أنا شاب توفي والدي الذي كان لا يبخل علينا بشيء، فوكلنا والدتي بالميراث، ولم تعطني حقي؛ فهي تحب المال حبا جما، وهي بخيلة جداً، وعندما بدأتُ العمل أصبحت تدخر معاش والدي، وتجعلني أصرف معاشي على مصاريف البيت، وقد تزوجت والحمد لله، وكان اتفاقها معي أن تجعلني أسكن بالبيت الموروث، فهي قد حصلت على بيت كبير من الدولة لأنها أرملة، ولأن البيت للورثة، ولكن فوجئت أن أمي تريد تأجير البيت، فسببت المشكلات، وبدأت باختلاق الأكاذيب عن زوجتي وأهلها، حتى جعلت كل العائلة يكرهونها، فاضطررت لأخذ قرض لشراء منزل، والاستقلال مع زوجتي التي ضحَّت وصبرت على وضعي، وكلما ذهبت لزيارة والدتي تبدأ باختلاق الأكاذيب عن زوجتي وأهلها، مما جعلني أشك في حبها لي، وكثرت المشكلات بيني وبين زوجتي، فكلما ذهبنا إلى والدتي تسمعها كلاماً عن أهلها وعنها، فتضايقت زوجتي، وطلبت مني أن أختار إما الاستمرار معها أو أن أختار والدتي، فاحترت ماذا أفعل: هل أخسر زوجتي أم أقطع رحمي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إننا نقدر لك رغبتك في بر والدتك وطاعة ربك، وهذا توفيق ورحمة من الله بك، ولعلك تعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات" وأن صبرك على تصرفات والدتك -إن صح قولك- فيه خير لك في المقبل من عمرك.
تتبادر إلى ذهني بعض الأسئلة:
1-كيف كان سلوك والدتك في حياة الوالد؟ هل كانت "بخيلة" كما نعتّها أنت؟ ربما وحدتها ولَّدت شعوراً بالخوف من المجهول والرغبة في الأمان، ولم تجد سوى المال ملجأ للشعور بالأمان.
2- هل كانت متسلطة وعدائية حسب وصفك لها؟ ربما كان لديها دافعٌ لهذا السلوك، وقد يكون الدافع نفسياً ولَّد لديها السلوك السيكوباتي.
3- هل مازالت الوالدة مقبلة على الحياة وسنها نسبيا صغير و صحتها طيبة؟ قد تستفيد من حيويتها بالمساهمة في خدمة المجتمع.
4-هل الوالدة متعلمة أو لديها ميل إلى شيء مماثل؟ يدعم حوار الآخرين معها بأسلوب حضاري.
5- هل أنت ميسور ماديا؟ مما يساعدك على الاستقلال المالي في الوقت الحاضر دون النظر إلى الميراث.
6- هل لدى الوالدة أي توجهات تجارية مثلاً ترغب في زيادة ثروتها؟ قد يشبع نهمها على المال.
هذه الأسئلة وغيرها ربما توسع لديك أفق النظر وتعدد مسارات الحل، عموما عليك أن تفصل – تماما- حقوق والدتك عليك المادية والمعنوية، عن حقوق زوجتك.
يقول الله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إماّ يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" [الإسراء:23].
وكذلك وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث على الإحسان للوالدين في سورة البقرة الآية 83، وسورة النساء 36، والأنعام 151 كما وردت أحاديث شريفة تحض على بر الوالدين، وكيف أن على الإنسان اغتنام فرصة وجود والديه ليجتهد في برهما وطاعتهما ليحصد الأجر والثواب.
لك أن تتصور يا أخي كيف يصبر إنسانٌ على أذى أمه المصابة بالجنون والخبال أو المريضة التي لا تقوى على خدمة نفسها. كم له من الأجر والثواب.بينما وضعك يا أخي أفضل لا شك من غيرك.
إن حقوق أمك واضحة لا تحتاج إلى تفسير، وعليك أن تصبر وتبر والدتك قدر المستطاع.
أما حقوق زوجتك، فمنها ألا تعرض كرامتها للإهانة، ومشاعرها للجرح، ولا حاجة لأن تجبرها على زيارة أمك إلا برغبتها وإرادتها، فإن صبر زوجتك على أذى أمك فهو من أجلك أنت، ولاستقرار حياتها الأسرية وعمارة بيتها، فلا تعرضها لأي موقف يؤذي مشاعرها، ويهز صورتك أمامها.
كما أنه ليس لزوجتك الحق في منعك من زيارة أمك، ووضعك في الخيار الصعب (الآثم) ولا تربط بين علاقتك بأمك وارتباطك بزوجتك.
أخي: "العقل ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل" وإليك الآتي:
◄ عليك أن تتعامل مع الأمور بمرونة أكثر، ولا تدع الآخرين يديرون حياتك كيفما يشاؤون بلا حول منك ولا قوة، فقد فعلت خيرا حينما انتقلت إلى دار أخرى، وهي خطوة أولى نحو الحل إن شاء الله.
◄ تجنب لوم والدتك وزوجتك في ما بدر منهما، وانظر دوما للأمام برؤية متفائلة.
◄ وسع إطار الحل ليشمل جميع الفرص المتاحة لتقريب وجهات النظر، وإشراك المقربين من والدتك لتهدئة النفوس.
◄ قدم لوالدتك الهدايا، وطيِّب خاطرها بالقبلات والكلام الجميل.
◄ ساعد والدتك على التفكير في الأعمال النافعة والتي تشغلها عن الغير.
◄ تجنب الاهتمام بكل ما يقال، فربما وجد خلف الكواليس من يهدف إلى القضاء على سعادتك.
◄ حافظ على بيتك وأسرتك، فقد تكون أنت الوحيد الذي يحمي بيتك، وفي الوقت نفسه قد تهدمه بتصرف غير مدروس متسرع.
تمنياتي لك بدوام السعادة والتوفيق.
د / عبد الغنى بن محمد الشيخ
مـــ ماجده ـلاك الروح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إننا نقدر لك رغبتك في بر والدتك وطاعة ربك، وهذا توفيق ورحمة من الله بك، ولعلك تعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الجنة تحت أقدام الأمهات" وأن صبرك على تصرفات والدتك -إن صح قولك- فيه خير لك في المقبل من عمرك.
تتبادر إلى ذهني بعض الأسئلة:
1-كيف كان سلوك والدتك في حياة الوالد؟ هل كانت "بخيلة" كما نعتّها أنت؟ ربما وحدتها ولَّدت شعوراً بالخوف من المجهول والرغبة في الأمان، ولم تجد سوى المال ملجأ للشعور بالأمان.
2- هل كانت متسلطة وعدائية حسب وصفك لها؟ ربما كان لديها دافعٌ لهذا السلوك، وقد يكون الدافع نفسياً ولَّد لديها السلوك السيكوباتي.
3- هل مازالت الوالدة مقبلة على الحياة وسنها نسبيا صغير و صحتها طيبة؟ قد تستفيد من حيويتها بالمساهمة في خدمة المجتمع.
4-هل الوالدة متعلمة أو لديها ميل إلى شيء مماثل؟ يدعم حوار الآخرين معها بأسلوب حضاري.
5- هل أنت ميسور ماديا؟ مما يساعدك على الاستقلال المالي في الوقت الحاضر دون النظر إلى الميراث.
6- هل لدى الوالدة أي توجهات تجارية مثلاً ترغب في زيادة ثروتها؟ قد يشبع نهمها على المال.
هذه الأسئلة وغيرها ربما توسع لديك أفق النظر وتعدد مسارات الحل، عموما عليك أن تفصل – تماما- حقوق والدتك عليك المادية والمعنوية، عن حقوق زوجتك.
يقول الله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إماّ يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" [الإسراء:23].
وكذلك وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث على الإحسان للوالدين في سورة البقرة الآية 83، وسورة النساء 36، والأنعام 151 كما وردت أحاديث شريفة تحض على بر الوالدين، وكيف أن على الإنسان اغتنام فرصة وجود والديه ليجتهد في برهما وطاعتهما ليحصد الأجر والثواب.
لك أن تتصور يا أخي كيف يصبر إنسانٌ على أذى أمه المصابة بالجنون والخبال أو المريضة التي لا تقوى على خدمة نفسها. كم له من الأجر والثواب.بينما وضعك يا أخي أفضل لا شك من غيرك.
إن حقوق أمك واضحة لا تحتاج إلى تفسير، وعليك أن تصبر وتبر والدتك قدر المستطاع.
أما حقوق زوجتك، فمنها ألا تعرض كرامتها للإهانة، ومشاعرها للجرح، ولا حاجة لأن تجبرها على زيارة أمك إلا برغبتها وإرادتها، فإن صبر زوجتك على أذى أمك فهو من أجلك أنت، ولاستقرار حياتها الأسرية وعمارة بيتها، فلا تعرضها لأي موقف يؤذي مشاعرها، ويهز صورتك أمامها.
كما أنه ليس لزوجتك الحق في منعك من زيارة أمك، ووضعك في الخيار الصعب (الآثم) ولا تربط بين علاقتك بأمك وارتباطك بزوجتك.
أخي: "العقل ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل" وإليك الآتي:
◄ عليك أن تتعامل مع الأمور بمرونة أكثر، ولا تدع الآخرين يديرون حياتك كيفما يشاؤون بلا حول منك ولا قوة، فقد فعلت خيرا حينما انتقلت إلى دار أخرى، وهي خطوة أولى نحو الحل إن شاء الله.
◄ تجنب لوم والدتك وزوجتك في ما بدر منهما، وانظر دوما للأمام برؤية متفائلة.
◄ وسع إطار الحل ليشمل جميع الفرص المتاحة لتقريب وجهات النظر، وإشراك المقربين من والدتك لتهدئة النفوس.
◄ قدم لوالدتك الهدايا، وطيِّب خاطرها بالقبلات والكلام الجميل.
◄ ساعد والدتك على التفكير في الأعمال النافعة والتي تشغلها عن الغير.
◄ تجنب الاهتمام بكل ما يقال، فربما وجد خلف الكواليس من يهدف إلى القضاء على سعادتك.
◄ حافظ على بيتك وأسرتك، فقد تكون أنت الوحيد الذي يحمي بيتك، وفي الوقت نفسه قد تهدمه بتصرف غير مدروس متسرع.
تمنياتي لك بدوام السعادة والتوفيق.
د / عبد الغنى بن محمد الشيخ
مـــ ماجده ـلاك الروح