هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    أفلا يتدبرون القرآن

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17095
    السٌّمعَة : 22

    سؤال أفلا يتدبرون القرآن

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الأحد 28 سبتمبر - 4:08

    أفلا يتدبرون القرآن 1278464934_m
    أفلا يتدبرون القرآن Links_bullet أفلا يتدبرون القرآن


    يدعي العَلمانيون (بفتح العين) والليبراليون العرب أن الإسلام دين كهنوتي يدعو إلى سلب العقل، وهذا فهم ينقصه العلم وينقصه الدليل القرآني , ويكفي قول الله تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " (محمد/24) ولذلك قال الحسن: نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا (كما أورد ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، دار الحديث، القاهرة (2002م – ج1 – ص363).

    وكيف لدين يُغيب العقل كما يدعي الجاهلون أن يدعو أتباعه لتدبر آيات كتابه ويذم من لا يتفكر فيه , وكما قال ابن القيم رحمه الله في المرجع السابق: فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده أقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل، وجمع فيه الفكر على معاني آياته، فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما (وتضع) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله، وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، ومايحبه وما يبغضه وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه، وقواطع الطريق وآفاتها، وتعارفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق وإجتماعهم فيما يجتمعون فيه، وإفتراقهم فيما يفترقون فيه، وبالجملة تعرفه الرب والمدعو إليه، وطريق الوصول إليه وما له من الكرامة إذا قدم عليه، وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى: ما يدعو إليه الشيطان، والطريق الموصلة إليه، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه، فهذه ستة أمور ضروري للعبد معرفتها، ومشاهدتها، ومطالعتها، فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها وتغيبه عن (مساوئ) الدنيا حتى كأنه ليس فيها، وتميز له بين الحق والباطل في كل ما اختلف فيه العالم، فتريه الحق حقا، والباطل باطلا، وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال، والغي والرشاد، وتعطيه قوة في قلبه، وحياة وسعة وإنشراحا وبهجة وسرورا، فيصير في شأن والناس في شأن آخر،فإن معاني القرآن دائرة على التوحيد وبراهينه، والعلم بالله وما له من أوصاف الكمال وما ينزه عنه من سمات النقص، وعلى الإيمان بالرسل، وذكر براهين صدقهم، وأدلة صحة نبوتهم، والتعريف بحقوقهم وحقوق مرسلهم، وعلى الإيمان بملائكته وهم رسله في خلقه وأمره، وتديبرهم الأمور بإذنه ومشيئته، وما جعلوا عليه من أمر العالم العلوي، والسفلي، وما يختص بالنوع الإنساني منهم، من حين أن يستقر في رحم أمه إلى يوم يوافي ربه ويقدم عليه، وعلى الإيمان باليوم الآخر وما أعد الله فيه لأوليائه من دار النعيم المطلق، التي لا يشعرون فيها بألم ولا نكد وتنغيص، وما أعد لأعدائه من دار العقاب الوبيل، التي لا يخالطها سرور ولا رخاء ولا راحة ولا فرح وتفاصيل ذلك أتم تفصيل وأبينه، وعلى تفاصيل الأمر والنهي، والشرع والقدر، والحلال والحرام والمواعظ والعبر، والقصص والأمثال، والأسباب والحكم، والمبادئ والغايات في خلقه وأمره.

    فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتحثه على التضمر والتخفف للقاء اليوم الثقيل وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب سواء السبيل، وتصده عن إقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبعثه على الإزدياد من النعم بشكر ربه الجليل وتبصره بحدود الحلال والحرام، وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل، وتسهل عليه الأمور الصعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل وتناديه كلما فترت عزماته، وونى في سيره: تقدم الركب وفاتك الدليل فاللحاق اللحاق والرحيل الرحيل.

    وتدعو به وتسير أمامه سير الدليل وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر الحذر فاعتصم بالله واستعن به، وقل: حسبي الله ونعم الوكيل. وفي تأمل القرآن وتدبره، وتفهمه أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد وبالجملة فهو أعظم الكنوز، طلسمه الغوص بالفكر إلى قرار معانيه) انتهى.

    وهكذا ينظر علماء المسلمين إلى أهمية تدبر آيات القرآن ومعانيه ويكفي قول الله تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "(محمد/24) وفي هذا تحد للمدعين أن الإسلام والقرآن ضد العقل والفهم والعلم وكما قلنا في بداية المقال هذه دعوى ينقصها العلم وينقصها الدليل القرآني.


    م

    ماجده
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8208
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: أفلا يتدبرون القرآن

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 5 أكتوبر - 7:40

    بارك الله فيك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 10:20