السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:"وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ " (النور" 33).
.... لا يخفى على كل ذي لب أن فتنة النساء هي من أخطر الفتن على الإطلاق كما ورد ذلك في الحديث، فهن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما تركت بعدي من فتنة أضر على الرجال من النساء" (رواه البخاري ومسلم).
وفي زماننا هذا، اشتد وطي فتنة النساء ، وقوي عودها، وانتشر في الأركان شرها، حتى تملكت قلوب الغافين، وعبثت بعقول التائهين، ولم تزل تفتك بخيرة شباب المسلمين حتى ضيعت عليهم دينهم، وهتكت عرضهم، وهدٌت جهدهم، وتركتهم حيارى في الطرقات، يتحسسون الفواحش في الممرات،ويلتمسون الفساد في الأسواق في الصبحيات والأمسيات، ولربما أقاموا الأسفار والرحلات، وتحملوا النصب والتعب ليفوزوا بشهواتهم الجامحة، ونزواتهم الدنية، وينقلبوا على أدبارهم خاسرين.
ولا شك أن فتنة النساء هي أول شرارات الفساد في المجتمع، وهي مبدأ الرذيلة والانحلال وسبب كل منكر وفحشاء وكل ضر وبلاء،
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" ان الدنيا حلوة خضرة، وان الله مستخلفكم فيها، لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، وان أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء " ( رواه مسلم).
ومن رحمة الله بالعباد، أن دلهم على ما يحفظهم من شرور فتنة النساء، وبٌين لهم سُبل الوقاية والعلاج ،قال تعالى:"وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ " (النور" 33).
فبٌين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن العفة هي المخرج من تلك الفتنة الظلماء.