- اسمه ونسبه: هو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار أبو عمرو الهمداني ثم الشعبي.
- مولده: ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لست سنين خلت منها، وقيل ولد سنة إحدى وعشرين.
- صفته: قال ابن سعد: كان الشعبي ضئيلا نحيفا، ولد وأخ له توءمًا.
- شيوخه: حدث عن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وميمونة وأم سلمة أمهات المؤمنين وابن عمر وعبد الله بن عمرو والبراء بن عازب وجابر بن عبد الله في نحو خمسين من الصحابة. يقول: أدركتُ خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدث عن غيرهم من التابعين مثل علقمة والأسود وعبد الرحمن بن أبي ليلى والقاضي شريح وغيرهم.
- تلاميذه والرواة عنه:
روى عنه الحكم وأبو إسحاق وإسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول ومكحول الشامي وعطاء بن السائب ويونس بن أبي إسحاق وأمم غيرهم.
- ثناء العلماء عليه:
قال مكحول: ما رأيت أحدًا أعلم من الشعبي وقال أبو حصين: ما رأيت أحدًا قط كان أفقه من الشعبي، وقال الحسن البصري لما بلغه موت الشعبي: { إنا لله وإنا إليه راجعون } إن كان لقديم السن كثير العلم وإنه لمن الإسلام بمكان ومثله قال ابن سيرين.
قال ابن سيرين: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة والصحابة يومئذ كثير.
وقال عاصم بن سليمان: ما رأيت أحدًا أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي.
قال عبد الملك بن عمير: مر ابن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي فقال كأن هذا كان شاهدًا معنا ولهو أحفظ لها مني.
قال ابن عيينة: علماء الناس ثلاثة، ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه.
قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحًا.
قال أبو مجلز: ما رأيت أحدًا أفقه من الشعبي لا سعيد بن المسيب ولا طاوس ولا عطاء ولا الحسن ولا ابن سيرين فقد رأيت كلهم.
قال أبو نعيم: ومنهم الفقيه القوي سالك السمت المرضى بالعلم الواضح المضي والحال الزاكي الوضي أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، كان بالأوامر مكتفيا وعن الزواجر منتهيا، تاركا لتكلف الأثقال معتنقا لتحمل الواجب من الأفعال.
قال الذهبي: كان إمامًا حافظا فقيها متفننا ثبتا متقنا.
قال ابن حجر: ثقة مشهود فقيه فاضل.
- من أحواله وأقواله:
قيل له من أين لك هذا العلم كله؟ قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد وصبر كصبر الحمار وبكور كبكور الغراب.
قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي.
قال: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
قال: ما أروي شيئًا أقل من الشعر ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
قال: إنا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه، ولكن الفقيه من إذا علم عمل.
قال مالك بن مغول: سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئًا، قال الذهبي: لأنه حجة على العالم فينبغي أن يعمل به وينبه الجاهل فيأمره وينهاه، ولأنه يظنه ألا يخلص فيه، وأن يفتخر به ويماري به لينال رئاسة ودنيا فانية، قلت: نسأل الله العلم النافع والإخلاص في الأقوال والأفعال.
قال ابن عائشة: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم: "يعني رسولا" فلما انصرف من عنده قال يا شعبي، أتدري ما كتب به إلى ملك الروم؟ قال وما كتب به يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك.
قلت يا أمير المؤمنين: لأنه رآني ولم يرك قال يا شعبي إنما أراد أن يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم فقال لله أبوه والله ما أردت إلا ذلك.
قال ابن سعد: قال أصحابنا: كان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجاج ثم اختفى زمانًا وكان يكتب إلى يزيد بن أبي مسلم أن يكلم فيه الحجاج، قال الذهبي: خرج القراء وهم أهل القرآن والصلاح بالعراق علي الحجاج لظلمه وتأخيره الصلاة والجمع في الحضر، وكان ذلك مذهبًا واهيا لبني أمية كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم « يكون عليكم أمراء يميتون الصلاة » {روى مسلم معناه}.
فخرج على الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي وكان شريفًا مطاعًا وجدته أخت الصديق فالتف عليه مئة ألف أو يزيدون، وضاقت على الحجاج الدنيا وكاد أن يزول ملكه وهزموه مرات، وعاين التلف وهو ثابت مقدام إلى أن انتصر وتمزق جمع ابن الأشعث وقتل خلق كثير من الفريقين فكان من ظفر به الحجاج منهم قتله إلا من باء منهم بالكفر على نفسه فيدعه.
قلت: وهذا الخروج خلاف السنة.
قال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك.
فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكًا قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلن أطلبه.
وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال هذاأمر لا يناله إلا العقلاء فلن أطلبه يقول الشعبي فلقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك.
قال الذهبي: أظنه أراد بالعقل الفهم والذكاء.
قلت: وأظنه أراد بالنسك العبادة والعمل وقول الشعبي فلقد رهبت... إلى آخره ما أكثر تحققه في زماننا هذا.
قال الشعبي: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة.
قال الشعبي: لقد أصبحت الأمة على أربع فرق، محب لعلي مبغض لعثمان، ومحب لعثمان مبغض لعلي، ومحب لهما، ومبغض لهما، قلت: من أيها أنت؟ قال: مبغض لباغضهما قلت: ونحن نبغض من أبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد أحسن شيخ الإسلام حيث قال:
حب الصحابة كلهم لي مذهب
ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع
لكنما الصديق منهم أفضل
قال الشعبي: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.
قلت: صدق قال جل وعلا { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } .
قال رحمه الله: ياليتني أَنْفَلِتُ من علمي كفافًا لا علي ولا لي.
قال رحمه الله: إنما سمي الهوى هوى لأنه يهوي بأصحابه.
قال رحمه الله: لا أدري نصف العلم.
قال رحمه الله: ما حدثوك هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخذه وما قالوا برأيهم فألقه في الحش.
قال الشعبي: لعن الله أرأيت.
قال لأصحابه: يا هؤلاء أرأيتم لو قتل الأحنف ابن قيس وقتل معه صبي أكانت ديتهما سواء أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قيل له بل سواء قال: فليس القياس بشيء.
قلت: وذلك عند وجود النص ولذلك قال رحمه الله إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس.
قال رحمه الله: لو أصبت تسعة وتسعين وأخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسعة والتسعين.
قلت: لأنهم يتبعون الهوى. نسأل الله العافية.
وفاته: توفى رحمه الله تعالى أول سنة ست ومائة .
المراجع:
حلية الأولياء تذكرة الحفاظ
سير أعلام النبلاء تقريب التهذيب.
مـــ ماجده ـلآك الروح
- مولده: ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لست سنين خلت منها، وقيل ولد سنة إحدى وعشرين.
- صفته: قال ابن سعد: كان الشعبي ضئيلا نحيفا، ولد وأخ له توءمًا.
- شيوخه: حدث عن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وميمونة وأم سلمة أمهات المؤمنين وابن عمر وعبد الله بن عمرو والبراء بن عازب وجابر بن عبد الله في نحو خمسين من الصحابة. يقول: أدركتُ خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدث عن غيرهم من التابعين مثل علقمة والأسود وعبد الرحمن بن أبي ليلى والقاضي شريح وغيرهم.
- تلاميذه والرواة عنه:
روى عنه الحكم وأبو إسحاق وإسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول ومكحول الشامي وعطاء بن السائب ويونس بن أبي إسحاق وأمم غيرهم.
- ثناء العلماء عليه:
قال مكحول: ما رأيت أحدًا أعلم من الشعبي وقال أبو حصين: ما رأيت أحدًا قط كان أفقه من الشعبي، وقال الحسن البصري لما بلغه موت الشعبي: { إنا لله وإنا إليه راجعون } إن كان لقديم السن كثير العلم وإنه لمن الإسلام بمكان ومثله قال ابن سيرين.
قال ابن سيرين: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة والصحابة يومئذ كثير.
وقال عاصم بن سليمان: ما رأيت أحدًا أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي.
قال عبد الملك بن عمير: مر ابن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي فقال كأن هذا كان شاهدًا معنا ولهو أحفظ لها مني.
قال ابن عيينة: علماء الناس ثلاثة، ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه.
قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحًا.
قال أبو مجلز: ما رأيت أحدًا أفقه من الشعبي لا سعيد بن المسيب ولا طاوس ولا عطاء ولا الحسن ولا ابن سيرين فقد رأيت كلهم.
قال أبو نعيم: ومنهم الفقيه القوي سالك السمت المرضى بالعلم الواضح المضي والحال الزاكي الوضي أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، كان بالأوامر مكتفيا وعن الزواجر منتهيا، تاركا لتكلف الأثقال معتنقا لتحمل الواجب من الأفعال.
قال الذهبي: كان إمامًا حافظا فقيها متفننا ثبتا متقنا.
قال ابن حجر: ثقة مشهود فقيه فاضل.
- من أحواله وأقواله:
قيل له من أين لك هذا العلم كله؟ قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد وصبر كصبر الحمار وبكور كبكور الغراب.
قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي.
قال: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
قال: ما أروي شيئًا أقل من الشعر ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
قال: إنا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه، ولكن الفقيه من إذا علم عمل.
قال مالك بن مغول: سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئًا، قال الذهبي: لأنه حجة على العالم فينبغي أن يعمل به وينبه الجاهل فيأمره وينهاه، ولأنه يظنه ألا يخلص فيه، وأن يفتخر به ويماري به لينال رئاسة ودنيا فانية، قلت: نسأل الله العلم النافع والإخلاص في الأقوال والأفعال.
قال ابن عائشة: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم: "يعني رسولا" فلما انصرف من عنده قال يا شعبي، أتدري ما كتب به إلى ملك الروم؟ قال وما كتب به يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك.
قلت يا أمير المؤمنين: لأنه رآني ولم يرك قال يا شعبي إنما أراد أن يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم فقال لله أبوه والله ما أردت إلا ذلك.
قال ابن سعد: قال أصحابنا: كان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجاج ثم اختفى زمانًا وكان يكتب إلى يزيد بن أبي مسلم أن يكلم فيه الحجاج، قال الذهبي: خرج القراء وهم أهل القرآن والصلاح بالعراق علي الحجاج لظلمه وتأخيره الصلاة والجمع في الحضر، وكان ذلك مذهبًا واهيا لبني أمية كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم « يكون عليكم أمراء يميتون الصلاة » {روى مسلم معناه}.
فخرج على الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي وكان شريفًا مطاعًا وجدته أخت الصديق فالتف عليه مئة ألف أو يزيدون، وضاقت على الحجاج الدنيا وكاد أن يزول ملكه وهزموه مرات، وعاين التلف وهو ثابت مقدام إلى أن انتصر وتمزق جمع ابن الأشعث وقتل خلق كثير من الفريقين فكان من ظفر به الحجاج منهم قتله إلا من باء منهم بالكفر على نفسه فيدعه.
قلت: وهذا الخروج خلاف السنة.
قال الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك.
فإن كان عاقلا ولم يكن ناسكًا قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك فلن أطلبه.
وإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال هذاأمر لا يناله إلا العقلاء فلن أطلبه يقول الشعبي فلقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك.
قال الذهبي: أظنه أراد بالعقل الفهم والذكاء.
قلت: وأظنه أراد بالنسك العبادة والعمل وقول الشعبي فلقد رهبت... إلى آخره ما أكثر تحققه في زماننا هذا.
قال الشعبي: حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة.
قال الشعبي: لقد أصبحت الأمة على أربع فرق، محب لعلي مبغض لعثمان، ومحب لعثمان مبغض لعلي، ومحب لهما، ومبغض لهما، قلت: من أيها أنت؟ قال: مبغض لباغضهما قلت: ونحن نبغض من أبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد أحسن شيخ الإسلام حيث قال:
حب الصحابة كلهم لي مذهب
ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع
لكنما الصديق منهم أفضل
قال الشعبي: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.
قلت: صدق قال جل وعلا { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } .
قال رحمه الله: ياليتني أَنْفَلِتُ من علمي كفافًا لا علي ولا لي.
قال رحمه الله: إنما سمي الهوى هوى لأنه يهوي بأصحابه.
قال رحمه الله: لا أدري نصف العلم.
قال رحمه الله: ما حدثوك هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فخذه وما قالوا برأيهم فألقه في الحش.
قال الشعبي: لعن الله أرأيت.
قال لأصحابه: يا هؤلاء أرأيتم لو قتل الأحنف ابن قيس وقتل معه صبي أكانت ديتهما سواء أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قيل له بل سواء قال: فليس القياس بشيء.
قلت: وذلك عند وجود النص ولذلك قال رحمه الله إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس.
قال رحمه الله: لو أصبت تسعة وتسعين وأخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسعة والتسعين.
قلت: لأنهم يتبعون الهوى. نسأل الله العافية.
وفاته: توفى رحمه الله تعالى أول سنة ست ومائة .
المراجع:
حلية الأولياء تذكرة الحفاظ
سير أعلام النبلاء تقريب التهذيب.
مـــ ماجده ـلآك الروح