الاسرة هي المسئولة الاولي عن تنمية المواهب الابداعية عند الطفل حيث اكدت احدث الدراسات ان نسبة المبدعين الموهوبين من الاطفال من سن الولادة الي السنة الخامسة من اعمارهم نحو ٠٩بالمائة وعندما يصل الاطفال الي سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم الى ٠١بالمائة وما ان يصلوا الى السنة الثامنة حتى تصير النسبة ٢٪ فقط مما يشير الى ان انظمة التعليم والاعراف الاجتماعية هي التي ادت الى اجهاض المواهب وطمس معالمها مع انها كانت قادرة على الحفاظ عليها بل تطويرها وتنميتها. تقول الدكتورة عبلة حنفي استاذ سيكولوجية الفن ونائب رئيس جامعة حلوان سابقا ان البيئة المحيطة بالطفل تعد من اهم العوامل التي تساعد على تنمية مواهبه ونمو قدراته الابداعية كما ان الاسرة لها دور كبير في تشكيل وابراز هذه القدرات والمواهب الابداعية لدى الطفل فالطفل المبدع لابد ان يلقى الرعاية السليمة والتشجيع داخل الاسرة والمجتمع لان هذا التشجيع يساعده على ممارسة مهام يشعر فيها بالسعادة اثناء ادائها فيحقق ذاته وثقته بنفسه ويسخر طاقاته الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالي فيه والتي تعبر عن رغبته الفنية في تنمية مواهبه وان هذا الجانب يدفع الطفل الى التفوق في الدراسة والنجاح في اي عمل يقوم به وتضيف ان ممارسة الانشطة المختلفة سواء الرياضية او الحركية او الفنية او التشكيلية والموسيقية يجب ألا تقتصر فقط على الطفل الموهوب فاذا كانت هي حاجة اساسية بالنسبة للطفل الموهوب فقد تكون وسيلة لتنمية مهارات الطفل الشخصية والحياتية حيث اثبتت الدراسات الجديدة في مجال علم النفس ووظائف المخ ان كثيرا من الخلايا تدمر لعدم استخدام الطفل لها والناتج عن عدم ممارسة الانشطة المختلفة التي تنمي الوظائف المختلفة للمخ وللاسف ان نظم تعليمنا تهتم فقط بتنمية المهارات الحسابية واللفظية وتهمل تنمية القدرات الحركية والبصرية والسمعية والوجدانية مما يدفع الى تعطيل هذه الجوانب في شخصية الطفل. ولذا يجب ان نعمل الان على تعويض هذا النقص بتوفير اوقات معينة يمارس فيها الطفل الالعاب المختلفة والانشطة المتنوعة حتى تضمن عدم ضمور خلايا المخ لعدم استخدامها في هذه المرحلة من العمر.وتنصح الدكتورة. عبلة حنفي بتشجيع المهارات لدى الطفل ومكافآتها والسماح لها بان تزداد مع ضرورة المتابعة للاطفال لفترة السنوات العشرة الاولى بهدف تتبع استكشاف الموهبة ومساندتها عن بعد مع عدم ممارسة اي ضغوط على الطفل وتعويده على التعمق فيما وراء المعلومة المعطاة وذلك لايجاد او اكتشاف شيء جديد في العالم والتركيز المبكر في التعليم والانفتاح على كل الافكار وانتهاج اسلوب اكثر متعة تجاه الدراسة بالاشتراك في الالعاب التي تقوى الملاحظة ورعاية الاحساس لان ممارسة مثل هذه الهوايات تساعدهم على النجاح والتفوق في نهاية العام الدراسي.
مـــ ماجده ـلاك الروح