، وعلى الأفراد العاملين في الشركة بشكل فرديٍ خاص.
إن العمل على تطوير قدرات الأفراد الأشد ضعفاً في أكثر نقاط الضعف حرجاً في الشركة، يعد أمراً في غاية الأهمية والخطورة. وإن تعريض أضعف فئات الموظفين إلى المجالات التي تتمتع بها الشركة بنقاط القوة يعد أمراً حيوياً في إتقان الجوانب المختلفة للعمل التجاري. وإن الشركات التي تقوم بذلك إنما تسمح للإمكانيات العالية للموظفين المتفوقين بالانتقال إلى الفئة المقصودة في برامج وعمليات التدريب.
ومن المهم كذلك في إطار هذه الاستراتيجيات المدروسة، جمع الفئة الأفضل ضمن المتفوقين لتركيز قدرات الشركة في نقل أفضل الخبرات إلى المستويات ذات العلاقة بالتدريب. ويعد هذا النقل المقصود للخبرات هو الجانب الاستراتيجي الفاعل من هذه العملية الإدارية. وحتى تستطيع الشركات تحقيق أعلى درجات النجاح المطلوب، فإن عليها أن تتناول تطوير القدرات الشخصية للعاملين من خلال هذا المفهوم المركز والمتطور. ومن الضروري كذلك وضع الأمر في إطار المحفظة الخاصة للتدريب القائم على رفع مستوى الكفاءة.
وهنالك أمور بهذا الصدد أوسع من كل ذلك، حيث سيكون هنالك نوعان من الشركات في المستقبل: النوع السريع، والنوع الميت. ويكمن السر في تسريع جهود فهم تفاصيل العمل، ومضامين جمع الفئة الأفضل ضمن المتفوقين لتركيز قدرات الشركة في نقل أفضل الخبرات إلى المستويات ذات العلاقة بالتدريب. ويعد هذا النقل المقصود للخبرات هو الجانب الاستراتيجي الفاعل من هذه العملية الإدارية. وحتى تستطيع الشركات تحقيق أعلى درجات النجاح المطلوب، فإن عليها أن تتناول تطوير القدرات الشخصية للعاملين من خلال هذا المفهوم المركز والمتطور. ومن الضروري كذلك وضع الأمر في إطار المحفظة الخاصة للتدريب القائم على رفع مستوى الكفاءة.
وظلت الشركات حتى سنواتٍ قريبة، مهووسة بالعمليات التي تركز على أهمية اللامركزية الإدارية. ولجأ مديرو تلك الشركات إلى إسناد الأعمال الإنتاجية والخدمات إلى جهاتٍ خارجيةٍ بعيدةٍ عن المقر الرئيسي للشركة. ولا يتبقى لدى المصدر بذلك سوى عدد قليل من العقول المركزة.
ويبدو أنه آن الأوان لإعادة شحن هذه الشركات بالطاقات اللازمة. وقدمت لنا الخبرات المستقاة من سنوات التسعينيات وجهات نظر قائمة على عناصر الكفاءة الخاصة بالشركة أو المؤسسة. ولابد لنا في الوقت الراهن من التحرك والاستفادة من مفاهيم قائمة على أسسٍ نفسية واجتماعية تعمل على إعادة شحن المؤسسة بعوامل الطاقة والقوة.
وبينما تظهر البحوث الإدارية المتخصصة أن زيادة معدل الأداء لدى العاملين بنسبة 28 في المائة، تعود إلى ذلك المزيج الناجم من التعليم والخبرة، فإن الدراسات تفيد كذلك بأن الثقة، أو الاعتداد الإيجابي بالقدرات الذاتية، والإيمان بما لدى المرء من كفاءات، يتسبب في 38 في المائة من تحسن الأداء الوظيفي. ولا بد أن نضيف إلى كل ذلك عوامل الأمل، والتفاؤل، والآثار الإيجابية للطاقة النفسية التي يزداد وضوح أثرها في المؤسسات المختلفة. ومن المحتمل أن تكون لديك كمديرٍ للشركة قدرات خاصة في تصور المستقبل، ولكن ما لم تتمكن من جعل المحيطين بك يشاركونك في ذلك، فإن محصلة العملية لن تكون إيجابية على مستوى تحقيق أهداف الشركة.
وثبت من الدراسات كذلك أن مستوى رأس المال الاجتماعي له أثر بالغ في تحسن مستوى الأداء. فكيف بإمكانك أن تحول الشركة إلى مجتمع متكاتف ومتضامن، وكأنها قبيلة قادرة على صنع النصر؟ وحين يتمثل الهدف في تطوير الثقة، والقيم، وشبكة المعتقدين الفاعلين بإمكانات تحقيق التقدم في الأداء، فإن من الصعب تجاهل أثر الجوانب الخاصة بالعقائد. ويتم من خلال هذه العملية صهر جميع جهود ذوي العقائد، والعلمانيين في حركةٍ ذات أبعادٍ أيديولوجيةٍ في سبيل تحقيق الحلم المشترك. ويبدو أن داعية حقوق الإنسان الراحل، مارتن لوثر كنج، كان على حقٍ حين قال" إن لدي حُلماً، بدلاً من أن يقول إن لدي خطة خمسية". فالأحلام محركات فاعلة للنشاط العقلي، وهي بمثابة المغناطيس الذي يعمل على اجتذاب العقول.
ولنا مثل على هذه المفاهيم مما تشهده الولايات المتحدة الأمريكية كمحركٍ كبير للنشاطات الاقتصادية العالمية. والولايات المتحدة ليست دولةً مكونةً من أمةٍ واحدةٍ، بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة، بل إنها خليط من عدة أمم. ولهذا المفهوم بعد كبير، من حيث أن أي كائنٍ بشريٍ على هذا الكوكب يمكنه أن يكون أمريكياً. فكم يستغرقك من الوقت كي تصبح فرنسياً، أو يابانياً؟ إن بإمكانك أن تكون مولوداً في النمسا، وحين تصبح في 29 من عمرك، يمكنك الانتقال إلى الولايات المتحدة لتصبح ممثلاً من الدرجة الثالثة، ثم الثانية، ثم الأولى، ثم تصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا ونقصد بهذا أرنولد شوارزنيجر حاكم كاليفورنيا الحالي.
وعليك أن تدرك بصورة مستمرة أن مجرد المعرفة لا يعني سوى القليل، ما لم تكتمل بمعرفة من يستطيع الإنجاز، وكيف يمكن أن يتم ذلك. والحقيقة هي أن الجمع بين القدرة على التواصل الاجتماعي، والكفاءة، وجرأة إحداث التغيير المطلوب، تضمن المطلوب لتحقيق الدرجة الملائمة من التنافسية لدى الشركات والمؤسسات
م
ماجده