عن أبي هريرة ان رجلا جاء إلى رسول الله فقال يا رسول الله اريد سفرا.فأوصني.فقال عليه الصلاة والسلام:
(( عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف، فلما ولى الرجل قال اللهم اطو ِ له الأرض وهون عليه السفر))
فأحببت إخوتي و أخواتي أن أتحدث عن التقوى.. فقد وردت في كتاب الله كثيرا وهذه من الوصايا الغالية التي وصى بها الله عز وجل .. الأنبياء من قبل.. ومحمد ... وسائر صحابة رسول الله رضوان الله عليهم....فمنها...
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار
إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون
وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون....
فما هي التقوى؟؟؟؟
ورد فيها عدة معاني منها
الإخلاص في الطاعة... الترك والحذر من المعصية
أن لا ترى في نفسك شيئا سوى الله عز وجل
الاقتداء بالنبي قولا وفعلا .... وغير ذلك من المعاني
فعمر بن عبد العزيز يقول... ليس تقوى الله بصيام النهار و لا بقيام الليل ولكن التقوى ترك ماحرم الله وأداء ما افترض الله..
وقول الإمام علي رضي الله عنه.. هي الخوف من الجليل ، والرضا بالقليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل
فكان رسول الله إذا ولى أحدا أمرا أو أوصاه في شيء فكان دائما يقول له أوصيك بتقوى الله... فسار على نهجه الصحابة فهاهو أبوبكر الصديق فكان يقول في خطبته أوصيكم بتقوى الله وعند الوفاة قال لعمر بن الخطاب أوصيك بتقوى الله..
فيا ترى!!!! أين نحن من هذه التقوى؟؟؟
فالتقوى من الأمور التي يصعب الشعور بها لأنها تحتاج إلى مجاهدة كبيرة للنفس والشيطان والهوى وغير ذلك وأن يجدنا الله حيث أمرنا وان يفقدنا حيث نهانا
نردد كثيرا الله معي ... الله شاهدي ... الله ناظر إلي.... هذه تمثل التقوى.... ربما نستطيع التطبيق اسبوع .. شهر ولكن بعد...التقوى من الأمور التي أرجو أن يرزقنا الله إياها جميعا...
جاء عابد يقال له همام إلى الإمام علي كرم الله وجهه فقال له صف لي المتقين فقال:
(( هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضوا ابصارهم عما حرم الله، أنفسهم عفيفة، صبروا اياما قصيرة، أعقبتهم راحة طويلة، تجارة رابحة سيرها لهم ربهم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها .. أما الليل... فصافون أقدامهم يرتلون أجزاء القرآن ترتيلا..فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وإذا مروا بآية فيها تخويف صغوا إليها بمسامع قلوبهم وظنوا انها زفير جهنم ....
أما في النهار فهم .. علماء أبرار أتقياء ، ترى فيهم قوة في الدين، حزم في لين ، إيمانا في يقين، وعملا في حلم، وقصدا في غنى، وخشوعا في عبادة، وصبرا في شدة ، وطلبا في حلال، ونشاطا في هدى، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل ، يمسي وهمه الشكر، ويصبه وهمه الذكر، خاشعا قلبه، قانعة نفسه، مكظوما غيظه، يعفو عمن ظلمه، يعطي من حرمه.............إلى غير ذلك من الصفات
رزقنا الله وإياكم التقوى وجعلنا من هؤلاء بفضل هذه الايام المباركة...
اللهم ارزقنا التقوى والاخلاص في السر والعلن واجعل سريرتنا خير من علانيتنا واجعل علانيتنا صالحة"اللهم آمين"