* سبحان الله {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [سورة الرحمن: 29] يرفع أقواما ويضع آخرين، يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويقصم جباراً وينصر مظلوماً، وصدق الله {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [سورة آل عمران: 140] وكل ذلك يجري وفق سنن الله عز وجل {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [سورة فاطر: 43].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان «حقٌ على الله تعالى ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه». وكل منصف يشهد بأن غرور الغرب قد بلغ مداه، والأمريكان بصورة خاصة، حتى قالوا عن أمريكا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي: القطب الأحادي الذي يدير العالم – زعموا-
* ما يحدث ليس أزمة مالية بل هو أقرب إلى أن يكون سقوط نموذج كامل للحكم وإدارة الاقتصاد، كما قال جون غراي البروفسور البريطاني في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، فنموذج الحكم الأمريكي بشقيه السياسي (الديمقراطية) والاقتصادي (الرأسمالية) يذكرنا بالمسيح الدجال وما معه من جنة ونار، ولننظر إلى حال من أطاع ودخل جنة أمريكا مثل (إندونيسيا وتايلاند والأرجنتين وعدة دول إفريقية، وحال من خالف ودخل نار أمريكا مثل (الصين).
* {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [سورة فصلت: 53] أليس من تأويل هذه الآية الكريمة ما يتنادى به اليوم خبراء الاقتصاد في الغرب - وليس بلاد المسلمين- لتطبيق الشريعة الإسلامية في المعاملات الاقتصادية لإنقاذ أسواقهم من وهدتها السحيقة، حتى قال رئيس تحرير مجلة (تشالنجز) موجها كلامه لبابا الفاتيكان: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".
وفي استجابة - على ما يبدو لهذه النداءات، أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قراراً يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إبرام العقد، وهو ما يتشابه إلى حد ما مع أحكام الفقه الإسلامي.
كما أصدرت نفس الهيئة، وفقاً لإسلام أون لاين، قراراً يسمح للمؤسسات والمتعاملين في الأسواق المالية بالتعامل مع نظام الصكوك الإسلامي في السوق المنظمة الفرنسية.
* أن الربا محرم في شرائع أهل الكتاب كما هو محرم عندنا {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [سورة النساء: 161] وقد خالفوا ما أنزل إليهم من ربهم، واتبع كثير من المسلمين سنن اليهود والنصارى وأكلوا الربا أو استحلوه، فكان هذا البلاء العام الذي لم يسلم منه بلاد المسلمين، وهنا ينبغي أن يسأل المسلمون أنفسهم: متى سنكون أهلاً لقيادة العالم بوحي الله لا بأهوائنا، وأن نكون متبوعين لا تابعين؟
*أخيرا: يختم الرئيس الأميركي جورج بوش حكمه المشئوم بهذه الكارثة، وقد بدأ حكمه باعتدائه على بلدين مسلمين (أفغانستان والعراق) متصدياً لمنتقديه بمتانة الاقتصاد الأميركي، فما أشد مناسبة النهايات للبدايات {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف: 49].
جمال عفيفي
مـــ ماجده ـلاك الروح
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان «حقٌ على الله تعالى ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه». وكل منصف يشهد بأن غرور الغرب قد بلغ مداه، والأمريكان بصورة خاصة، حتى قالوا عن أمريكا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي: القطب الأحادي الذي يدير العالم – زعموا-
* ما يحدث ليس أزمة مالية بل هو أقرب إلى أن يكون سقوط نموذج كامل للحكم وإدارة الاقتصاد، كما قال جون غراي البروفسور البريطاني في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، فنموذج الحكم الأمريكي بشقيه السياسي (الديمقراطية) والاقتصادي (الرأسمالية) يذكرنا بالمسيح الدجال وما معه من جنة ونار، ولننظر إلى حال من أطاع ودخل جنة أمريكا مثل (إندونيسيا وتايلاند والأرجنتين وعدة دول إفريقية، وحال من خالف ودخل نار أمريكا مثل (الصين).
* {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [سورة فصلت: 53] أليس من تأويل هذه الآية الكريمة ما يتنادى به اليوم خبراء الاقتصاد في الغرب - وليس بلاد المسلمين- لتطبيق الشريعة الإسلامية في المعاملات الاقتصادية لإنقاذ أسواقهم من وهدتها السحيقة، حتى قال رئيس تحرير مجلة (تشالنجز) موجها كلامه لبابا الفاتيكان: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلاً من الإنجيل لفهم ما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".
وفي استجابة - على ما يبدو لهذه النداءات، أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قراراً يقضي بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسمالي واشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إبرام العقد، وهو ما يتشابه إلى حد ما مع أحكام الفقه الإسلامي.
كما أصدرت نفس الهيئة، وفقاً لإسلام أون لاين، قراراً يسمح للمؤسسات والمتعاملين في الأسواق المالية بالتعامل مع نظام الصكوك الإسلامي في السوق المنظمة الفرنسية.
* أن الربا محرم في شرائع أهل الكتاب كما هو محرم عندنا {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [سورة النساء: 161] وقد خالفوا ما أنزل إليهم من ربهم، واتبع كثير من المسلمين سنن اليهود والنصارى وأكلوا الربا أو استحلوه، فكان هذا البلاء العام الذي لم يسلم منه بلاد المسلمين، وهنا ينبغي أن يسأل المسلمون أنفسهم: متى سنكون أهلاً لقيادة العالم بوحي الله لا بأهوائنا، وأن نكون متبوعين لا تابعين؟
*أخيرا: يختم الرئيس الأميركي جورج بوش حكمه المشئوم بهذه الكارثة، وقد بدأ حكمه باعتدائه على بلدين مسلمين (أفغانستان والعراق) متصدياً لمنتقديه بمتانة الاقتصاد الأميركي، فما أشد مناسبة النهايات للبدايات {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف: 49].
جمال عفيفي
مـــ ماجده ـلاك الروح