بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أسماء الخولي فتاة مصرية تركت الإسلام وتحولت للنصرانية برفقة خطيبها، وراحت (تبشر) بالنصرانية.
وذات يومٍ استضافتها قناة الكذاب اللئيم زكريا بطرس في برنامج سؤال جريء، وسألها مقدم البرنامج لم تركتِ الإسلام؟
فأجابت السبب هو شخصية المسيح -عليه السلام-، تقول: قرأت الإنجيل فوجدتُ –هي- المسيحَ يغفر الخطايا، وعند المسلمين حديث يقول -والكلام لها- أن يومَ القيامةِ لن يأتي قبلَ أنْ يأتي المسيح -عليه السلام- حكمًا عدلا مقسطًا، تقول مستنتجةً: فهو الذي يغفر الذنوب وهو الذي يحكم بين الناس بالعدل والقسط في الإسلام والنصرانية!!
ألهذا يا أسماء؟!!
يا أسماء!!
ليس في (الإنجيل) أن المسيح يغفر الخطايا، وليس في السنة النبوية أن المسيح هو الذي سيحكم بين الناس بالمعنى الذي تقصدين يا أسماء.
في (الإنجيل) الذي في أيديهم أن المسيح كان دائم الصلاة لله، يلجأ إليه في الشدائد، ويعتزل الناس ليلًا ويصلي.
(الإنجيل) هو الذي يشهد بذلك ولستُ أنا يا أسماء. وهذه بعض النصوص وليس كلها:
"وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ". [لوقا: 6: 12].
"ثم تقدم قليلًا وخرَّ على وجهه وكان يصلي". [متَّى 26: 39].
"وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ". [مرقس: 1: 35].
ولم تكن مرة أو مرتين، بل كان وصف ثابت له عليه السلام، هذا ما نجده في كتاب النصارى الذي بين أيديهم اليوم، يقول كاتب إنجيل لوقا [5/16]: "وَأَمَّا هُوَ -يعني عيسى- فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي".
وهذا وصف لحال المسيح -عليه السلام- كان يعتزل في البراري بمعنى أن ذلك كان يتكرر منه دائمًا.
ولم يكن المسيح -عليه السلام- فقط يصلي، بل وكان يخاطب الله، يناجيه، ويفرده بالوحدانية، وكان يصرح بأنه مرسل من عند الله: "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. [يوحنا: 17: 3].
وفي إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن نجد هذه العبارات الصريحة على لسان المسيح -عليه السلام بزعمهم-: "..لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ..." [يوحنا: 8: 26].
"وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.." [يوحنا: 8: 29].
"وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ" [يوحنا: 8: 40].
ما قال المسيح -عليه السلام- مرة إنه هو الله متجسدًا، أو إنه ابن الله بنوة جسد، ما قال هذا قط، ولا عبدهُ أحد من التلاميذ، بل كان الذين حوله من محبيه والمتبعين له يقولون عنه أنه نبي، هذا ما نجده في كتابهم هم، واسمع: "لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. [يوحنا: 12: 49].
أربٌ هذا أم رسول؟؟!!
رسولٌ وربي.. رسول.
هم يقولون هو رب الأرباب خالق الأرض والسموات، وما قال هو بذلك، ولا عرف الناس في زمانه عنه شيئًا من ذلك، كان الحواريون وعامة الناس في زمانه يعرفون عنه أنه نبي.
حدثَ أنه ذات مرة حين دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» "فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ»". [متى:21: 11ـ12].
لاحظ أن الجموع تقول عنه أنه نبي، فكونه نبي خبر مشاع، حتى في المدن المجاورة.
نعم لم يكن الناس في زمانه -عليه السلام- يعرفون عنه شيء سوى أنه نبي.
وحين بشَّر به موسى -عليه السلام- بشر به على أنه نبي، والمتكلم بهذا (بولس ـ شاول)، يقول: "فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ". [أعمال 3: 22].
وأسماء تقول قرأتُ الإنجيل فوجدتُ المسيح يغفر الخطايا، أين يا أسماء؟؟!!
الذي يغفر الخطايا هو الله، وليس المسيح عبد الله ورسوله، كان رسولاً كما قدمنا، وكان ينادي في الناس بأن النجاة بالأعمال وليس بالمعرفة (ما يسمونه الإيمان)، وهذا صريح في الكتاب الذي بين أيديكم: "... وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ". [رؤيا: 2: 23].
"... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ". [رؤيا: 20: 12].
"وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ". [رؤيا 22: 12].
وعلى لسان المسيح -عليه السلام- نجد: "فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ". [يوحنا 5: 28-29].
ويا أسماء!!
ألوهية المسيح ظهرت بعد المسيح -عليه السلام-، على يد (بولس)، واستقرت على يد المجامع في القرن الخامس، فهي قول البشر، وأقرت كدين يتبعه الناس على يد بشر.
ويا أسماء!!
قبل المسيح -ستة عشر رجلاً قيل عنهم ذات الكلام الذي يقوله النصارى عن المسيح- عليه السلام، إله ولدته إمرأة، ثم قتل وصلب.
هذا قول علمائهم وليس قولنا نحن، والتسجيلات بصوتهم منتشرة في الشبكة العنكبوتية. وهي خطة الشيطان تكررت في أكثر من مكان.
وأسماء تكذب، نعم تكذب، ولا أدري لم تكذب؟!
ليس فقط تكذب علي النصارى فهذا حلالٌ عندهم، مشروع في كتابهم، أحله بولس لهم، ولكن أيضًا تكذب علينا، تقول في سنة رسولنا أن المسيح يغفر الذنوب وتشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» [البخاري: 207، ومسلم: 220].
هل في الحديث أن المسيح -عليه السلام- يغفر الخطايا؟؟!!
أبدًا؛ في الحديث أن المسيح -عليه السلام- ينزل حكمًا بين الناس بشريعة أخيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية أخرى: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» [مسلم: 222].
فلا يغفر الذنوب، ولا يكون إمامًا، بل حكمًا عدلا، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقضي على دين (بولس) الذي يسمى بالنصرانية اليوم.
والنصارى أنفسهم لا يقولون بقول أسماء، لا يقولون جميعًا بأن المسيح هو الله، وإنما مختلفون فيه، وأنا أتكلم عن طوائفهم الرئيسية المعترف بها، وكل طائفة تكفر أختها!!
يبقى السؤال: لماذا تركت أسماء الإسلام؟
من المسلمات أن أكثر الناس ليسوا بمؤمنين: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [الأنعام: 116]، فالناس في دنياهم والدين تبع في الغالب.
ومن خلال تتبعي لقصة أسماء الخولي وجدت أنها كانت تتردد على كنيسة منذ الصبا، وكانت علاقتها قوية بأهل الكنيسة، ركنت إليهم، وشدت حبال الوصل معهم، فسحروها فلم تستطع فراقهم.
هذا هو التفسير الذي أرتاح إليه، والذي تكلم به غير واحد ممن تاب الله عليهم.
وقد عرضت حالات أخرى كثيرة من قبل في مقال آخر بعنوان (رأوا ربهم فكفروا)، وأيا كان السبب فهو بعيد تمامًا عن الاقتناع بالنصرانية المحرفة والرغبة عن الإسلام ذلك أن أسماء حين تدافع عن النصرانية تكذب، وتتكلم عنها بما ليس فيها كما رأينا، وحين نرد عليها لا ترد علينا.
وحين تتكلم عن الإسلام تتكلم بما ليس فيه، وعلني أعود ثانية وأروي لكم قولها لتعلموا كذبها.
تسمى صاحبي باسم أنثى ودخل البالتوك وتحدث لأسماء على أنه راغب في النصرانية، وراح كلما ذكرت له شيء رد عليه، فماذا حصل من أسماء؟
شكت في أمره فرفعته من القائمة ولم ترد عليه بعد ذلك، أهذا حال المنصفين؟؟!!
لا بل حال الخائفين الوجلين، الشاكين المترددين.
وربما قيل هي لا تستطيع الرد بنفسها والعلم عند غيرها، قلنا: أيضًا لا.
ذلك أن ذات الكلام الذي نتكلم به نتكلمُ به لهم جميعًا وليس لأسماء وحدها ولا نجد ردًا.
إنه الباطل مكبوت محسور. يجعجع من بعيد. وإنه الحق حين يقذف على الباطل فيدمغه.
نسأل الله العظيم الهداية لأسماء وأن يختم لنا بخير.
مـــ ماجده ـلآك الروح
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أسماء الخولي فتاة مصرية تركت الإسلام وتحولت للنصرانية برفقة خطيبها، وراحت (تبشر) بالنصرانية.
وذات يومٍ استضافتها قناة الكذاب اللئيم زكريا بطرس في برنامج سؤال جريء، وسألها مقدم البرنامج لم تركتِ الإسلام؟
فأجابت السبب هو شخصية المسيح -عليه السلام-، تقول: قرأت الإنجيل فوجدتُ –هي- المسيحَ يغفر الخطايا، وعند المسلمين حديث يقول -والكلام لها- أن يومَ القيامةِ لن يأتي قبلَ أنْ يأتي المسيح -عليه السلام- حكمًا عدلا مقسطًا، تقول مستنتجةً: فهو الذي يغفر الذنوب وهو الذي يحكم بين الناس بالعدل والقسط في الإسلام والنصرانية!!
ألهذا يا أسماء؟!!
يا أسماء!!
ليس في (الإنجيل) أن المسيح يغفر الخطايا، وليس في السنة النبوية أن المسيح هو الذي سيحكم بين الناس بالمعنى الذي تقصدين يا أسماء.
في (الإنجيل) الذي في أيديهم أن المسيح كان دائم الصلاة لله، يلجأ إليه في الشدائد، ويعتزل الناس ليلًا ويصلي.
(الإنجيل) هو الذي يشهد بذلك ولستُ أنا يا أسماء. وهذه بعض النصوص وليس كلها:
"وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ". [لوقا: 6: 12].
"ثم تقدم قليلًا وخرَّ على وجهه وكان يصلي". [متَّى 26: 39].
"وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ". [مرقس: 1: 35].
ولم تكن مرة أو مرتين، بل كان وصف ثابت له عليه السلام، هذا ما نجده في كتاب النصارى الذي بين أيديهم اليوم، يقول كاتب إنجيل لوقا [5/16]: "وَأَمَّا هُوَ -يعني عيسى- فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي".
وهذا وصف لحال المسيح -عليه السلام- كان يعتزل في البراري بمعنى أن ذلك كان يتكرر منه دائمًا.
ولم يكن المسيح -عليه السلام- فقط يصلي، بل وكان يخاطب الله، يناجيه، ويفرده بالوحدانية، وكان يصرح بأنه مرسل من عند الله: "وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. [يوحنا: 17: 3].
وفي إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن نجد هذه العبارات الصريحة على لسان المسيح -عليه السلام بزعمهم-: "..لكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ..." [يوحنا: 8: 26].
"وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.." [يوحنا: 8: 29].
"وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ" [يوحنا: 8: 40].
ما قال المسيح -عليه السلام- مرة إنه هو الله متجسدًا، أو إنه ابن الله بنوة جسد، ما قال هذا قط، ولا عبدهُ أحد من التلاميذ، بل كان الذين حوله من محبيه والمتبعين له يقولون عنه أنه نبي، هذا ما نجده في كتابهم هم، واسمع: "لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. [يوحنا: 12: 49].
أربٌ هذا أم رسول؟؟!!
رسولٌ وربي.. رسول.
هم يقولون هو رب الأرباب خالق الأرض والسموات، وما قال هو بذلك، ولا عرف الناس في زمانه عنه شيئًا من ذلك، كان الحواريون وعامة الناس في زمانه يعرفون عنه أنه نبي.
حدثَ أنه ذات مرة حين دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟» "فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ»". [متى:21: 11ـ12].
لاحظ أن الجموع تقول عنه أنه نبي، فكونه نبي خبر مشاع، حتى في المدن المجاورة.
نعم لم يكن الناس في زمانه -عليه السلام- يعرفون عنه شيء سوى أنه نبي.
وحين بشَّر به موسى -عليه السلام- بشر به على أنه نبي، والمتكلم بهذا (بولس ـ شاول)، يقول: "فَإِنَّ مُوسَى قَالَ لِلآبَاءِ: إِنَّ نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ فِي كُلِّ مَا يُكَلِّمُكُمْ بِهِ". [أعمال 3: 22].
وأسماء تقول قرأتُ الإنجيل فوجدتُ المسيح يغفر الخطايا، أين يا أسماء؟؟!!
الذي يغفر الخطايا هو الله، وليس المسيح عبد الله ورسوله، كان رسولاً كما قدمنا، وكان ينادي في الناس بأن النجاة بالأعمال وليس بالمعرفة (ما يسمونه الإيمان)، وهذا صريح في الكتاب الذي بين أيديكم: "... وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ". [رؤيا: 2: 23].
"... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ". [رؤيا: 20: 12].
"وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ". [رؤيا 22: 12].
وعلى لسان المسيح -عليه السلام- نجد: "فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ". [يوحنا 5: 28-29].
ويا أسماء!!
ألوهية المسيح ظهرت بعد المسيح -عليه السلام-، على يد (بولس)، واستقرت على يد المجامع في القرن الخامس، فهي قول البشر، وأقرت كدين يتبعه الناس على يد بشر.
ويا أسماء!!
قبل المسيح -ستة عشر رجلاً قيل عنهم ذات الكلام الذي يقوله النصارى عن المسيح- عليه السلام، إله ولدته إمرأة، ثم قتل وصلب.
هذا قول علمائهم وليس قولنا نحن، والتسجيلات بصوتهم منتشرة في الشبكة العنكبوتية. وهي خطة الشيطان تكررت في أكثر من مكان.
وأسماء تكذب، نعم تكذب، ولا أدري لم تكذب؟!
ليس فقط تكذب علي النصارى فهذا حلالٌ عندهم، مشروع في كتابهم، أحله بولس لهم، ولكن أيضًا تكذب علينا، تقول في سنة رسولنا أن المسيح يغفر الذنوب وتشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» [البخاري: 207، ومسلم: 220].
هل في الحديث أن المسيح -عليه السلام- يغفر الخطايا؟؟!!
أبدًا؛ في الحديث أن المسيح -عليه السلام- ينزل حكمًا بين الناس بشريعة أخيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية أخرى: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم» [مسلم: 222].
فلا يغفر الذنوب، ولا يكون إمامًا، بل حكمًا عدلا، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقضي على دين (بولس) الذي يسمى بالنصرانية اليوم.
والنصارى أنفسهم لا يقولون بقول أسماء، لا يقولون جميعًا بأن المسيح هو الله، وإنما مختلفون فيه، وأنا أتكلم عن طوائفهم الرئيسية المعترف بها، وكل طائفة تكفر أختها!!
يبقى السؤال: لماذا تركت أسماء الإسلام؟
من المسلمات أن أكثر الناس ليسوا بمؤمنين: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [الأنعام: 116]، فالناس في دنياهم والدين تبع في الغالب.
ومن خلال تتبعي لقصة أسماء الخولي وجدت أنها كانت تتردد على كنيسة منذ الصبا، وكانت علاقتها قوية بأهل الكنيسة، ركنت إليهم، وشدت حبال الوصل معهم، فسحروها فلم تستطع فراقهم.
هذا هو التفسير الذي أرتاح إليه، والذي تكلم به غير واحد ممن تاب الله عليهم.
وقد عرضت حالات أخرى كثيرة من قبل في مقال آخر بعنوان (رأوا ربهم فكفروا)، وأيا كان السبب فهو بعيد تمامًا عن الاقتناع بالنصرانية المحرفة والرغبة عن الإسلام ذلك أن أسماء حين تدافع عن النصرانية تكذب، وتتكلم عنها بما ليس فيها كما رأينا، وحين نرد عليها لا ترد علينا.
وحين تتكلم عن الإسلام تتكلم بما ليس فيه، وعلني أعود ثانية وأروي لكم قولها لتعلموا كذبها.
تسمى صاحبي باسم أنثى ودخل البالتوك وتحدث لأسماء على أنه راغب في النصرانية، وراح كلما ذكرت له شيء رد عليه، فماذا حصل من أسماء؟
شكت في أمره فرفعته من القائمة ولم ترد عليه بعد ذلك، أهذا حال المنصفين؟؟!!
لا بل حال الخائفين الوجلين، الشاكين المترددين.
وربما قيل هي لا تستطيع الرد بنفسها والعلم عند غيرها، قلنا: أيضًا لا.
ذلك أن ذات الكلام الذي نتكلم به نتكلمُ به لهم جميعًا وليس لأسماء وحدها ولا نجد ردًا.
إنه الباطل مكبوت محسور. يجعجع من بعيد. وإنه الحق حين يقذف على الباطل فيدمغه.
نسأل الله العظيم الهداية لأسماء وأن يختم لنا بخير.
مـــ ماجده ـلآك الروح