بيان عدد أوراد الليل والنهار وترتيبها
أوراد النهار سبعة، فلنذكر فضيلة كل ورد ووظيفته وما يتعلق به.
الورد الأول من أوراد النهار: ما بين طلوع الفجر الثانى إلى طلوع الشمس، وهو وقت شريف، وقد أقسم الله تعالى به فقال: ﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾ [التكوير: 18].
فينبغي للمريد إذا انتبه من النوم أن يذكر الله سبحانه وتعالى فيقول: ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )[9]. روى ذلك عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أفراد البخاري.
وفى أفراد مسلم، من حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمسى قال: ( أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ).وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: ( أصبحنا وأصبح الملك لله... ) إلى آخره، ويقول: ( بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم )[10] ثلاث مرات، ( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً )[11].فإذا صلى الفجر قال وهو ثانٍ رجله قبل أن يتكلم: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شئ قدير )[12] عشر مرات. ويذكر سيد الاستغفار: ( اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك،وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على، وأبوء بذنبى، فاغفر لى، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )[13].
ويقول: ( أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وملة أبينا إبراهيم حنيف[14] مسلماً، وما كان من المشركين )[15]. ويدعو ( اللهم أصلح لى ديني الذى هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشى، وأصلح لى آخرتى التي فيها معادى، واجعل الحياة زيادة لى في كل خير، واجعل الموت راحة لى من كل شر )[16].ويدعو بدعاء أبى الدرداء: « اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسى، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربى على صراط مستقيم ».
فهذه الأدعية لا يستغني المريد عن حفظها. وينبغى له قبل خروجه إلى صلاة الفجر أن يصلى السنة في منزله ثم يخرج متوجهاً إلى المسجد ويقول: ( اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى هذا، فإني لم أخرج أشر[17] ولا بطراً، ولا رياء ولا سمعة،خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )[18].
فإذا دخل المسجد فليقل ما روى مسلم في "صحيحه" أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ثم ليقل: اللهم افتح لى أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: " اللهم إني أسألك من فضلك )، ثم يطلب الصف الأول منتظراً للجماعة داعيا بنحو ما تقدم من الأذكار والأدعية. فإذا صلى الفجر استحب أن يمكث في مكانه إلى طلوع الشمس.
فقد روى أنس رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )[19]. وليكن وظائف وقته أربعاً: الدعاء، والذكر، والقراءة، والفكر. وليأت بما أمكنه، وليتفكر في قطع القواطع، وشغل الشواغل عن الخير ليؤدى وظائف يومه، وليتفكر في نعم الله تعالى ليتوفر شكره.
الورد الثانى: ما بين طلوع الشمس إلى الضحى، وذلك بمضي ثلاث ساعات من النهار، إذا فرض النهار اثنتي عشرة ساعة، وهو الربع، وهذا وقت شريف، وفيه وظيفتان: إحداهما: صلاة الضحى .
والثانية: مايتعلق بالناس من عيادة مريض، أو تشييع جنازة، أو حضور مجلس علم، أو قضاء حاجة مسلم، وإن لم يفعل شيئا من ذلك تشاغل بالقراءة والذكر .
الورد الثالث : من وقت الضحى إلى الزوال ، والوظيفة في هذا الوقت الأقسام الأربعة وزيادة أمرين . أحدهما : الاشتغال بالكسب والمعاش، وحضور السوق، فإن كان تاجراً فليتجر بصدق وأمانة، وإن كان صاحب صنعة فليصنع بنصيحة وشفقة، ولا ينسى ذكر الله تعالى في جميع أشغاله، وليقنع بالقليل . والثاني : القيلولة، فإنها مما تعين على قيام الليل، كما يعين السحور على صيام النهار، فإن نام فليجتهد في الانتباه قبل الزوال بقدر الاستعداد للصلاة قبل دخول الوقت.
واعلم: أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، فالاعتدال أن ينام من ذلك الثلث، وهو ثمان ساعات، فمن نام أقل من ذلك لم يأمن اضطراب بدنه، ومن نام أكثر من ذلك كثر كسله، فإذا نام أكثر من ذلك في الليل فلا وجه لنومه في النهار، بل من نقص منه استوفى ما نقص في النهار.
الورد الرابع: ما بين الزوال إلى الفراغ من صلاة الظهر، وهو أقصر أوراد النهار وأفضلها، فينبغي له في هذا الوقت إذا أذن المؤذن أن يجيبه بمثل قوله، ثم يقوم فيصلى أربع ركعات، ويستحب أن يطيلهن، فإن أبواب السماء تفتح حينئذ، ثم يصلى الظهر وسنتها ، ثم يتطوع بعدها بأربع.
الورد الخامس: ما بعد ذلك إلى العصر، فيستحب له في هذا الوقت الاشتغال بالذكر، والصلاة، وفنون الخير، ومن أفضل الأعمال انتظار الصلاة بعد الصلاة.
الورد السادس: إذا دخل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس، وليس في هذا الوقت صلاة سوى أربع ركعات بين الأذانين، ثم فرض العصر، ثم يتشاغل بالأقسام الأربعة التي سبق ذكرها في الورد الأول، والأفضل فيه تلاوة القرآن والتدبر والتفهم.
الورد السابع: من اصفرار الشمس إلى أن تغرب، وهو وقت شريف. قال الحسن البصري رحمه الله : كانوا أشد تعظيماً للعشي من أول النهار، فيستحب في هذا الوقت التسبيح والاستغفار خاصة.
وبالمغرب تنتهي أوراد النهار فينبغي أن يلاحظ العبد أحواله ويحاسب نفسه، فقد انقضت من طريقه مرحلة. وليعلم أن العمر أيام تنقضي جملتها بانقضاء آحادها.
قال الحسن: يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا مضى يومك مضى بعضك. وليتفكر هل ساوى يومه أمسه، فإن رأى أنه قد توفر على الخير في نهاره، فليشكر الله سبحانه وتعالى على التوفيق، فإن تكن الأخرى، فليتب وليعزم على تلافي ما سبق من التفريط في الليل، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وليشكر الله تعالى على صحة جسمه، وبقاء بقية من عمره يمكن فيها استدراك التقصير، وقد كان جماعة من السلف يستحبون أن لا ينقضي يوم إلا عن صدقة، ويجتهدون فيما أمكن من كل خير.
وأوراد الليل ستة،
3ـ ذكر أوراد الليل
الورد الأول: إذا غربت الشمس إلى وقت العشاء، فإذا غربت صلى المغرب واشتغل بإحياء ما بين العشاءين، فقد روى أنس رضى الله عنه في قوله تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ [السجدة : 16]. أن هذه الآية نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كانوا يصلون بين المغرب والعشاء.
وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من صلى بعد المغرب ست ركعات ولم يتكلم فيما بينهن بسوء، عدلن له بعبادة اثنتي عشرة سنة )[20]. رواه الترمذى .
الورد الثانى: من غيبوبة الشفق الأحمر إلى وقت النوم، يستحب أن يصلى بين الأذانين ما أمكنه، وليكن في قراءته : ﴿ الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ ﴾ [السجدة : 1] و﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [تبارك : 1]. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقرأهم[21].
وفى حديث آخر، عن ابن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة )[22] .
الورد الثالث: الوتر قبل النوم، إلا من كان عادته القيام بالليل، فإن تأخيره في حقه أفضل، قالت عائشة رضى الله عنها: ( من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من أول الليل، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى السحر ). متفق عليه، ثم ليقل بعد الوتر: ( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات[23].
الورد الرابع: النوم، وإنما عددناه من الأوراد، لأنه إذا روعيت آدابه وحسن المقصود به احتسب عبادة. وقد قال معاذ رضى الله عنه: إني لأحتسب في نومتى كما أحتسب في قومتى.
فمن أدآب النوم: أن ينام على طهارة، لما روت عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ( إذا أراد أن ينام يتوضأ وضوءه للصلاة )[24].
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما: إن الأرواح يعرج بها في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش، فما كان منها طاهراً سجد عند العرش، وما كان ليس بطاهر سجد بعيداً عن العرش.
ومن آدابه أن يتوب قبل نومه؛ لأنه ينبغي لمن طهر ظاهره أن يطهر باطنه، لأنه ربما مات في نومه. ومنها: أن يزيل كل غش في قلبه لمسلم، ولا ينوى ظلمه، ولا يعزم على خطيئة إذا استيقظ.
ومنها : أن لا يبيت من له شئ يوصى به إلا ووصيته مكتوبة عنده، لما في "الصحيحين" من حديث ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ).
وينبغى له أيضا أن لا يبالغ في تمهيد الفراش متنعماً بذلك، فإنه يزيد في النوم، فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ثنى له فراشه فقال:( منعتني وطاءته صلاتي الليلة )[25]. وينبغى أن لا ينام حتى يغلبه النوم، فقد كان السلف لا ينامون إلا غلبة.
ومن آدابه أن يستقبل القبلة، وأن يدعو بما ورد في الأحاديث في ذلك، وأن ينام على جنبه الأيمن ، فمما جاء في ذلك ما روى أبو هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدرى ما حدث بعده ). فإذا وضع جنبه فليقل: ( باسمك ربى وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فاغفر لها ، وإن أرسلتها فاحفظه[26] بما تحفظ به عبادك الصالحين ) أخرجاه في « الصحيحين » .
وفى « الصحيحين » أيضاً، من حديث عائشة، ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفخ فيهما وقرأ فيهما: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الاخلاص:1] و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق:1] و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس:1] ، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات ). وفيهما من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذى أرسلت، فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً ).
وعن على رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له ولفاطمة: ( إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ) متفق عليه. وحديث أبى هريرة في حفظ زكاة رمضان مشهور، وفيه أن شيطاناً قال له : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب )[27]. وفى أفراد مسلم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافى له ولا مؤوى ). فإن استيقظ للتهجد، فليدع بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت ) وفى رواية: ( وما أنت أعلم به منى، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ) متفق عليه.
وليجتهد أن يكون آخر كلامه عند النوم ذكر الله تعالى، وأول ما يجرى على لسانه عند التيقظ ذكر الله تعالى، فهاتان علامتان على الإيمان.
الورد الخامس من أوراد الليل: يدخل بمضي النصف الأول إلى أن يبقى من الليل سدسه، وذلك وقت شريف. قال أبو ذر رضى الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أي صلاة الليل أفضل؟ فقال: ( نصف الليل أو جوف الليل، وقليل فاعله )[28]
وروى أن داود عليه السلام قال: يا رب، أية ساعة أقوم لك؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا داود لا تقم أول الليل ولا آخره، ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بى وأخلو بك، وارفع إلىَّ حوائجك.
فإذا قام إلى التهجد، قرأ العشر آيات من آخر سورة « آل عمران » ، كما روى في « الصحيحين » أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك ، وليدع بما سبق من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم عند قيامه من الليل، ثم يستفتح صلاته بركعتين خفيفتين، لما روى أبو هريرة رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إذا قام أحدكم يصلى بالليل، فليبدأ بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم[29]، ثم يصلى مثنى مثنى، وأكثر ما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، وأقلهن سبع.
الورد السادس من الليل: السدس الأخير وهو وقت السحر ، قال الله تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات : 18]. وفى الحديث : ( إن قراءة الرجل آخر الليل محضورة ).[30]
وجاء طاووس إلى رجل وقت السحر فقالوا: هو نائم ، فقال: ما كنت أرى أن أحداً ينام وقت السحر. فإذا فرغ المريد من صلاة السحر، فليستغفر الله عز وجل. وروى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه كان يفعل ذلك.
منقول
أوراد النهار سبعة، فلنذكر فضيلة كل ورد ووظيفته وما يتعلق به.
الورد الأول من أوراد النهار: ما بين طلوع الفجر الثانى إلى طلوع الشمس، وهو وقت شريف، وقد أقسم الله تعالى به فقال: ﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾ [التكوير: 18].
فينبغي للمريد إذا انتبه من النوم أن يذكر الله سبحانه وتعالى فيقول: ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )[9]. روى ذلك عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أفراد البخاري.
وفى أفراد مسلم، من حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمسى قال: ( أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ).وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: ( أصبحنا وأصبح الملك لله... ) إلى آخره، ويقول: ( بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم )[10] ثلاث مرات، ( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً )[11].فإذا صلى الفجر قال وهو ثانٍ رجله قبل أن يتكلم: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شئ قدير )[12] عشر مرات. ويذكر سيد الاستغفار: ( اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك،وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على، وأبوء بذنبى، فاغفر لى، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )[13].
ويقول: ( أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وملة أبينا إبراهيم حنيف[14] مسلماً، وما كان من المشركين )[15]. ويدعو ( اللهم أصلح لى ديني الذى هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشى، وأصلح لى آخرتى التي فيها معادى، واجعل الحياة زيادة لى في كل خير، واجعل الموت راحة لى من كل شر )[16].ويدعو بدعاء أبى الدرداء: « اللهم أنت ربى، لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسى، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربى على صراط مستقيم ».
فهذه الأدعية لا يستغني المريد عن حفظها. وينبغى له قبل خروجه إلى صلاة الفجر أن يصلى السنة في منزله ثم يخرج متوجهاً إلى المسجد ويقول: ( اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاى هذا، فإني لم أخرج أشر[17] ولا بطراً، ولا رياء ولا سمعة،خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )[18].
فإذا دخل المسجد فليقل ما روى مسلم في "صحيحه" أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ثم ليقل: اللهم افتح لى أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: " اللهم إني أسألك من فضلك )، ثم يطلب الصف الأول منتظراً للجماعة داعيا بنحو ما تقدم من الأذكار والأدعية. فإذا صلى الفجر استحب أن يمكث في مكانه إلى طلوع الشمس.
فقد روى أنس رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )[19]. وليكن وظائف وقته أربعاً: الدعاء، والذكر، والقراءة، والفكر. وليأت بما أمكنه، وليتفكر في قطع القواطع، وشغل الشواغل عن الخير ليؤدى وظائف يومه، وليتفكر في نعم الله تعالى ليتوفر شكره.
الورد الثانى: ما بين طلوع الشمس إلى الضحى، وذلك بمضي ثلاث ساعات من النهار، إذا فرض النهار اثنتي عشرة ساعة، وهو الربع، وهذا وقت شريف، وفيه وظيفتان: إحداهما: صلاة الضحى .
والثانية: مايتعلق بالناس من عيادة مريض، أو تشييع جنازة، أو حضور مجلس علم، أو قضاء حاجة مسلم، وإن لم يفعل شيئا من ذلك تشاغل بالقراءة والذكر .
الورد الثالث : من وقت الضحى إلى الزوال ، والوظيفة في هذا الوقت الأقسام الأربعة وزيادة أمرين . أحدهما : الاشتغال بالكسب والمعاش، وحضور السوق، فإن كان تاجراً فليتجر بصدق وأمانة، وإن كان صاحب صنعة فليصنع بنصيحة وشفقة، ولا ينسى ذكر الله تعالى في جميع أشغاله، وليقنع بالقليل . والثاني : القيلولة، فإنها مما تعين على قيام الليل، كما يعين السحور على صيام النهار، فإن نام فليجتهد في الانتباه قبل الزوال بقدر الاستعداد للصلاة قبل دخول الوقت.
واعلم: أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، فالاعتدال أن ينام من ذلك الثلث، وهو ثمان ساعات، فمن نام أقل من ذلك لم يأمن اضطراب بدنه، ومن نام أكثر من ذلك كثر كسله، فإذا نام أكثر من ذلك في الليل فلا وجه لنومه في النهار، بل من نقص منه استوفى ما نقص في النهار.
الورد الرابع: ما بين الزوال إلى الفراغ من صلاة الظهر، وهو أقصر أوراد النهار وأفضلها، فينبغي له في هذا الوقت إذا أذن المؤذن أن يجيبه بمثل قوله، ثم يقوم فيصلى أربع ركعات، ويستحب أن يطيلهن، فإن أبواب السماء تفتح حينئذ، ثم يصلى الظهر وسنتها ، ثم يتطوع بعدها بأربع.
الورد الخامس: ما بعد ذلك إلى العصر، فيستحب له في هذا الوقت الاشتغال بالذكر، والصلاة، وفنون الخير، ومن أفضل الأعمال انتظار الصلاة بعد الصلاة.
الورد السادس: إذا دخل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس، وليس في هذا الوقت صلاة سوى أربع ركعات بين الأذانين، ثم فرض العصر، ثم يتشاغل بالأقسام الأربعة التي سبق ذكرها في الورد الأول، والأفضل فيه تلاوة القرآن والتدبر والتفهم.
الورد السابع: من اصفرار الشمس إلى أن تغرب، وهو وقت شريف. قال الحسن البصري رحمه الله : كانوا أشد تعظيماً للعشي من أول النهار، فيستحب في هذا الوقت التسبيح والاستغفار خاصة.
وبالمغرب تنتهي أوراد النهار فينبغي أن يلاحظ العبد أحواله ويحاسب نفسه، فقد انقضت من طريقه مرحلة. وليعلم أن العمر أيام تنقضي جملتها بانقضاء آحادها.
قال الحسن: يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا مضى يومك مضى بعضك. وليتفكر هل ساوى يومه أمسه، فإن رأى أنه قد توفر على الخير في نهاره، فليشكر الله سبحانه وتعالى على التوفيق، فإن تكن الأخرى، فليتب وليعزم على تلافي ما سبق من التفريط في الليل، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وليشكر الله تعالى على صحة جسمه، وبقاء بقية من عمره يمكن فيها استدراك التقصير، وقد كان جماعة من السلف يستحبون أن لا ينقضي يوم إلا عن صدقة، ويجتهدون فيما أمكن من كل خير.
وأوراد الليل ستة،
3ـ ذكر أوراد الليل
الورد الأول: إذا غربت الشمس إلى وقت العشاء، فإذا غربت صلى المغرب واشتغل بإحياء ما بين العشاءين، فقد روى أنس رضى الله عنه في قوله تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ [السجدة : 16]. أن هذه الآية نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كانوا يصلون بين المغرب والعشاء.
وعن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من صلى بعد المغرب ست ركعات ولم يتكلم فيما بينهن بسوء، عدلن له بعبادة اثنتي عشرة سنة )[20]. رواه الترمذى .
الورد الثانى: من غيبوبة الشفق الأحمر إلى وقت النوم، يستحب أن يصلى بين الأذانين ما أمكنه، وليكن في قراءته : ﴿ الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ ﴾ [السجدة : 1] و﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [تبارك : 1]. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقرأهم[21].
وفى حديث آخر، عن ابن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة )[22] .
الورد الثالث: الوتر قبل النوم، إلا من كان عادته القيام بالليل، فإن تأخيره في حقه أفضل، قالت عائشة رضى الله عنها: ( من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من أول الليل، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى السحر ). متفق عليه، ثم ليقل بعد الوتر: ( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات[23].
الورد الرابع: النوم، وإنما عددناه من الأوراد، لأنه إذا روعيت آدابه وحسن المقصود به احتسب عبادة. وقد قال معاذ رضى الله عنه: إني لأحتسب في نومتى كما أحتسب في قومتى.
فمن أدآب النوم: أن ينام على طهارة، لما روت عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ( إذا أراد أن ينام يتوضأ وضوءه للصلاة )[24].
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما: إن الأرواح يعرج بها في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش، فما كان منها طاهراً سجد عند العرش، وما كان ليس بطاهر سجد بعيداً عن العرش.
ومن آدابه أن يتوب قبل نومه؛ لأنه ينبغي لمن طهر ظاهره أن يطهر باطنه، لأنه ربما مات في نومه. ومنها: أن يزيل كل غش في قلبه لمسلم، ولا ينوى ظلمه، ولا يعزم على خطيئة إذا استيقظ.
ومنها : أن لا يبيت من له شئ يوصى به إلا ووصيته مكتوبة عنده، لما في "الصحيحين" من حديث ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ).
وينبغى له أيضا أن لا يبالغ في تمهيد الفراش متنعماً بذلك، فإنه يزيد في النوم، فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم ثنى له فراشه فقال:( منعتني وطاءته صلاتي الليلة )[25]. وينبغى أن لا ينام حتى يغلبه النوم، فقد كان السلف لا ينامون إلا غلبة.
ومن آدابه أن يستقبل القبلة، وأن يدعو بما ورد في الأحاديث في ذلك، وأن ينام على جنبه الأيمن ، فمما جاء في ذلك ما روى أبو هريرة رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدرى ما حدث بعده ). فإذا وضع جنبه فليقل: ( باسمك ربى وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فاغفر لها ، وإن أرسلتها فاحفظه[26] بما تحفظ به عبادك الصالحين ) أخرجاه في « الصحيحين » .
وفى « الصحيحين » أيضاً، من حديث عائشة، ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفخ فيهما وقرأ فيهما: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الاخلاص:1] و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق:1] و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس:1] ، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات ). وفيهما من حديث البراء بن عازب رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذى أرسلت، فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً ).
وعن على رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له ولفاطمة: ( إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ) متفق عليه. وحديث أبى هريرة في حفظ زكاة رمضان مشهور، وفيه أن شيطاناً قال له : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب )[27]. وفى أفراد مسلم أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافى له ولا مؤوى ). فإن استيقظ للتهجد، فليدع بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اللهم ربنا لك الحمد، أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت ) وفى رواية: ( وما أنت أعلم به منى، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ) متفق عليه.
وليجتهد أن يكون آخر كلامه عند النوم ذكر الله تعالى، وأول ما يجرى على لسانه عند التيقظ ذكر الله تعالى، فهاتان علامتان على الإيمان.
الورد الخامس من أوراد الليل: يدخل بمضي النصف الأول إلى أن يبقى من الليل سدسه، وذلك وقت شريف. قال أبو ذر رضى الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أي صلاة الليل أفضل؟ فقال: ( نصف الليل أو جوف الليل، وقليل فاعله )[28]
وروى أن داود عليه السلام قال: يا رب، أية ساعة أقوم لك؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا داود لا تقم أول الليل ولا آخره، ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بى وأخلو بك، وارفع إلىَّ حوائجك.
فإذا قام إلى التهجد، قرأ العشر آيات من آخر سورة « آل عمران » ، كما روى في « الصحيحين » أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك ، وليدع بما سبق من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم عند قيامه من الليل، ثم يستفتح صلاته بركعتين خفيفتين، لما روى أبو هريرة رضى الله عنه ، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إذا قام أحدكم يصلى بالليل، فليبدأ بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم[29]، ثم يصلى مثنى مثنى، وأكثر ما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر، وأقلهن سبع.
الورد السادس من الليل: السدس الأخير وهو وقت السحر ، قال الله تعالى: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات : 18]. وفى الحديث : ( إن قراءة الرجل آخر الليل محضورة ).[30]
وجاء طاووس إلى رجل وقت السحر فقالوا: هو نائم ، فقال: ما كنت أرى أن أحداً ينام وقت السحر. فإذا فرغ المريد من صلاة السحر، فليستغفر الله عز وجل. وروى عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه كان يفعل ذلك.
منقول