هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    سورة الإخلاص

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال سورة الإخلاص

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الإثنين 9 مارس - 10:44

    الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذي اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

    وبعد:
    فإن الله أنزل هذا القرآن؛ لتدبُّره والعمل به؛ قال سبحانه: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ} [ص: 29]، وجعل فيه الشفاء والنور والهداية؛ قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].

    ومن السور التي تتكرَّرُ على أسماعنا، وتحتاج منا إلى وقفة تأمل وتدبُّر: سورة الإخلاص، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1: 4].

    عن أنس - رضي الله عنه -: كان رجلٌ من الأنصار يؤمُّهم في مسجد قُباء، وكان كُلَّما افتتح سورةً يقرأ بها لهم في الصلاة، مما يقرأ به افتتح بِـ{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورةً أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كلِّ ركعة، فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتحُ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تُجْزِئُكَ حتى تقرأ بأخرى! فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى، فقال: ما أنا بتاركها، إنْ أَحْبَبْتُمْ أن أؤمَّكم بذلك فعلتُ، وإنْ كَرِهْتُم تَرَكْتُكُم - وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمَّهم غيره - فلما أتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: ((يا فلان، ما يَمْنَعُكَ أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟))، فقال: إني أحبُّها - وفي رواية: "لأنها صفة الرحمن عزَّ وجل[1] - فقال: ((حُبُّكَ إياها أدخلكَ الجنَّة))[2].

    وعن أبي سعيد الخُدْرِيّ - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((أيعجِزُ أحدكم أن يقرأ ثُلُثَ القرآن في ليلةٍ؟))، فشقَّ ذلك عليهم، وقالوا: أيُّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟! فقال: ((الله الواحد الصمد ثُلُثُ القرآن))[3].

    وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يستشفي بهذه السورة مع غيرها من السور، والقرآن كله شفاءٌ.عن عائشة - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كَفَّيْه، ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بها على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يَفْعَلُ ذلك ثلاث مَرَّاتٍ[4].

    قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}:

    قال ابْنُ كثيرٍ: "أي: هو الواحد الأحد، الذي لا نظير له، ولا وزير، ولا نديد، ولا شبيه، ولا عديل، ولا يُطْلَقُ هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلاَّ على الله - عز وجل - لأنه الكامل في جميع صِفاتِه وأفعالِه"[5]. اهـ.

    وقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ}: قال عكرمة عن ابن عباس: "الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم، والعرب تسمِّي أشرافها الصَّمَد"، وقال أبو وائل: "هو السيد الذي انتهى سؤدده".

    وقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}؛ أي: ليس له والد، ولا ولد، ولا صاحبة.

    قال مجاهد: "{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ}؛ أي: صاحبة". اهـ.

    والمراد بالصاحبة: الزوجة، كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنعام: 101]؛ أي: هو مالك كلِّ شيءٍ وخالقه، فكيف يكون له من خلقه نظيرٌ يساميه، أو قريبٌ يدانيه - تعالى وتقدَّس؟!

    قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا} [مريم: 88 - 94].

    عن أبي موسى الأشعريّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما أحدٌ أصْبَر على أذًى سمعه من الله، يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم))[6].

    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشَتَمَنِي ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي، فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أوَّل الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي، فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوًا أحدٌ))[7].

    ومن فوائد هذه السورة الكريمة:
    أوَّلا: إثبات وحدانية الله - جلَّ وعلا - والردُّ على اليهود، والنصارى الذين يجعلون له الوَلَدَ؛ قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30].

    ثانيًا: أن هذه السورة اشتملت على اسم الله الأعظم، الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب.

    فعن عبدالله بن بُرَيْدَة، عن أبيه - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ - صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم - سمع رجلاً يقول: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ أنِّي أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كُفُوًا أحد، فقال: ((لقد سألتَ الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعيَ به أجاب))[8].

    ثالثًا: استحباب قراءتها عند المبيت؛ كما تقدم من فعله - عليه الصلاة والسلام - وقراءتها أيضًا صباحًا ومساءً ثلاث مرات.

    عن عبدالله بن خُبَيْب - رضي الله عنه - أنه قال: خرجنا في ليلةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شديدةٍ، نطلب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلِّيَ لنا، فأدركناهُ، فقال: ((أَصَلَّيْتُمْ؟)) فلم أَقُلْ شيئًا، فقال: ((قُلْ))، فلم أَقُلْ شيئًا، ثم قال: ((قُلْ))، فلم أَقُلْ شيئًا، ثم قال: ((قُلْ))، فقلت: يا رسول الله، ما أقولُ؟ قال: ((قل هو الله أحد، والمعوِّذتين، حين تُمْسي وحين تُصبِح، ثلاثَ مرَّاتٍ، تكفيكَ من كلِّ شيءٍ))[9].

    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    ــــــــــــــــــــــــ
    [1] صحيح البخاري (4/379) برقم (7375).
    [2] صحيح البخاري (1/252) برقم (774).
    [3] صحيح البخاري (3/344) برقم (5015)، ورواه مسلم من طريق أبي الدرداء (1/556) برقم (811).
    [4] صحيح البخاري (3/344) برقم (5017).
    [5] تفسير ابن كثير (4/570).
    [6] صحيح البخاري (4/379) برقم (7378).
    [7] صحيح البخاري (3/334) برقم (4974).
    [8] سنن أبي داود (2/79) برقم (1493).
    [9] سنن أبي داود (4/322) برقم (5082).
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
    مآآآآآجى
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8187
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: سورة الإخلاص

    مُساهمة من طرف مدير عام الخميس 12 مارس - 14:27

    سورة الإخلاص E%20(103)
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17074
    السٌّمعَة : 22

    سؤال رد: سورة الإخلاص

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الجمعة 13 مارس - 8:11

    بارك الله لك

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 1 نوفمبر - 8:38