بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم واصلى على المبعوث رحمة للعالمين وبعد فهذا هو المقال الـثآمن من سلسلة البيان للتداوى بالقران 0 عالج المرض بالايمان وانا اتحدث فى هذه السلسلة تلمسون انى اركز على الامراض القلبية اكثر من الامراض البدنية وذلك لسببين الاول انها اكثر الامراض انتشارا بين الناس ولايكاد يخلو منها احد وان تفاوتت من حيث الشدة والضعف 0 الثانى : انها اكثر الما وتترك اثرا على حياة المريض وعلى المحيطين به من اسرته 0 يقول الله تبارك وتعالى : الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون) فماهو الايمان المنقذ من اضطراب القلب وقلقله 0 نقرا فى السياق السابق للآية الكريمة المحاجة بين ابراهيم عليه الصلاةوالسلام وبين قومه ولنتامل السياق وكيف ان الله تعالى يلهم انبياءه الحجة البالغة التى لاتقاوم ومع ذلك يفندها المبطلون وينكرون دلالتها على الحق ويدفعونها بحججهم التافهة وذلك لسقم عقولهم واستيلاء الشيطان على قلوبهم 0 لنعد الى السياق الكريم قال الله تعالى عن ابراهيم : (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ) قيل ان الله تبارك وتعالى اراه مافى السموات الى العرش وفرجت له الارضين فنظر اليهن ونظر الى مكانه فى الجنة
وكان عليه الصلاة والسلام قد ولد فى زمن كان النمروذ حاكما لقومه وكان يقول لهم انا ربكم فارى فى المنام رؤيا اى الملك فعبرت له انه سيولد غلام يكون زوال ملكه على يديه فامر بعزل الرجال عن النساء حتى لايلدن وكان ابو ابراهيم مقربا عند الملك فذهب الى بيته يوما وواقع امراته فحملت بأبراهيم فلما وضعته اخفته عن الملك فى شعب من الشعاب واوصدت عليه باب الغار بحجر كبير حتى لاتصله السباع وكانت اذا جاءت اليه ترضعه وجدته يمص اصبعيه وكان فى احدهما عسل وفى الثانى ماء ولبن وشب وكان على سنه مثل بن ثلاث سنين 0 فلما خرج من السرب ورآه الناس توهموا انه ولد من ثلاث سنين اى قبل رؤياء الملك وامره باعتزال النساء وبذلك نجا من القتل 0 وكان ماكان من المحاجة بينه وبين قومه كما قص الله تعالى عنه حيث قال عن ابراهيم : ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما افل قال لااحب الآفلين 0 فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى فلما افل قال لأن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين 0 فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا اكبر فلما افلت قال ياقوم انى بريىء مما تشركون ) قيل فى تفسير الايات اقوال اعدلها انه كان يبحث عن ربه وذلك قبل بعثته وانه يعلم ان له ربا وان هذا النمرود ليس برب فلما راى الكوكب ظنه ربه لاانه يعبد الكوكب وكذلك فى القمر والشمس كان يظن ان هذا هو الله او ان هذا سيرشده الى ربه وليس فى هذا محذور 0 وقيل بل على تقدير حذف الهمزة والتهكم بقومه فالتقدير اهذا ربى الذى تزعمون وهذا سائغ فى اللغة وله نظائر فى القران قال الله تبارك وتعالى عن الكافر الذىقال فيه ( خذوه فاعتلوه الى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذا ب الحميم ذق انك انت العزيز الكريم ) اى اانت العزيز الكريم0 ونحو ذلك فى قول الشاعر
لعمرك ماادرى وان كنت داريا بسبع رمين الجمر ام بثمان
اى ابسبع 0 ومثله قول الاخر رفونى وقالوا ياخويلد لاترع
فقلت وانكرت الوجوه هم هم 0 على حذف الهمزة اى اهم هم 0 ثم قال لهم : (انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما انا من المشركين ) تأمل هذه الكلمات البليغة من المستحق للعبادة والتوجه والطلب هذه المخلوقات العظيمة ام الذى اوجدها وابدع صنعها فان عظمة الخلق تدل على عظمة الخالق وتنوع الخلق يدل على ابداعه وحكمته سبحانه ودقة الخلق تدل على علم الخالق باللصغير كعلمه بالكبير وقدرته على اعطاء الصغير خصائص الكبير وذلك ليعلم الناس ان الذى يجب ان يحمد ويعظم الذى يحدد قدرات تلك المخلوقات ويصرفها كيف يشاء 0 ولكن مع ذلك حاجه قومه قال الله تعالى عنه : ( وحاجه قومه قال اتحاجونى فى الله وقد هدانى ولااخاف ماتشركون به الاان يشاء ربى شيئا وسع ربى كل شيء علما افلا تتذكرون 0 وكانوا قد خوفوه من آلهتهم فقال كيف اخاف آلهتكم المخلوقه التى لاتنفع ولاتضر بدون الله وانتم لاتخافون من الذى خلقها افلا تتذكرون اى تعودون الى رشدكم 0 وكيف اخاف مااشركتم ولاتخافون انكم اشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالأمن ان كنتم تعلمون ) 0 من الذى اولى بالأمن الذى يعتمد على مخلوق لايملك ذلك المخلوق لنفسه ضرا ولانفعا ام الذى يعتمد على خالق قدير عظيم اى الفريقين احق بالامن ؟ الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم 0 قيل هذا جواب قومه لسؤاله اياهم فى السياق السابق وقيل بل هذا من كلام ابراهيم عليه السلام فهو سأل واجاب نفسه وايا كان الاحتمال فان هذا الجواب هو الحق وتأمل هذا الجواب فانه بعد ان ذكر التخويف من المشركين لأبراهيم من آلهتهم ولاشك ان مصدر الضيق والاكتئاب والقلق والوسواس من الخوف اما الخوف من امر معين كالعدو اوالفقر او فقد الحبيب اوالمرض اوغيرذلك ومن ذلك الخوف من الخلل فى العبادة والذى ينتج عنه الوسواس فان كثير من الناس يعانى من هذا ومصدره الخوف قال الله تبارك وتعالى : (اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) فلا يخافوا لانهم على الطريق الصحيح الذى لايورد المخوف واذا كان ذلك نشأت الطمأنينة فتتفرع عن تلك المشاعر الفرح والسكينة والأنس 0
فاذا كنت ممن يقوم بواجباته الدينية على الوجه الاكمل ويتقرب الى ربه بالنوافل والمستحبات ويحسن الى الناس بالقول والعمل فافرح واطمئن وعلام القلق وعلام الحزن الست تؤمن بان الله وعد المؤمنين الحياة الطيبة فى الدنيا والجنة والنعيم المقيم يوم القيامة 0 الست تانس بربك الست تؤمن ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما 0 الست تؤمن ان ربك ارحم بك من الأم بولدها وانه يسيرك لما فيه صلاح امرك ؟ اذا اعتمد عليه سبحانه وفوض الامر اليه وتأمل حال الانبياء عليهم الصلاة والسلام كيف ان اقوامهم كلهم يحاربونهم ويعادونهم وقد يبعث النبى ويموت ولم يتبعه احد ومع ذلك لايشعرون بقلق ولاخوف ولاحزن لانهم مؤمنون بالله ومتوكلون عليه حق التوكل ولانهم قريبون من ربهم لايهمهم طعام ولاشراب ولامأكل ولامشرب كانوا يأخذون من ذلك ماتقوم بهم ابدانهم فقط لان الغذاء الصحيح غذاء الروح والقلب بالايمان والتصديق 0
وانتظار ماوعد الله عزوجل فى الدنيا والاخرة ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننى لايشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون )..
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم واصلى على المبعوث رحمة للعالمين وبعد فهذا هو المقال الـثآمن من سلسلة البيان للتداوى بالقران 0 عالج المرض بالايمان وانا اتحدث فى هذه السلسلة تلمسون انى اركز على الامراض القلبية اكثر من الامراض البدنية وذلك لسببين الاول انها اكثر الامراض انتشارا بين الناس ولايكاد يخلو منها احد وان تفاوتت من حيث الشدة والضعف 0 الثانى : انها اكثر الما وتترك اثرا على حياة المريض وعلى المحيطين به من اسرته 0 يقول الله تبارك وتعالى : الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون) فماهو الايمان المنقذ من اضطراب القلب وقلقله 0 نقرا فى السياق السابق للآية الكريمة المحاجة بين ابراهيم عليه الصلاةوالسلام وبين قومه ولنتامل السياق وكيف ان الله تعالى يلهم انبياءه الحجة البالغة التى لاتقاوم ومع ذلك يفندها المبطلون وينكرون دلالتها على الحق ويدفعونها بحججهم التافهة وذلك لسقم عقولهم واستيلاء الشيطان على قلوبهم 0 لنعد الى السياق الكريم قال الله تعالى عن ابراهيم : (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ) قيل ان الله تبارك وتعالى اراه مافى السموات الى العرش وفرجت له الارضين فنظر اليهن ونظر الى مكانه فى الجنة
وكان عليه الصلاة والسلام قد ولد فى زمن كان النمروذ حاكما لقومه وكان يقول لهم انا ربكم فارى فى المنام رؤيا اى الملك فعبرت له انه سيولد غلام يكون زوال ملكه على يديه فامر بعزل الرجال عن النساء حتى لايلدن وكان ابو ابراهيم مقربا عند الملك فذهب الى بيته يوما وواقع امراته فحملت بأبراهيم فلما وضعته اخفته عن الملك فى شعب من الشعاب واوصدت عليه باب الغار بحجر كبير حتى لاتصله السباع وكانت اذا جاءت اليه ترضعه وجدته يمص اصبعيه وكان فى احدهما عسل وفى الثانى ماء ولبن وشب وكان على سنه مثل بن ثلاث سنين 0 فلما خرج من السرب ورآه الناس توهموا انه ولد من ثلاث سنين اى قبل رؤياء الملك وامره باعتزال النساء وبذلك نجا من القتل 0 وكان ماكان من المحاجة بينه وبين قومه كما قص الله تعالى عنه حيث قال عن ابراهيم : ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما افل قال لااحب الآفلين 0 فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى فلما افل قال لأن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين 0 فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا اكبر فلما افلت قال ياقوم انى بريىء مما تشركون ) قيل فى تفسير الايات اقوال اعدلها انه كان يبحث عن ربه وذلك قبل بعثته وانه يعلم ان له ربا وان هذا النمرود ليس برب فلما راى الكوكب ظنه ربه لاانه يعبد الكوكب وكذلك فى القمر والشمس كان يظن ان هذا هو الله او ان هذا سيرشده الى ربه وليس فى هذا محذور 0 وقيل بل على تقدير حذف الهمزة والتهكم بقومه فالتقدير اهذا ربى الذى تزعمون وهذا سائغ فى اللغة وله نظائر فى القران قال الله تبارك وتعالى عن الكافر الذىقال فيه ( خذوه فاعتلوه الى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذا ب الحميم ذق انك انت العزيز الكريم ) اى اانت العزيز الكريم0 ونحو ذلك فى قول الشاعر
لعمرك ماادرى وان كنت داريا بسبع رمين الجمر ام بثمان
اى ابسبع 0 ومثله قول الاخر رفونى وقالوا ياخويلد لاترع
فقلت وانكرت الوجوه هم هم 0 على حذف الهمزة اى اهم هم 0 ثم قال لهم : (انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما انا من المشركين ) تأمل هذه الكلمات البليغة من المستحق للعبادة والتوجه والطلب هذه المخلوقات العظيمة ام الذى اوجدها وابدع صنعها فان عظمة الخلق تدل على عظمة الخالق وتنوع الخلق يدل على ابداعه وحكمته سبحانه ودقة الخلق تدل على علم الخالق باللصغير كعلمه بالكبير وقدرته على اعطاء الصغير خصائص الكبير وذلك ليعلم الناس ان الذى يجب ان يحمد ويعظم الذى يحدد قدرات تلك المخلوقات ويصرفها كيف يشاء 0 ولكن مع ذلك حاجه قومه قال الله تعالى عنه : ( وحاجه قومه قال اتحاجونى فى الله وقد هدانى ولااخاف ماتشركون به الاان يشاء ربى شيئا وسع ربى كل شيء علما افلا تتذكرون 0 وكانوا قد خوفوه من آلهتهم فقال كيف اخاف آلهتكم المخلوقه التى لاتنفع ولاتضر بدون الله وانتم لاتخافون من الذى خلقها افلا تتذكرون اى تعودون الى رشدكم 0 وكيف اخاف مااشركتم ولاتخافون انكم اشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالأمن ان كنتم تعلمون ) 0 من الذى اولى بالأمن الذى يعتمد على مخلوق لايملك ذلك المخلوق لنفسه ضرا ولانفعا ام الذى يعتمد على خالق قدير عظيم اى الفريقين احق بالامن ؟ الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم 0 قيل هذا جواب قومه لسؤاله اياهم فى السياق السابق وقيل بل هذا من كلام ابراهيم عليه السلام فهو سأل واجاب نفسه وايا كان الاحتمال فان هذا الجواب هو الحق وتأمل هذا الجواب فانه بعد ان ذكر التخويف من المشركين لأبراهيم من آلهتهم ولاشك ان مصدر الضيق والاكتئاب والقلق والوسواس من الخوف اما الخوف من امر معين كالعدو اوالفقر او فقد الحبيب اوالمرض اوغيرذلك ومن ذلك الخوف من الخلل فى العبادة والذى ينتج عنه الوسواس فان كثير من الناس يعانى من هذا ومصدره الخوف قال الله تبارك وتعالى : (اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) فلا يخافوا لانهم على الطريق الصحيح الذى لايورد المخوف واذا كان ذلك نشأت الطمأنينة فتتفرع عن تلك المشاعر الفرح والسكينة والأنس 0
فاذا كنت ممن يقوم بواجباته الدينية على الوجه الاكمل ويتقرب الى ربه بالنوافل والمستحبات ويحسن الى الناس بالقول والعمل فافرح واطمئن وعلام القلق وعلام الحزن الست تؤمن بان الله وعد المؤمنين الحياة الطيبة فى الدنيا والجنة والنعيم المقيم يوم القيامة 0 الست تانس بربك الست تؤمن ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما 0 الست تؤمن ان ربك ارحم بك من الأم بولدها وانه يسيرك لما فيه صلاح امرك ؟ اذا اعتمد عليه سبحانه وفوض الامر اليه وتأمل حال الانبياء عليهم الصلاة والسلام كيف ان اقوامهم كلهم يحاربونهم ويعادونهم وقد يبعث النبى ويموت ولم يتبعه احد ومع ذلك لايشعرون بقلق ولاخوف ولاحزن لانهم مؤمنون بالله ومتوكلون عليه حق التوكل ولانهم قريبون من ربهم لايهمهم طعام ولاشراب ولامأكل ولامشرب كانوا يأخذون من ذلك ماتقوم بهم ابدانهم فقط لان الغذاء الصحيح غذاء الروح والقلب بالايمان والتصديق 0
وانتظار ماوعد الله عزوجل فى الدنيا والاخرة ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننى لايشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون )..