التربية النفسية في الإسلام
بقلم : أمجد شعبان
الجزء الأول :
كثير من الناس يعتقد أن الديانة الاسلامية ما هي إلا عبادات وتكاليف يؤديها المسلم وهذا بلا شك فهم خاطئ فالاسلام منهج متكامل للحياة فمن يتبحر فيه يجد أن جميع العلوم التي يؤلف فيها علماء الغرب المراجع والبحوث تجد ان الاسلام عالجها وتطرق إليها قبل مئات السنين ولكن من يأخذ الاسلام بسطحيه دونما يتعمق في مفاهيمه لا يستشف هذه المعاني والدروس ، فعلم ال psychology أو علم النفس تطرق اليه المنهج الإلهي وتجده في كثير أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فالاسلام عمد إلى بناء شخصية المسلم المتوازن نفسياً وبين الأسس التي تنبني عليها شخصية المسلم كالتالي :
1/ قوة الأيمان : وقوة الايمان لا تتأتى إلا بالآتي :
- الايمان بأركانه السته (الله ، ملائكته ، كتبه ، رسله ، اليوم الآخر ، القدر خيره وشره)
- الكسب الشخصي (وكلٌ آتيه يوم القيامة فردا) فالحساب يوم القيامة لا يكون جماعياً وإنما فردياً وهذا مدعاة لأن يقوّم كل إنسان سلوكه الشخصي بالعمل (لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم) .
- السلوك مع الآخرين وحبهم وأن يكون الشخص داعية بسلوكه .
2/ القدوة الحسنة :
- إن كثير من الشباب يقتدي بمشاهير العالم في الغناء أو الرياضه أو غيرها ولعمري أن خير قدوة نقتدي بها هي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( ولكم في رسول الله أسوة حسنة) .
- مسألة أخرى مهمه جداً هي مسألة الأصدقاء فكما قال صلى الله عليه وسلم ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فيجب على الآباء متابعة أبنائهم مع من يذهبون ومن يخاللون وإذا أردت تقييم إنسان فانظر الى أصدقائه و(شلته) ، والصديق الطالح يكون حسرة يوم القيامة على صديقه (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو ، إلا المتقين) ، ويتحسر الصديق على صديقة سيئ الخلق في ذاك اليوم (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً) .
- مسألة إختيار الزوجه أيضاً لها تأثير كبير في مسألة القدوه والتأثر بها فإذا حرصنا على انتقاء الصديق فمن باب أولى أن يحرص الشاب على انتقاء زوجته وتحرص البنت على انتقاء زوجها فالزوجان يقضيان معظم الوقت مع بعضهما وهذا حري بأن يؤثر كل منهما على الآخر ويتأثر به فالزوجه الصالحه تعين على تهذيب النفس وكما قال صلى الله عليه وسلم في ما معناه (الدنيا متاع وخير متاعها الزوجه الصالحه) والانسان إذا ما أراد أن يشتري سيارة فإنه يتعرف عل عشرات السيارات قبل أن يختار منها واحده وإذا ما أراد أن يشتري تلفزيون فإنه يتعرف على عشرات الماركات وإمكانياتها قبل أن ينتقي واحداً فما بالك بتكوين الأسرة ، و لقد حدّد الرسول صلى الله عليه وسلم مبادئ إختيار الزوجه (تنكح المرأة لأربع لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وكل منّا إذا نظر الى زوجته فيجد أنه اختارها لإحدى هذه المبادئ الأربع ولن تجد زواج يخرج من هذه الأسس في الاختيار أبداً وربما يقول أحدهم إخترت زوجتي لبند خارج هذه البنود الأربع وهو الحب ، حتى الحب فإنك لم تحبها إلا لواحدة من هذه البنود إذن فهذه الكلمات المختصرة منه صلى الله عليه وسلم أوجز فيها أسس إختيار الزوجه وخرج بخلاصة أن أفضل أساس من بين هذه الأسس هو الدين والدين يـندرج تحته حسن الخلق وحسن المعامله وحسن التبعل والالتزام الشخصي والسلوك الحسن .
3/ تقييم النفس وجلد الذات :
من المبادئ التي تجدها في علم النفس أيضاً هو ما يسمى بتقييم النفس وجلد الذات وهذا المفهوم نجـده أيضاً في كثير من المعاني التي علمنا إياها الاسلام ، قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهذا المفهوم قامت بتجربته باحثة نفسيه في حالة أحدى الزوجات التي جاءت إليها تشتكي من شدة بخل زوجها وتقصيره في واجباته تجاه أسرته مع أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليه بالرزق الوفير وكانت هذه السيدة تريد الطلاق من هذا الزوج البخيل ولكن الباحثه أرشدتها الى طريقة معالجة حالتها بتغيير النفس حتى تتغير حالة الزوج فدعتها الى أن تحب هذا الزوج من قلبها وأن تغير من أسلوب حديثها معه فبدل الشكوى المتكررة من ضيق العيش تشكره كلما أتى لها بشئ زهيد وتدعو له بصوت عالٍ بالبركـة في الرزق وتحمد الله بصوت عالٍ وتكثر له من كلمات الشكر والثناء ويكون هذا الشكر نابع من قلبها أي ليس تمثيل بل تحمد الله على حالها ولا تتكدر وبالفعل غيرت السيدة من أسلوبها ورأى الزوج هذا التغيير وتأثر به وأصبح كلما شكرته يزداد كرماً وسخاء حتى تغير حاله ، وهذه حاله واقعية لتغيير النفس حتى يتغير الآخرون . ويجب على الانسان كل فترة وأخرى أن يحاسب نفسه ويعاقبها إذا أخطأت وهو أسلوب جيد للتربية النفسيه وهذا الاسلوب جاء في حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) وهو أسلوب يعين على رؤية الأمور بصورة جيدة ومعالجة الأمراض النفسية قبل أن تستفحل وتأديب النفس قبل أن تتمادى في الأخطاء .
4/ القدرة على الحب :
الحب هو إحساس بالمودة نابع من القلب وهو حالة لا شعورية ويمكن أيضاً التدرب عليها والتحلي بها ، والكراهية هي النقيض للحب وهي صفة ذميمة وداء نفسي فعلينا ألا نكره وعلينا أن نحب الفرد وننكر العمل .
- مراتب الحب :
1/ حب الله : وهو حب فطري نولد عليه وعلينا أن نعززه ونزكيه وحب الله يبدأ بالعمل بالفرائض وتعزيزه يكون بالنوافل ، قال تعالى (والذين آمنوا أشدّ حباً لله ) .
وقد جعل صلى الله عليه وسلم الحب من شروط الايمان فقال (ص) صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الايمان (أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ) .
2/حب الرسول (ص) صلى الله عليه وسلم : في حين أن حب الله فطري فإن حب الرسول (ص) صلى الله عليه وسلم تعلّم ، علينا أن نتعلم حبه (ص) صلى الله عليه وسلم ونتدرب عليه وهذا لا يتم إلا بالتعرف على سيرته الشريفه وصفاته (ص) صلى الله عليه وسلم (لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وكل ما يملك) .
3/ حب الذات : لا نتحدث هنا عن الحب الأناني الذي يفضل نفسه على الآخرين بل على العكس تماماً عندما نتحدث عن حب الذات فإننا نتحدث عن قبول الذات والرضى عن كل المعطيات الايجابية ، كيف أنتظر أن يحبني الآخرين إذا لم أحب ذاتي؟
4/ حب الآخرين : قال (ص) ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم) فحب الآخر دليل على الصحة النفسية وقد ركّز الاسلام على حب الآخرين في كثير من المواضع ، قال (ص) (رجل زار أخاً له في قرية أخرى فأرسل الله على مدرجته (طريقه) ملكاً فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل لك عليه نعمة تربها (تسعى إليها) ؟ فقال : لا ، غير أني أحبه في الله ، قال الملك: فإني رسول الله إليك إن الله أحبك كما أحببته فيه ) .
في امان الله
بقلم : أمجد شعبان
الجزء الأول :
كثير من الناس يعتقد أن الديانة الاسلامية ما هي إلا عبادات وتكاليف يؤديها المسلم وهذا بلا شك فهم خاطئ فالاسلام منهج متكامل للحياة فمن يتبحر فيه يجد أن جميع العلوم التي يؤلف فيها علماء الغرب المراجع والبحوث تجد ان الاسلام عالجها وتطرق إليها قبل مئات السنين ولكن من يأخذ الاسلام بسطحيه دونما يتعمق في مفاهيمه لا يستشف هذه المعاني والدروس ، فعلم ال psychology أو علم النفس تطرق اليه المنهج الإلهي وتجده في كثير أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فالاسلام عمد إلى بناء شخصية المسلم المتوازن نفسياً وبين الأسس التي تنبني عليها شخصية المسلم كالتالي :
1/ قوة الأيمان : وقوة الايمان لا تتأتى إلا بالآتي :
- الايمان بأركانه السته (الله ، ملائكته ، كتبه ، رسله ، اليوم الآخر ، القدر خيره وشره)
- الكسب الشخصي (وكلٌ آتيه يوم القيامة فردا) فالحساب يوم القيامة لا يكون جماعياً وإنما فردياً وهذا مدعاة لأن يقوّم كل إنسان سلوكه الشخصي بالعمل (لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم) .
- السلوك مع الآخرين وحبهم وأن يكون الشخص داعية بسلوكه .
2/ القدوة الحسنة :
- إن كثير من الشباب يقتدي بمشاهير العالم في الغناء أو الرياضه أو غيرها ولعمري أن خير قدوة نقتدي بها هي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( ولكم في رسول الله أسوة حسنة) .
- مسألة أخرى مهمه جداً هي مسألة الأصدقاء فكما قال صلى الله عليه وسلم ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فيجب على الآباء متابعة أبنائهم مع من يذهبون ومن يخاللون وإذا أردت تقييم إنسان فانظر الى أصدقائه و(شلته) ، والصديق الطالح يكون حسرة يوم القيامة على صديقه (الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو ، إلا المتقين) ، ويتحسر الصديق على صديقة سيئ الخلق في ذاك اليوم (يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً) .
- مسألة إختيار الزوجه أيضاً لها تأثير كبير في مسألة القدوه والتأثر بها فإذا حرصنا على انتقاء الصديق فمن باب أولى أن يحرص الشاب على انتقاء زوجته وتحرص البنت على انتقاء زوجها فالزوجان يقضيان معظم الوقت مع بعضهما وهذا حري بأن يؤثر كل منهما على الآخر ويتأثر به فالزوجه الصالحه تعين على تهذيب النفس وكما قال صلى الله عليه وسلم في ما معناه (الدنيا متاع وخير متاعها الزوجه الصالحه) والانسان إذا ما أراد أن يشتري سيارة فإنه يتعرف عل عشرات السيارات قبل أن يختار منها واحده وإذا ما أراد أن يشتري تلفزيون فإنه يتعرف على عشرات الماركات وإمكانياتها قبل أن ينتقي واحداً فما بالك بتكوين الأسرة ، و لقد حدّد الرسول صلى الله عليه وسلم مبادئ إختيار الزوجه (تنكح المرأة لأربع لجمالها ولمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وكل منّا إذا نظر الى زوجته فيجد أنه اختارها لإحدى هذه المبادئ الأربع ولن تجد زواج يخرج من هذه الأسس في الاختيار أبداً وربما يقول أحدهم إخترت زوجتي لبند خارج هذه البنود الأربع وهو الحب ، حتى الحب فإنك لم تحبها إلا لواحدة من هذه البنود إذن فهذه الكلمات المختصرة منه صلى الله عليه وسلم أوجز فيها أسس إختيار الزوجه وخرج بخلاصة أن أفضل أساس من بين هذه الأسس هو الدين والدين يـندرج تحته حسن الخلق وحسن المعامله وحسن التبعل والالتزام الشخصي والسلوك الحسن .
3/ تقييم النفس وجلد الذات :
من المبادئ التي تجدها في علم النفس أيضاً هو ما يسمى بتقييم النفس وجلد الذات وهذا المفهوم نجـده أيضاً في كثير من المعاني التي علمنا إياها الاسلام ، قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وهذا المفهوم قامت بتجربته باحثة نفسيه في حالة أحدى الزوجات التي جاءت إليها تشتكي من شدة بخل زوجها وتقصيره في واجباته تجاه أسرته مع أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليه بالرزق الوفير وكانت هذه السيدة تريد الطلاق من هذا الزوج البخيل ولكن الباحثه أرشدتها الى طريقة معالجة حالتها بتغيير النفس حتى تتغير حالة الزوج فدعتها الى أن تحب هذا الزوج من قلبها وأن تغير من أسلوب حديثها معه فبدل الشكوى المتكررة من ضيق العيش تشكره كلما أتى لها بشئ زهيد وتدعو له بصوت عالٍ بالبركـة في الرزق وتحمد الله بصوت عالٍ وتكثر له من كلمات الشكر والثناء ويكون هذا الشكر نابع من قلبها أي ليس تمثيل بل تحمد الله على حالها ولا تتكدر وبالفعل غيرت السيدة من أسلوبها ورأى الزوج هذا التغيير وتأثر به وأصبح كلما شكرته يزداد كرماً وسخاء حتى تغير حاله ، وهذه حاله واقعية لتغيير النفس حتى يتغير الآخرون . ويجب على الانسان كل فترة وأخرى أن يحاسب نفسه ويعاقبها إذا أخطأت وهو أسلوب جيد للتربية النفسيه وهذا الاسلوب جاء في حديث للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) وهو أسلوب يعين على رؤية الأمور بصورة جيدة ومعالجة الأمراض النفسية قبل أن تستفحل وتأديب النفس قبل أن تتمادى في الأخطاء .
4/ القدرة على الحب :
الحب هو إحساس بالمودة نابع من القلب وهو حالة لا شعورية ويمكن أيضاً التدرب عليها والتحلي بها ، والكراهية هي النقيض للحب وهي صفة ذميمة وداء نفسي فعلينا ألا نكره وعلينا أن نحب الفرد وننكر العمل .
- مراتب الحب :
1/ حب الله : وهو حب فطري نولد عليه وعلينا أن نعززه ونزكيه وحب الله يبدأ بالعمل بالفرائض وتعزيزه يكون بالنوافل ، قال تعالى (والذين آمنوا أشدّ حباً لله ) .
وقد جعل صلى الله عليه وسلم الحب من شروط الايمان فقال (ص) صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الايمان (أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ) .
2/حب الرسول (ص) صلى الله عليه وسلم : في حين أن حب الله فطري فإن حب الرسول (ص) صلى الله عليه وسلم تعلّم ، علينا أن نتعلم حبه (ص) صلى الله عليه وسلم ونتدرب عليه وهذا لا يتم إلا بالتعرف على سيرته الشريفه وصفاته (ص) صلى الله عليه وسلم (لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وكل ما يملك) .
3/ حب الذات : لا نتحدث هنا عن الحب الأناني الذي يفضل نفسه على الآخرين بل على العكس تماماً عندما نتحدث عن حب الذات فإننا نتحدث عن قبول الذات والرضى عن كل المعطيات الايجابية ، كيف أنتظر أن يحبني الآخرين إذا لم أحب ذاتي؟
4/ حب الآخرين : قال (ص) ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم) فحب الآخر دليل على الصحة النفسية وقد ركّز الاسلام على حب الآخرين في كثير من المواضع ، قال (ص) (رجل زار أخاً له في قرية أخرى فأرسل الله على مدرجته (طريقه) ملكاً فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل لك عليه نعمة تربها (تسعى إليها) ؟ فقال : لا ، غير أني أحبه في الله ، قال الملك: فإني رسول الله إليك إن الله أحبك كما أحببته فيه ) .
في امان الله