بينما كنت أقرأ أحد الكتب وقع بصري على معلومة في سطر جذبتني بشدة ألا وهي أن اسم فرعون ُذكر في القرآن 74 مرة، فتنبهت لحقيقة هامة أراد الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم أن ُيذكّر عباده بها وهي أن فرعون موسى نموذج لكل طاغية، وأنه سوف يتكرر فى أماكن كثيرة وأزمنة أخرى بكل جبروته وطغيانه فلابد من الإتعاظ بما جرى معه.
وعندما تابعت قراءتي وجدت أن اسم سيدنا موسى عليه السلام تكرر في القرآن 136 مرة وهو ما لم يحدث لنبي ولا رسول، فأيقنت أن جزء من هذا التكرار جاء للتنبيه على قواعد الصراع الذى سوف يتكرر كثيراً بين شر الطواغيت المفسدين والدعاة إلى الله أصحاب المقاومة الصالحة الربانية ضد الطغيان، وأن هذا الصراع سوف يكون دائماً شديداً ولكن النصرة ستكون للصالحين بإذن الله، لكن هل هذا التكرار له علاقة باليهود؟، وأنهم وراء كثير من الفساد والقتل والشر والطغيان وأنهم يدعمون فراعنة كل زمان ومكان؟!
ربما فما جاء فى بروتوكولات حكماء صهيون يؤيد ذلك والواقع فيه أيضاً تأييد لذلك.
ورفعت بصري لمتابعة قناة الجزيرة أثناء بثها لما يسمى القمة العربية فوجدتها تبث مشهد لحاكم عربى يقول أنه زعيم عالمي، وأنه ملك ملوك إفريقيا، وأنه إمام المسلمين، فتعجبت وقلت فى نفسي إمام المسلمين!!؟، لوحدها تحتاج مقالات...
ثم رجعت ببصري إلى قراءتي للكتاب الذي بين يدي فوجدت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعقيباً على مقتل أبو جهل أنه فرعون هذه الأمة ففهمت أنه سيكون فى كل أمة ودولة وجماعة من الناس فى كل زمان ومكان فرعون طاغية جبار تتشابه صفاته مع فرعون موسى، وذلك خلافاً لما جاء عن بعض المفسرين أن فرعون هو رمز لكل طاغية يحكم مصر.
ثم تركت الكتاب جانباً وقلت لكن ما هي أسباب تجدد ظهور الفراعنة الجدد بهذه الطريقة؛ لقد انتشروا فى بلاد كثيرة وكلهم يقول أنا ربكم الأعلى ولا معقب لقراري ورأيي، وكلهم حولهم هامان وجنودهما لذلك قال الحق: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 8].
ولكن ما الذي أوصل شخصيات الحكام لهذه الفرّعنة والطغيان؟!، أعتقد أنها بطانة السوء فهي التى تُحسن كل قبيح وتسجد وتقترب لكل طاغية، ومع كل قرار يجدها الحاكم حوله، ألسنتها تلهج بالتسبيح بحمده وأنه لولا حكمته لضاع البلد والشعب، ويقال فى كتب التاريخ أن نيرون كان قبل الحكم شاباً رقيقاً ولما حكم التفت حوله بطانة السوء فتحول إلى الطاغية نيرون!!
وتذكرت مقولة العالم مالك بن نبي عندما تحدث عن قابلية شعوب للاستبداد، نعم يوجد قهر بالقتل والذبح والتخويف والسجون فقد جاء فى تفسير قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} [سورة الفجر: 10]، أن الأوتاد هى أجهزة التعذيب أيام فرعون؛ كان يجعل ضحيته على أربعة أوتاد، لكن عندما يحكم حاكم 40 عام مستبداً ماذا يعنى ذلك غير قبول الاستبداد.
ولا يفوتني الإشارة الى أن فرعون ضرب مثلاً لقمة القسوة التى لا توجد فى كثير من الحيوانات فقد أراد أن يقتل موسى وهو طفل رضيع ابن يوم حتى صاحت زوجته لا تقتلوه (أي قسوة وأي انعدام للرحمة في قلوب الفراعنة)، وقد أراد فرعون ذلك ظناً منه أنه يمنع ظهور أي مقاومة صالحة لفرعونيته، ولكن خاب وخسر كل فرعون،
ويبقى الإشارة إلى أن الفراعنة الجدد يملكون سحرة جدد عبارة عن أجهزة إعلام جبارة تسحر عقول الناس، يجعلون العصا ثعباناً تقلب الباطل حقاً فتخرج الجماهير تهتف لجلادها المضيع لدينهم بالروح بالدم رغم أن آثار سياطه على ظهورهم تدمي، لكن أشد ما يغيظ الفراعنة المعاندين لله هو الطليعة المؤمنة الواعية الفاهمة لقضيتها، التي تقاوم الباطل وسحره وأبواق إعلامه المضللة وتدحرها؛ لذلك جاء فى كتاب الله {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ} [طـه :70-71].
وقد كثرت أبواق الإعلام المضللة من سحرة فرعون الجدد على شكل فضائيات تقدم السم في العسل، وصحف تهلل وتمجد كل كلمة ضلال وتمنع كل كلمة حق؛ لذلك وجب على كل مسلم أن يقوي إيمانه بالله وعقيدته؛ فهما الحصن القوي ضد بطش الفراعنة الجدد، وهما سلاحه لمقاومة ضلال سحرة فرعون الجدد.
وأخيرًا،
لقد انتصر موسى على فرعون، ودائما سوف ينتصر الحق وأهله إذا صبروا وثبتوا على إيمانهم، ولكن عندما ينجح الفراعنة الجدد في تكوين سحرة جدد ينجحون في ابتكار آليات سحر جديدة تنجح في التضليل أو التشويش على الطليعة المؤمنة في قضية عقيدتها وإيمانها بالله، هنا تكون المصيبة التي تفقد الطليعة المؤمنة قدرتها على الثبات، وأن يخرج من بينها مثل موسى داعية رباني جديد يقف أمام الفراعنة الجدد.
لذلك التحدي الكبير أمام المؤمنين أمام الفراعنة الجدد هو العلم، والفهم، والوعي بقضية الصراع بين الحق والباطل، ومن ثم الثبات أمام حرب الفراعنة الجدد.
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
مـــ ماجده ـلآك الروح
وعندما تابعت قراءتي وجدت أن اسم سيدنا موسى عليه السلام تكرر في القرآن 136 مرة وهو ما لم يحدث لنبي ولا رسول، فأيقنت أن جزء من هذا التكرار جاء للتنبيه على قواعد الصراع الذى سوف يتكرر كثيراً بين شر الطواغيت المفسدين والدعاة إلى الله أصحاب المقاومة الصالحة الربانية ضد الطغيان، وأن هذا الصراع سوف يكون دائماً شديداً ولكن النصرة ستكون للصالحين بإذن الله، لكن هل هذا التكرار له علاقة باليهود؟، وأنهم وراء كثير من الفساد والقتل والشر والطغيان وأنهم يدعمون فراعنة كل زمان ومكان؟!
ربما فما جاء فى بروتوكولات حكماء صهيون يؤيد ذلك والواقع فيه أيضاً تأييد لذلك.
ورفعت بصري لمتابعة قناة الجزيرة أثناء بثها لما يسمى القمة العربية فوجدتها تبث مشهد لحاكم عربى يقول أنه زعيم عالمي، وأنه ملك ملوك إفريقيا، وأنه إمام المسلمين، فتعجبت وقلت فى نفسي إمام المسلمين!!؟، لوحدها تحتاج مقالات...
ثم رجعت ببصري إلى قراءتي للكتاب الذي بين يدي فوجدت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعقيباً على مقتل أبو جهل أنه فرعون هذه الأمة ففهمت أنه سيكون فى كل أمة ودولة وجماعة من الناس فى كل زمان ومكان فرعون طاغية جبار تتشابه صفاته مع فرعون موسى، وذلك خلافاً لما جاء عن بعض المفسرين أن فرعون هو رمز لكل طاغية يحكم مصر.
ثم تركت الكتاب جانباً وقلت لكن ما هي أسباب تجدد ظهور الفراعنة الجدد بهذه الطريقة؛ لقد انتشروا فى بلاد كثيرة وكلهم يقول أنا ربكم الأعلى ولا معقب لقراري ورأيي، وكلهم حولهم هامان وجنودهما لذلك قال الحق: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص: 8].
ولكن ما الذي أوصل شخصيات الحكام لهذه الفرّعنة والطغيان؟!، أعتقد أنها بطانة السوء فهي التى تُحسن كل قبيح وتسجد وتقترب لكل طاغية، ومع كل قرار يجدها الحاكم حوله، ألسنتها تلهج بالتسبيح بحمده وأنه لولا حكمته لضاع البلد والشعب، ويقال فى كتب التاريخ أن نيرون كان قبل الحكم شاباً رقيقاً ولما حكم التفت حوله بطانة السوء فتحول إلى الطاغية نيرون!!
وتذكرت مقولة العالم مالك بن نبي عندما تحدث عن قابلية شعوب للاستبداد، نعم يوجد قهر بالقتل والذبح والتخويف والسجون فقد جاء فى تفسير قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} [سورة الفجر: 10]، أن الأوتاد هى أجهزة التعذيب أيام فرعون؛ كان يجعل ضحيته على أربعة أوتاد، لكن عندما يحكم حاكم 40 عام مستبداً ماذا يعنى ذلك غير قبول الاستبداد.
ولا يفوتني الإشارة الى أن فرعون ضرب مثلاً لقمة القسوة التى لا توجد فى كثير من الحيوانات فقد أراد أن يقتل موسى وهو طفل رضيع ابن يوم حتى صاحت زوجته لا تقتلوه (أي قسوة وأي انعدام للرحمة في قلوب الفراعنة)، وقد أراد فرعون ذلك ظناً منه أنه يمنع ظهور أي مقاومة صالحة لفرعونيته، ولكن خاب وخسر كل فرعون،
ويبقى الإشارة إلى أن الفراعنة الجدد يملكون سحرة جدد عبارة عن أجهزة إعلام جبارة تسحر عقول الناس، يجعلون العصا ثعباناً تقلب الباطل حقاً فتخرج الجماهير تهتف لجلادها المضيع لدينهم بالروح بالدم رغم أن آثار سياطه على ظهورهم تدمي، لكن أشد ما يغيظ الفراعنة المعاندين لله هو الطليعة المؤمنة الواعية الفاهمة لقضيتها، التي تقاوم الباطل وسحره وأبواق إعلامه المضللة وتدحرها؛ لذلك جاء فى كتاب الله {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ﴿٧٠﴾ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ} [طـه :70-71].
وقد كثرت أبواق الإعلام المضللة من سحرة فرعون الجدد على شكل فضائيات تقدم السم في العسل، وصحف تهلل وتمجد كل كلمة ضلال وتمنع كل كلمة حق؛ لذلك وجب على كل مسلم أن يقوي إيمانه بالله وعقيدته؛ فهما الحصن القوي ضد بطش الفراعنة الجدد، وهما سلاحه لمقاومة ضلال سحرة فرعون الجدد.
وأخيرًا،
لقد انتصر موسى على فرعون، ودائما سوف ينتصر الحق وأهله إذا صبروا وثبتوا على إيمانهم، ولكن عندما ينجح الفراعنة الجدد في تكوين سحرة جدد ينجحون في ابتكار آليات سحر جديدة تنجح في التضليل أو التشويش على الطليعة المؤمنة في قضية عقيدتها وإيمانها بالله، هنا تكون المصيبة التي تفقد الطليعة المؤمنة قدرتها على الثبات، وأن يخرج من بينها مثل موسى داعية رباني جديد يقف أمام الفراعنة الجدد.
لذلك التحدي الكبير أمام المؤمنين أمام الفراعنة الجدد هو العلم، والفهم، والوعي بقضية الصراع بين الحق والباطل، ومن ثم الثبات أمام حرب الفراعنة الجدد.
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
مـــ ماجده ـلآك الروح