وجدت الموضوع في إحدى المنتديات فنقلته لكم للفائدة ..
فجزى الله الجميع خيرا ..كاتبه وناقلته ..
أترككم مع الموضوع ..
ما معنى … ظاهرة التآكل الروحي؟!
هي ظاهرة تنشأ من خلل في التوازن التربوي بين طاقات العبد الثلاثة، وهي طاقة العقل، وطاقة البدن، وطاقة الروح. حيث يقلّ حظ الجانب الروحي في أعمال العبد، مثل التفريط في بعض الفرائض، وغيرها من أعمال اليوم والليلة من السنن، مثل الذكر والدعاء والاستغفار، وتلاوة القرآن.
وينشأ نوع من الخلل أو الانفصام المركب:
أولاً: داخلياً يستشعر العبد قسوةً وجفاءاً مع نفسه.
ثانياً: خارجياً يستشعر العبد قسوةً وجفاءاً مع الوجود كله.
والنتيجة هي الشعور بأن النفس والوجود يتنكران له فما هي بالنفس وما هو بالوجود الذي يعرفهما.
وبمعنى آخر؛ هي الظاهرة التي تبحث في حالة صدأ القلب، أو حالة الجفاء الروحي، التي يستشعرها العبد المؤمن، عندما يقصّر في طاعته سبحانه، فلا يستشعر للعبادة حلاوة، ولا للطاعة لذة، ويقاسي ألم البعد عنه عز وجل، ويتحوّل هذا إلى شعور بوحدة قاسية، ومسافات شاسعة، وحواجز نفسية تفصل بينه وبين الخلائق، خاصة الصالحين.
ويسير في الأرض والعياذ بالله كالحيران الذي تتقاذفه عوامل الجذب في كل اتجاه ويصبح كحلبة يلتقي عليها المتصارعين؛ أو يكون نقطة التقاء للصراع عليه بين استهواء وإغواء شياطين الإنس والجن، وبين رفقة الخير من الدعاة المصلحين: "كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ".
ويمتد هذا الشعور بغياب لذة الطاعة وألم البعد عنه سبحانه إلى حالة من غياب الرغبة في الحياة عموماً، وضياع اللذة في المعيشة في الدنيا، ثم فوق ذلك؛ استشعار خيبة الأمل في النجاة في الآخرة:
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى".
وهو تحذير منه سبحانه، لكل معرض (أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكاً؛ أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيّق حرج لضلاله وإن تنعّم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردّد فهذا من ضنك المعيشة. عن أبي سعيد في قوله معيشة ضنكا قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه. وقال عكرمة: عمي عليه كل شيء إلا جهنم ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة).
خطورة الظاهرة دعوياً:
فالخطورة تأتي من أن هذا التآكل يهدّد الأساس الذي يُخرج ناشئة الليل؛ وهم الربانيين.
ويعطّل حركة انبعاث أو عمليّة إيجاد هؤلاء الربانيين الذين سيحملون القول الثقيل؛ وهي الأمانة التي كان من قدر الإنسان أن يحملها؛ وهو المنهج الرباني؛ أو هو القرآن الكريم الذي أنزله سبحانه ليس إلى البشرية فقط، بل إلى الوجود كله، وتدبّر مغزى هذه التوجيهات الكريمة المبكّرة في عمر الدعوة والداعية: "يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً. إن ناشئة الليل هي أشدُ وطئاً وأقومُ قيلاً".
فكيف سيتخرّج هذا الرباني المنشود، دون قيام ليل، ودون ترتيل للقرآن الكريم وتدبر له؟!.
وكيف سيحمل المنهج الرباني، دون المرور على محطة السَحَر؛ التي هي أفضل الأوقات واللحظات ليتوافق السمع مع البصر مع اللسان مع الفؤاد؛ أي كل كيانه، لفقه الرسالة وفهم المنهج؟!.
وكيف يسير وحده على طريق مبارك يلزمه مشاركة الوجود معه، ودون التوافق مع سننه سبحانه الإلهية؟!.
وكيف سيتوافق مع هذه السنن الإلهية؛ ويستشعر مشاركة الوجود معه في عبادته من قيام واستغفار بالسَحَر وترتيل للقرآن الكريم؛ إلا في تلك اللحظات الخاصة؟!.
وكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم؛ أن هذه اللحظات، يحتكرها فقط عباد الرحمن!.
هل ظاهرة التآكل الروحي … سنّة إلهية؟!:
وعندما نقول أنها سنّة إلهية، فإننا نقصد أن هذه الظاهرة هي محصلة لفعل قوانين ربانية، وقواعد إلهية ثابتة، أو هي نتيجة لوجود أسباب بشرية وزمانية ومكانية انطبقت عليها القوانين الإلهية فكان الجزاء في صورة تلك الظاهرة.
ونذكر أن السنن الإلهية؛ هي:
1-سنن إلهية كونية؛ تنظّم عالم المادة في الآفاق.
2-سنن إلهية اجتماعية؛ تنظّم عالم الأحياء أو الأنفس.
وهذه السنن الإلهية تتميّز بسِمات ثلاث؛ هي العموم والثبات والاطراد أي التكرار إن وجدت الظروف البشرية والمكانية والزمانية.
إذن هذا الجفاء الروحي، نتيجة لخلل ترتب على وجود أسباب بشرية، من فعل العبد.
وعندما نقول أن ظاهرة التآكل الروحي سنّة إلهية اجتماعية؛ نقصد أنها من القوانين الربانية والقواعد الإلهية، المنظّمة لعالم الأحياء، أو الأنفس، خاصة البشر.
أي أن لها أسباب أوجدتها.
وهذه الأسباب أوجدت خللاً.
وهذا الخلل أوجب العقاب الإلهي؛ أو الجزاء.
وهذا العقاب تحكمه قوانين؛ تعرف بالسنن الإلهية الاجتماعية.
والأسباب أو الظروف البشرية هنا؛ هي التقصير بكل درجاته.
والنتيجة المترتبة؛ وهي حالة القسوة القلبية والانفصال عن المنظومة الكونية العابدة.
والمعادلة أو القانون أو سلسلة تتابع هذه السنّة الإلهية؛ هي كالتالي:
(أسباب تعود إلى العبد -> خلل تربوي -> عقاب إلهي على هيئة جزاء من جنس العمل).
وبمعنى أبسط؛ هذه الظاهرة؛ أو هذا الشعور ما هو إلا نتيجة لعقاب الله عز وجل للعاصي والمسرف المقصّر في طاعته سبحانه.
أي إذا قصّر العبد في طاعته سبحانه، فإنه يترتب على ذلك خللاً داخل العبد مع نفسه، وخارجه؛ أي مع المجتمع ومع الوجود العابد لربه، وهنا تأتي السنّة الإلهية في هيئة عقاب من نفس نوع الأسباب التي عملها العبد؛ أي يزيده بعداً وجفاءاً مع نفسه ومع الوجود من حوله.
وتدبر هذا الحوار؛ بين العبد وربه؛ فلقد تساءل العبد ما جرمه وما سبب هذا العقاب، وكانت الإجابة منه عز وجل؛ حيث يبيّن الحق سبحانه هذا القانون القرآني العام، أو السنّة الإلهية الاجتماعية؛ التي تنطبق على كل من أسرف في الذنوب، وقصّر في الطاعة.
(ولهذا يقول: "ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا"؛ أي في الدنيا."قال: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى"؛ أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك؛ "فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا"، فإن الجزاء من جنس العمل).
ثم يبيّن الحق سبحانه هذا القانون القرآني العام الآخر، أو السنّة الإلهية الاجتماعية الأخرى؛ والتي تنطبق على كل من أسرف في غية وكذب بآياته سبحانه:
"وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى".
(يقول تعالى وهكذا نجازي المسرفين المكذّبين بآيات الله في الدنيا والآخرة لهم عذاب في الحياة الدنيا، "ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق"، ولهذا قال: "ولعذاب الآخرة أشد وأبقى"؛ أي أشد ألماً من عذاب الدنيا وأدوم عليهم فهم مخلدون فيه، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: "إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة").
يتبع
فجزى الله الجميع خيرا ..كاتبه وناقلته ..
أترككم مع الموضوع ..
ما معنى … ظاهرة التآكل الروحي؟!
هي ظاهرة تنشأ من خلل في التوازن التربوي بين طاقات العبد الثلاثة، وهي طاقة العقل، وطاقة البدن، وطاقة الروح. حيث يقلّ حظ الجانب الروحي في أعمال العبد، مثل التفريط في بعض الفرائض، وغيرها من أعمال اليوم والليلة من السنن، مثل الذكر والدعاء والاستغفار، وتلاوة القرآن.
وينشأ نوع من الخلل أو الانفصام المركب:
أولاً: داخلياً يستشعر العبد قسوةً وجفاءاً مع نفسه.
ثانياً: خارجياً يستشعر العبد قسوةً وجفاءاً مع الوجود كله.
والنتيجة هي الشعور بأن النفس والوجود يتنكران له فما هي بالنفس وما هو بالوجود الذي يعرفهما.
وبمعنى آخر؛ هي الظاهرة التي تبحث في حالة صدأ القلب، أو حالة الجفاء الروحي، التي يستشعرها العبد المؤمن، عندما يقصّر في طاعته سبحانه، فلا يستشعر للعبادة حلاوة، ولا للطاعة لذة، ويقاسي ألم البعد عنه عز وجل، ويتحوّل هذا إلى شعور بوحدة قاسية، ومسافات شاسعة، وحواجز نفسية تفصل بينه وبين الخلائق، خاصة الصالحين.
ويسير في الأرض والعياذ بالله كالحيران الذي تتقاذفه عوامل الجذب في كل اتجاه ويصبح كحلبة يلتقي عليها المتصارعين؛ أو يكون نقطة التقاء للصراع عليه بين استهواء وإغواء شياطين الإنس والجن، وبين رفقة الخير من الدعاة المصلحين: "كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ".
ويمتد هذا الشعور بغياب لذة الطاعة وألم البعد عنه سبحانه إلى حالة من غياب الرغبة في الحياة عموماً، وضياع اللذة في المعيشة في الدنيا، ثم فوق ذلك؛ استشعار خيبة الأمل في النجاة في الآخرة:
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى".
وهو تحذير منه سبحانه، لكل معرض (أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكاً؛ أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيّق حرج لضلاله وإن تنعّم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردّد فهذا من ضنك المعيشة. عن أبي سعيد في قوله معيشة ضنكا قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه. وقال عكرمة: عمي عليه كل شيء إلا جهنم ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة).
خطورة الظاهرة دعوياً:
فالخطورة تأتي من أن هذا التآكل يهدّد الأساس الذي يُخرج ناشئة الليل؛ وهم الربانيين.
ويعطّل حركة انبعاث أو عمليّة إيجاد هؤلاء الربانيين الذين سيحملون القول الثقيل؛ وهي الأمانة التي كان من قدر الإنسان أن يحملها؛ وهو المنهج الرباني؛ أو هو القرآن الكريم الذي أنزله سبحانه ليس إلى البشرية فقط، بل إلى الوجود كله، وتدبّر مغزى هذه التوجيهات الكريمة المبكّرة في عمر الدعوة والداعية: "يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً. إن ناشئة الليل هي أشدُ وطئاً وأقومُ قيلاً".
فكيف سيتخرّج هذا الرباني المنشود، دون قيام ليل، ودون ترتيل للقرآن الكريم وتدبر له؟!.
وكيف سيحمل المنهج الرباني، دون المرور على محطة السَحَر؛ التي هي أفضل الأوقات واللحظات ليتوافق السمع مع البصر مع اللسان مع الفؤاد؛ أي كل كيانه، لفقه الرسالة وفهم المنهج؟!.
وكيف يسير وحده على طريق مبارك يلزمه مشاركة الوجود معه، ودون التوافق مع سننه سبحانه الإلهية؟!.
وكيف سيتوافق مع هذه السنن الإلهية؛ ويستشعر مشاركة الوجود معه في عبادته من قيام واستغفار بالسَحَر وترتيل للقرآن الكريم؛ إلا في تلك اللحظات الخاصة؟!.
وكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم؛ أن هذه اللحظات، يحتكرها فقط عباد الرحمن!.
هل ظاهرة التآكل الروحي … سنّة إلهية؟!:
وعندما نقول أنها سنّة إلهية، فإننا نقصد أن هذه الظاهرة هي محصلة لفعل قوانين ربانية، وقواعد إلهية ثابتة، أو هي نتيجة لوجود أسباب بشرية وزمانية ومكانية انطبقت عليها القوانين الإلهية فكان الجزاء في صورة تلك الظاهرة.
ونذكر أن السنن الإلهية؛ هي:
1-سنن إلهية كونية؛ تنظّم عالم المادة في الآفاق.
2-سنن إلهية اجتماعية؛ تنظّم عالم الأحياء أو الأنفس.
وهذه السنن الإلهية تتميّز بسِمات ثلاث؛ هي العموم والثبات والاطراد أي التكرار إن وجدت الظروف البشرية والمكانية والزمانية.
إذن هذا الجفاء الروحي، نتيجة لخلل ترتب على وجود أسباب بشرية، من فعل العبد.
وعندما نقول أن ظاهرة التآكل الروحي سنّة إلهية اجتماعية؛ نقصد أنها من القوانين الربانية والقواعد الإلهية، المنظّمة لعالم الأحياء، أو الأنفس، خاصة البشر.
أي أن لها أسباب أوجدتها.
وهذه الأسباب أوجدت خللاً.
وهذا الخلل أوجب العقاب الإلهي؛ أو الجزاء.
وهذا العقاب تحكمه قوانين؛ تعرف بالسنن الإلهية الاجتماعية.
والأسباب أو الظروف البشرية هنا؛ هي التقصير بكل درجاته.
والنتيجة المترتبة؛ وهي حالة القسوة القلبية والانفصال عن المنظومة الكونية العابدة.
والمعادلة أو القانون أو سلسلة تتابع هذه السنّة الإلهية؛ هي كالتالي:
(أسباب تعود إلى العبد -> خلل تربوي -> عقاب إلهي على هيئة جزاء من جنس العمل).
وبمعنى أبسط؛ هذه الظاهرة؛ أو هذا الشعور ما هو إلا نتيجة لعقاب الله عز وجل للعاصي والمسرف المقصّر في طاعته سبحانه.
أي إذا قصّر العبد في طاعته سبحانه، فإنه يترتب على ذلك خللاً داخل العبد مع نفسه، وخارجه؛ أي مع المجتمع ومع الوجود العابد لربه، وهنا تأتي السنّة الإلهية في هيئة عقاب من نفس نوع الأسباب التي عملها العبد؛ أي يزيده بعداً وجفاءاً مع نفسه ومع الوجود من حوله.
وتدبر هذا الحوار؛ بين العبد وربه؛ فلقد تساءل العبد ما جرمه وما سبب هذا العقاب، وكانت الإجابة منه عز وجل؛ حيث يبيّن الحق سبحانه هذا القانون القرآني العام، أو السنّة الإلهية الاجتماعية؛ التي تنطبق على كل من أسرف في الذنوب، وقصّر في الطاعة.
(ولهذا يقول: "ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا"؛ أي في الدنيا."قال: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى"؛ أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك؛ "فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا"، فإن الجزاء من جنس العمل).
ثم يبيّن الحق سبحانه هذا القانون القرآني العام الآخر، أو السنّة الإلهية الاجتماعية الأخرى؛ والتي تنطبق على كل من أسرف في غية وكذب بآياته سبحانه:
"وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى".
(يقول تعالى وهكذا نجازي المسرفين المكذّبين بآيات الله في الدنيا والآخرة لهم عذاب في الحياة الدنيا، "ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق"، ولهذا قال: "ولعذاب الآخرة أشد وأبقى"؛ أي أشد ألماً من عذاب الدنيا وأدوم عليهم فهم مخلدون فيه، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: "إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة").
يتبع