[size=12] السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوجة منذ تسع سنوات تقريبا وأم لأطفال ... عمري 30 عاما جامعية ومتدينة والحمد لله، للأسف عندما ارتبطت بزوجي فوجئت بكونه إنسان تافه ..عنده الرجولة أن يقول لا للزوجة في كل شيء ..إن حدث من أهله ما يجرح المشاعر ويهين الكرامة وأخبرته من باب العتب وأن يجعل لي اعتبار في هذا البيت كأي زوجة زاد الطين بلة وراح مسرعا ليخبرهم ليكون ردهم بالطبع الاستنكار والتعجب وتحويل الموضوع إلى أني محرضة ولا أخاف الله ..كنت ألومهم عندما لا يزوروني حين ولاداتي وهم يزورون الغريبات ..المصيبة أنه الولد الوحيد لهم فبدل أن أكون معززة مكرمة صرت مهانة ..
بالطبع بعد أن صار يخبرهم بما أقول عملوا حزبا ضدي، أهله صاروا يحرضونه ويكبرون أي شيء في رأسه ويضربون له الأمثال بأبناء الجيران فلان شجاع ضرب زوجته لأنها لم تحترم أهله وفلان ضرغام فقد طلق زوجته كونها تحرضه على أهله وفلان لا يعتبر المرأة شيئا لديه فهو يقول أنها والنعل - كرمكم الله - واحد ... وهكذا ..بالطبع كل شيء كان يحاك خلفي وفي ظهري..
كنت أريد زوجي عوناً فأصبح فرعون ..الذي جعلني أشكو له حبي الكبير وثقتي به فكنت أراه رجل شهم.. هكذا لبراءتي ظننته.. كنت فقط أطلب منه أن يحترموني ويضعون لي احتراماً.. كنت أشير عليه أن يتكلم عني باحترام أو أن يسألهم هل زرتم أم وليد؟ هل أأخذكم إليها؟ ومن هذا القبيل لأنهم سوف يحرجون منه فيتحول الموضوع لنوع من الاحترام المفقود.. علما بأني أسكن معهم في ذات البيت في الطابق العلوي وأنزل إليهم بشكل يومي وأشاركهم المناسبات وأهديهم وأبارك لهم ولم يبدر أن حدث بيني وبينهم أي موقف أدى إلى عدم الاحترام ولكن أثناء الولادة أقضي شهرين في بيت أهلي .. وأهلي كذلك ودودين طيبين ويزورونهم ويحترمونهم ..!صرت أقلب الموضوع في رأسي .. لماذا يحدث معي هكذا؟؟ فتوصلت إلى أنهم لا يهابون زوجي ولا يعتبرونه شيئا لذلك لا يأبهون بي... إلى أن اكتشفت أن زوجي وللأسف الشديد كان ينقل كل أحاديثنا وكل ما أقوله عنهم بحسن نية مني .. حيث يحدث أن تزورنا خالة زوجي فتترصد لي وتتحين الفرص لتضيق علي بالكلام وتظهرني بصورة سيئة رغم كوني ودودة معها وقد كانت لي وقفات طيبة أثناء مناسبات خاصة بها وهي امرأة في العقد الخامس فما لذي تريده مني هذه أيضا؟؟؟ وبالطبع بطبيعة الحال كنت لسذاجتي أبكي إذا كنت في غرفتي لوحدي ... فيدخل ويجدني على هذه الحال ويستفسر مني.. فأخبره بحسن نية .. هو لا يبرر لخالته ولا يقول لي اصبري ولا حتى لا عليك ولا أي شيء فكنت أرى عيناه تلمع وأستغرب ما الذي حل به ..
مؤخرا اكتشفت من تحليلي للأمور أنه بطبيعة تربيته.. يتخيل أن الزوجة كائن غريب دخيل عدو تسعى للتفريق بين زوجها وأهله ..فكانت تلمع عيناه خبثاً فيحفظ الكلام لينقله لأمه.. حتى يؤكد لها أنه بار بها وأنه شجاع وفارس مقدام لا يصدق الزوجة ولا يحترمها كفلان وفلان وفلان.. فصاروا بالتالي لا يحترموني ولا يقيمون لي وزنًا ..وبالطبع قاموا بعمل زوابع وفضائح وشهّروا بي بين الناس.. على أساس أني كذوبة مخادعة مفرقة الناس وقاطعة للرحم ..وكالت لي والدته التهم وتكلمت عني بما لا يرضي الله ..وصرت ضحية النساء هاويات الأقاويل وإشاعة الشائعات ..لا معين إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الشعور بالظلم والغبن يوّلد الكمد والكمد ربما يفضي إلى الموت البطيء !هم يلعبون ويضحكون ويفرحون وأنا أعيش في صومعتي أصلي وأناجي ربي وأطلب من الله النصر والفرج ..من زوجٍ غبي – للأسف - ومن أهل زوج مفترين ...
الذي أخلص إليه ..أن هذه الظروف.. مع برود الزوج العاطفي والجنسي كذلك ( منذ بداية الزواج ) وتفاهته.. وقضائه 14 ساعة يلعب الورق مع أصدقائه.. و10 ساعات في النوم ..
دون الالتفات لي ولا لأطفالنا ..فصرت كالآلة ..أستيقظ لأذهب لوظيفتي وأعود لأنام وأستيقظ فأجلس مع أبنائي وأنزل عند أهل زوجي أو أذهب لأهلي ..لا مشاعر لا مشاركة رغم محاولاتي الجادة بخلق جو زوجي ممتع .. وتلافي كل الأخطاء ..لكن أصدم بحجرة الواقع برود الزوج مع شخصيته الضعيفة أمام أهله مع نقله لكل ما يحدث معنا لأهله .. لدرجة أني لو أذهب للطبيب عند تأخر الدورة الشهرية.. أجد الخبر تم تناقله عند أهل زوجي فيشمتون أني مريضة ..
صرت مرات يخالجني شعور المقت لنفسي هل أنا على خطأ؟ هل احترامي لهم ومشاركة مناسباتهم ومحاولة التواصل معهم وإرضائهم هذه حصيلته في هذا البيت.؟ زوجي ... هو بؤرة الدائرة وهو الذي أدى بي إلى هذه الحالة .. تعبت نفسيا والله.. مرهقة وموجوعة ومفجوعة.. أهذا جزاء صبري وأدبي الجم معهم في كل الحالات ؟؟ أهذا جزاء صبري على زوج متبلد المشاعر بخيل؟ أهذا جزاء الطيب والكرم والأدب؟
بقي أن أخبركم بسر دفين هو ما دفعني لطلب المشورة في أمري... دائما أشعر بأني بحاجة لحب كبير لاحتواء لعواطفي المكبوتة ...حاولت أن أكرس حبي وعواطفي لأطفالي ..لكن الحب الذي أقصده حب من نوع آخر .. حب زوج أريد من يسمعني أريد زوجا شهما لا يكذب لا يخون لا يظلم لا يبخل لا يستهزأ ويهز رأسه وتلمع عيناه خبثاً ولؤماً ...أريد زوجا لا ينقل الأخبار كامرأة دنيئة ..أريد زوجاً يحبني ويحترمني ...أفتقد الحب والمشاعر الإنسانية في زواجي ..صرت أخشى على نفسي من الفتنة !دلوني بالله عليكم ماذا أفعل ؟؟؟؟
الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أسأل الله تعالى أن يوفقك للوصول إلى أمثل الحلول لهذه المشكلة، أو الحصول على الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة، ونسأله تعالى أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، ونسأله سبحانه أن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه.
المقدمة:
أشكرك على حسن عرضك للموضوع أو للمشكلة، وقد أحسنت في عرض بعض التفاصيل مع ذكر بعض الأمثلة، وكنت أحب التركيز على صفات الزوج بالتفصيل، ولكن هذه سأعرضها للوصول للأسباب الحقيقية للمشكلة.
و كنت أتمنى أيضا لو تتحفظي قليلا عند كتابة شكواك من زوجك، عن الألفاظ القوية مثل لفظ تافه، لأنه مازال زوجك، واحترامه وتقديره واجب عليك إضافة إلى أن هذا الأمر ينسحب عليك فأنت من افتقدت احترام زوجك لك، وتطالبين أن يحترمك، ويحفظ كرامتك، ويقدرك ولا يجرحك إضافة إلى أنك قد تكونين جزءا يسيرا في حصول المشكلة، كما أن هذه الألفاظ قد يحفظها الأولاد، وقد تندمي على هذه الكلمة مستقبلا.
فمن الممكن للزوجة أن تشتكي زوجها لكن تبتعد عن الألفاظ الجارحة، وتستعمل بعض العبارات مثل الكلمات التي تدل على أن الزوج لا يحترمني، أو يسعى لإهانتي، أو يجرح كرامتي.
أولا: صفات الزوج:
من أهم صفات زوجك من وجهة نظرك أنه يفشي الأسرار لأهله، فهو إذاعة متنقلة متسرعة، فهو غير كتوم، أو لا يحفظ الأسرار، ويفشي الأخبار وينشرها بسرعة وينقلها بتفاصيلها، وليست فقط الأخبار العامة بل كل شيء العامة والخاصة، الحلوة والمرة، بل غالبا ينقل الأخبار السيئة عنك، ولا يظهر الحسن، أو لا يذيع الجيد منها.
لعل السبب في ذلك عدة احتمالات:
الاحتمال الأول:
أن زوجك تربى في بيئة نسائية بين أخواته البنات مثلا، أو هو الوحيد على البنات، أو كما ذكرت أنت أنه وحيد أهله، فهو بذلك حبيب أمه أو ابن أمه، ولذلك الأم كانت تدللـه، ولم تحسن تربيته، ولم يتعود على الاستقلالية، فتأثر بشخصية الأم وصار مثل البنات؛ لأن المرأة أكثر من الرجال غالبا في نقل الكلام، و هي التي تتصف بهذه الصفات التي ذكرتِها، فالمرأة عاطفية تحب الكلام، وتعشق الفضفضة وتحكي التفاصيل وتذكر المعايب وتغض الطرف عن المحاسن، وتنقل المشكلات قبل أن يقوم الزوجان بحلها.
الاحتمال الثالي:
أو لعل السبب في ذلك هو ما ذكرتِه في كلامك من ضعف شخصية زوجك، فهذا تحليل جيد منك، فصاحب الشخصية الضعيفة يحب أن يتقوى بمن يسانده أو يعينه أو يحل له أموره، أو ينقل مشاكله للآخرين ليدلوه أو يرشدوه في كيفية حلها، فهو لم يتدرب على حل المشكلات أو مواجهة العقبات، فقد يكون هو وحيد أمه فقامت بتدليله أكثر من اللزوم، أو أنه تربى على يد خادمة أو مربية فأكثرت من تدليله، ولم تعتن بتربيته تربية صحيحة، فلم يترب على الاستقلالية، أو كيفية تحمل المسؤولية أو تجاوز العقبات أو حل المشكلات.
الاحتمال الثالث:
أن الأم تغير على ابنها منك، وهذه من أنواع الغيرة المرضية المذمومة، وهي تغير من زوجة الابن عموما سواء أنت أو غيرك، وتود أن لو لم يتزوج بك أو بغيرك، ولما تزوج تخيلت أنه سيتركها وينصرف لبيته وأولاده فأكدت عليه أن يعيش معها في منزلها ولا يستقل في سكن منفصل. لأن الأم تغار على ابنها، فإذا لاحظت أنه يحبك مثلا فقد تفتعل المشكلات لكي يبغضك، ولأن الأم لا تحب أن تتحكم الزوجة في ابنها، أو تكون هي المتسلطة أو هي صاحبة الكلمة، فلذلك تحاول أن تضعف شخصيتك، لتقوي شخصية ابنها أمامك.
الاحتمال الرابع:
أو أن الأم أنانية تريد أن تستولي على ابنها وتربطه بها، ولعل هذا هو السبب الحقيقي فبعض الأمهات لا تحب أن يترك ابنها المنزل، وإذا رغب في الزواج فيمكن أن تعطل زواجه وتؤخره أو تمنعه، فهي تشعر أن ابنها ملك لها ولا ينبغي أن يفارقها، ثم تقبل زواجه على مضض وتتمنى لو انفصل عن زوجته ورجع لأحضانها، فالسبب الحقيقي هو هذا الدلع المفرط من الأم التي لا تريد لابنها أن يصير رجلا يتحمل المسؤولية، أو يستقل بعيدا عنها.
الاحتمال الخامس:
فمن الممكن أيضا أن الزوج لا يحسن التصرف عموما أو لا يحسن التصرف معك أنت، فهو صاحب شخصية ضعيفة، ولم يتدرب على تحمل المسؤولية منذ صغره، ومن البداية كان يرجع إلى أمه غالبا لتساعده في حل المشكلات، ومن الممكن أنه رغب في معرفة كيف يتصرف معك في بعض الأمور نظرا لقوة شخصيتك، أو لتحملك المسؤولية.
أو لحدوث مشكلة بينكما في البداية فذهب لوالدته وقص عليها ما حدث فأشارت إليك برأي ــ ولم يذكر لك ذلك ــ ولكنه نفذ ما أشارت به وكانت النتيجة جيدة، فأحب دائما أن يشير الأم في كل شيء وينقل إليها كل ما يدور في البيت، مع العلم أنه لا يعرف خطورة نقل الكلام بهذه الصورة،أو عدم شعوره بأن نقل الكلام قد يسبب مشكلة.
ثانيا:من السبب في المشكلة أهل الزوج أو الزوج نفسه؟
فصفات زوجك غريبة ومن المؤكد أنه لا بد أن يتحسن ويعالج هذا الأمر، لأن المشكلة فيه هو أكثر من أهله، فهم شركاء في الخطأ، ولكن هو الذي يبدأ بالخطأ، وأما ردود الأفعال من الأهل فمن الممكن أن تكون عادية، وأما لو كانت الأم حكيمة لقامت بتوجيه الابن ونصحه وإرشاده إلى الخطأ الذي يرتكبه باستمرار، لكن الأم من الواضح من كلامك أنها تفرح بنقل الكلام وتحب أن تعرف الأسرار، فالابن يفتقد للذكاء، والأم غير حكيمة، وأنت وأولادك يكونون ضحية لهذه العائلة المتسرعة.
ثالثا: والآن ما العلاج في هذه الحالة؟
أــ الحل أولا بيدك أنت فحاولي أن تدرسي الكلمات السابقة وتفتشي عن أسباب المشكلة فقد تكونين أنت لك ضلع فيها، فاجتهدي أن تصلحي من نفسك، وتستوعبي زوجك، وتقتربي منه وتخلصي له، وتظهري طاعتك وانصياعك له.
وتثبتي حبك له بمزيد من التضحية أو التنازل أو العفو والصفح والتسامح، فلا شك أن هناك ساعات مودة ومحبة وانسجام بينكما فلا بد من تذكر هذه الأوقات اللطيفة لأنها تساعد في حل المشكلة، فإذا تذكرت محاسن زوجك، وتذكري بعض مواقفه الطيبة سيساعد هذا في تقديم التنازل له، أو العفو عن أخطائه، وتقبليه بعيوبه، فلا بد لكي تصلي إلى ما تطلبينه من زوجك من احترام وتقدير وقبول، لا بد أن تقبليه أنت وتتقبليه وتحترميه وتقدريه.
وأؤكد أن الحل أو نسبة كبيرة من حل الموضوع بيدك أنت لأن الله تعالى وهب الزوجة أسلحة مشروعة، فهي تستخدم ضعفها ودموعها في الوصول لما تريد، وتستخدم أنوثتها ودلالها ودلعها لتحقيق ما ترغب، فمن الممكن أن تؤثر هذه الأمور في الرجل أكثر من النقاش، والحوار، أو هي أدوات تغفل الزوجة عن استعمالها، وتلجأ للشكوى، والنقاش والتحدي أو النقد والاعتراض، ولكن لو استعملت ضعفها ودموعها وأنوثتها فسوف تستميل قلب الزوج لأن الزوج غالبا يحب المرأة الضعيفة المستكينة الطائعة، ولا يرغب في زوجة متسلطة أو قوية الشخصية أو تكثر من النصح وتبين عيوبه أو عيوب أهله، فحاولي أن تستثمري الأوقات السعيدة في أن تطلبي منه بذل وخضوع ورفق ولين ألا ينقل أسرارك أو أخبارك، وأيضا حاولي أن تعرفي الأمور التي يحبها وتفعليها، وتهجري الأشياء التي يبغضها وتتجنبيها. فإذا فعلا كنتِ لا تريدي مخالفة أمر الله عز وجل: فافعلِ ما يرضيه، وإرضاء الله تعالى في تنفيذ تعاليمه، ومنها أن تسعد المرأة زوجها، وتسارع في تنفيذ ما يرضيه، فلو فعلت المرأة ذلك بهذه النية الطيبة، أي أنها تلبي طلبات زوجها، وتعمل على إسعاده، و تنفيذ طلباته، وتحاول إدخال السرور عليه، فكل هذا فيه إرضاء لله تعالى، والبعد عن غضبه، والسير في طريق الجنة ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.
فمن المؤكد أن الزوج لا ينصرف عن البيت إلا لعدم توفير المناخ المناسب له من الزوجة، فالبيت كله نكد وكآبة وحزن، فكيف يتمكن من الجلوس فيه، ولابد أن يبحث عن متنفس آخر، وتأكدي أن هذا الزوج لو لم يكن يشتكي لأمه لذهب واشتكي لآخرين، وقد تكوني أنت أيتها الزوجة تكثري من نقد شخصية زوجك، أو أنك تعيبي عليه أنه يفعل كذا وكذا، وتحسبي عليه أخطاؤه، وتعددي معايبه، فاعلمي أنك أيضا فيك عيوب ولا بد أن تصبري على عيوب زوجك ليصبر هو أيضا على عيوبك. فمن المؤكد أن زوجك فيه مميزات، وله محاسن، تجعلكِ تصبرين على بعض معايبه، وأنت لا بد أن تكوني مثله فيك عيوب ولك مميزات، فلا بد لكل طرف أن يقبل بالآخر، وينظر للجانب المضيء، أو اقبلي بالقاعدة أو المثل القائل: انظرِ إلى مصيبة غيرك تهون عليك مصيبتك، و الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ ذلك أجدر ألا تزدروا نعمة ربكم عليكم) متفق عليه وهذا لفظ مسلم. وإذا فعلت ذلك: سوف ترضين عن زوجك وعن تصرفات أهل زوجك، وتعيشين في رضا، وتنعمي بالسعادة وتشعري بالهناء و تحسي بالوئام وتبتعدي عن المنغصات وترضى بما قسم الله لك.
وأيضا لكي تقبلي زوجك بعيوبه اعقدي مقارنة إيجابية بينك وبين من حُـرمت من الزواج، وفاتها قطاره، وتتمنى أن تتزوج بمثل زوجك أو أقل، وترضى أن تعيشِ في بيت العائلة، وتتحمل الصعوبات وتتنازل وتتسامح وتضحي، فلا بد من الصبر على زوجك، وحاولي أن تتحمليه، وتنظري للجوانب الإيجابية في شخصيته و علينا أن نقبل التوجيه النبوي الكريم وهو موجه للجميع وإن كان الخطاب للرجل، فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: لا يفرك ـ أي لا يبغض أو لا يظلم ـ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر" رواه مسلم.
ويمكنك التوسع في قراءة موضوع مشابه لهذه المشكلة خصوصا لمن تشتكي من تصرفات زوجها وهي استشارة منشورة ضمن استشاراتي تحت عنوان زوجي غير دبلوماسي، ويتجاهلني. وفي هذه الاستشارة بعض الطرق أو الأساليب لكيفية كسب الزوجة لزوجها أو اقرئي استشارة أخرى تحت عنوان زوجي بارد وغريب.
ب ـ وكذلك ينبغي أن تتفاهمي مع زوجك وتحاولي أن تكوني أنت الصديقة له تحاولي أن تسمعيه، ولا تقاطعيه، اتركيه يفضفض لك بما يريد واصبري وتحمليه كأنه طفل كوني أنت بمثابة الأم له، فلماذا يلجأ للأم ويرتمي في حضنها الدافئ، لا بد أنه وجد عندها الحنان الذي افتقده عندك، أنت وجدت زوجك ابن أمه فمن الممكن أنك لم تعجبي بشخصيته ووجهت له سهام النقد، فكيف لا يفر منك ويتوجه للصدر الحنون، أو يبحث عمن لا تعكر عليه وقته، أو من لا تنتقده بأمور قد يكون هو معذور فيها، فالتمسي أنت له الأعذار، وحاولي أن تتصفي بخلق العفو، وتمسكي بالصفح، واقبلي الأعذار، انشري التسامح، وابتعدي عن الصدام، وتجنبي التحدي، ثم الزوج قد يكون واقع في حيرة مستمرة بين إرضاء زوجته، وبين إرضاء أهله، وخصوصا والدته التي رضاها هو المقدم كما هو معروف من مصادر الإسلام، والوالدة قد تشعر أنها الأحق بالابن من الزوجة، فالزوج محتار بين مراعاة حقوق زوجته،و إرضاء أمه، والبر بها والإحسان إليها، و أيضا عدم مخالفة أوامر الأم حين تطلب منه أن يحكي لها عن حياته الخاصة، فالزوج قد لا يكون ذكيا وليس عنده حكمة في اختيار ما يمكن أن يحكى ، ولمالا يحكى.
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوجة منذ تسع سنوات تقريبا وأم لأطفال ... عمري 30 عاما جامعية ومتدينة والحمد لله، للأسف عندما ارتبطت بزوجي فوجئت بكونه إنسان تافه ..عنده الرجولة أن يقول لا للزوجة في كل شيء ..إن حدث من أهله ما يجرح المشاعر ويهين الكرامة وأخبرته من باب العتب وأن يجعل لي اعتبار في هذا البيت كأي زوجة زاد الطين بلة وراح مسرعا ليخبرهم ليكون ردهم بالطبع الاستنكار والتعجب وتحويل الموضوع إلى أني محرضة ولا أخاف الله ..كنت ألومهم عندما لا يزوروني حين ولاداتي وهم يزورون الغريبات ..المصيبة أنه الولد الوحيد لهم فبدل أن أكون معززة مكرمة صرت مهانة ..
بالطبع بعد أن صار يخبرهم بما أقول عملوا حزبا ضدي، أهله صاروا يحرضونه ويكبرون أي شيء في رأسه ويضربون له الأمثال بأبناء الجيران فلان شجاع ضرب زوجته لأنها لم تحترم أهله وفلان ضرغام فقد طلق زوجته كونها تحرضه على أهله وفلان لا يعتبر المرأة شيئا لديه فهو يقول أنها والنعل - كرمكم الله - واحد ... وهكذا ..بالطبع كل شيء كان يحاك خلفي وفي ظهري..
كنت أريد زوجي عوناً فأصبح فرعون ..الذي جعلني أشكو له حبي الكبير وثقتي به فكنت أراه رجل شهم.. هكذا لبراءتي ظننته.. كنت فقط أطلب منه أن يحترموني ويضعون لي احتراماً.. كنت أشير عليه أن يتكلم عني باحترام أو أن يسألهم هل زرتم أم وليد؟ هل أأخذكم إليها؟ ومن هذا القبيل لأنهم سوف يحرجون منه فيتحول الموضوع لنوع من الاحترام المفقود.. علما بأني أسكن معهم في ذات البيت في الطابق العلوي وأنزل إليهم بشكل يومي وأشاركهم المناسبات وأهديهم وأبارك لهم ولم يبدر أن حدث بيني وبينهم أي موقف أدى إلى عدم الاحترام ولكن أثناء الولادة أقضي شهرين في بيت أهلي .. وأهلي كذلك ودودين طيبين ويزورونهم ويحترمونهم ..!صرت أقلب الموضوع في رأسي .. لماذا يحدث معي هكذا؟؟ فتوصلت إلى أنهم لا يهابون زوجي ولا يعتبرونه شيئا لذلك لا يأبهون بي... إلى أن اكتشفت أن زوجي وللأسف الشديد كان ينقل كل أحاديثنا وكل ما أقوله عنهم بحسن نية مني .. حيث يحدث أن تزورنا خالة زوجي فتترصد لي وتتحين الفرص لتضيق علي بالكلام وتظهرني بصورة سيئة رغم كوني ودودة معها وقد كانت لي وقفات طيبة أثناء مناسبات خاصة بها وهي امرأة في العقد الخامس فما لذي تريده مني هذه أيضا؟؟؟ وبالطبع بطبيعة الحال كنت لسذاجتي أبكي إذا كنت في غرفتي لوحدي ... فيدخل ويجدني على هذه الحال ويستفسر مني.. فأخبره بحسن نية .. هو لا يبرر لخالته ولا يقول لي اصبري ولا حتى لا عليك ولا أي شيء فكنت أرى عيناه تلمع وأستغرب ما الذي حل به ..
مؤخرا اكتشفت من تحليلي للأمور أنه بطبيعة تربيته.. يتخيل أن الزوجة كائن غريب دخيل عدو تسعى للتفريق بين زوجها وأهله ..فكانت تلمع عيناه خبثاً فيحفظ الكلام لينقله لأمه.. حتى يؤكد لها أنه بار بها وأنه شجاع وفارس مقدام لا يصدق الزوجة ولا يحترمها كفلان وفلان وفلان.. فصاروا بالتالي لا يحترموني ولا يقيمون لي وزنًا ..وبالطبع قاموا بعمل زوابع وفضائح وشهّروا بي بين الناس.. على أساس أني كذوبة مخادعة مفرقة الناس وقاطعة للرحم ..وكالت لي والدته التهم وتكلمت عني بما لا يرضي الله ..وصرت ضحية النساء هاويات الأقاويل وإشاعة الشائعات ..لا معين إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الشعور بالظلم والغبن يوّلد الكمد والكمد ربما يفضي إلى الموت البطيء !هم يلعبون ويضحكون ويفرحون وأنا أعيش في صومعتي أصلي وأناجي ربي وأطلب من الله النصر والفرج ..من زوجٍ غبي – للأسف - ومن أهل زوج مفترين ...
الذي أخلص إليه ..أن هذه الظروف.. مع برود الزوج العاطفي والجنسي كذلك ( منذ بداية الزواج ) وتفاهته.. وقضائه 14 ساعة يلعب الورق مع أصدقائه.. و10 ساعات في النوم ..
دون الالتفات لي ولا لأطفالنا ..فصرت كالآلة ..أستيقظ لأذهب لوظيفتي وأعود لأنام وأستيقظ فأجلس مع أبنائي وأنزل عند أهل زوجي أو أذهب لأهلي ..لا مشاعر لا مشاركة رغم محاولاتي الجادة بخلق جو زوجي ممتع .. وتلافي كل الأخطاء ..لكن أصدم بحجرة الواقع برود الزوج مع شخصيته الضعيفة أمام أهله مع نقله لكل ما يحدث معنا لأهله .. لدرجة أني لو أذهب للطبيب عند تأخر الدورة الشهرية.. أجد الخبر تم تناقله عند أهل زوجي فيشمتون أني مريضة ..
صرت مرات يخالجني شعور المقت لنفسي هل أنا على خطأ؟ هل احترامي لهم ومشاركة مناسباتهم ومحاولة التواصل معهم وإرضائهم هذه حصيلته في هذا البيت.؟ زوجي ... هو بؤرة الدائرة وهو الذي أدى بي إلى هذه الحالة .. تعبت نفسيا والله.. مرهقة وموجوعة ومفجوعة.. أهذا جزاء صبري وأدبي الجم معهم في كل الحالات ؟؟ أهذا جزاء صبري على زوج متبلد المشاعر بخيل؟ أهذا جزاء الطيب والكرم والأدب؟
بقي أن أخبركم بسر دفين هو ما دفعني لطلب المشورة في أمري... دائما أشعر بأني بحاجة لحب كبير لاحتواء لعواطفي المكبوتة ...حاولت أن أكرس حبي وعواطفي لأطفالي ..لكن الحب الذي أقصده حب من نوع آخر .. حب زوج أريد من يسمعني أريد زوجا شهما لا يكذب لا يخون لا يظلم لا يبخل لا يستهزأ ويهز رأسه وتلمع عيناه خبثاً ولؤماً ...أريد زوجا لا ينقل الأخبار كامرأة دنيئة ..أريد زوجاً يحبني ويحترمني ...أفتقد الحب والمشاعر الإنسانية في زواجي ..صرت أخشى على نفسي من الفتنة !دلوني بالله عليكم ماذا أفعل ؟؟؟؟
الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أسأل الله تعالى أن يوفقك للوصول إلى أمثل الحلول لهذه المشكلة، أو الحصول على الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة، ونسأله تعالى أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه، ونسأله سبحانه أن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه.
المقدمة:
أشكرك على حسن عرضك للموضوع أو للمشكلة، وقد أحسنت في عرض بعض التفاصيل مع ذكر بعض الأمثلة، وكنت أحب التركيز على صفات الزوج بالتفصيل، ولكن هذه سأعرضها للوصول للأسباب الحقيقية للمشكلة.
و كنت أتمنى أيضا لو تتحفظي قليلا عند كتابة شكواك من زوجك، عن الألفاظ القوية مثل لفظ تافه، لأنه مازال زوجك، واحترامه وتقديره واجب عليك إضافة إلى أن هذا الأمر ينسحب عليك فأنت من افتقدت احترام زوجك لك، وتطالبين أن يحترمك، ويحفظ كرامتك، ويقدرك ولا يجرحك إضافة إلى أنك قد تكونين جزءا يسيرا في حصول المشكلة، كما أن هذه الألفاظ قد يحفظها الأولاد، وقد تندمي على هذه الكلمة مستقبلا.
فمن الممكن للزوجة أن تشتكي زوجها لكن تبتعد عن الألفاظ الجارحة، وتستعمل بعض العبارات مثل الكلمات التي تدل على أن الزوج لا يحترمني، أو يسعى لإهانتي، أو يجرح كرامتي.
أولا: صفات الزوج:
من أهم صفات زوجك من وجهة نظرك أنه يفشي الأسرار لأهله، فهو إذاعة متنقلة متسرعة، فهو غير كتوم، أو لا يحفظ الأسرار، ويفشي الأخبار وينشرها بسرعة وينقلها بتفاصيلها، وليست فقط الأخبار العامة بل كل شيء العامة والخاصة، الحلوة والمرة، بل غالبا ينقل الأخبار السيئة عنك، ولا يظهر الحسن، أو لا يذيع الجيد منها.
لعل السبب في ذلك عدة احتمالات:
الاحتمال الأول:
أن زوجك تربى في بيئة نسائية بين أخواته البنات مثلا، أو هو الوحيد على البنات، أو كما ذكرت أنت أنه وحيد أهله، فهو بذلك حبيب أمه أو ابن أمه، ولذلك الأم كانت تدللـه، ولم تحسن تربيته، ولم يتعود على الاستقلالية، فتأثر بشخصية الأم وصار مثل البنات؛ لأن المرأة أكثر من الرجال غالبا في نقل الكلام، و هي التي تتصف بهذه الصفات التي ذكرتِها، فالمرأة عاطفية تحب الكلام، وتعشق الفضفضة وتحكي التفاصيل وتذكر المعايب وتغض الطرف عن المحاسن، وتنقل المشكلات قبل أن يقوم الزوجان بحلها.
الاحتمال الثالي:
أو لعل السبب في ذلك هو ما ذكرتِه في كلامك من ضعف شخصية زوجك، فهذا تحليل جيد منك، فصاحب الشخصية الضعيفة يحب أن يتقوى بمن يسانده أو يعينه أو يحل له أموره، أو ينقل مشاكله للآخرين ليدلوه أو يرشدوه في كيفية حلها، فهو لم يتدرب على حل المشكلات أو مواجهة العقبات، فقد يكون هو وحيد أمه فقامت بتدليله أكثر من اللزوم، أو أنه تربى على يد خادمة أو مربية فأكثرت من تدليله، ولم تعتن بتربيته تربية صحيحة، فلم يترب على الاستقلالية، أو كيفية تحمل المسؤولية أو تجاوز العقبات أو حل المشكلات.
الاحتمال الثالث:
أن الأم تغير على ابنها منك، وهذه من أنواع الغيرة المرضية المذمومة، وهي تغير من زوجة الابن عموما سواء أنت أو غيرك، وتود أن لو لم يتزوج بك أو بغيرك، ولما تزوج تخيلت أنه سيتركها وينصرف لبيته وأولاده فأكدت عليه أن يعيش معها في منزلها ولا يستقل في سكن منفصل. لأن الأم تغار على ابنها، فإذا لاحظت أنه يحبك مثلا فقد تفتعل المشكلات لكي يبغضك، ولأن الأم لا تحب أن تتحكم الزوجة في ابنها، أو تكون هي المتسلطة أو هي صاحبة الكلمة، فلذلك تحاول أن تضعف شخصيتك، لتقوي شخصية ابنها أمامك.
الاحتمال الرابع:
أو أن الأم أنانية تريد أن تستولي على ابنها وتربطه بها، ولعل هذا هو السبب الحقيقي فبعض الأمهات لا تحب أن يترك ابنها المنزل، وإذا رغب في الزواج فيمكن أن تعطل زواجه وتؤخره أو تمنعه، فهي تشعر أن ابنها ملك لها ولا ينبغي أن يفارقها، ثم تقبل زواجه على مضض وتتمنى لو انفصل عن زوجته ورجع لأحضانها، فالسبب الحقيقي هو هذا الدلع المفرط من الأم التي لا تريد لابنها أن يصير رجلا يتحمل المسؤولية، أو يستقل بعيدا عنها.
الاحتمال الخامس:
فمن الممكن أيضا أن الزوج لا يحسن التصرف عموما أو لا يحسن التصرف معك أنت، فهو صاحب شخصية ضعيفة، ولم يتدرب على تحمل المسؤولية منذ صغره، ومن البداية كان يرجع إلى أمه غالبا لتساعده في حل المشكلات، ومن الممكن أنه رغب في معرفة كيف يتصرف معك في بعض الأمور نظرا لقوة شخصيتك، أو لتحملك المسؤولية.
أو لحدوث مشكلة بينكما في البداية فذهب لوالدته وقص عليها ما حدث فأشارت إليك برأي ــ ولم يذكر لك ذلك ــ ولكنه نفذ ما أشارت به وكانت النتيجة جيدة، فأحب دائما أن يشير الأم في كل شيء وينقل إليها كل ما يدور في البيت، مع العلم أنه لا يعرف خطورة نقل الكلام بهذه الصورة،أو عدم شعوره بأن نقل الكلام قد يسبب مشكلة.
ثانيا:من السبب في المشكلة أهل الزوج أو الزوج نفسه؟
فصفات زوجك غريبة ومن المؤكد أنه لا بد أن يتحسن ويعالج هذا الأمر، لأن المشكلة فيه هو أكثر من أهله، فهم شركاء في الخطأ، ولكن هو الذي يبدأ بالخطأ، وأما ردود الأفعال من الأهل فمن الممكن أن تكون عادية، وأما لو كانت الأم حكيمة لقامت بتوجيه الابن ونصحه وإرشاده إلى الخطأ الذي يرتكبه باستمرار، لكن الأم من الواضح من كلامك أنها تفرح بنقل الكلام وتحب أن تعرف الأسرار، فالابن يفتقد للذكاء، والأم غير حكيمة، وأنت وأولادك يكونون ضحية لهذه العائلة المتسرعة.
ثالثا: والآن ما العلاج في هذه الحالة؟
أــ الحل أولا بيدك أنت فحاولي أن تدرسي الكلمات السابقة وتفتشي عن أسباب المشكلة فقد تكونين أنت لك ضلع فيها، فاجتهدي أن تصلحي من نفسك، وتستوعبي زوجك، وتقتربي منه وتخلصي له، وتظهري طاعتك وانصياعك له.
وتثبتي حبك له بمزيد من التضحية أو التنازل أو العفو والصفح والتسامح، فلا شك أن هناك ساعات مودة ومحبة وانسجام بينكما فلا بد من تذكر هذه الأوقات اللطيفة لأنها تساعد في حل المشكلة، فإذا تذكرت محاسن زوجك، وتذكري بعض مواقفه الطيبة سيساعد هذا في تقديم التنازل له، أو العفو عن أخطائه، وتقبليه بعيوبه، فلا بد لكي تصلي إلى ما تطلبينه من زوجك من احترام وتقدير وقبول، لا بد أن تقبليه أنت وتتقبليه وتحترميه وتقدريه.
وأؤكد أن الحل أو نسبة كبيرة من حل الموضوع بيدك أنت لأن الله تعالى وهب الزوجة أسلحة مشروعة، فهي تستخدم ضعفها ودموعها في الوصول لما تريد، وتستخدم أنوثتها ودلالها ودلعها لتحقيق ما ترغب، فمن الممكن أن تؤثر هذه الأمور في الرجل أكثر من النقاش، والحوار، أو هي أدوات تغفل الزوجة عن استعمالها، وتلجأ للشكوى، والنقاش والتحدي أو النقد والاعتراض، ولكن لو استعملت ضعفها ودموعها وأنوثتها فسوف تستميل قلب الزوج لأن الزوج غالبا يحب المرأة الضعيفة المستكينة الطائعة، ولا يرغب في زوجة متسلطة أو قوية الشخصية أو تكثر من النصح وتبين عيوبه أو عيوب أهله، فحاولي أن تستثمري الأوقات السعيدة في أن تطلبي منه بذل وخضوع ورفق ولين ألا ينقل أسرارك أو أخبارك، وأيضا حاولي أن تعرفي الأمور التي يحبها وتفعليها، وتهجري الأشياء التي يبغضها وتتجنبيها. فإذا فعلا كنتِ لا تريدي مخالفة أمر الله عز وجل: فافعلِ ما يرضيه، وإرضاء الله تعالى في تنفيذ تعاليمه، ومنها أن تسعد المرأة زوجها، وتسارع في تنفيذ ما يرضيه، فلو فعلت المرأة ذلك بهذه النية الطيبة، أي أنها تلبي طلبات زوجها، وتعمل على إسعاده، و تنفيذ طلباته، وتحاول إدخال السرور عليه، فكل هذا فيه إرضاء لله تعالى، والبعد عن غضبه، والسير في طريق الجنة ونيل رضا الله سبحانه وتعالى.
فمن المؤكد أن الزوج لا ينصرف عن البيت إلا لعدم توفير المناخ المناسب له من الزوجة، فالبيت كله نكد وكآبة وحزن، فكيف يتمكن من الجلوس فيه، ولابد أن يبحث عن متنفس آخر، وتأكدي أن هذا الزوج لو لم يكن يشتكي لأمه لذهب واشتكي لآخرين، وقد تكوني أنت أيتها الزوجة تكثري من نقد شخصية زوجك، أو أنك تعيبي عليه أنه يفعل كذا وكذا، وتحسبي عليه أخطاؤه، وتعددي معايبه، فاعلمي أنك أيضا فيك عيوب ولا بد أن تصبري على عيوب زوجك ليصبر هو أيضا على عيوبك. فمن المؤكد أن زوجك فيه مميزات، وله محاسن، تجعلكِ تصبرين على بعض معايبه، وأنت لا بد أن تكوني مثله فيك عيوب ولك مميزات، فلا بد لكل طرف أن يقبل بالآخر، وينظر للجانب المضيء، أو اقبلي بالقاعدة أو المثل القائل: انظرِ إلى مصيبة غيرك تهون عليك مصيبتك، و الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ ذلك أجدر ألا تزدروا نعمة ربكم عليكم) متفق عليه وهذا لفظ مسلم. وإذا فعلت ذلك: سوف ترضين عن زوجك وعن تصرفات أهل زوجك، وتعيشين في رضا، وتنعمي بالسعادة وتشعري بالهناء و تحسي بالوئام وتبتعدي عن المنغصات وترضى بما قسم الله لك.
وأيضا لكي تقبلي زوجك بعيوبه اعقدي مقارنة إيجابية بينك وبين من حُـرمت من الزواج، وفاتها قطاره، وتتمنى أن تتزوج بمثل زوجك أو أقل، وترضى أن تعيشِ في بيت العائلة، وتتحمل الصعوبات وتتنازل وتتسامح وتضحي، فلا بد من الصبر على زوجك، وحاولي أن تتحمليه، وتنظري للجوانب الإيجابية في شخصيته و علينا أن نقبل التوجيه النبوي الكريم وهو موجه للجميع وإن كان الخطاب للرجل، فيقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: لا يفرك ـ أي لا يبغض أو لا يظلم ـ مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر" رواه مسلم.
ويمكنك التوسع في قراءة موضوع مشابه لهذه المشكلة خصوصا لمن تشتكي من تصرفات زوجها وهي استشارة منشورة ضمن استشاراتي تحت عنوان زوجي غير دبلوماسي، ويتجاهلني. وفي هذه الاستشارة بعض الطرق أو الأساليب لكيفية كسب الزوجة لزوجها أو اقرئي استشارة أخرى تحت عنوان زوجي بارد وغريب.
ب ـ وكذلك ينبغي أن تتفاهمي مع زوجك وتحاولي أن تكوني أنت الصديقة له تحاولي أن تسمعيه، ولا تقاطعيه، اتركيه يفضفض لك بما يريد واصبري وتحمليه كأنه طفل كوني أنت بمثابة الأم له، فلماذا يلجأ للأم ويرتمي في حضنها الدافئ، لا بد أنه وجد عندها الحنان الذي افتقده عندك، أنت وجدت زوجك ابن أمه فمن الممكن أنك لم تعجبي بشخصيته ووجهت له سهام النقد، فكيف لا يفر منك ويتوجه للصدر الحنون، أو يبحث عمن لا تعكر عليه وقته، أو من لا تنتقده بأمور قد يكون هو معذور فيها، فالتمسي أنت له الأعذار، وحاولي أن تتصفي بخلق العفو، وتمسكي بالصفح، واقبلي الأعذار، انشري التسامح، وابتعدي عن الصدام، وتجنبي التحدي، ثم الزوج قد يكون واقع في حيرة مستمرة بين إرضاء زوجته، وبين إرضاء أهله، وخصوصا والدته التي رضاها هو المقدم كما هو معروف من مصادر الإسلام، والوالدة قد تشعر أنها الأحق بالابن من الزوجة، فالزوج محتار بين مراعاة حقوق زوجته،و إرضاء أمه، والبر بها والإحسان إليها، و أيضا عدم مخالفة أوامر الأم حين تطلب منه أن يحكي لها عن حياته الخاصة، فالزوج قد لا يكون ذكيا وليس عنده حكمة في اختيار ما يمكن أن يحكى ، ولمالا يحكى.
يتبع