ملخص الخطبة | |||
1- أن الإيمان بالملائكة من أركان الإيمان 2- ثم ذكر ركائز الإيمان بالملائكة وهي : أ- الإيمان بوجودهم ب- الإيمان بأسمائهم جملة وتفصيلاً ج- الإيمان بأوصافهم الخُلُقية والخَلقية د- الإيمان بأعمالهم الموكلة إليهم , وبيّن ذلك ووضّحه | |||
الخطبة الأولى | |||
أما بعد: عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وأن تؤمنوا بالقدر خيره وشره. أيها المؤمنون: عالم الملائكة الأبرار أحد أركان الإيمان الستة والذي لا يصح إيمان العبد إلا إذا استقر في فؤاده الإيمان بوجودهم لاكمن يقولون: هم قوى الخير الكامنة في الإنسان وأن الشياطين قوى الشر الكامنة في النفس البشرية منكرين بذلك وجودهم وحقيقتهم، وما أولئك بالمؤمنين لأن الله عز وجل قد نبأنا في كتابه طرفاً من أخبارهم وحكى لنا رسوله الكريم شيئا من أعمالهم ووظائفهم آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . أخي المبارك خلقه المطمئن بالإيمان قلبه: إن للإيمان بالملائكة متضمّنات أربعة هي في مجموعها ركائز ذلك الإيمان وهي الإيمان. 1- بوجودهم. 2- وبأسمائهم جملة وتفصيلاً. 3- وبأوصافهم الخلقية والخُلقية. 4- وبأعمالهم الموكلة إليهم. وإليك تفصيل شيء من ذلك سائلاُ المولى الإخلاص والسداد. فأما وجودهم فلا يجادل في ذلك إلا ملحد أومكابر لتوافر النصوص على خلقهم وللمشاهد المحسوس في حياتنا، قال سبحانه ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداُ. ولنعلم أن الملائكة عليهم صلوات الله وسلامه خلق لا يحصون كثرة فها هو المصطفى صلى الله عليه وسلم يسأل جبريل عليه السلام في حادثة الإسراء والمعراج عن البيت المعمور والذي هو في السماء والسابعة وهو بمحاذاة الكعبة لو خر لخر عليها فقال له: هذا البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم. فلا إله إلا الله كم عددهم؟؟ وما يعلم جنود ربك إلا هو . وفي صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك)) وعليه فإن محصلة هؤلاء فقط أربعة آلاف وتسعمائة مليون ملك. وقال صلى الله عليه وسلم: ((أطت السماء وحق لها أن تئط والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر إلا وفيه جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده )). هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين . أما عن الإيمان بأسمائهم فمنهم من قص الله علينا ومنهم من لم يقصص فمما صح وثبت من أسمائهم جبريل عليه الصلاة والسلام وهو الموكل بالوحي يتنزل به من عند الله على من يشاء من عباده المصطفين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين . وقد يقوم بغير ذلك من الأعمال تنفيذا لأمر الله، وهو أجلّ الملائكة وأشرفهم ثم ميكائيل عليه السلام وهو موكل بإنزال القطر من السماء وإخراج النبات من الأرض وله أعوان من الملائكة يصرّفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل في علاه فها هو الحبيب يبين لنا ذلك بقوله الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشاء الله . ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بردٍ فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكادسنا برقه يذهب بالأبصار يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار . ومن أسمائهم إسرافيل عليه الصلاة والسلام وهو الموكل بنفخ الصور كان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل استفتح بقوله : ((اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)). ومنهم كذلك مالك عليه السلام خازن النار ونادوا يا مالك ليقضِ علينا ربك قال إنكم ماكثون. قال ابن عباس رضي الله عنهما: مكث ألف سنة ثم قال لهم: إنكم ماكثون، فما أشد البكاء وما أطول النحيب. ومالك عليه السلام لم يضحك قط منذ أن خلق الله النار، فقد رآه النبي عليه الصلاة والسلام على صورة كريهة المرآة وإذا عنده نار يحثها ويسعى حولها فقال جبريل وميكائيل لنبينا عليهم جميعاً الصلاة والسلام لما سألهما عنه: إنه مالك خازن جهنم أجارنا الله وإياكم منها. ومنهم رضوان خازن الجنة. ومنهم منكر ونكير وهما اللذان يسألان العبد في قبره. أما غير هؤلاء الذين سبق ذكرهم من الملائكة فلم يثبت فيهم شيء سوى آثارٌ متفرقة لا يعتمد عليها. كتسمية ملك الموت بعزرائيل وهذا لم يثبت وهاروت وماروت وأما رقيب وعتيد فالصحيح أن هذا وصف لهما فهما حاضران شاهدان يسجلان أعمال العبد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . : أما عن أوصاف الملائكة عليهم الصلاة والسلام الخلقية فيما يتعلق بخلقهم فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ((خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم)). وقد أعظم الله خلقهم فهذا جبريل عليه الصلاة والسلام يروى ابن مسعود رضي الله عنه أن رسولنا صلى الله عليه وسلم رآه في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه التهاويل [أي الأشياء المختلفة الألوان] من الدر واليواقيت . وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه رآه منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض ، ولك أن تعلم أنه عليه الصلاة والسلام أدخل طرف جناح من أجنحته الستمائة تحت قرى قوم لوط الخمس فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من السماء بما فيها حتى سمع أهل السماء نهيق حميرهم وصياح ديكتهم ، ولم تنكفيء لهم جرة ، ولم ينكسر لهم إناء ثم نكسوا على رؤوسهم وأتبعوا الحجارة من سجيل مسوّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد. وهنا وقفة لابد منها. إننا عباد الله في زمان كثرت فيه المصائب وعمت فيه الفتن إلا ما رحم الله والموفق فيه من وفق لتربية أبنائه وحفظ بناته ، قبل أن يحل بنا ما حل بقوم لوط عليه الصلاة والسلام من العقوبة فكم من ألفاظ بذيئة بين الشباب تسمع وكم من حركات خبيثة تشاهد وكم من كتابات على الحيطان والكتب تقرأ مما يشعر بعظم المصيبة وفداحة الخطب إن لم يتداركنا الله برحمته ونقوم بواجبنا تجاه هؤلاء الصبية والشباب وما هي من الظلمين ببعيد . أولادكـم لا شيء أغلـى منهم لا شيء يعدلهم مـن الأشياء لا تتركوهم للضيـاع فريسـة ترك الشباب أساس كل الداء كونوا لهم نعـم المعين وراقبوا أعمالهم في مصبح ومسـاء الابن إن يهمل يضع في عصرنا إذ لا مكـان اليوم للضعفاء : إذا كان جبريل عليه الصلاة والسلام له ستمائة جناح الحمد فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير . فكيف لو علمت أن أحد حملة العرش قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام يقول: (أي الملك) سبحانك حيث كنت )). فلا إله إلا الله إن عظم الخلق يدل على عظم الخالق وهنا ينبغي أن نعلم أن الملائكة عالم غيبي نؤمن به كما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا نظن أنهم كهيئاتنا لأنهم مخلوقون من نور لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزاوجون ولا يملّون ولا يتعبون يسبحون له بالليل والنهار لا يسأمون وقد جعلهم الله في أبهى صورة وكيف لا يكونون كذلك وهم مخلوقون من نور. قال ابن عباس رضي الله عنهما عند قوله تعالى ذو مرة فاستوى أي ذو منظر حسن. | |||
الخطبة الثانية | |||
الحمد لله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، والصلاة والسلام على الرسول المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على هديهم واقتفى. أيها المؤمنون: أما عن صفات الملائكة الخلقية فهم كما وصف الله بأيدي سفرة كرام بررة فهنيئاً لمن يقرأ القرآن وهو ماهر به فإنه يكون معهم . وهم محل للحياء فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مضطجعاً في بيتها كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وسوّى عليه ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك فقال : ((ألا استحيي من رجل تستحي منه الملائكة)). فهل نستحي كما تستحي الملائكة لذا فهي تفارقه عند دخول الخلاء وعند إتيان الرجل أهله وهذا لا يعني أنها لا تحصي عليه أعماله فإن الله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. والملائكة منظمّون حتى في صفوفهم وأعمالهم ، يقول صلى الله عليه وسلم : ((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قالوا: وكيف يصفون عند ربهم؟ قال: يكملون الصف الأول فالأول يتراصون في الصف)). |
2 مشترك
من ركائز الإيمان – عالم الملائكة الأبرار
مدير عام- الجنس :
مشاركات : 6872
البلد : Morocco
نقاط التميز : 8208
السٌّمعَة : 3
- مساهمة رقم 1
من ركائز الإيمان – عالم الملائكة الأبرار
مـــ ماجده ـلاك الروح- الإداري المتميز
- الجنس :
مشاركات : 7979
البلد : المنصورة مصر
نقاط التميز : 17095
السٌّمعَة : 22
- مساهمة رقم 2
رد: من ركائز الإيمان – عالم الملائكة الأبرار
جزاااك الله كل الخيرات
مدير عام- الجنس :
مشاركات : 6872
البلد : Morocco
نقاط التميز : 8208
السٌّمعَة : 3
- مساهمة رقم 3
رد: من ركائز الإيمان – عالم الملائكة الأبرار
وجـــــــــــــــزاك