كلما اقتربت ابعدتنى وكلما اطيع تعصى ولكلما اسلمت لامر ربى تخالفنى وكلما رضيت تسخط
صارعتنى وغرها الامد تريد اموال ودنيا سعت ,وراء الشهوه و الهوى وراء حب وعشق لذات فانيه
ولم ولن تسكت اريد لها هناءها فى الجنه وتأبى و تصر على هذه الدنيا وتريد ان تستقر
لها فكان حالها ما بين ضيق و هم و كدر و غم لانها لم ترضى لقضاء الله وسعت الى كل ما هو فان
فايا حسرتى على نفسى التى أهلكتنى
يوم تأتى و تقول (( ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله )) أو تقول (( ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً ))
يا نفــــــس توبي يا نفس توبي *** فإن المــــــــوت قد حانا
واعصــــــــــــي الهـــــوى *** فالهــــــــوى لا زال فتّـــــــــــانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه *** وننسى بمصرعه ءاثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أجمعها *** وأخرج من هذه الدنيا عريانا
يقول الله تعالى وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
اى خلقها على الفطره سويه مسقيمه وبين لها الخير و الشر فقد افلح من زكها بطاعه الله و وطهرها من الرذئل وخاب من دسهابالمعاصى و الشهوات المحرمة و ترك طاعه الله
فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
فلن يأتى نقومها الى بذلها وكسرها لله وحبسها وقهرها عن الذات و الشهوات وترك هذه الدنيا وخالفة هواها والتسليم لامر الله فامستقرها ليس فى هذه الدنيا وانما هى الجنة هو مستقرها فلا انظر لهذه الدنيا انما لمكانى فى الجنة
قصة مؤثره جدا لدينار العيار
يحكى أن رجلا كان يعرف بدينار العيار، وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ، فمر في بعض الأيام بمقبرة فأخذ منها عظما تفتت في يده ففكر في نفسه.
وقال ويحك يادينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتا والجسم ترابا، فندم على تفريطه وعزم على التوبة ورفع رأسه إلى السماء لأنها قبلة الدعاء، رفع رأسه وقال إلهي وسيدي ألقيت إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمني، ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب فقال: يا أماه مايصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده، قالت يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه.
فقال أريد جبة من صوف وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق، ففعلت به ما أراد، فكان إذا جن عليه الليل أخذ في البكاء الشديد ويقول لنفسه ويحك يا دينار ألك قوة على النار، كيف تعرضت لغضب الجبار،ولا يزال كذلك إلى الصباح، فقالت أمه يا بني ارفق بنفسك، قال دعيني أتعب قليلا، لعلي أستريح طويلا، يا أماه إن لي غدا موقفا طويلا، بين يدي رب جليل، ولا أدري أيؤمر بي إلى ظل ظليل، أو إلى شر مقيل.
قالت يا بني خذ لنفسك راحة قال لست للراحة أطلب كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها.
فتركته وما هو عليه فأخذ في البكاء والعبادة وقراءة القرءان فقرأ بعض الليالي {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ** [سورة الحجر] ففكر في هذه الآية العظيمة {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ** وجعل يبكي حتى غشي عليه فجاءت أمه إليه فنادته فلم يجبها فقالت له يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى؟ فقال بصوت ضعيف: يا أماه إن لم تجديني في مواقف يوم القيامة فاسألي مالكا خازن النار عني ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى.
فغسلته أمه وجهزته وخرجت تنادي أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار، فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعا ولا أغزر دمعا من ذلك اليوم فلما دفنوه نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرءاه يمشي في الجنة وهو يقرأ الآية {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ**.
ويقول: وعزته وجلاله سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ألا أخبروا عني أمي
من يعمل سوء او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما
فايا نفسى توبى الى الله توبى من ذنوب ملئت صحائف وانت لا تدرى
واعلمى ان هناك منتقم جبار لكل عاصى غافل فاجر تجرء و عصى ولا يبالى لله شيئا
فأين نحن من هدى الرسول الذى غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان يصلى حتى تتورم قدماه
اين نحن من الصحابه و السلف الصالح من كان يعذب وكلمه واحد قد كانت تكف عنه هذا العذاب
فكان بلال رضي الله من الذين عذبوا فألبسوه الكفار الحديد ووضعوه فى الشمس , و كان أميه بن خلف يخرجه اذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة , ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره , ثم يقول له : لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد و تعبد اللات و العزى , فيقول و هو في ذلك البلاء : احد أحد .
فهل عذبنا نحن هل لبسنا الحديد و هل وضعنا انفسنا مكان هؤلاء الاخيار هل صبرنا مثلهم على الاذى و الطاعه ولكنها والله الجنه وعمل من يردها
قال النبي صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
حفت الجنة بالمكاره أي بالأمور التي تشق على النفوس. وأما الصبر عن المعاصي فأمره ظاهر، ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات، وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك المألوف، ومفارقة كل ما يساعد على المعاصي، وقطع العادات، فإن العادة طبيعة خاصة، فإذا إنضمت العادة إلى الشهوة تظاهر جندان من جند الشيطان على جند الله، فلا يقوى باعث الدين على قهرهما. ولهذا قال النبي صلى الله عليه، وسلم وحفت النار بالشهوات وذلك لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها، فإذا حبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيراً له.
.................................................. ..............
فالنفس التى ربحت و سعدت و رضيت بقضاء الله هى النفس المطمئنة
هى النفس التى سكنت و استقرت وثبتت لربها ولم تسكن الى سواها فقد اطمأنت لمحبه الله وقضاءه و قدره خيره و شره اطمأنت بان الله وحده ربها وجهاد النفس هو السبيل حتى تستقر و تطمئن وتسعد بالله
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
جهاد النفس أربع مراتب:
أحدها: أن تجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به. ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.
الثانية: أن تجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: أن تجاهدها إلى الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه. وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله )
ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها ولم يتجاوزه إلى ما ليس له ولم يتعد طوره ولم يقل هذا لي ، وتيقن أنه الله ومن الله وبالله فهو المانُّ به ابتداء وإدامة بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه ، فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا ألبتة، وأن الخير الذي وصل إليه فهو لله وبه ومنه فتحدث له النعم ذلا وانكسارا عجيبا لا يعبر عنه. فكلما جدد له نعمة ازداد له ذلا وانكسارا وخشوعا ومحبة وخوفا ورجاء ، وهذا نتيجة علمين شريفين : علمه بربه وكماله وبره وغناء وجودة وإحسانه ورحمته، وأن الخير كله في يديه وهو ملكه يؤتي منه من يشاء ويمنع منه من يشاء ، وله الحمد على هذا ، وهذا أكمل حمد وأتمه . وعلمه بنفسه ووقوفه على حدها وقدرها ونقصها وظلمها وجهلها، وأنها لا خير فيها ألبتة ولا لها ولا بها ولا منها وأنها ليس لها من ذاتها إلا العدم فكذلك من صفاتها وكمالها ليس لها إلا العدم الذي لا شيء أحقر منه ولا أنقص ، فما فيها من الخير تابع لوجودها الذي ليس لها ولا بها فإذا صار هذان العلمان صبغة لها لا صبغة على لسانها علمت حينئذ أن الحمد كله لله والأمر كله والخير كله في يديه، وأنه هو المستحق للحمد والثناء والمدح دونها ، وأنها هي أولى بالذم والعيب واللوم. ومن فاته التحقيق بهذين العلمين تلونت به أقواله وأعماله وأحواله وتخبطت عليه ولم يهتد إلى الصراط المستقيم الموصل له إلى الله. فإيصال العبد بتحقيق هاتين المعرفتين علما وحالا، وانقطاعه بفواتهما. وهذا معنى قولهم: من عرف نفسه عرف ربه، فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم، عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها ولم يتعد بها طورها وأثنى على ربه ببعض ما هو أهله، وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده، وكان أحب شيء إليه وأخوف شيء عنده وأرجاه له، وهذا هو حقيقة العبودية، والله المستعان.
ويحكى أن بعض الحكماء كتب على باب بيته : إنه لن ينتفع بحكمتنا إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها ، فمن كان كذلك فليدخل وإلا فليرجع حتى يكون بهذه الصفة.
انتهى كلامه رحمه الله نسأل الله ان ينفعنا بعلمه
نسأل الله ان يقنا شر نفوسنا و شهوتنا وان يتجاوز عن تقصيرنا وذلاتنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنى أعوذ بك من العجز و الكسل و الهرم و الجب و البخل و عذاب القبر اللهم اّت نفسى تقوها وزكها انت خير من زكها أنت وليها و مولاها اللهم إنى أعوذ بك من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع وعلم لا ينتفع به ودعوة لا يستجاب لها..
م
مـــ ماجده ـلآك الروح
صارعتنى وغرها الامد تريد اموال ودنيا سعت ,وراء الشهوه و الهوى وراء حب وعشق لذات فانيه
ولم ولن تسكت اريد لها هناءها فى الجنه وتأبى و تصر على هذه الدنيا وتريد ان تستقر
لها فكان حالها ما بين ضيق و هم و كدر و غم لانها لم ترضى لقضاء الله وسعت الى كل ما هو فان
فايا حسرتى على نفسى التى أهلكتنى
يوم تأتى و تقول (( ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله )) أو تقول (( ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً ))
يا نفــــــس توبي يا نفس توبي *** فإن المــــــــوت قد حانا
واعصــــــــــــي الهـــــوى *** فالهــــــــوى لا زال فتّـــــــــــانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه *** وننسى بمصرعه ءاثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أجمعها *** وأخرج من هذه الدنيا عريانا
يقول الله تعالى وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
اى خلقها على الفطره سويه مسقيمه وبين لها الخير و الشر فقد افلح من زكها بطاعه الله و وطهرها من الرذئل وخاب من دسهابالمعاصى و الشهوات المحرمة و ترك طاعه الله
فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
فلن يأتى نقومها الى بذلها وكسرها لله وحبسها وقهرها عن الذات و الشهوات وترك هذه الدنيا وخالفة هواها والتسليم لامر الله فامستقرها ليس فى هذه الدنيا وانما هى الجنة هو مستقرها فلا انظر لهذه الدنيا انما لمكانى فى الجنة
قصة مؤثره جدا لدينار العيار
يحكى أن رجلا كان يعرف بدينار العيار، وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ، فمر في بعض الأيام بمقبرة فأخذ منها عظما تفتت في يده ففكر في نفسه.
وقال ويحك يادينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتا والجسم ترابا، فندم على تفريطه وعزم على التوبة ورفع رأسه إلى السماء لأنها قبلة الدعاء، رفع رأسه وقال إلهي وسيدي ألقيت إليك مقاليد أمري فاقبلني وارحمني، ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب فقال: يا أماه مايصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده، قالت يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه.
فقال أريد جبة من صوف وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق، ففعلت به ما أراد، فكان إذا جن عليه الليل أخذ في البكاء الشديد ويقول لنفسه ويحك يا دينار ألك قوة على النار، كيف تعرضت لغضب الجبار،ولا يزال كذلك إلى الصباح، فقالت أمه يا بني ارفق بنفسك، قال دعيني أتعب قليلا، لعلي أستريح طويلا، يا أماه إن لي غدا موقفا طويلا، بين يدي رب جليل، ولا أدري أيؤمر بي إلى ظل ظليل، أو إلى شر مقيل.
قالت يا بني خذ لنفسك راحة قال لست للراحة أطلب كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار مع أهلها.
فتركته وما هو عليه فأخذ في البكاء والعبادة وقراءة القرءان فقرأ بعض الليالي {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ** [سورة الحجر] ففكر في هذه الآية العظيمة {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ** وجعل يبكي حتى غشي عليه فجاءت أمه إليه فنادته فلم يجبها فقالت له يا حبيبي وقرة عيني أين الملتقى؟ فقال بصوت ضعيف: يا أماه إن لم تجديني في مواقف يوم القيامة فاسألي مالكا خازن النار عني ثم شهق شهقة فمات رحمه الله تعالى.
فغسلته أمه وجهزته وخرجت تنادي أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار، فجاء الناس من كل جانب فلم ير أكثر جمعا ولا أغزر دمعا من ذلك اليوم فلما دفنوه نام بعض أصدقائه تلك الليلة فرءاه يمشي في الجنة وهو يقرأ الآية {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ**.
ويقول: وعزته وجلاله سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني ألا أخبروا عني أمي
من يعمل سوء او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما
فايا نفسى توبى الى الله توبى من ذنوب ملئت صحائف وانت لا تدرى
واعلمى ان هناك منتقم جبار لكل عاصى غافل فاجر تجرء و عصى ولا يبالى لله شيئا
فأين نحن من هدى الرسول الذى غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان يصلى حتى تتورم قدماه
اين نحن من الصحابه و السلف الصالح من كان يعذب وكلمه واحد قد كانت تكف عنه هذا العذاب
فكان بلال رضي الله من الذين عذبوا فألبسوه الكفار الحديد ووضعوه فى الشمس , و كان أميه بن خلف يخرجه اذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة , ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره , ثم يقول له : لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد و تعبد اللات و العزى , فيقول و هو في ذلك البلاء : احد أحد .
فهل عذبنا نحن هل لبسنا الحديد و هل وضعنا انفسنا مكان هؤلاء الاخيار هل صبرنا مثلهم على الاذى و الطاعه ولكنها والله الجنه وعمل من يردها
قال النبي صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
حفت الجنة بالمكاره أي بالأمور التي تشق على النفوس. وأما الصبر عن المعاصي فأمره ظاهر، ويكون بحبس النفس عن متابعة الشهوات، وعن الوقوع فيما حرم الله. وأعظم ما يعين عليه ترك المألوف، ومفارقة كل ما يساعد على المعاصي، وقطع العادات، فإن العادة طبيعة خاصة، فإذا إنضمت العادة إلى الشهوة تظاهر جندان من جند الشيطان على جند الله، فلا يقوى باعث الدين على قهرهما. ولهذا قال النبي صلى الله عليه، وسلم وحفت النار بالشهوات وذلك لأن النفوس تشتهيها وتريد أن تقتحم فيها، فإذا حبس الإنسان نفسه عنها وصبر على ذلك كان ذلك خيراً له.
.................................................. ..............
فالنفس التى ربحت و سعدت و رضيت بقضاء الله هى النفس المطمئنة
هى النفس التى سكنت و استقرت وثبتت لربها ولم تسكن الى سواها فقد اطمأنت لمحبه الله وقضاءه و قدره خيره و شره اطمأنت بان الله وحده ربها وجهاد النفس هو السبيل حتى تستقر و تطمئن وتسعد بالله
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
جهاد النفس أربع مراتب:
أحدها: أن تجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به. ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.
الثانية: أن تجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: أن تجاهدها إلى الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه. وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله )
ينتفع بنعمة الله بالإيمان والعلم إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها ولم يتجاوزه إلى ما ليس له ولم يتعد طوره ولم يقل هذا لي ، وتيقن أنه الله ومن الله وبالله فهو المانُّ به ابتداء وإدامة بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه ، فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا ألبتة، وأن الخير الذي وصل إليه فهو لله وبه ومنه فتحدث له النعم ذلا وانكسارا عجيبا لا يعبر عنه. فكلما جدد له نعمة ازداد له ذلا وانكسارا وخشوعا ومحبة وخوفا ورجاء ، وهذا نتيجة علمين شريفين : علمه بربه وكماله وبره وغناء وجودة وإحسانه ورحمته، وأن الخير كله في يديه وهو ملكه يؤتي منه من يشاء ويمنع منه من يشاء ، وله الحمد على هذا ، وهذا أكمل حمد وأتمه . وعلمه بنفسه ووقوفه على حدها وقدرها ونقصها وظلمها وجهلها، وأنها لا خير فيها ألبتة ولا لها ولا بها ولا منها وأنها ليس لها من ذاتها إلا العدم فكذلك من صفاتها وكمالها ليس لها إلا العدم الذي لا شيء أحقر منه ولا أنقص ، فما فيها من الخير تابع لوجودها الذي ليس لها ولا بها فإذا صار هذان العلمان صبغة لها لا صبغة على لسانها علمت حينئذ أن الحمد كله لله والأمر كله والخير كله في يديه، وأنه هو المستحق للحمد والثناء والمدح دونها ، وأنها هي أولى بالذم والعيب واللوم. ومن فاته التحقيق بهذين العلمين تلونت به أقواله وأعماله وأحواله وتخبطت عليه ولم يهتد إلى الصراط المستقيم الموصل له إلى الله. فإيصال العبد بتحقيق هاتين المعرفتين علما وحالا، وانقطاعه بفواتهما. وهذا معنى قولهم: من عرف نفسه عرف ربه، فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم، عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها ولم يتعد بها طورها وأثنى على ربه ببعض ما هو أهله، وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده، وكان أحب شيء إليه وأخوف شيء عنده وأرجاه له، وهذا هو حقيقة العبودية، والله المستعان.
ويحكى أن بعض الحكماء كتب على باب بيته : إنه لن ينتفع بحكمتنا إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها ، فمن كان كذلك فليدخل وإلا فليرجع حتى يكون بهذه الصفة.
انتهى كلامه رحمه الله نسأل الله ان ينفعنا بعلمه
نسأل الله ان يقنا شر نفوسنا و شهوتنا وان يتجاوز عن تقصيرنا وذلاتنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنى أعوذ بك من العجز و الكسل و الهرم و الجب و البخل و عذاب القبر اللهم اّت نفسى تقوها وزكها انت خير من زكها أنت وليها و مولاها اللهم إنى أعوذ بك من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع وعلم لا ينتفع به ودعوة لا يستجاب لها..
م
مـــ ماجده ـلآك الروح