لماذا شغل حجاب المرأة كل هذا الاهتمام في الداخل والخارج
[size=16]لم أقرأ مقالاً أو أشاهد برنامجًا أو أسمع تعليقًا واحدًا على المرأة الهندية، أو الراهبة المسيحية، أو السافرة الأوروبية، ولكن حجاب المرأة المسلمة أصبح الشغل الشاغل للساسة والمعلقين والصحفيين، وتجاوزت هذه التعليقات كل حد، سواء في الخارج أو في الداخل، وكان آخرها هذه التصريحات التي أثارها وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي اعتبر فيها الحجاب أحد أسباب تخلف المرأة .
وقد اعتبر أعضاء البرلمان المصري تصريحات الوزير إساءة للنظام لأنه خاض في أحد الثوابت الدينية، وأهان المسلمين والإسلام متجاوزًا بذلك كل الخطوط الحمراء حين أعلن اعتراضه على أصول العقيدة الإسلامية، وطالب الأعضاء بسحب الثقة منه وإقالته من المنصب الوزاري الذي ظل شاغلاً له مدة تزيد على عشرين عامًا .
وإذا كان البعض يرى أن تصريحات وزير الثقافة تعبر عن رأي شخصي، فإنه لا يجوز إبداء الآراء الشخصية فيما هو معلوم بالضرورة من أمور الدين، فلا اجتهاد مع نص قطعي الدلالة، وهناك فارق كبير بين حرية التعبير والتطاول على الشرائع السماوية، والإسلام لا يمنع أي شخص من التعبير عن رأيه في كل قضايا الحياة، شريطة ألا يفتي في الأمور التي لا خلاف عليها والتي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي يجب أن تترك لمن هم أهل لها حفاظًا على هويتنا الثقافية ومرجعيتنا الدينية، ومن ثم فلا يحق لأحد أن يتحدث بغير علم مستغلاً المبادئ السمحة للدين الإسلامي الذي لا يعرف العنف والتطرف، ويقبل الرأي والرأي الآخر بعيدًا عن الغلو والانفعال .
وهذا يعني أننا يجب ألا نترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب لكي يفسر آيات القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما يحلو له لأن الأخذ بأسباب التقدم ليس معناه الانفلات والخروج على الثوابت والأصول .
وفي الحقيقة إن الحرب على الحجاب هي جزء من الحرب على الإسلام التي لم يسلم منها القرآن الكريم والرسول الأمين، وقد واجه الدين الإسلامي سلسلة من الاستباحات على مستوى العقيدة والمقدسات التي بدأت بسب الإسلام والمسلمين في معتقل جوانتنامو الأمريكي وتقطيع المصحف الشريف وإلقائه في دورات المياه ودوسه بأقدام الجنود الأمريكان، ولا تزال الافتراءات على الإسلام تتزايد يومًا بعد يوم .
وقد تلاقى النهج السياسي والعسكري مع الهوج العقائدي الذي مثله بابا الفاتيكان بندكيت السادس عشر حينما أطلق كلماته الحاقدة والمسمومة ضد الإسلام في رحاب الجامعة الألمانية وهي الكلمات التي رفض الاعتذار عنها، ويسير المخطط المنظم والمدروس في الحرب على الإسلام على قدم وساق من الولايات المتحدة إلى أوروبا حينما استباحت الصحافة الدنماركية شخص الرسول صلى الله عليه وسلم على يد رسامين هناك، رسموه في أوضاع مشينة، ثم تكرر المشهد من جديد عندما قامت منظمة الشبيبة التابعة لحزب الشعب الدنماركي بعمل مسابقة في مخيم صيفي للشباب، وكان الفائز في هذه المسابقة هو الذي يقدم أبشع صورة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أقيم احتفال كبير على شرف هذه الصورة التي قدمها المتسابق الذي فاز .
وفي باريس أصبح التطاول على الإسلام ورموزه مستباحًا حيث دأب الكتاب الفرنسيون على السخرية من الرسول، ووصفوه بأنه رجل مزواج، ومتعطش للدماء، وكرر الصحفيون في جريدة فرانكفورتر الألمانية هذه الاتهامات، وسرت العدوى في كثير من وسائل الإعلام الأخرى ومواقع الإنترنت حتى أصبح سب الإسلام، والتشكيك في القرآن وتحريف آياته، أمرًا عاديًا، وامتدت هذه الحملة إلى دور العرض السينمائي والأوبرا لي والمسرحي، ووجد الكتاب الغربيون سعادتهم في النيل من هذا الدين.
بقلم: أ.د. محي الدين عبد الحليم
أخبار الخليج – إسلامي
مـــ ماجده ـلاك الروح
[/size]وقد اعتبر أعضاء البرلمان المصري تصريحات الوزير إساءة للنظام لأنه خاض في أحد الثوابت الدينية، وأهان المسلمين والإسلام متجاوزًا بذلك كل الخطوط الحمراء حين أعلن اعتراضه على أصول العقيدة الإسلامية، وطالب الأعضاء بسحب الثقة منه وإقالته من المنصب الوزاري الذي ظل شاغلاً له مدة تزيد على عشرين عامًا .
وإذا كان البعض يرى أن تصريحات وزير الثقافة تعبر عن رأي شخصي، فإنه لا يجوز إبداء الآراء الشخصية فيما هو معلوم بالضرورة من أمور الدين، فلا اجتهاد مع نص قطعي الدلالة، وهناك فارق كبير بين حرية التعبير والتطاول على الشرائع السماوية، والإسلام لا يمنع أي شخص من التعبير عن رأيه في كل قضايا الحياة، شريطة ألا يفتي في الأمور التي لا خلاف عليها والتي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية والتي يجب أن تترك لمن هم أهل لها حفاظًا على هويتنا الثقافية ومرجعيتنا الدينية، ومن ثم فلا يحق لأحد أن يتحدث بغير علم مستغلاً المبادئ السمحة للدين الإسلامي الذي لا يعرف العنف والتطرف، ويقبل الرأي والرأي الآخر بعيدًا عن الغلو والانفعال .
وهذا يعني أننا يجب ألا نترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب لكي يفسر آيات القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما يحلو له لأن الأخذ بأسباب التقدم ليس معناه الانفلات والخروج على الثوابت والأصول .
وفي الحقيقة إن الحرب على الحجاب هي جزء من الحرب على الإسلام التي لم يسلم منها القرآن الكريم والرسول الأمين، وقد واجه الدين الإسلامي سلسلة من الاستباحات على مستوى العقيدة والمقدسات التي بدأت بسب الإسلام والمسلمين في معتقل جوانتنامو الأمريكي وتقطيع المصحف الشريف وإلقائه في دورات المياه ودوسه بأقدام الجنود الأمريكان، ولا تزال الافتراءات على الإسلام تتزايد يومًا بعد يوم .
وقد تلاقى النهج السياسي والعسكري مع الهوج العقائدي الذي مثله بابا الفاتيكان بندكيت السادس عشر حينما أطلق كلماته الحاقدة والمسمومة ضد الإسلام في رحاب الجامعة الألمانية وهي الكلمات التي رفض الاعتذار عنها، ويسير المخطط المنظم والمدروس في الحرب على الإسلام على قدم وساق من الولايات المتحدة إلى أوروبا حينما استباحت الصحافة الدنماركية شخص الرسول صلى الله عليه وسلم على يد رسامين هناك، رسموه في أوضاع مشينة، ثم تكرر المشهد من جديد عندما قامت منظمة الشبيبة التابعة لحزب الشعب الدنماركي بعمل مسابقة في مخيم صيفي للشباب، وكان الفائز في هذه المسابقة هو الذي يقدم أبشع صورة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أقيم احتفال كبير على شرف هذه الصورة التي قدمها المتسابق الذي فاز .
وفي باريس أصبح التطاول على الإسلام ورموزه مستباحًا حيث دأب الكتاب الفرنسيون على السخرية من الرسول، ووصفوه بأنه رجل مزواج، ومتعطش للدماء، وكرر الصحفيون في جريدة فرانكفورتر الألمانية هذه الاتهامات، وسرت العدوى في كثير من وسائل الإعلام الأخرى ومواقع الإنترنت حتى أصبح سب الإسلام، والتشكيك في القرآن وتحريف آياته، أمرًا عاديًا، وامتدت هذه الحملة إلى دور العرض السينمائي والأوبرا لي والمسرحي، ووجد الكتاب الغربيون سعادتهم في النيل من هذا الدين.
بقلم: أ.د. محي الدين عبد الحليم
أخبار الخليج – إسلامي
مـــ ماجده ـلاك الروح