هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    كيف أتعامل مع عيوب زوجي؟

    مـــ ماجده ـلاك الروح
    مـــ ماجده ـلاك الروح
    الإداري المتميز
    الإداري المتميز


    الجنس : انثى

    مشاركات : 7979
    البلد : المنصورة مصر
    نقاط التميز : 17096
    السٌّمعَة : 22

    سؤال كيف أتعامل مع عيوب زوجي؟

    مُساهمة من طرف مـــ ماجده ـلاك الروح الخميس 2 يوليو - 12:06

    السؤال:


    سيدتي الفاضلة، جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الرائع فعلاً، وجزاكم الله خيرًا على حُسن النصيحة، فقد أرسلتُ لكم أكثر من مرة، وكل مرة أجد عندكم الردَّ الشافي، ولكن مشاكلي كثيرة أختي الكريمة؛ فأنا أعاني منذ أن تزوجتُ زوجي منذ 15 عامًا، من أنه غير صادق حتى في أتفه الأشياء، لا يَصدُق في كثير من الأمور؛ حتى أصبحتُ لا أعرف إن كان ما يحدثني به صدقًا أم أنه اختلاق.

    فقد تزوَّج من أخرى من 4 سنوات، وسافر معها إلى الخارج، ولم يخبرني طبعًا، وعرفتُ هذا قدَرًا، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكانت بيننا علاقة طيبة في هذا الوقت الذي تزوج فيه، فلا أعرف لزواجه سببًا حتى يومنا هذا!

    وظل معها حوالي 3 سنوات في الخارج، ويدَّعي أنه ليس بوسعه أن يحضر؛ لكثرة المشاكل التي يمرُّ بها؛ فقد كانت عنده مشاكل قضايا، وظل طوال هذه السنوات يقول لي: إنه يسعى لكي يرسل إليَّ وأولادي كي نعيش معه، لكن ما تحقَّق شيء، حتى جاء اليوم الذي حضر فيه للبلد؛ لكي ينهى بعض الأوراق، وكان سيمكث شهرًا واحدًا، ولكن الورق استغرق 3 أشهر، وظل طوال هده المدة يعاهدني أنه سوف يذهب ويرسل في طلبنا بعد أن يذهب بمدة وجيزة، وبعد أن سافر قال: إن رؤساء العمل لا يريدونه أن يُحضر أيًّا من الزوجتين معه.

    لقد تعبتُ من عدم الاستقرار، وتعبتُ من الكذب في كل شيء، ولا أعرف أين الحقيقة، فماذا أفعل؟ كل ما أريده هو أن أعيش حياةً مستقرة معه ومع أولادي، ولكنه يماطل، يومًا يقول: سوف أبحث، ولابد أن أرسل في طلبكم، ويومًا يقول: ما ينفع!

    وللعلم زوجته الثانية ليس لديها سوى طفلة واحدة عمرها عام، فهل ذنبي أني عندي 4 أطفال؟! ماذا أفعل معه؟

    الجواب:



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    حيَّاكِ الله أختَنا الكريمة، وأهلاً بك معنا من جديد، سعِدْنا كثيرًا بتواصلك معنا، وصَلَكَ الله بطاعته ورضوانه، ونشكر لك طيِّبَ كلماتك، وحسن إطرائك، سائلين المولى - عز وجل - أن يصلح لك دينك ودنياك، وأن يجعلك قرة عين لزوجك، ويجعله لك كذلك، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

    قبل الخوض في الحديث حول ما تعانين من مشكلات، أودُّ أن ألقي الضوء على أمر حساس لدى غالب النساء؛ ولكن لا بد مما ليس منه بُد.

    سأبدأ معك بعبارة في رسالتكِ، استوقفتْني قليلاً، وهي قولُك: "وكانت بيننا علاقة طيبة في هذا الوقت الذي تزوَّج فيه، فلا أعرف لزواجه سببًا حتى يومنا هذا!".

    عُذرًا سأكون صريحة معك - ومع نفسي- فأرجو أن يتَّسع صدرُك لما سأقول.

    لقد نُشِّئنا وتربَّينا تحت رعاية وسائل الإعلام الهدَّامة، التي تبثُّ سمومَها في النفوس، فتظل كالسوس ينخر في العظم، حتى يذره خواء لا صلابة فيه ولا متانة، فيبقى واهنًا ضعيفًا، لا يقدر على دفع أدنى الصدمات، ولا أوهن الكدمات!

    زرعوا في نفوسنا أن الرجل الذي يعدِّد ويزيد على زوجة واحدة رجلٌ شهواني حقير، لا يقدِّر زوجتَه ولا يحبُّها، وغرسوا فينا نظرةَ الشفقة إلى تلك الزوجة التي ابتُليت بمثل هذا البلاء العظيم، فأصبح الناس يعطفون عليها، ويتحرَّجون حتى من التعامل معها، وبعضهم يعزِّيها وكأنها أصيبتْ بمصيبة، وما المصيبة إلا مصيبةُ الدِّين!

    من قال: إن الرجل يحتاج لمبررات ليتزوج؟!

    من قال: إن زوجته تُعاب لو تزوَّج غيرها، وإنها مقصرة؟!

    من قال: إنه رجل لا يعرف إلا شهوتَه، ولا ينظر إلا إلى رغباته فقط؟!

    يعتبرون مَن يتزوَّج دنيئًا، لا يهمه إلا نفسُه ورغباتُ جسده، ولا يعرف لبيته ولا زوجته حقوقًا، ولا يحمل لهم همًّا، ومَن يصادقُ النساء ويراسلهن، في العمل أو غير العمل، رجلٌ متحضر واعٍ، يحافظ على بيته، ولا يفرط في زوجته وبيته!

    قد تتعجَّبين من ذلك وتنكرينه؛ لأني أعرضه بصورة صريحة، لكن صدِّقيني أُخيَّتي، لقد نجحوا في غرس تلك الأفكار المغلوطة في نفوسنا، فتوارتْ بين طيَّات عقولنا، وقد تكون متغلغلةً في نفوسنا دون أن ندري.

    أختي الغالية:
    أباح الله التعدُّدَ؛ لأسباب كثيرة، وحِكَم جليلة، ولا يعيبك في شيء أن يتزوَّج زوجُك، فلسْنا أكرمَ ولا أفضلَ من أمهات المؤمنين، ولا من زوجات الصحابة، وقد كان التعدد منتشرًا أضعافَ أضعاف ما هو عليه الآن، وتأمَّلي حبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها - هل مَنَعَه ذلك من التعدُّد؟! وهل تعجَّب الناسُ من زواجه عليها برغم محبته لها؟!

    نعم، الغيرة أمر جِبلِّيٌّ وفِطري، لا تستطيع الزوجة أن تقاومه، ولا أن تواريَه وتخفيَه، والله - تعالى - لا يكلِّف نفسًا إلا وسعها؛ فلم يُطلب من الزوجة ألاَّ تحزن، وأن تسعد بزواج زوجها؛ ولكن لا تَطلب الزوجة مبرراتٍ وأسبابًا لزواج زوجها، فإن أتى بها، وإلا فهو مخطئ، وظالم، وقاسٍ، وغيرها من الاتِّهامات الباطلة، التي ما أنزل الله بها من سلطان.

    الآن أُخيَّتي الحبيبة، أنت تواجهين مشكلتين في التعامل مع زوجكِ:
    أولاً: كذبه عليك في غالب الأحوال:
    الزوج - أو أي إنسان - عندما يكذب، يكون في الغالب هناك أسباب لهذا الفعل الشائن، فالطفلُ حينما يكذب على والدته، لا يفعل ذلك إلا اتَّقاءَ العقاب الصارم الذي ينتظره إذا ما اعترف بالحقيقة، وبما أنه ضعيف لا يقوى على مواجهة العقاب؛ يلجأ إلى الكذب؛ ليريح نفسه من عناء مواجهة الضرب، أو السبِّ، أو أي نوع من أنواع العقاب.

    تعالَي لنتأمَّل معًا حال زوجكِ معكِ.

    عندما تزوَّج غيرَكِ، هل تظنين أنه كان من المناسب أن يخبرك؟ أم أن ما فعله قد جنَّبه الكثيرَ من المشكلات والمشادات الكلامية، التي لا تتخلَّى عنها أيُّ زوجة - في الغالب - إذا ما تزوج زوجُها؟

    ما رأيك لو نظرنا إلى الأمر بمنظور آخر؟
    في رأيي أنه قد أخفى عليك الأمر؛ ليجنِّبك تحمُّل الألم النفسي الذي سيقع عليك لو علمتِ، ولعله كان يظن أنه باستطاعته أن يخفي الأمر إلى النهاية.

    أخيتي الحبيبة، بما أنك لم تَذكُري إلا موقفين فقط بخصوص الكذب عليك، سأتحدث بصفة عامة حول هذه النقطة، تاركةً الحكمَ لك في النهاية.

    تأمَّلي حال زوجك معك جيدًا، والإنسانُ في كثير من الأحوال لا يرى عيوبَه بسهولة، في حين تتجلَّى له عيوبُ غيره وكأنها جبالٌ شامخات.

    عندما يحدِّثك زوجك عن أمرٍ ما، أو مشكلة، أو خطأ ارتكبَهُ في مجال عمله، أو مع الأقارب، أو غيرها من المواقف الحياتية المختلفة، التي تتكرر أمامنا في كل وقت وحين، ما هي ردة فعلك وقتها، وكيف تواجهين أخطاءه؟ هل تعنِّفينه وتوبِّخينه؟ هل تقارنين بينه وبين غيره من الرجال؟

    تأمَّلي جيدًا بعيْنِ العدل، وراجعي المواقف قبل الإجابة على السؤال، ثم احكمي بنفسك إن كان يستشعر الأمانَ معك، ويحبُّ البوحَ لك بما في نفسه غيرَ خائف من لومٍ، أو تقريع يجرح الزوج، وينغِّص عيشه، ويجعله يفرُّ من البيت إلى حيث يشاء القدر.

    أمر آخر حول الكذب، فقد يكون من الكذب المباح الذي لا يعاب عليه الزوج، فهو يفعله إرضاءً لزوجته، وتجنبًا للمشاكل.

    والسؤال الآن:
    كيف تتصرفين مع هذه المواقف وهذا الكذب المستمر؟
    وقبل الإجابة لابد أن نعلم أن الأمر سيأخذ - على الأغلب - وقتًا كما مضى على الحال سنوات، فلا بد من العلاج بالتدرج، ولكن كيف؟

    1- حاولي أن تغيِّري تمامًا من أسلوب تعامُلك معه، فلا لوم، ولا توبيخ، ولو كان يسيرًا، فلا داعي لتَكرار السؤال، كقول: متى ستأخذنا؟ لماذا لا تسرع في استقدامنا؟ ألا تشتاق إلينا؟ أو غيرها من الأسئلة التي يتحرج من الإجابة عليها.

    2- اجعلي الرغبة تنبع من داخله في استقدامكم معه، وذلك بتهيئة جو رائع في البيت؛ فعليك بالاعتناء بالبيت، وتهيئته قبيل عودته، والتصرُّف مع الأطفال بشكل لا يثير غضبَه، ولا يسبِّب نفوره من البيت.

    3- اجعلي حديثك معه مرِحًا، لطيفًا، خفيفًا، وإن كان بكِ من الهمِّ والحزن ما بك، فحاولي إخفاء كل ذلك مؤقتًا.

    4- إن طلبتِ مرافقتَه في سفره، فليكن بأسلوب الاشتياق والتحبُّب، وليس بأسلوب الإلزام، وإشعاره بالتقصير، وأنت أعلم أيتها الزوجةُ المحبة بذلك.

    5- بالِغي في الاهتمام بنفسك وهندامك، والتغيير في مظهرك الشخصي، وفي البيت، وفيما تستطيعين.

    6- لا تُكثري من الطلبات، وحاولي أن تجعليها في وقت مناسب، كأن تعلَمي أنه مستعد ماديًّا الآن، وحاولي أن تشعريه بتدبيرك، وليس العكس.

    7- لا تكثري من الأسئلة: أين كنتَ؟ وماذا فعلتَ؟ ولِمَ لم تفعل كذا؟ فهذا يعينه على الكذب؛ ليهرب من إجابة لا يفضل أن يخبر بها.

    ولا تنسي الدعاء في كل وقت أن يصلحه الله لك، ويحبِّبَك إلى قلبه، ويرغِّبه فيك وفي أولاده.
    ثانيًا: التعامل مع الزوجة الجديدة وتفضيلها عليك:
    بما أن الأمر قد وقع وتزوَّج الزوج؛ فإياك - أيتها الغالية - أن تتمني طلاقَها، أو أن تسعي لذلك؛ ولكن فكِّري بجدية في سبب تفضيله لها - إن كان بالفعل يفضلها - فلم توضِّحي في حديثك كيفية تفضيله لها، فقد أخبرتِ أن العمل يمنعه من إحضار أي من الزوجتين، في حين أخبرتِ سابقًا أنه قد سافر معها!

    على كل حال، تعامَلي مع الموقف بحكمة أكثر، وذكِّريه بلطف أن الإسلام يحرِّم الظلم، ويوجب على مَن له زوجتان أن يعدل بينهما في المبيت والكسوة؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من كانت له امرأتان، فمال إلى إحداهما، جاء يوم القيامة وأحدُ شقَّيه مائلٌ)).

    في النهاية: أذكِّرك أختي الحبيبة بأجر الصبر والاحتساب، وأن الله - تعالى - أعدَّ لعباده الصابرين على بلاءات الدنيا ما لا يخطر على قلوب البشر، وثِقي أن الله - تعالى - لن يَضيع عنده مثقالُ حبةِ خردلٍ، وأنه أرحم بعباده من أمهاتهم وآبائهم؛ ولكنها حكمتُه - سبحانه - التي لا تدركها عقولُنا البشرية القاصرة، ولا تعيها قلوبنا الضعيفة، فاللهم ارزقنا الرضا، ونجِّنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأسأله - عز وجل - أن يفرِّج كربك، ويبدل همَّك، وأن يقر عينك بما تحبين في الدنيا والآخرة.

    . مروة يوسف عاشور
    مآآآآآجده
    مدير عام
    مدير عام


    الجنس : ذكر

    مشاركات : 6872
    البلد : Morocco
    نقاط التميز : 8209
    السٌّمعَة : 3

    سؤال رد: كيف أتعامل مع عيوب زوجي؟

    مُساهمة من طرف مدير عام الأحد 5 يوليو - 7:28

    كيف أتعامل مع عيوب زوجي؟

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 20:59