بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فشهر محرم من الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في قوله (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) (التوبة/36).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم:ثلاث متواليات،ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري برقم 4662، ومسلم برقم 1679،من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
ويشرع صيام شهر محرم لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) رواه مسلم برقم 1163
ويتأكد صيام يوم عاشوراء لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم،يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان) رواه البخاري برقم 2006، ومسلم برقم 1132.
وصيام هذا اليوم المبارك له فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم برقم 1163 وأحمد ج5 ص296.
وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجبا، لحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه) رواه مسلم برقم 1136.
ويستحب حث الصبيان على صيامه كما في حديث الرُّبيّع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار (من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم) ، قالت : فكنا نصومه بعد ونصوّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار" رواه البخاري برقم 1690، ومسلم برقم 1136.
كما يسن أن يصام يوم قبله أو بعده لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا قبله يوما أو بعده يوما) رواه أحمد ج1 ص241، وابن خزيمة برقم 2095.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "مراتب صومه ثلاث: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم." ا.هـ زاد المعاد 2/75.
وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال:ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجىّ الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: ( فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه) رواه البخاري برقم 1900.
وأختم بذكر بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم. قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يُحْدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب... وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم " ا.هـ. منهاج السنة ج4/ص544.
وفي البخاري برقم 1294 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية). قال ابن رجب رحمه الله تعالى: "أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين رضي الله عنه فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا ولم يأمر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم." ا.هـ لطائف المعارف/13،وقد قابل قوم فعل الرافضة بفعل مضاد له وهو جعل هذا اليوم يوم فرح وسرور وطبخ للأطعمة والتوسيع على العيال فقابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة ووضعوا الآثار مقابل ما وضعها الرافضة، انظر فتاوى ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 25 ، ص310.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الدكتور نايف بن أحمد الحمد
موقع علماء الشريعة
م
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فشهر محرم من الأشهر الحرم التي ذكرها الله تعالى في قوله (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) (التوبة/36).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم:ثلاث متواليات،ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري برقم 4662، ومسلم برقم 1679،من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
ويشرع صيام شهر محرم لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) رواه مسلم برقم 1163
ويتأكد صيام يوم عاشوراء لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم،يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان) رواه البخاري برقم 2006، ومسلم برقم 1132.
وصيام هذا اليوم المبارك له فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم برقم 1163 وأحمد ج5 ص296.
وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجبا، لحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه) رواه مسلم برقم 1136.
ويستحب حث الصبيان على صيامه كما في حديث الرُّبيّع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار (من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم) ، قالت : فكنا نصومه بعد ونصوّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار" رواه البخاري برقم 1690، ومسلم برقم 1136.
كما يسن أن يصام يوم قبله أو بعده لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود وصوموا قبله يوما أو بعده يوما) رواه أحمد ج1 ص241، وابن خزيمة برقم 2095.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "مراتب صومه ثلاث: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم." ا.هـ زاد المعاد 2/75.
وسبب صيام هذا اليوم المبارك ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال:ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجىّ الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: ( فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه) رواه البخاري برقم 1900.
وأختم بذكر بعض البدع التي أُحدثت في هذا اليوم. قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يُحْدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب... وكان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم " ا.هـ. منهاج السنة ج4/ص544.
وفي البخاري برقم 1294 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية). قال ابن رجب رحمه الله تعالى: "أما اتخاذه مأتما كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين رضي الله عنه فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعا ولم يأمر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما فكيف بمن دونهم." ا.هـ لطائف المعارف/13،وقد قابل قوم فعل الرافضة بفعل مضاد له وهو جعل هذا اليوم يوم فرح وسرور وطبخ للأطعمة والتوسيع على العيال فقابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر والبدعة بالبدعة ووضعوا الآثار مقابل ما وضعها الرافضة، انظر فتاوى ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 25 ، ص310.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الدكتور نايف بن أحمد الحمد
موقع علماء الشريعة
م