بقلم أ.د. امل المخزومي
Prof. Dr. Amal Al-Makhzoumi
يبدأ مرض الوسواس احيانا في مرحلة الطفولة قبل سن العاشرة من العمر نتيجة للتغييرات الحاصلة في نسيج المخ وقد يتعرض الى حالة من حالات الخمود او الركود ويعود بعدها في المراحل الاخرى عندما يتعرض الفرد الى مشكلة معينة توقظ ذلك المرض ويظهر في حالة اشد مما كان عليه في مرحلة الطفولة . كما تبدأ الوساوس للبعض الاخر في مرحلة المراهقة في سن السابعة عشر من العمر وذلك لتغييرات الحاصلة في النسيج العصبي لدى الفرد ويكون المرض في هذه المرحلة اشد من المرض عندما في فترة الطفولة وذلك بسبب مشاكل المراهقة التي تزيد من ذلك .
انواع الوسواس
هناك ثلاثة انواع للوسواس هي ما ياتي:
1 ـ وسواس الشيطان كثيرا ما يصاب به من يميل الى الدين بحيث يصبح هدف الشيطان اخرجه عن طاعة ربه بكل الاساليب والوسائل كما اخرج ادم من الجنة بعد ان نسي امر ربه ، كما يتعلق هذا النوع من المرض بالنقص في العبادة او الصلاة ايضا . على الفرد ان يكون حذرا من ذلك ولا ينسى طاعة ربه ولو للحظة ويزول هذا المرض بالطاعة والاستعاذة والاصرار على دحر الشيطان ، ربما يعود المرض الى الفرد عدة مرات ولكن بالحذر والارادة والعزيمة في مصارعة الشيطان والتغلب عليه بالتركيز على العبادة والخشوع والاستمرار على ذلك عندها يتعب الشيطان ويولي الادبار .
2 ـ وسواس النفس ينتج هذا الوسواس من المغريات الموجودة في البيئة الاجتماعية وتلعب التنشئة دورا مهما في ذلك من الحد منها او الزيادة لها ويتعلق بحديث النفس بما يرى من مغريات ودرجة تاثيرهذه المغريات عليه فان ضعف امامها فانه سيكون عبدا لها اما اذا صمم على ازالتها بالوسائل الناجعة والمختلفة التي تعمل على استثارة الطاقة النفسية السليمة والفكرية والاجتماعية للحد منها عن طريق تكوين علاقات اجتماعية نزيهة والانضمام للنشاطات الاجتماعية المختلفة وانشغال الفرد بمهارات متعدد ومختلفة لاشغاله عن التفكير بتلك الوساوس عندها يتم العلاج ويتخلص الفرد من ذلك المرض المزعج .
3 ـ الوسواس القهري : يعتبر هذا النوع من الوسوس من اصعب الانواع لانه ناتج عن خلل في كيمائية المخ والنسيج العصبي ولهذا يحتاج الى سنوات طويلة للعلاج . يتميز هذا المرض بسيطرة الافكار او الافعال على المريض سيطرة تامة . يصاب بالوسواس القهري المؤمن والكافر على حد سواء بحيث تسيطر على الفرد فكرة مزعجة ومرفوضة على ذهنه وتقتحم حياته مهما اراد ابعادها ولا علاقة لها بالجن او المس وانما العلاقة بكيميائية المخ .
هناك عوامل كثيرة تلعب دورا مهما في ظهور المرض كالوراثة والاضطرابات البيولوجية الكيماوية الجسدية والاختلالات النفسية الفردية والعوامل الاجتماعية والثقافية وان تفاعلت جميعها عندها يصبح المرض شديدا ومتأزما ويصعب علاجة وقد يتعذر شفائه . لهذا المرض علاقة قوية مع القلق النفسي والكآبة وتشير بعض الدراسات الى ان علاقته مع القلق تصل الى نسبة عالية جدا اي حوالي 76% ومع الاكتئاب حوالي 33 % . واشارت دراسات اخرى الى ان اشخصية القلقة او الخوافة يكون احتمال الاصابة لديهم بالمرض حوالي 33 % خاصة اذا وجد المرض البيئة الصالحة لذلك . ولهذا يحتاج المرضى لعلاج دوائي ونفسي وقد حقق هذان النوعان من العلاج نسب عالية من الشفاء بحيث وصلت مابين 60ـ 80 % منهم شفاءا تاما او اخرون يتحسنون اما من يستمر المرض معهم فانهم بنسبة ما بين 20ـ40 % .
علاج الوسواس القهري : يتم العلاج بالطريقتين ، الدوائي والعلاج النفسي السلوكي :
1 ـ العلاج الدوائي الذي يهدف الى اعادة كيمائية المخ الى وضعها الطبيعي وذلك باعطاء مثبطات لاسترجاع السيروتونين الانتقائية التي يطلق عليها الاسم العلمي ( ماسا وهناك مجموعة اخرى مختصرها العلمي ( الماس ) ومن المعتاد تعطى ماسا او المثبطات في الصباح او بعد العشاء ويستمر المريض في تناولها لمدة ثلاثة اشهر بكمية خمسين ملجم ، ان شعر المريض بتحسن فانه يستمر على ذلك ، وتعتمد فترة الاستمرار على حالة المريض وتقبل جسمه للعلاج وتقدمه في الشفاء وقد تكون سنة ، اما اذا لم يتحسن فتضاعف الجرعة ويستمر معه لمدة ثلاثة اشهر ايضا ويراقب الطبيب المعالج اثر الجرعة فان لم يظهر تحسن على المريض عندها يلجا الطبيب الى مضاعفة الجرعة ثلاث مرات ويستمر معه لمدة ثلاثة اشهر اخرى ، وان لم يظهر تحسن فانه يضاعفها الى اربعة عما كانت عليه في المرة الاولى . ولهذا السبب ننصح بالصبر والاستمرار على الدواء والحذر من التوقف عنه الا بارشاد الطبيب المعالج ومن المعلوم ان المرض ياتي بسرعة ولكن يزال بصعوبة ، و ان تحسن اضطراب الوسواس لا يظهر هذا التحسن الا بعد اسابيع من العلاج اي بعد شهر على الاقل من بدأ العلاج .
2 ـ العلاج السلوكي المعرفي : يتم على يد المعالج النفسي وذلك بمعرفة السبب ومحاولة التخلص من تلك المسببات بكل الوسائل الممكنة كي يسير العلاج الدوائي مع العلاج النفسي وتكون النتائج مرضية لكلا الطرفين . يحاول المعالج النفسي بتشجيع المريض على التحلي بالشجاعة وقوة الارادة بمحاولة التعرض الى ما يخشاه ويخاف ويقلق منه و الذي يسبب في زيادة وساوسه و تؤدي تلك المواجهة الشجاعة والحكيمة وعدم الهرب منها الى دحرالمرض والتخلص منه مع تكرار تلك المحاولات الى ان يشفى المريض من مرضه بشكل تام
ماجده
Prof. Dr. Amal Al-Makhzoumi
يبدأ مرض الوسواس احيانا في مرحلة الطفولة قبل سن العاشرة من العمر نتيجة للتغييرات الحاصلة في نسيج المخ وقد يتعرض الى حالة من حالات الخمود او الركود ويعود بعدها في المراحل الاخرى عندما يتعرض الفرد الى مشكلة معينة توقظ ذلك المرض ويظهر في حالة اشد مما كان عليه في مرحلة الطفولة . كما تبدأ الوساوس للبعض الاخر في مرحلة المراهقة في سن السابعة عشر من العمر وذلك لتغييرات الحاصلة في النسيج العصبي لدى الفرد ويكون المرض في هذه المرحلة اشد من المرض عندما في فترة الطفولة وذلك بسبب مشاكل المراهقة التي تزيد من ذلك .
انواع الوسواس
هناك ثلاثة انواع للوسواس هي ما ياتي:
1 ـ وسواس الشيطان كثيرا ما يصاب به من يميل الى الدين بحيث يصبح هدف الشيطان اخرجه عن طاعة ربه بكل الاساليب والوسائل كما اخرج ادم من الجنة بعد ان نسي امر ربه ، كما يتعلق هذا النوع من المرض بالنقص في العبادة او الصلاة ايضا . على الفرد ان يكون حذرا من ذلك ولا ينسى طاعة ربه ولو للحظة ويزول هذا المرض بالطاعة والاستعاذة والاصرار على دحر الشيطان ، ربما يعود المرض الى الفرد عدة مرات ولكن بالحذر والارادة والعزيمة في مصارعة الشيطان والتغلب عليه بالتركيز على العبادة والخشوع والاستمرار على ذلك عندها يتعب الشيطان ويولي الادبار .
2 ـ وسواس النفس ينتج هذا الوسواس من المغريات الموجودة في البيئة الاجتماعية وتلعب التنشئة دورا مهما في ذلك من الحد منها او الزيادة لها ويتعلق بحديث النفس بما يرى من مغريات ودرجة تاثيرهذه المغريات عليه فان ضعف امامها فانه سيكون عبدا لها اما اذا صمم على ازالتها بالوسائل الناجعة والمختلفة التي تعمل على استثارة الطاقة النفسية السليمة والفكرية والاجتماعية للحد منها عن طريق تكوين علاقات اجتماعية نزيهة والانضمام للنشاطات الاجتماعية المختلفة وانشغال الفرد بمهارات متعدد ومختلفة لاشغاله عن التفكير بتلك الوساوس عندها يتم العلاج ويتخلص الفرد من ذلك المرض المزعج .
3 ـ الوسواس القهري : يعتبر هذا النوع من الوسوس من اصعب الانواع لانه ناتج عن خلل في كيمائية المخ والنسيج العصبي ولهذا يحتاج الى سنوات طويلة للعلاج . يتميز هذا المرض بسيطرة الافكار او الافعال على المريض سيطرة تامة . يصاب بالوسواس القهري المؤمن والكافر على حد سواء بحيث تسيطر على الفرد فكرة مزعجة ومرفوضة على ذهنه وتقتحم حياته مهما اراد ابعادها ولا علاقة لها بالجن او المس وانما العلاقة بكيميائية المخ .
هناك عوامل كثيرة تلعب دورا مهما في ظهور المرض كالوراثة والاضطرابات البيولوجية الكيماوية الجسدية والاختلالات النفسية الفردية والعوامل الاجتماعية والثقافية وان تفاعلت جميعها عندها يصبح المرض شديدا ومتأزما ويصعب علاجة وقد يتعذر شفائه . لهذا المرض علاقة قوية مع القلق النفسي والكآبة وتشير بعض الدراسات الى ان علاقته مع القلق تصل الى نسبة عالية جدا اي حوالي 76% ومع الاكتئاب حوالي 33 % . واشارت دراسات اخرى الى ان اشخصية القلقة او الخوافة يكون احتمال الاصابة لديهم بالمرض حوالي 33 % خاصة اذا وجد المرض البيئة الصالحة لذلك . ولهذا يحتاج المرضى لعلاج دوائي ونفسي وقد حقق هذان النوعان من العلاج نسب عالية من الشفاء بحيث وصلت مابين 60ـ 80 % منهم شفاءا تاما او اخرون يتحسنون اما من يستمر المرض معهم فانهم بنسبة ما بين 20ـ40 % .
علاج الوسواس القهري : يتم العلاج بالطريقتين ، الدوائي والعلاج النفسي السلوكي :
1 ـ العلاج الدوائي الذي يهدف الى اعادة كيمائية المخ الى وضعها الطبيعي وذلك باعطاء مثبطات لاسترجاع السيروتونين الانتقائية التي يطلق عليها الاسم العلمي ( ماسا وهناك مجموعة اخرى مختصرها العلمي ( الماس ) ومن المعتاد تعطى ماسا او المثبطات في الصباح او بعد العشاء ويستمر المريض في تناولها لمدة ثلاثة اشهر بكمية خمسين ملجم ، ان شعر المريض بتحسن فانه يستمر على ذلك ، وتعتمد فترة الاستمرار على حالة المريض وتقبل جسمه للعلاج وتقدمه في الشفاء وقد تكون سنة ، اما اذا لم يتحسن فتضاعف الجرعة ويستمر معه لمدة ثلاثة اشهر ايضا ويراقب الطبيب المعالج اثر الجرعة فان لم يظهر تحسن على المريض عندها يلجا الطبيب الى مضاعفة الجرعة ثلاث مرات ويستمر معه لمدة ثلاثة اشهر اخرى ، وان لم يظهر تحسن فانه يضاعفها الى اربعة عما كانت عليه في المرة الاولى . ولهذا السبب ننصح بالصبر والاستمرار على الدواء والحذر من التوقف عنه الا بارشاد الطبيب المعالج ومن المعلوم ان المرض ياتي بسرعة ولكن يزال بصعوبة ، و ان تحسن اضطراب الوسواس لا يظهر هذا التحسن الا بعد اسابيع من العلاج اي بعد شهر على الاقل من بدأ العلاج .
2 ـ العلاج السلوكي المعرفي : يتم على يد المعالج النفسي وذلك بمعرفة السبب ومحاولة التخلص من تلك المسببات بكل الوسائل الممكنة كي يسير العلاج الدوائي مع العلاج النفسي وتكون النتائج مرضية لكلا الطرفين . يحاول المعالج النفسي بتشجيع المريض على التحلي بالشجاعة وقوة الارادة بمحاولة التعرض الى ما يخشاه ويخاف ويقلق منه و الذي يسبب في زيادة وساوسه و تؤدي تلك المواجهة الشجاعة والحكيمة وعدم الهرب منها الى دحرالمرض والتخلص منه مع تكرار تلك المحاولات الى ان يشفى المريض من مرضه بشكل تام
ماجده