{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*}
أن الله جل ووعلا امتن الله على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنه
وقد قابلت الجن هذه الايه بالشكرالقولي أبلغ من الانس قالوا : "ولا بشىء من الآءك ربنا نكذب فلك الحمد"كما وردفي ذلك الاثر .
ما الذي يدفعنا إلى الحديث عن هذه الايه ؟
نقول أن بعض أهل العلم رحمة الله تعالى عليهم يذهبون إلى أن الجن
إنما ينحصر جزاءهم في أن الله جل وعلا يجيرهم من عذاب النار وانهم لا يدخلون الجنه .
وحججهم في هذا هوقول الله جل وعلا في الأحقاف :
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَنَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواأَنصِتُوا ...
إلى قوله سبحانه وهو موضوع الشاهد
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْلَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الأحقاف
لكن بيانيا هل الآيه التى احتجوا بها تصلح للسياق الذي ذهبوا إليه ؟ أم ان هناك مايعارض هذا المفهوم ؟؟
الذي تبين لهم من كلام الله جل وعلا نقول أجاب عن هذا ابن كثير رحمه الله تعالى عليه وحسبك به قامة علميه في علم القرآن خاصة قال رحمه الله : والحق أن مؤمنهم كمؤمن الانس يدخلون الجنه كماهو مذهب جماعه من السلف
وقد استدل بعضهم لهذا بقوله :
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ }الرحمن
ثم قال : وفي هذا الاستدلال نظر وذكر المعنى الذي ذكرناه في قولالله جل وعلا :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِجَنَّتَانِ}
ثم أنه قال رحمه الله تعالى عليه في كلام علميّ رصين :
فلم يكن تعالى ليمتنّ عليهم بجزاء لا يحصل لهم
وايضاً كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازي مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل
بطرق الاولى والاحرى
وهذا القول الذي حرره الحافظ ابن كثير انت ترى علامه الظهور والعلو العلمي عليه فأنت تجد نفسك تميل عليه لقولة دليله وهذا الذي ينبغي ان يسوق المرء إلى الحق في إختيار الادله .
ثم قالوممن يدل ايضا على ذلك : عموم قوله تعالى :
{إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِنُزُلاً }الكهف
107والذي قصده الحافظ ابن كثير بهذا العموم أن قول اللهجل وعلا :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ}
فالذين : اسم موصول وهو من الفاظ العموم فيدخل فيه مؤمنالجن ومؤمن الانس على السواء ولا دليل على تخصيص أحدهما دون الآخر .
ثم قال جل وعلا بعد ذلك يبين صحة ما ذهبنا إليه هو قوله تبارك وتعالى :
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}الرحمن74
وقد بينّا رأي الحافظ ابن كثير في ذلك
فقول ونعود إلى قوله : وما ذكروه هاهنا من الجزاء على الإيمان ، العلماء الذين لا يرون
انهم يدخلون الجنه ويكتفون بالقول أنهم يجارون من العذاب قال رحمه الله يجيب عليهم :
وما ذكروه هاهنا على الجزاء على الايمان من تكفير الذنوب والإجارة من العذاب الاليم
هو يستلزم دخول الجنه ؛ لانه ليس في الآخره الا الجنه او النار .
فمن أجير من النار دخل الجنه لا محاله ولم يرد معنا نص صريح ولا ظاهر عن الشارع
أن مؤمن الجن لا يدخلون الجنة وإن اجيروا من النار ؛ ثم قال ولو صح لقلنا بهوالله اعلم
وهذا نوح عليه السلام يقول لقومه :
{َغْفِرْلَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} سورةنوح
ولاخلاف ان مؤمني قومه في الجنة فكذلك هاؤلا .
أقول بعد ماسقته من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عليه :
ان الانسان أحيانا يغلب عليه الإقتصار على جزئيه واحده وهذا بلا شك يحدث خللا في
التصور العلميّ وينبغي للناظر في القرآن وفي غيره من أمور الشرع ؛ أن تكون نظرته نظره شموليه عامة يستحضر جميع الادله التى تعنى بالقضية لأن النظر بطريقه جزئيه دون استصحاب مقاصد الشرع مع ضرب الذكر صفحا عن الادله الكلية والأشباه
والنظائر يجعل من المقوله بعد ذلك لا تستوي علميا ولا ترتقي إلى أن يعتقدها الانسان شرعا ويدين الرب بها تبارك وتعالى
وعلى هذا كنا نرى في كلام الحافظ ابن كثير قرباً من الصواب أو لنقل ونجزم انه هو الصواب لأن الطريقه التىسلكها الحافظ ابن كثير في طرح دليله هي الطريقه العلميه التي ينجم عنها الوصول بفضلالله جل وعلا ورحمته إلى القول السديد في القضيه .
وقلت ان الاولين الذين ذهبواإلى الرأي الاول وهم علماء فضلاء انما إقتصروا على آيه واحده وليست هذه طريقه صحيحة ولا منهجية سليمة في الدليل العلميّ.
ولهذا أمثله ونظائر واشباه في كلام الرب جل وعلا فأنت ترى ان العلماء الذين وفق غالبهم إلى الصواب وترى في قولهم متانه العلم وقوة الحكم انما وصلوا إليه بقدرتهم إلى النظرة الشموليه .
على هذا نقول ان عدم التعجل في هو الذي بعد فضل الله جل وعلا ورحمته يهدي إلى الطريق الاقوم .
على انه ينبغي ان يُعلم ان من قال بالقول الاول الذي رأيناه مرجوحا من العلماء
لا يعني ذلك الغضاضه منهم أو التقليل من شأنهم
قــال الشاطبي رحمه الله
في بيت شعر جامع مانع كامل يظهر فيهالادب مع العلماء قال :
وواجب عند إختلاف الفهم ***إحساننا الظن بأهلالعلمِ
وقد قال ابن رجب رحمه الله في القواعد :
يأبى الله العصمة الا لكتابه والمنصف من إغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه .
أرجو الله جل وعلا اننكون قد وفقنا فيما حررناه وبيناه وقلناه والله وحده هو المستعان وعليه البلاغ
وهذا ماتيسر ايراده وتهيأ اعداده حول قول الله جل وعلا :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*}
هذه الايه تبين أن الخوف من مقام الله منزله وايّ منزلةمن أُعطيها فقد أعطي حضا عظيما جليلا من القرب من الرب تبارك وتعالى
يسر الله ليولكم هذه المنزله ..
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله والحمد لله ربالعالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول بتصريف
منقول من سلسلة معالم بيانية في أيات قرأنية
للشيخ المغامسي
مـــ ماجده ـلآك الروح
أن الله جل ووعلا امتن الله على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنه
وقد قابلت الجن هذه الايه بالشكرالقولي أبلغ من الانس قالوا : "ولا بشىء من الآءك ربنا نكذب فلك الحمد"كما وردفي ذلك الاثر .
ما الذي يدفعنا إلى الحديث عن هذه الايه ؟
نقول أن بعض أهل العلم رحمة الله تعالى عليهم يذهبون إلى أن الجن
إنما ينحصر جزاءهم في أن الله جل وعلا يجيرهم من عذاب النار وانهم لا يدخلون الجنه .
وحججهم في هذا هوقول الله جل وعلا في الأحقاف :
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَنَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواأَنصِتُوا ...
إلى قوله سبحانه وهو موضوع الشاهد
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْلَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الأحقاف
لكن بيانيا هل الآيه التى احتجوا بها تصلح للسياق الذي ذهبوا إليه ؟ أم ان هناك مايعارض هذا المفهوم ؟؟
الذي تبين لهم من كلام الله جل وعلا نقول أجاب عن هذا ابن كثير رحمه الله تعالى عليه وحسبك به قامة علميه في علم القرآن خاصة قال رحمه الله : والحق أن مؤمنهم كمؤمن الانس يدخلون الجنه كماهو مذهب جماعه من السلف
وقد استدل بعضهم لهذا بقوله :
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ }الرحمن
ثم قال : وفي هذا الاستدلال نظر وذكر المعنى الذي ذكرناه في قولالله جل وعلا :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِجَنَّتَانِ}
ثم أنه قال رحمه الله تعالى عليه في كلام علميّ رصين :
فلم يكن تعالى ليمتنّ عليهم بجزاء لا يحصل لهم
وايضاً كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازي مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل
بطرق الاولى والاحرى
وهذا القول الذي حرره الحافظ ابن كثير انت ترى علامه الظهور والعلو العلمي عليه فأنت تجد نفسك تميل عليه لقولة دليله وهذا الذي ينبغي ان يسوق المرء إلى الحق في إختيار الادله .
ثم قالوممن يدل ايضا على ذلك : عموم قوله تعالى :
{إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِنُزُلاً }الكهف
107والذي قصده الحافظ ابن كثير بهذا العموم أن قول اللهجل وعلا :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ}
فالذين : اسم موصول وهو من الفاظ العموم فيدخل فيه مؤمنالجن ومؤمن الانس على السواء ولا دليل على تخصيص أحدهما دون الآخر .
ثم قال جل وعلا بعد ذلك يبين صحة ما ذهبنا إليه هو قوله تبارك وتعالى :
{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}الرحمن74
وقد بينّا رأي الحافظ ابن كثير في ذلك
فقول ونعود إلى قوله : وما ذكروه هاهنا من الجزاء على الإيمان ، العلماء الذين لا يرون
انهم يدخلون الجنه ويكتفون بالقول أنهم يجارون من العذاب قال رحمه الله يجيب عليهم :
وما ذكروه هاهنا على الجزاء على الايمان من تكفير الذنوب والإجارة من العذاب الاليم
هو يستلزم دخول الجنه ؛ لانه ليس في الآخره الا الجنه او النار .
فمن أجير من النار دخل الجنه لا محاله ولم يرد معنا نص صريح ولا ظاهر عن الشارع
أن مؤمن الجن لا يدخلون الجنة وإن اجيروا من النار ؛ ثم قال ولو صح لقلنا بهوالله اعلم
وهذا نوح عليه السلام يقول لقومه :
{َغْفِرْلَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} سورةنوح
ولاخلاف ان مؤمني قومه في الجنة فكذلك هاؤلا .
أقول بعد ماسقته من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى عليه :
ان الانسان أحيانا يغلب عليه الإقتصار على جزئيه واحده وهذا بلا شك يحدث خللا في
التصور العلميّ وينبغي للناظر في القرآن وفي غيره من أمور الشرع ؛ أن تكون نظرته نظره شموليه عامة يستحضر جميع الادله التى تعنى بالقضية لأن النظر بطريقه جزئيه دون استصحاب مقاصد الشرع مع ضرب الذكر صفحا عن الادله الكلية والأشباه
والنظائر يجعل من المقوله بعد ذلك لا تستوي علميا ولا ترتقي إلى أن يعتقدها الانسان شرعا ويدين الرب بها تبارك وتعالى
وعلى هذا كنا نرى في كلام الحافظ ابن كثير قرباً من الصواب أو لنقل ونجزم انه هو الصواب لأن الطريقه التىسلكها الحافظ ابن كثير في طرح دليله هي الطريقه العلميه التي ينجم عنها الوصول بفضلالله جل وعلا ورحمته إلى القول السديد في القضيه .
وقلت ان الاولين الذين ذهبواإلى الرأي الاول وهم علماء فضلاء انما إقتصروا على آيه واحده وليست هذه طريقه صحيحة ولا منهجية سليمة في الدليل العلميّ.
ولهذا أمثله ونظائر واشباه في كلام الرب جل وعلا فأنت ترى ان العلماء الذين وفق غالبهم إلى الصواب وترى في قولهم متانه العلم وقوة الحكم انما وصلوا إليه بقدرتهم إلى النظرة الشموليه .
على هذا نقول ان عدم التعجل في هو الذي بعد فضل الله جل وعلا ورحمته يهدي إلى الطريق الاقوم .
على انه ينبغي ان يُعلم ان من قال بالقول الاول الذي رأيناه مرجوحا من العلماء
لا يعني ذلك الغضاضه منهم أو التقليل من شأنهم
قــال الشاطبي رحمه الله
في بيت شعر جامع مانع كامل يظهر فيهالادب مع العلماء قال :
وواجب عند إختلاف الفهم ***إحساننا الظن بأهلالعلمِ
وقد قال ابن رجب رحمه الله في القواعد :
يأبى الله العصمة الا لكتابه والمنصف من إغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه .
أرجو الله جل وعلا اننكون قد وفقنا فيما حررناه وبيناه وقلناه والله وحده هو المستعان وعليه البلاغ
وهذا ماتيسر ايراده وتهيأ اعداده حول قول الله جل وعلا :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءرَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*}
هذه الايه تبين أن الخوف من مقام الله منزله وايّ منزلةمن أُعطيها فقد أعطي حضا عظيما جليلا من القرب من الرب تبارك وتعالى
يسر الله ليولكم هذه المنزله ..
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله والحمد لله ربالعالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول بتصريف
منقول من سلسلة معالم بيانية في أيات قرأنية
للشيخ المغامسي
مـــ ماجده ـلآك الروح