هناك تناسب بين البلاء والبلى، فكأنّ الإنسان
الذي يقع عليه البلاء يبلى جسمه، وقد تبلى نفسه أيضاً إن لم يصبر
ومن ثمّ فإنّ ضغط البلاء يجعله خلِقاً بالياً، فكما أنّ الثوب إذا استعمل
باستمرار بلي، كذلك الإنسان الذي يعرّض للبلاء يبلى، إلاّ إذا كان مستعيناً
بالله تعالى، فكثرة الضغط لا تثنيه ولا تبليه بل تزيده صلابة وقوّة، تماماً كالذهب
#كلّما تعرّض للنار إزداد جلاءً، بينما غيره يسودّ.
وهكذا هو حال الانسان إذا تعرّض للبلاء يُكشف عن معدنه، فإن كان
غير مؤمن بالله بلى، وإن كان مؤمناً زاد إشراقاً.
الكسل عن العبادة
إنّ من مصاديق الكسل كثرة النوم والقعود عن أداء الواجبات في العبادة ـ
بالمعنى الخاصّ والعامّ ـ وسيطرة حالة الاتكالية التي من لوازمها انعدام
الطموح، والرغبة عن التقدم والانطلاق لما أعدّ الله تعالى من نعيم الآخرة
لعباده الصالحين.
ومع أنّ الله تعالى يقول في محكم تنزيله: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُون»
بمعنى أنّ الهدف من خلق الإنسان هو أن يعبد الله سبحانه، إلا أنّ
أغلب الناس يكسلون عن أداء حقّ العبادة التي خلقوا لأجلها، فترى
كثيراً منهم نشطاً في سائر مجالات حياته، ولكن ما إن يصل وقت العبادة
حتى يغلب عليه الكسل والنعاس وكأنّه لم ينم منذ ساعات كثيرة، وإذا
شرع بالعبادة لا يفكّر إلا في سرعة إتمامها والتفرّغ منها لينشغل بأمور
أخرى، فتكون بذلك عنده أقلّ حظّاً من كلّ اهتماماته. والأمرّ من ذلك أنّه
حتى هذا المقدار القليل من الوقت الذي يخصّصه للعبادة ينشغل خلالها
بالتفكير في أموره الدنيوية.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه أبصر رجلاً يعبث بلحيته في
الصلاة،
فقال: أما أنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.
وأكثر الناس مبتلى بهذه الحالة. ولذلك فإنّ الإمام السجّاد سلام الله عليه
يلفت أنظارنا في هذا الدعاء إلى هذه المسألة لكي نستعين بالله
تعالى في التخلّص منها.
أليس من العجب أن يفكّر الإنسان في الأيّام الباقية من عمره القصير
ولا يفكّر في مستقبله الحقيقي الذي ينتظره في الآخرة
مـــ ماجده ـلاك الروح
الذي يقع عليه البلاء يبلى جسمه، وقد تبلى نفسه أيضاً إن لم يصبر
ومن ثمّ فإنّ ضغط البلاء يجعله خلِقاً بالياً، فكما أنّ الثوب إذا استعمل
باستمرار بلي، كذلك الإنسان الذي يعرّض للبلاء يبلى، إلاّ إذا كان مستعيناً
بالله تعالى، فكثرة الضغط لا تثنيه ولا تبليه بل تزيده صلابة وقوّة، تماماً كالذهب
#كلّما تعرّض للنار إزداد جلاءً، بينما غيره يسودّ.
وهكذا هو حال الانسان إذا تعرّض للبلاء يُكشف عن معدنه، فإن كان
غير مؤمن بالله بلى، وإن كان مؤمناً زاد إشراقاً.
الكسل عن العبادة
إنّ من مصاديق الكسل كثرة النوم والقعود عن أداء الواجبات في العبادة ـ
بالمعنى الخاصّ والعامّ ـ وسيطرة حالة الاتكالية التي من لوازمها انعدام
الطموح، والرغبة عن التقدم والانطلاق لما أعدّ الله تعالى من نعيم الآخرة
لعباده الصالحين.
ومع أنّ الله تعالى يقول في محكم تنزيله: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُون»
بمعنى أنّ الهدف من خلق الإنسان هو أن يعبد الله سبحانه، إلا أنّ
أغلب الناس يكسلون عن أداء حقّ العبادة التي خلقوا لأجلها، فترى
كثيراً منهم نشطاً في سائر مجالات حياته، ولكن ما إن يصل وقت العبادة
حتى يغلب عليه الكسل والنعاس وكأنّه لم ينم منذ ساعات كثيرة، وإذا
شرع بالعبادة لا يفكّر إلا في سرعة إتمامها والتفرّغ منها لينشغل بأمور
أخرى، فتكون بذلك عنده أقلّ حظّاً من كلّ اهتماماته. والأمرّ من ذلك أنّه
حتى هذا المقدار القليل من الوقت الذي يخصّصه للعبادة ينشغل خلالها
بالتفكير في أموره الدنيوية.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه أبصر رجلاً يعبث بلحيته في
الصلاة،
فقال: أما أنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.
وأكثر الناس مبتلى بهذه الحالة. ولذلك فإنّ الإمام السجّاد سلام الله عليه
يلفت أنظارنا في هذا الدعاء إلى هذه المسألة لكي نستعين بالله
تعالى في التخلّص منها.
أليس من العجب أن يفكّر الإنسان في الأيّام الباقية من عمره القصير
ولا يفكّر في مستقبله الحقيقي الذي ينتظره في الآخرة
مـــ ماجده ـلاك الروح