السؤال:
قبل أن أبدأ: أحب أن أشكرَ كل القائمين على هذا الموقع الرائع، فلكم كل الشكر والتقدير.
أنا يا سيدي متزوج منذ 8 أعوام، وأحب زوجتي وأولادي، وزوجتي تعمل في مجال التدريس، وأنا أعمل في الأعمال الحرَّة.
زوجتي متديِّنة - ولله الحمد - محافِظة على الصلاة، وحافظة للقرآن الكريم، وفازتْ بعمرة في مسابَقة ما في عَمَلها، وأُكِنُّ لها كل الحبِّ والاحترام ولأسرتها؛ ولكن أُلاحظ أنَّ زوجتي عيونها حائرة في الأسْواق، تنظر لأي شخصٍ كان، واستنفرتْ نفسي من هذا القَوْل؛ لأني لا أريد أن أظلِمَها، ولا أشك في نظراتها للآخرين.
فقلتُ: ربما تشبِّه على أحدٍ من أقاربها، أو ما شابه ذلك، لاحظْتُ بعد ذلك أن أحد الجيران في المنطقة التي أقطن فيها يطيل النظر إلى شُرفتي الخاصة بي بالسكن، ويجلس بالساعات تحتها، ولا أعلم إذا كان يَتَرَصَّد بأهْل بيتي، أو ما شابه ذلك.
ولكن استعذْتُ من الشيطان؛ لأني لا أريد أن أظلمَ أحدًا، ولكني لاحظْتُ وقت نُزُولي مع أسْرتي أن زَوْجتي تنظر لنفْس المكان الذي يجلس فيه، فطار عقلي، ولكنِّي لازمْتُ الصمت؛ حتى لا يكونَ الشك الذي تسلل إلى رأسي شكًّا مَرَضيًّا.
لا أُريد أن أصارحَها بشكوكي قبل أن أسمعَ رأيكم في هذه المشكلة، وتفضلوا بوافر الشكر.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وشكرًا لك - أخي الفاضل - على ثقتك في (الألوكة).
أولاً: أهنئك على ظفرك بالزوجة الصالحة المتديِّنة؛ فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذات الدِّين تربتْ يداك))، ومن المعلوم أن المتديِّنة لديها رصيدٌ من التقوى والوَرَع، يحميها من الوقوع في المحرَّمات والمساوئ.
وزوجتُك - ولله الحمد - محافظة على صلاتها؛ والله - سبحانه - قال في كتابه الكريم: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
لكن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال: ((كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائِين التوابون))؛ "مسند أحمد"، فالخطأ واردٌ من البشر مهما بلغتْ درجة تقْواه وورعه، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده - أو قال: والذي نفسُ محمدٍ بيده - لو أخْطأتُم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم اسْتَغْفَرْتُم الله - عزَّ وجل - لغَفَرَ لكم، والذي نفس محمدٍ بيده - أو: والذي نفسي بيده - لو لَمْ تُخْطِئوا لَجَاء الله - عز وجل - بقَوْمٍ يخطِئون، ثم يستغفرون الله، فيغفر لهم))؛ أخرجه أحمد (3/238)، وحسنه الألباني (السلسلة الصحيحة 4/594).
فربما كانتْ نظرات زوجتكَ في السوق مجرد فُضُول لا أكثر، وربما كانت نظرتُها لنفس المكان - الذي يجلس فيه ذلك الشاب العابث - أنها لاحظتْ نظره المتكرر لشُرفتكم، وخافت أن يترصَّد بها عند خروجها، فنظرتْ لترى هل كان موجودًا أو لا؟ وربما لم تخبرك خوفًا من أن تغضبَ أو تصرخ فيها أو توبِّخها.
نصيحتي لك: أن تطردَ عنك هذه الوساوس، واعْلم أنها من الشيطان، فهو حريص كل الحرص على إحداث الخلاف والفرقة بين الزوجين؛ ففي "صحيح مسلم": عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت)).
اجلسْ معها في جلسة ودية بينكما، وصارحها بلغة بعيدة عن الاتِّهام والشك، ومغلفة بالحب والمودة بما وجدته منها، ووضِّح لها أنك تخاف عليها وتحبها، فربما كانت المسألة عكس ما تَتَصَوَّر تمامًا، فتستريح من أفكارِك ووساوس الشيطان.
ملأ الله قلبك باليقين والاطمئنان، وأدام اللهُ عليْكما السعادة والهناء.
قبل أن أبدأ: أحب أن أشكرَ كل القائمين على هذا الموقع الرائع، فلكم كل الشكر والتقدير.
أنا يا سيدي متزوج منذ 8 أعوام، وأحب زوجتي وأولادي، وزوجتي تعمل في مجال التدريس، وأنا أعمل في الأعمال الحرَّة.
زوجتي متديِّنة - ولله الحمد - محافِظة على الصلاة، وحافظة للقرآن الكريم، وفازتْ بعمرة في مسابَقة ما في عَمَلها، وأُكِنُّ لها كل الحبِّ والاحترام ولأسرتها؛ ولكن أُلاحظ أنَّ زوجتي عيونها حائرة في الأسْواق، تنظر لأي شخصٍ كان، واستنفرتْ نفسي من هذا القَوْل؛ لأني لا أريد أن أظلِمَها، ولا أشك في نظراتها للآخرين.
فقلتُ: ربما تشبِّه على أحدٍ من أقاربها، أو ما شابه ذلك، لاحظْتُ بعد ذلك أن أحد الجيران في المنطقة التي أقطن فيها يطيل النظر إلى شُرفتي الخاصة بي بالسكن، ويجلس بالساعات تحتها، ولا أعلم إذا كان يَتَرَصَّد بأهْل بيتي، أو ما شابه ذلك.
ولكن استعذْتُ من الشيطان؛ لأني لا أريد أن أظلمَ أحدًا، ولكني لاحظْتُ وقت نُزُولي مع أسْرتي أن زَوْجتي تنظر لنفْس المكان الذي يجلس فيه، فطار عقلي، ولكنِّي لازمْتُ الصمت؛ حتى لا يكونَ الشك الذي تسلل إلى رأسي شكًّا مَرَضيًّا.
لا أُريد أن أصارحَها بشكوكي قبل أن أسمعَ رأيكم في هذه المشكلة، وتفضلوا بوافر الشكر.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وشكرًا لك - أخي الفاضل - على ثقتك في (الألوكة).
أولاً: أهنئك على ظفرك بالزوجة الصالحة المتديِّنة؛ فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذات الدِّين تربتْ يداك))، ومن المعلوم أن المتديِّنة لديها رصيدٌ من التقوى والوَرَع، يحميها من الوقوع في المحرَّمات والمساوئ.
وزوجتُك - ولله الحمد - محافظة على صلاتها؛ والله - سبحانه - قال في كتابه الكريم: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
لكن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال: ((كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائِين التوابون))؛ "مسند أحمد"، فالخطأ واردٌ من البشر مهما بلغتْ درجة تقْواه وورعه، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده - أو قال: والذي نفسُ محمدٍ بيده - لو أخْطأتُم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض، ثم اسْتَغْفَرْتُم الله - عزَّ وجل - لغَفَرَ لكم، والذي نفس محمدٍ بيده - أو: والذي نفسي بيده - لو لَمْ تُخْطِئوا لَجَاء الله - عز وجل - بقَوْمٍ يخطِئون، ثم يستغفرون الله، فيغفر لهم))؛ أخرجه أحمد (3/238)، وحسنه الألباني (السلسلة الصحيحة 4/594).
فربما كانتْ نظرات زوجتكَ في السوق مجرد فُضُول لا أكثر، وربما كانت نظرتُها لنفس المكان - الذي يجلس فيه ذلك الشاب العابث - أنها لاحظتْ نظره المتكرر لشُرفتكم، وخافت أن يترصَّد بها عند خروجها، فنظرتْ لترى هل كان موجودًا أو لا؟ وربما لم تخبرك خوفًا من أن تغضبَ أو تصرخ فيها أو توبِّخها.
نصيحتي لك: أن تطردَ عنك هذه الوساوس، واعْلم أنها من الشيطان، فهو حريص كل الحرص على إحداث الخلاف والفرقة بين الزوجين؛ ففي "صحيح مسلم": عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت)).
اجلسْ معها في جلسة ودية بينكما، وصارحها بلغة بعيدة عن الاتِّهام والشك، ومغلفة بالحب والمودة بما وجدته منها، ووضِّح لها أنك تخاف عليها وتحبها، فربما كانت المسألة عكس ما تَتَصَوَّر تمامًا، فتستريح من أفكارِك ووساوس الشيطان.
ملأ الله قلبك باليقين والاطمئنان، وأدام اللهُ عليْكما السعادة والهناء.
أ.شريف السديرى
مآآآآجده
مآآآآجده