مما لا شك فيه أن القرآن هو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك قام اجتهاد الأمة حول هذه المعجزة حتى أن الأمة لم تتمكن حتى الآن من ملاحقة أوجه الإعجاز في هذا الكتاب الكريم.
وكذلك كان الأمر بالنسبة للأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من روافد معجزة الحديث.. علم الحديث.
والصلة بين القرآن وعلم الحديث من ناحية الإعجاز ترجع إلى قاعدة ثابتة في مفهوم المعجزة وهي أن تكون كرامة أولياء الأمة تابعة لمعجزة نبي هذه الأمة، ولذلك كانت دعوة الغلام في قصة أصحاب الأخدود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي إبراء الأكمة والأبرص ومداواة الناس من سائر الأدواء؛ لأنه كان من أمة عيسى - عليه السلام - حيث كانت معجزته كما قال تعالى: {وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ} [آل عمران: من الآية 49].
وكما حقق التعامل مع القرآن من خلال المنظور الإعجازي فيه تفاعلا قلبيا وعقليا علي مستوى الأمة.. كذلك يجب أن يكون التعامل مع الحديث..
ليكون هذا المنظور هو البرهان العقلي والقلبي الباقي للأمة علي صدق النبوة؛ فآيات الأنبياء ودلائل صدقهم متنوعة.. قبل البعث.. وحين البعث في حياتهم.. وبعد موتهم..
فقبل البعث مثل بشارات من تقدم من الأنبياء، ومثل الإرهاصات الدالة عليه...
وأما حين البعث فظاهر...
أما في حياته فمثل نصره وانجائه إهلاك أعدائه..
أما بعد موته فنصر أتباعه إهلاك أعدائه كما قال تعالي: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51].
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173].
وقال للمسيح -عليه السلام-: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران: 55].
وأتباع النبي إذا قاموا بعهوده ووصاياه، نصرهم الله وأظهرهم على المخالفين له.. فإذا ضيعوا عهوده ظهر أولئك عليهم...
فمدار النصر والظهور مع متابعة النبي وجودا وعدما، من غير سبب يزاحم ذلك.
وعلي ضوء هذه الحقيقة ندرك لماذا جاء في سورة الصف قول الله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4].
ثم جاء بعدها: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة الصف: 5]، ليتبين أن حفظ مقام النبوة مع وحدة الصف هي أهم السنن الثابتة للنصر.
كما ندرك كيف أن الآية التي كانت مع طالوت عندما اصطفاه الله ملكا علي بني إسرائيل هي كما قال الله سبحانه: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 248].
لتتبين لنا العلاقة بين مقام النبوة وقدر الأمة.. فإن كانت البقية التي تركها آل موسى وآل هارون هي التابوت فيه السكينة من الله.. فإن ما تركه رسول الله صلي الله عليه وسلم هو كتاب الله وسنته «تركت فيكم أمرين؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» [حسنه الألباني].
ومتابعة النبي صلي الله عليه وسلم لا تكون إلا بحفظ سنته التي لا يتم حفظها إلا بعلم الحديث؛ لذا كان من الضروري تناول هذا العلم من منظور إعجازي، يوضح حقيقة الوحي الكامنة فيه، مما يضفي عليه نداوة تقرب النفوس منه، فيتعامل الناس معه بعاطفة ووعي تعالج جفاف التلقي لهذا العلم.
وكذلك كان الأمر بالنسبة للأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من روافد معجزة الحديث.. علم الحديث.
والصلة بين القرآن وعلم الحديث من ناحية الإعجاز ترجع إلى قاعدة ثابتة في مفهوم المعجزة وهي أن تكون كرامة أولياء الأمة تابعة لمعجزة نبي هذه الأمة، ولذلك كانت دعوة الغلام في قصة أصحاب الأخدود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي إبراء الأكمة والأبرص ومداواة الناس من سائر الأدواء؛ لأنه كان من أمة عيسى - عليه السلام - حيث كانت معجزته كما قال تعالى: {وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ} [آل عمران: من الآية 49].
وكما حقق التعامل مع القرآن من خلال المنظور الإعجازي فيه تفاعلا قلبيا وعقليا علي مستوى الأمة.. كذلك يجب أن يكون التعامل مع الحديث..
ليكون هذا المنظور هو البرهان العقلي والقلبي الباقي للأمة علي صدق النبوة؛ فآيات الأنبياء ودلائل صدقهم متنوعة.. قبل البعث.. وحين البعث في حياتهم.. وبعد موتهم..
فقبل البعث مثل بشارات من تقدم من الأنبياء، ومثل الإرهاصات الدالة عليه...
وأما حين البعث فظاهر...
أما في حياته فمثل نصره وانجائه إهلاك أعدائه..
أما بعد موته فنصر أتباعه إهلاك أعدائه كما قال تعالي: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [سورة غافر: 51].
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173].
وقال للمسيح -عليه السلام-: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران: 55].
وأتباع النبي إذا قاموا بعهوده ووصاياه، نصرهم الله وأظهرهم على المخالفين له.. فإذا ضيعوا عهوده ظهر أولئك عليهم...
فمدار النصر والظهور مع متابعة النبي وجودا وعدما، من غير سبب يزاحم ذلك.
وعلي ضوء هذه الحقيقة ندرك لماذا جاء في سورة الصف قول الله: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4].
ثم جاء بعدها: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة الصف: 5]، ليتبين أن حفظ مقام النبوة مع وحدة الصف هي أهم السنن الثابتة للنصر.
كما ندرك كيف أن الآية التي كانت مع طالوت عندما اصطفاه الله ملكا علي بني إسرائيل هي كما قال الله سبحانه: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 248].
لتتبين لنا العلاقة بين مقام النبوة وقدر الأمة.. فإن كانت البقية التي تركها آل موسى وآل هارون هي التابوت فيه السكينة من الله.. فإن ما تركه رسول الله صلي الله عليه وسلم هو كتاب الله وسنته «تركت فيكم أمرين؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» [حسنه الألباني].
ومتابعة النبي صلي الله عليه وسلم لا تكون إلا بحفظ سنته التي لا يتم حفظها إلا بعلم الحديث؛ لذا كان من الضروري تناول هذا العلم من منظور إعجازي، يوضح حقيقة الوحي الكامنة فيه، مما يضفي عليه نداوة تقرب النفوس منه، فيتعامل الناس معه بعاطفة ووعي تعالج جفاف التلقي لهذا العلم.
م
مآآآآآجى
مآآآآآجى