الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ففي غفلة الإنسان وهو يصارع أمواج الطغيان المادي المتلاطمة، وبينا هو يسمع القاصي والداني وقد قاس الأحداث والوقائع بمقاييس أهل الدنيا القاصرة؛ قد يتسلل إلى قلبه اليأس، وقد يوقعه الشيطان في شَرَك القنوط، ولكن سرعان ما يذهب هذا الخَبث إذا ما آوى إلى الركن الشديد، وعاد ليقف أمام المنبع الأصيل يستسقي قائلاً: "اللهم أغثنا"؛ فيُسقَى ما يُطمئِنُ قلبَه، {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد: 28].
وكم في كتاب الله من المبشِّرات، يطمئن بها أهل الإيمان واليقين، وقد أمر الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وسلم- في خمسة مواضع من القرآن الكريم أن يبشِّر المؤمنين، فقال: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 223]، [سورة التوبة: 112]، [سورة يونس: 87]، [سورة الأحزاب: 47]، [سورة الصف: 13]، فمسلك التيئيس مرفوض في كتاب الله -تبارك وتعالى-.
وحريٌّ بأمة القرآن أن تبحث فيه عن حاجتها، وستجد بُغيتـَها، وتنال طـُلبتـَها، ولكنها يجب أن تقف مع الآيات غير الوقوف، وتتدبرها غير التدبر، وما هذا الاختلاف بين حال الصحابة الكرام وحالنا إلا لتباين حال القلوب التي يُمرَّر عليها كلام الله -عز وجل-.
فهلمَّ -أخي القارئ- نجول جولة مع آيات الله -عز وجل-، نقرؤها بقلب جديد، ولا نمر عليها ونقول -شأنَ المنافقين-: "قد سمعناها من قبل"، ومن شاء أن يُقسم فليقسم غير حانث أن من تدبر هذه الآيات وعاشها سيتغير حاله، وتسمو روحه؛ ليرى الحقائق كما هي، لا كما يريد أهل الدنيا أن يصوروها.
فاقرأ أُخيَّ تلكم الآيات، وتدبر معانيها، فوالله ما نزلت لتهذَّها هذَّ الشعر، ولا لتنثرها نثر الدقل، إنما لتقف عند عجائبها، وتحرِّك بها قلبك.
قال ربك -عز وجل-:
- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: 33] و[سورة الصف: 9].
- {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة المجادلة: 21].
- {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: 47].
- {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [سورة الصافات: 171-173].
- {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51].
- {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ} [سورة الأنبياء: 105-106].
- {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور: 55].
- {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة آل عمران: 160].
- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [سورة الفتح: 28].
- {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الصف: 13].
- {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [سورة الأنفال: 18].
- {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سورة النمل: 50-52].
- {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} [سورة الطارق: 15-17].
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: 7].
- {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج: 40].
- {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [سورة البقرة: 214].
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، ربنا أفرغ عليهم صبرًا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.
كتبه/ محمد مصطفى
مـــ ماجده ـلآك الروح
ففي غفلة الإنسان وهو يصارع أمواج الطغيان المادي المتلاطمة، وبينا هو يسمع القاصي والداني وقد قاس الأحداث والوقائع بمقاييس أهل الدنيا القاصرة؛ قد يتسلل إلى قلبه اليأس، وقد يوقعه الشيطان في شَرَك القنوط، ولكن سرعان ما يذهب هذا الخَبث إذا ما آوى إلى الركن الشديد، وعاد ليقف أمام المنبع الأصيل يستسقي قائلاً: "اللهم أغثنا"؛ فيُسقَى ما يُطمئِنُ قلبَه، {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد: 28].
وكم في كتاب الله من المبشِّرات، يطمئن بها أهل الإيمان واليقين، وقد أمر الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وسلم- في خمسة مواضع من القرآن الكريم أن يبشِّر المؤمنين، فقال: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 223]، [سورة التوبة: 112]، [سورة يونس: 87]، [سورة الأحزاب: 47]، [سورة الصف: 13]، فمسلك التيئيس مرفوض في كتاب الله -تبارك وتعالى-.
وحريٌّ بأمة القرآن أن تبحث فيه عن حاجتها، وستجد بُغيتـَها، وتنال طـُلبتـَها، ولكنها يجب أن تقف مع الآيات غير الوقوف، وتتدبرها غير التدبر، وما هذا الاختلاف بين حال الصحابة الكرام وحالنا إلا لتباين حال القلوب التي يُمرَّر عليها كلام الله -عز وجل-.
فهلمَّ -أخي القارئ- نجول جولة مع آيات الله -عز وجل-، نقرؤها بقلب جديد، ولا نمر عليها ونقول -شأنَ المنافقين-: "قد سمعناها من قبل"، ومن شاء أن يُقسم فليقسم غير حانث أن من تدبر هذه الآيات وعاشها سيتغير حاله، وتسمو روحه؛ ليرى الحقائق كما هي، لا كما يريد أهل الدنيا أن يصوروها.
فاقرأ أُخيَّ تلكم الآيات، وتدبر معانيها، فوالله ما نزلت لتهذَّها هذَّ الشعر، ولا لتنثرها نثر الدقل، إنما لتقف عند عجائبها، وتحرِّك بها قلبك.
قال ربك -عز وجل-:
- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: 33] و[سورة الصف: 9].
- {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة المجادلة: 21].
- {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الروم: 47].
- {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [سورة الصافات: 171-173].
- {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51].
- {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ} [سورة الأنبياء: 105-106].
- {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور: 55].
- {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة آل عمران: 160].
- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [سورة الفتح: 28].
- {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الصف: 13].
- {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [سورة الأنفال: 18].
- {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سورة النمل: 50-52].
- {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} [سورة الطارق: 15-17].
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد: 7].
- {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج: 40].
- {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [سورة البقرة: 214].
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، ربنا أفرغ عليهم صبرًا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.
كتبه/ محمد مصطفى
مـــ ماجده ـلآك الروح