بسم الله الرحما
ربنا ولك الحمد
السؤال
أرجو تبينوا لي العلاقة بين قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (أمك فأمك فأمك فأبوك)، وأن للرجل الحق في ثلاث زوجات أخريات بعد الأم التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ببرها من طرف أولادها ثلاثا.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1- الحديث الذي تشير إليه هو ما أخرجه البخاري (5971) ومسلم (6665) وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك" واللفظ لمسلم.
2- لقد أشرت –بارك الله فيك- إلى لفتة جميلة في هذا الحديث، وهي الموازنة بين الرجل والمرأة؛ فلما كان الزوج قد يتفوق على المرأة بنسبة ثلاثة إلى أربعة (3-4) في الاستمتاع، أعطيت المرأة (الزوجة/ الأم) نفس النسبة من التفوق على الرجل (الزوج/ الأب) في البر والرعاية.. ولما كان الرجل من حقه أن يضيف على المرأة ثلاث نساء أخريات (زوجات)، أعطيت المرأة – في المقابل- حصة ثلاث نساء من الاهتمام والرعاية (حسن الصحبة).. 3- وفي هذا الحديث لفتة أخرى، وهي: أنه يؤسس لمسؤولية الأبناء عن إسعاد أمهاتهم، وتعويضهن عما قد يكون هناك من نقص في الرعاية أو العاطفة من قبل الأزواج.
4- وفي هذا الحديث دلالة أخرى على أن الإسلام لا يعطي للرجل الأفضلية المطلقة على المرأة، وإنما لكل واحد منهما ميدانه الذي يقدم فيه.
ومعلوم أن ميدان التربية والحنان والشفقة تتقدم فيه المرأة على الرجل؛ نجد هذا التقدم واضحا في وصية الله تعالى بالوالدين، حيث يقول سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" [لقمان:14]، ويقول جل من قائل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" [الأحقاف:15]، ففي هاتين الآيتين العظيمتين جاء التصريح بجوانب من معاناة الوالدة، ولم يذكر ما يقابل ذلك بالنسبة للأب، مع شمول الوصية لهما، مما يدل دلالة واضحة على أن الأم هي صاحبة هذا الميدان والمستحقة للتقديم فيه، فكان من الحق والعدل والإنصاف أن يكون لها فيه من الامتيازات والمكافآت أضعاف، ما للرجل، وأقل ما يتصور في هذا المقام هو أن يبالغ أبناؤها في الاحتفاء بها وبرها وحسن صحبتها نظير جزء بسيط مما عانته بسببهم من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والرعاية والتربية والخدمة والتمريض إلى غير ذلك.
م
ربنا ولك الحمد ماجده ربنا ولك الحمد
ربنا ولك الحمد
السؤال
أرجو تبينوا لي العلاقة بين قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (أمك فأمك فأمك فأبوك)، وأن للرجل الحق في ثلاث زوجات أخريات بعد الأم التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ببرها من طرف أولادها ثلاثا.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1- الحديث الذي تشير إليه هو ما أخرجه البخاري (5971) ومسلم (6665) وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك" واللفظ لمسلم.
2- لقد أشرت –بارك الله فيك- إلى لفتة جميلة في هذا الحديث، وهي الموازنة بين الرجل والمرأة؛ فلما كان الزوج قد يتفوق على المرأة بنسبة ثلاثة إلى أربعة (3-4) في الاستمتاع، أعطيت المرأة (الزوجة/ الأم) نفس النسبة من التفوق على الرجل (الزوج/ الأب) في البر والرعاية.. ولما كان الرجل من حقه أن يضيف على المرأة ثلاث نساء أخريات (زوجات)، أعطيت المرأة – في المقابل- حصة ثلاث نساء من الاهتمام والرعاية (حسن الصحبة).. 3- وفي هذا الحديث لفتة أخرى، وهي: أنه يؤسس لمسؤولية الأبناء عن إسعاد أمهاتهم، وتعويضهن عما قد يكون هناك من نقص في الرعاية أو العاطفة من قبل الأزواج.
4- وفي هذا الحديث دلالة أخرى على أن الإسلام لا يعطي للرجل الأفضلية المطلقة على المرأة، وإنما لكل واحد منهما ميدانه الذي يقدم فيه.
ومعلوم أن ميدان التربية والحنان والشفقة تتقدم فيه المرأة على الرجل؛ نجد هذا التقدم واضحا في وصية الله تعالى بالوالدين، حيث يقول سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" [لقمان:14]، ويقول جل من قائل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا" [الأحقاف:15]، ففي هاتين الآيتين العظيمتين جاء التصريح بجوانب من معاناة الوالدة، ولم يذكر ما يقابل ذلك بالنسبة للأب، مع شمول الوصية لهما، مما يدل دلالة واضحة على أن الأم هي صاحبة هذا الميدان والمستحقة للتقديم فيه، فكان من الحق والعدل والإنصاف أن يكون لها فيه من الامتيازات والمكافآت أضعاف، ما للرجل، وأقل ما يتصور في هذا المقام هو أن يبالغ أبناؤها في الاحتفاء بها وبرها وحسن صحبتها نظير جزء بسيط مما عانته بسببهم من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والرعاية والتربية والخدمة والتمريض إلى غير ذلك.
م
ربنا ولك الحمد ماجده ربنا ولك الحمد