هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    اليورانيوم المنضب وتبعات إلقائه على العراق !!

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال اليورانيوم المنضب وتبعات إلقائه على العراق !!

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الثلاثاء 16 ديسمبر - 8:09

    لا شكَّ أنَّ سلاح اليورانيوم المنضَّب هو من الأسلِحة المحرَّمة دوليًّا، ومن الأسلحة الفتَّاكة التي تفتِك بِمن يتعرَّض لَها، سواءٌ في ساحة المعركة أم مَن يكونون بعيدين بِمسافة كبيرةٍ عن ساحة المعركة؛ وذلك لقدرته على الانتِشار وبِمساحة كبيرة جدًّا، قد تتجاوز مساحة الدَّولة التي تعرَّضت للحرْب، وإلى إلقاء هذا السَّلاح عليْها.

    واليورانيوم المنضب هو يورانيوم طبيعي، تمَّت زيادةُ نِسبتِه (235)، وذلِك على حساب اليورانيوم (238)، وذلك حتى تصلح هذه المادة لعمل المفاعلات كوقود، وفي هذه الحالة يسمى اليورانيوم بالمستنفد "المنضب".


    لليورانيوم المنضَّب مواصفات ذات جاذبيَّة لصناعة الأسلِحة بشكل خاصٍّ:
    1- عمليًّا فإنَّه أثقل مادَّة تحدث بشكل طبيعي.
    2- قذائف اليورانيوم المنضَّب المطوَّرة باستِخدام التقنية الألمانيَّة لَها تداخُل عال، وهي مناسبة أكثر من أيِّ شيء آخَر للدُّخول في تصْفيح عدَّة الفولاذ الحربيَّة.
    3- هي كذلِك مادَّة غير قابلة للاشتِعال، عندما يتم الدُّخول إلى تصفيح العدَّة الحربية، فإنَّه يطلق نفسه على النَّار، ويحرر موادَّ عالية السُّمية والإشعاع وهي أوكسيد اليورانيوم، بينما هو يَحترق.

    وعندما تُريد البِلاد الكُبرى التخلُّص من نفاياتِها النَّوويَّة مثل "اليورانيوم المستنفد"، فالحاوية الوحيدة هي دول العالم الثَّالث؛ إذ تدفن هذه النفايات في أراضيها؛ لتكون في الوقْتِ نفْسِه إبادة سريعة وفعَّالة، حيثُ يتغيَّر في شكْل اليورانيوم؛ نتيجةً لتحلُّله، ويخرج منه غاز الرادوم الذي يسبِّب سرطان الرِّئة، وهذا التلوُّث الذي يسبِّبُه اليورانيوم المستنفد لا يُمكن القضاءُ عليْه؛ لأنَّ فترة عمر النِّصف – أي: الاضْمِحلال والانتِهاء - تصل إلى (5ر4) مليون سنة؛ أي: أنَّ الغِرام الواحد من اليورانيوم يحتاج إلى 7 ملايين سنة لينتهي ويصبح غير ذي تأثير.

    ويؤثِّر الإشْعاع الصَّادر من اليورانيوم على أنسِجة الجِسْم المختلفة؛ مثل: الجلد، وانسِداد الأوعِية الدَّموية، وتلف الجِهاز العصبي، والأجهزة الرئيسة كالقلب والكُلَى، وحدوث نزيف في الجهاز الهضْمي، والتأثير السلبي على نخاع العظْم، وعدم تَجديد خلايا الدم بصورة طبيعية، الأمر الذي يؤثِّر على جهاز المناعة للأمْراض، وإمكانيَّة التجلُّط في حال حدوث الجروح، إضافةً إلى تعْطيل نُمو العِظام لدى الأطْفال.

    كما تؤدِّي الإشْعاعات إلى فشَل الجِهاز التنفُّسي، وتلَف الرِّئَتيْن والغدَّة الدرقيَّة، وهذه التَّأْثيرات تَمتدُّ إلى الجيل الجديد والأجنَّة، من خلال التَّأثير على الجينات الوِراثيَّة، إضافةً إلى تقْليل معدَّل عمر الإنسان، والتسبُّب بالعقم لدى الرِّجال والنِّساء.

    وأيضًا فالتعرُّض للإشْعاع يُعْتَبر السَّبب الرَّئيس للإصابةِ بأمْراض السَّرطان المختلِفة، خاصَّة (اللوكيميا)؛ لأنَّ السَّرطان يحدث نتيجةَ خللٍ بالجين الموجود على الكروموسوم، الموْجود داخلَ نواة الخليَّة.

    وآثار اليورانيوم المستنفد عالقة تَمتدُّ لعدَّة أجْيال في العالَم العربي؛ إذ تشير تقارير طبية عربية إلى: أن الأضرار التي يشكلها النشاط الإشعاعي من اليورانيوم المستنفد بالغة الخطورة، ويمتدُّ أثرُها إلى سنوات طويلة، وتؤكِّد أنَّ الخطر يتجاوز حدود المنطقة الجغرافيَّة التي قصف فيها، كونه يتحوَّل بعد الانفِجار إلى جزيئات في غاية الصِّغر، قابلة لأنْ تكون مُتواجِدة في كلِّ ما يتعلَّق بالحياة من ماء وهواء، وهناك إمكانيَّة لامتداد هذه الآثار إلى الدُّول المحيطة بالعراق وفلسطين؛ مثل: سوريا والأردن ومصر.

    ولا يخفى على أحد أن في حرب الكويت تم إلقاء كمِّيَّات كبيرة في المنطقة الواقعة بين العراق والكويت، وأيضًا على مساحات كبيرة وواسعة من الأراضي العراقيَّة، فأمريكا أطلقتْ (940) ألف قذيفة يورانيوم منضَّب صغيرة، و(14) ألف قذيفة دبَّابة، وأعدَّت عربتين محمَّلتَين بقذائف اليورانيوم أثناء حرْب الخليج، بِهدف نشْر جزيئاتها السَّامة في الجو، وأسقطت (88) ألف طنٍّ من مختلف أنواع وأحجام القنابل، وهو ما يساوي سبعةَ أضعاف ونصف القوَّة التفجيريَّة والحارقة للقنبلة النَّووية التي أُطْلِقت على هيروشيما، وهناك ما بين (270 حتى 680) ألف كيلو غرام من نفايات اليورانيوم المنضب تُرِكَت في ساحة العمليَّات بين العراق والكويت.

    وبالتَّأكيد: الأثر لم ينل الأرْض العراقيَّة والجنود العراقيِّين وحدهم؛ بل تعدَّى ذلك إلى الدُّول العربيَّة المجاورة للعِراق، وأيضا إلى الجنود الأمريكان الذين شاركوا بالمعركة.

    وإذا كنَّا نلقى الظِّلال على ما حدث في الحرب الأولى، فإنَّ الأمر أيضًا لم يسلم من إلقاء الكثير من الأسلحة المسماة بـ"المحرَّمة دوليًّا" على العراق، أثناء احتلاله في عام 2003 وبعده، وجعله حقلاً للتَّجارب لآثار تلك الأسلحة المسماة بـ"المحظورة دوليًّا"، ولقد أجري مسحان من قِبَل وِكَالَتَيْ "أي بي إس"، و"سكاي نيوز"، بشأن شكْوى عائلات الفلُّوجة من تصاعُد مشكلة الوِلادات المشوَّهة، ومطالبتهم بتحْقيق مستقلٍّ عن أسباب هذه الظَّاهرة، وعلاقتها باستخدام الأسلحة المسماة بالمحرَّمة دوليًّا ضدَّ المدينة من قِبَل القوَّات الأمريكيَّة، فقد تزايدت الحالات المرَضيَّة الجديدة والموت بين الأطفال، بعد استِخْدام أسلحة خاصَّة في الحملتَين العسكريتَين المكثفتين على المدينة العام 2004.

    وبعد إنْكارها في البداية، اعترفت إدارة (وزارة) الدِّفاع الأمريكية (البنتاغون)، في نوفمبر العام 2005: بأنَّ الفوسفور الأبيض وأسلحة حارقة قدِ استخدمت في الهجوم على مدينة الفلُّوجة، هذا علاوة على الاستِخْدام المكثَّف لأسلِحة اليوانيوم المنضب du - الحاوية عليه، وتعترف البنتاغون باستخدام 1200 طن من اليورانيوم المنضب في العراق.

    ولقد كشفت التقارير الواردة من الغرب: أن خطر التعرض لليورانيوم يؤدي إلى المخاطر التالية، وخاصَّة عند الأطفال:
    - انهيار في نظام المناعة مع ارتِفاع حادٍّ في الأمراض المعدية.
    - انتِشار واسع للبثور الجلديَّة أو الحصبة، حتى لدى الأطفال الرضَّع.
    - أعراض مشابِهة للإيدز، حتَّى لدى الأطفال الرضَّع.
    - اضطرابات الكلى والكبِد التي تنتج في مرض لم يكن معروفًا.
    - لوكيميا (سرطان الدم).
    - الأنيميا (اضطِرابات نخاع العظم) أو السرطان.
    - تشوُّهات جينيَّة، والتي تحدُث كذلك في الحيوانات.
    - الإجْهاض أوِ الولادات السَّابقة للنُّضْج لدى النِّساء الحوامل.

    ويرى العديد من الأطبَّاء: أنَّ اليورانيوم المنضب يمكن أن يشكِّل السَّبب الرَّئيس في الزِّيادة الحاصلة بانتِشار مرض السَّرطان في العِراق وبأعداد كبيرة، لقد زرت قبل فترة مستشفى الطفل المركزي في بغداد في منطقة الإسكان، ورأيت حالات الأطفال المصابين بسرطان الدم، ومن مختلف المدن العراقية، وهذه الحالات في تزايُد مستمر، وما هو إلا وقت قصير ويموت الطفل؛ نتيجة لقلة الأدوية الخاصَّة بعلاج اللوكييما (سرطان الدم)، وارتفاع كلفة شراء العلاج والإبَر، والذي يثقل كاهل عوائل الأطفال، فما يكون مصيرُهم إلا الموت بعد فترة من اكتشاف المرض.

    ولم يقتصر الأمر على ظهور مرض السَّرطان بشكل كبير، وإنَّما ظهور أمراض جديدة، متمثِّلة في تصلُّب وتليُّف الأعصاب، والذي لم تظهر أعراضه في العراق فقط، إنَّما انتشر وبكثرة بين صفوف الجنود الأمريكان، الذين قاتلوا بالعراق، وغيرهم من القوَّات الأخرى، وهذا ما سنتناوله في الجزء الثاني - إن شاء الله.

    المصادر:
    1- ملفات من موقع البي بي سي عن آثار اليورانيوم في العراق.
    2- الجزيرة نت.
    3- وكالة الأنباء العراقيَّة.
    4- آثار استخدام القوات الأمريكية "الأسلحة الخاصة" على أطفال الفلوجة، ترجمة: د.عبدالوهاب حميد رشيد.
    5- إرهاب اليورانيوم .. مخاطره الصحية والنفسيَّة والتربويَّة، الباحثة/ د.مآرب المولى، العراق
    إسراء البدر
    مـــ ماجده ـلآك الروح
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: اليورانيوم المنضب وتبعات إلقائه على العراق !!

    مُساهمة من طرف مدير عام الثلاثاء 16 ديسمبر - 9:44

    السلام عليكم
    بارك الله فيك على الموضوع المتميز
    شكرا أختي ماجده
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: اليورانيوم المنضب وتبعات إلقائه على العراق !!

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الأربعاء 17 ديسمبر - 7:08

    لاشكر على واجب
    كنت اتمنى ان تكون مواضيعى مميزة
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: اليورانيوم المنضب وتبعات إلقائه على العراق !!

    مُساهمة من طرف مدير عام الأربعاء 17 ديسمبر - 11:46

    وفعلا مواضيعك ممتازة بل مميزة وتشكرين عليها

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 10:32