تراود الأم عدة استفسارات حول حياة الطفل الأولى فتطرحها أحيانا على نفسها وتترك أمامها علامة استفهام وأحيانا أخرى
تطرحها على الطبيب فيجيبهاإجابات علمية بحتة فالطفل خلال الأشهر الأولى من
عمره وأيضاً خلال الأسابيع الأولى يتصرف تصرفات تدل على أنه مدرك لكل ما يحيط به
فهو يبتسم عندما يكون محاطا بالعناية ويبكي بمجرد أن يترك بمفرده و يقلق
ويتحرك ويبتسم وهو نائم يبكي عندما تحمله إياد غريبة عنه ويفرح لرؤية
والدته وإخوانه أنه فعلا عالم الأطفال الرضع ولمزيد من معرفة الكثير
عن عالم الطفولة .....
اولاً أطرح بين يديك عزيزتي الأم معلومات عن حياة الطفل الأولى قام بها الأستاذ (جاك دوشي )أحد أطباء الأطفال المشهورين في فرنسا أعرضها عليك على
شكل ســـــؤال وجــــــواب.....
هل يحلم الطفل بعد ولادته ؟؟
نعم كل الملاحظات التي أجريت حول الأطفال حديثي الولادة
أكدت أن الطفل يحلم في سن مبكرة جدا ولكننا لا نستطيع أن نحدد
فترات الحلم لديه ولا أن نحدد مدتها ومحتواها.
بماذا يحلم الطفل الرضيع ؟؟
انه من المستحيل تحديد بماذا يحلم الطفل الرضيع لسبب بسيط
هو انه لا يمكننا سؤاله عن أحلامه فعندما يستيقظ فجأة نلاحظ انه كان
فعلا يحلم وذلك من خلال حركاته ونظراته وحالته فهو يتصبب
عرقا وأحيانا أخري يبكي أو يضحك.
هل يحلم الطفل في بطن أمه ؟؟
يقال هذا ولكننا لا نستطيع أن نؤكده كل ما يمكن قوله
هو أن الدراسات التي أجريت على الأجنة وكذلك الصور دلت
على أن هناك حياة كاملة للجنين في بطن أمه وهناك
تفاعلات مع المحيط الخارجي.
متى تبدأ حياته النفسية ؟؟
بالطبع منذ ولادته وأيضا قبل ولادته وعموما فهو يحمل شحنات عاطفية
منذ اللحظة الأولي من ولادته ولكنه يصعب عليه جدا تفجيرها، نأخذ مثلا لذلك بكاء الطفل الرضيع
فهل يمكننا أن نفسره بأن سببه هو الحزن أو الألم، لا طبعا فالبكاء قد يكون بسبب
تفاعلات أخري لها علاقة بحالته النفسية أو بحالته الجسمية.
لماذا ينام الطفل كثيراً ؟؟
النوم مهم لحياة الطفل الأولى ولنموه الجسمي والذهني
فعندما ينام الطفل تنشط بعض الخلايا وتتكون خلايا أخري فهو يواصل حياته الرحمية
التي كان ينام فيها طول الوقت وبالنوم يتعود دماغه على التأقلم
مع الحياة خارج الرحم.
متى يتعرف الطفل لأمه ؟؟
كل الملاحظات تجعلنا نظن أن الرضيع يعرف أمه منذ الأسابيع الأولى
ولكن في الحقيقة لا يمكنه التعرف على شكلها فهو لا يعرفها في هذه السن
من بين النساء الأخريات وإنما يتعرف عليها من خلال رائحتها وحرارة
جسمها فقد أجريت العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع وكانت
النتيجة أن الرضيع يهدأ عندما يشم ثياب أمه فقد قدمنا
لمجموعة أطفال موجودين في حجرة بمفردهم ثيابا لأمهاتهم
وقد اتضح أن الرضيع يكف عن البكاء عندما يوضع بجانبه ثوب أمه
بينما لا يكف عن البكاء عندما توضع بجانبه ثياب امرأة أخري.
هل الرضاعة الطبيعية ضرورية ؟؟
لأن حليب الام يحتوي على الكثير من المميزات منها:
* معقم ونظيف
* جاهز دائما وحاضر بالحرارة المناسبة
* يلائم معدة الطفل
* سهل الهضم
* يحتوي على عدد من السعرات الحرارية والتى تؤمن له السكلر والدهن وغيرها .
* اللبأ الذي يتكون فى أول أيام الولادة ينظف أمعاء الطفل ويحتوي على العديد من الفيتامينات .
* تزيد من التواصل بينه وبين الأم وتشعره بالحنان والحب والدفء .
هل يصاب الطفل بالاكتئاب ؟؟
ةنعم يتم هذا في حدود سن الثمانية أشهر ويطلق عليه اسم اكتئاب الثمانية أشهر .
طريقة تغذية الطفل
الرضـاعة الطبيعيـ
إن الرضاعة الطبيعية كانت منتشرة فى القدم أكثر من يومنا هذا والأم
كانت ترضع طفلها إلى أن يبلغ عامه الثاني .
أمور على كل أم مراعاتها عندما تهيئة طفلها للطعام
* علمي طفلك على مسك الكوب للشرب من شهره الثامن
وطبعا باللتدرج من الكوب ذو المصاص إلى الكوب العادي
ويجب عليك مراعاة أن الكوب يكون خفيف ليسهل حمله وآمن لطفلك
ومصنوع من مادة البلاستيك
* استخدمي كرسي خاص لإطعام لأنه يعتبر من الضروريات بالنسبة له
لأنه يساعد الطفل على معرفة مواعيد الطعام..لأنكِ..عندما..تضعينه
عليه سيتعود على ذلك وسينتظر منكِ تقديم الوجبة له..
بالاضافة إلى سلامته
* عندما تجلسون على المائدة أبدي أنتِ والأب إعجابكم الواضح بمذاق الطعام
دون توجيه الحديث إلى الطفل لفتح شهيته ويحاول تجربة ما تتحدثون عن جماله.
* في الوجبات التي تريدين أن تطعميه في غير أوقات تجمع أفراد الأسرة على الطعام
قدمي له الطعام بكميات قليلة حتى لا يشعر بعظم المهمة التي هو بصدد أدائها وإذا أراد
المزيد فقدمي له المزيد بكميات صغيرة.
اجتنبي التوتر تمامًا وابتسمي لطفلكِ بين الفينة
والأخرى في أوقات الطعام وغيرها ليشعر بالسعادة والأمان.
* في إحدى جولاتكِ للأسواق، خذيه إلى مكان الأدوات المنزلية لتختاري له طبقًا جميلاً وملعقة
من الشكل الذي يفضله وكوبًا ملونًا ليتناول فيهم الغذاء واللبن والعصير.
مــن أجــل طفـــل مطمــئـن ..
.المراحل الأولى للطفولة لها أهميتها في تنشئة الطفل وفي تمتعه بأكبر قسط من التكيف السليم في مستقبل حياته ، فالطفل في السنوات الأولى من حياته يتعلم الكثير من الخبرات التي تساعده على النمو السليم فإذا كان الطفل خلال هذه الفترة يعيش في جو عائلي هادئ يقوم على العطف والحنان والطمأنينة، ويسوده المودة والإخاء والصراحة بين أفراد الأسرة استطاع أن ينمو نموا صحيحا ..
يقول الدكتور أحمد جمال أبو العزائم نائب رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية لمنطقة شرق البحر المتوسط: الصحة النفسية ركن حيوي من أركان الحياة المستقرة السعيدة وهي حجر الزاوية للأسرة في الوصول إلى الاستقرار العاطفي اللازم للنضوج والتقدم في الحياة ) ..
ويقول علماء وأطباء النفس : إن تطور الأمراض العقلية والنفسية ما هو إلا نتيجة اختلال التوازن العام للصحة النفسية ، فالصحة النفسية تعني تحقيق التوافق النفسي وتماسك الشخصية ووحدتها ، وتقبل الفرد لذاته وتقبل الآخرين له ، بحيث يترتب على هذا كله شعوره بالسعادة والراحة النفسية ..
ولتحقيق جو آمن وصحي من الناحية النفسية لطفلكِ لابد من إشباع حاجاته المختلفة التي تنقسم إلى قسمين :
حاجات داخلية "أولية" :
وهي استعدادات يولد الفرد مزودا بها وتسمى الحاجات الفطرية وهذا النوع يعتمد في إثارته على الحالات الجسمانية الداخلية "الفسيولوجية" مثل : الجوع والنوم وغير ذلك ..
حاجات خارجية "ثانوية" :
وهي مكتسبة كالحب والتقدير والانتماء .. فالطفل في الأسابيع الأولى من حياته تكون علاقته بأمه قائمة على أساس تحقيق حاجاته الأولية ؛ فهي بالنسبة له مصدر الغذاء والشراب واللذة الحسية والأمن ، ولكنه مع النمو الجسمي والعقلي يستطيع أن يميز بين ذاته وبين أمه وحينئذ تنشأ علاقة جديدة بينهما تقوم على أسس نفسية قوامها المحبة والعطف ..
و يطلق على المطالب الثانوية دوافع سيكولوجية بمعنى أن صلتها بالتكوين النفسي – العقلي أوثق من صلتها بالتكوين العضوي وهي إضافة إلى أنها غير محدودة العدد ؛ فإنها متغيرة من وقت لآخر في نفس الفرد كما أنها تتغير باختلاف الأفراد مما يؤدي إلى تغير أنماط السلوك من فرد لآخر .
ويقسم الخبراء الحاجات الثانوية إلى قسمين :-
أولا : حاجات نفسية اجتماعية
ثانيا : حاجات ذاتية شخصية
ويدخل تحت كل قسم من القسمين السابقين حاجات مختلفة من أهمها :
* الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي ..
الطفل في مراحل عمره الأولى يعتمد على الآخرين ويحتاج إلى رعايتهم واهتمامهم وتقديرهم وحبهم . والأم هي أول من يحتاج الطفل إليه ؛ وهو يتعلم أنها لن تشبع حاجاته إلا حين تكون منتبهة إليه ، وبتكرار هذه الخبرات يتعلم أن الحصول على انتباه الآخرين وحبهم شيء مهم وضروري لإشباع حاجته المختلفة وهكذا تتبين الجذور العميقة للحاجة إلى الحب في الطفل وفي الإنسان عبر مراحل حياته ..
فالحاجة إلى الحب هي أولى الحاجات التي يحتاج الطفل إلى إشباعها وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الطفل ينقل أثناء الولادة من درجة حرارة ثابتة وبعد عن شتى المؤثرات إلى الحياة في خارج الرحم بما فيها من تغير في الحرارة ومؤثرات أخرى لذلك فإنه محتاج إلى ما يعوضه عن ذلك بالحب والدفء ، وقد أكدت البحوث المختلفة أن حرمان الطفل من الحب يرتبط ارتباطا واضحا بزيادة أعراض القلق الصريح لديه كزيادة المخاوف واضطرابات نومه وفقدان شهيته للطعام وضعف ثقته بنفسه وشعوره بالتعاسة .
لكن هذا لا يعني تلبية كل حاجات الطفل دون أن يقوم هو ببذل الجهد للحصول على الإشباع فإن هذا السلوك يفقده الثقة بنفسه لأنه يشعره دائما بأنه عاجز عن أن يقوم بإشباع حاجاته بنفسه كما يشعره دائما بالعجز بشكل قوي وحاد ، حين يقارن الطفل نفسه بالآخرين ممن في سنه أو حين يخرج للحياة الاجتماعية التي لا تغفر له عجزه عن إشباع حاجاته .
م
مآآآآجده