الحمامات البلدية أو الشعبية.. من أكثر ما تشتهر به معظم مدن وحواضر دولة المغرب؛ وهي أماكن
يدخلها النساء والرجال -لكل مدخله وحمامه- بغية الاستحمام والاسترخاء في حرارة الحمام وغسل البدن من أدرانه..
لكنه غدا بسبب الكثير من السلوكيات والمخالفات الشرعية الخطيرة مكانا لا يأتمن فيه الإنسان على جسده ولا دينه!!
فهل يجوز شرعا الذهاب إلى مثل تلك الحمامات؟ وما أدلة ذلك من الكتاب والسنة والاجتهاد المعتبر؟ وما القول فيما يمكن أن يقع فيها من المنكرات؟
آراء مختلفة للعلماء ما بين تأييد البعض لارتياد مثل هذه الأماكن بشروط الضرورة وستر العورة وأمن الاطلاع على عورات الآخرين، ومعارضة فريق آخر مستدلين بنصوص نبوية ناهية، وكذلك بعدم وجود ضرورة حقيقية من ورائها..
حوادث في الحمامات
بداية لا بد من الإشارة إلى أن هذه الحمامات أضحت بالفعل مرتعا لكثير من المخالفات الشرعية والخصومات البينية.
فقد نشرت الصحف ووسائل الإعلام في المغرب مؤخرا خبر فتاة كانت تتنقل بين غرف الاستحمام في حمام شعبي بالدار البيضاء، وهي تخفي هاتفا محمولا مزودا بكاميرا للتصوير، تحاول تصوير النساء عاريات.
وبعد التحقيق مع الفتاة، تبين أنها ملأت ذاكرة هاتفها بصور النسوة العاريات تلبية لنزوة صديقها الذي طلب منها أن تتسلل إلى حمام النساء، بغية استغلال الصور في مواقع إلكترونية إباحية.
ومما حدث أيضا بسبب المخالفات الشرعية في الحمام جريمة قتل.. راحت ضحيتها امرأة؛ بسبب تسرع الزوج وفوران غضبه، حيث إن امرأة التقت بجارتها في الحمام الشعبي للحي، وبعد العودة تحدثت المرأة مع زوجها في شأن الجارة، ووصفت له دون قصد عورتها وقوامها وبعض الأمور الخاصة في مناطق من جسدها، فما كان من هذا الرجل إلا أن سرد كل ما عرفه لزوج المرأة في جلسة جمعتهما في إحدى المقاهي.
ووصف له بعض ما قالت له زوجته مما رأته في الحمام، فظن سوءا بزوجته، وهب مسرعا إلى بيته، حيث انقض على زوجته المسكينة وانهال عليها ضربا بالسلاح الأبيض.. إلى أن فارقت الحياة، والسبب اطلاع النساء على عورات بعضهن داخل تلك الحمامات.
تضاف إلى كل هذه الحوادث ما يحدث بشكل دائم بين روادها، وما يثار من خصومات وكلام فاحش، وسباب ساقط وشتم بذيء؛ بسبب التسابق نحو الأماكن المفضلة في الحمام، أو بسبب حسابات سابقة بينهم، كذلك فإن الحمام يعتبر مكانا للغيبة والنميمة والثرثرة وانتهاك حرمات الغير.. تستوي في ذلك حمامات النساء أو الرجال..
منقول