بسم الله الرحمن الرحيم
(( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ))
أي هل أتاك يامحمد خبر الجماعة المتنازعين الذين تسوروا على داود مسجده في وقت اشتغاله بالعبادة والطاعة ؟
( إذ دخلوا على داود ففزع منهم)
أي حين دخلوا عليه من أعلى السور فخاف وارتعد منهم لإنهم دخلوا من غير الباب في وقت خصصه للعبادة
((قالوا لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض ))أي لاتخف منا فنحن فوجان مختصمان تعدى بعضنا على بعض
إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة))
وهنا بداية القصة: أي قال أحدهما : إن صاحبي يملك تسعة وتسعين نعجة _ وهي أنثى الضأن_ وأنا أملك نعجة واحدة .
ولقد وقع بعض المفسرين في خطأ فاحش حين نقلوا بعض الأقوال الواهية في تفاسيرهم اعتماداً على ماجاء عند أهل الكتاب من غير تحقيق ولاتدقيق مما لم يصح سنده ولايجوز اعتماده لإنه من القصص الإسرائيلية التي تتنافى مع العقيدة الإسلامية في عصمة الأنبياء
من هذه الأباطيل المدسوسة ماروي من أمر عشقه لزوجة قائد جيشه وخلاصتها(( أن داود كان يمشي على سطح داره فنظر إلى امرأة تستحم فأعجبته وعشقها وكانت زوجة أحد قواده ويسمى أوريا فأراد أن يتخلص منه ليتزوج بها فأرسله في إحدى المعارك وحمله الراية وأمره بالتقدم فانتصر فأرسله مراراً ليتخلص منها حتى قتل فتزوجها))
الخ ماذكر من الكذب والبهتان.والصحيح في موضوع هذه القصة ماذكره المحققون من أئمة التفسير وعلمائه الأعلام
وبين القصة أن داود كان يخصص بعض وقته لتصريف شؤون الملك وللقضاء بين الناس ويخصص البعض الآخر للخلوة والعبادة . وترتيل الزبور تسبيحاً لله. وكان إذا دخل المحراب للعبادة والخلوة لم يدخل عليه أحد حتى يخرج هو إلى الناس وفي ذات يوم فوجئ بشخصين يتسوران المحراب الذي يتعبد فيه ففزع منهما لإنه ظن أنهم يريدون أن يغتالوه وأضمر في نفسه أن يبطش بهما فبادرا يطمئنانه أنهما خصمان اختلفا ... فلما اتضح ذلك له أنهم جاؤوا لحكومة استغفر ربه من ذلك الظن وخر ساجداً لله عزوجل ((فغفرنا له ذلك)) قال ابن كثير : أي غفرنا له ماكان منه ممايقال فيه حسنات الأبرار سيئات المقربين
انتهى ذلك باختصار من كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني ص 1048 ط المكتبة العصرية
م
مآآآآآجده