جاء الإسلام ليُطْلق الطَّاقاتِ الفاعلةَ والمؤثِّرة، ويدفع الإنسان لاكتشاف قوى الكون وأسراره، ويحفز النشاطات العقليَّة والعمليَّة، ويوظِّف مواهب الإنسان توظيفًا حضاريًّا لائقًا بالكرامة الإنسانيَّة، ويقدر التخصُّصات ويشجِّعها ويرعاها؛ ليقوم كل فرد في المجتمع بسد الثغرات في المكان الذي يعمل ويبدع فيه.
إنَّ الانطلاق الصَّحيح لبناء القُدْرة الإبداعيَّة، الَّتي تنهض بالمجتمع كما يَراها الإسلام - هيَ التَّربية الإيمانيَّة التي تربط المُبْدِع بأصول دينِه، فالإنسان يتحوَّل إلى طاقة هائلة من الإبداع والعطاء عندما يقوم إبداعه على أساس من الإيمان، والصدق، والوضوح، والوعي الصحيح.
فالإسلام هو الدين الوحيد الَّذي رفع شأْن العقل الإنساني، وحثَّ الإنسان على استِخْدامه والنَّظر في الكون وعمارة الأرْض؛ قال الله تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].
علاقة مصير:
إنَّ القدرة الإبداعية هي عصب الحياة، وبها تتحقَّق رفاهية الإنسان، ومجْدُه واستِقْراره ونَهضتُه، فالحياة على الأرْض تَستحيل بدون وجود مُبْدِعين يَكتشِفون ويخترعون، ويُجدِّدون ويطوِّرون، وينوعون الأنشطة البشريَّة والعمرانيَّة.
ولو أدْرك البشَر أهمِّية المبدِعين، لأصبح بناء المُبْدِع على رأْس الأولويَّات العالميَّة، ولحوَّلوا اللَّيل والنَّهار إلى إبداع؛ فصناعة المبدع هي صناعة للحياة والحضارة.
فالإسلام يوجِّه المبدع ليحرِص على ما ينفعُه، ويستعين بالله ولا يعجِز، ويعالج الندرة الإبداعية لديه، وينقِّي هدفَه الإبداعي من كلِّ ألوان التسلية والتفاخر، أو إشباع الرَّغبة الذاتيَّة.
كما يهتمُّ الإسلام بالمناصحة الإبداعيَّة والحوار الإبداعي؛ لتتكامل وجهات النظر الإبداعية، فالتَّنسيق بين المُبْدِعين والتَّلاحم بينهم من عوامل النُّضوج الإبداعي وازدهارِه وتفوُّقه.
كما ربط القُرآن الفِعْل الإنساني بالخيريَّة لتحقيق الفلاح؛ قال الله تعالى: {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].
يهتمُّ الإسلام بالبيئة المشجِّعة على الإبداع، ويرغِّب في تَحصيل ثوابِ الدُّنيا والآخِرة لِمَن عمِل صالحًا؛ وذلك ليتحمَّس المبدع للرِّسالة التي يَحملها، ويدخُل عالم النَّجاح الواسِع، فتمتلِئ الحياة بالإيجابيَّة والخير، ولا يتوقَّف قطار الإبداع.
كما أنَّ الإسلام يَبني القُدْرَة الإبداعيَّة برؤيةٍ شُموليَّة متكاملة، لا تُهمل ذرَّة من شؤون النَّفس والمجتمع، ويُحرِّك أبناءَه في إطارٍ من التَّوازن والاعتِدال، الَّذي لا ينحرف بالفِطْرة الإنسانيَّة عن جوهرها الصَّحيح؛ قال تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40].
كما أنَّ الإسلام يحْرس الكيان الإبداعيَّ للمجتمع بالنَّهي عن كل إبداعٍ يؤدِّي إلى إسراف وتبذير، وإهْلاك للنّعم والثَّروات التي يمتلكها الإنسان؛ قال تعالى: {وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141].
فكلُّ إبداع ينفَعُ النَّاس ويَمكُث في الأرض يشجِّع الإسلام عليه، وكلُّ تقْنية تؤدِّي لازْدِهار الحياة يرغِّب فيها، مع التمسك التَّام بالخصوصيَّة الحضاريَّة التي تحمي مجتمعاتِنا من الانفِلات، وضياع شخصيَّتنا الحضاريَّة.
خطوات أساسيَّة:· تبْدأ مسيرة القُدْرة الإبداعيَّة في المجتمع بالاهتِمام بالطِّفْل وتوجيهه لتقدير ذاته؛ كي يتفاعل مع الحياة من حولِه وتتوسَّع مداركه، وهذه هي البداية التي تضعُه على طريق الإبداع، وتَجعل منْه إنسانًا سويًّا متوازنًا، قادرًا في مستقبله على القيادة.
· يكتسب إبداع الشَّباب أهمِّيَّة كبرى في المنهج الإسلامي، فالإسلام يدْعو الشَّباب للعمل، كما أنَّ التَّأهيل القيادي للشَّباب يعني تكوينَهم إبداعيًّا ليقوموا بالنَّهضة، ومساعدتَهم وتوجيههم للتغلُّب على التحدِّيات التي تُحيط بهم، وتوفير المضْمون العلمي القويِّ الَّذي يُحرِّكهم للإبداع.
فالأُمَم الصَّاعدة تصعد من خِلال إبداعات شبابِها، من خلال إعداد كوادر إبداعيَّة شبابيَّة في جَميع القطاعات الثَّقافية، والاجتماعية، والتَّربوية، والسياسيَّة.
وكلَّما تعاظمت التَّحدِّيات على واقع أمَّتنا احتاج الأمر إلى يقظة الشَّباب وهمَّتهم، وتشجيعهم على إنتاج التقنيات، وإضافة المنجزات الحضارية إلى الواقع الإنساني؛ حتى لا تتوقَّف حياتنا على استهلاك ما ينتجه الآخر ونبقى في دائرة التبعيَّة.
وحتَّى لا يظلَّ العالم الإسلامي عالةً على غيره، أو يسقُط شبابه فيما سقط فيه غيرُه من الانحراف والسقوط في عالم الأشياء، وينتقل إلى آفاق رحْبة من الإبداع والحضارة، فلا بدَّ أن نَصل بهؤلاء الشَّباب للتمكُّن الإبداعي، ومقياس هذا التمكُّن في المنظور الإسلامي أن ينتقل الإنسان من الظَّلام إلى النُّور، ومن الضَّعف إلى القوَّة، ومن الحيرة والتشتت إلى الثبات واليقين، ومن السُّكون إلى الحركة، ومن الأنانيَّة إلى حبِّ الخير للنَّاس، ومن التأخُّر إلى التقدُّم؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].
· كما تعتمِد القدرة الإبداعيَّة على توْفير السَّعادة الأسريَّة واستقامة العلاقة بين الزَّوجين، ووجود الحوار الزَّوجي النَّاجح والتَّفاهم الأسري الَّذي يعين البيت على التغلُّب على مصاعب الحياة، ويوفِّر الاستقرار للأبْناء؛ كي تنضج ملكاتُهم في جوٍّ من الهدوء والرِّعاية والتَّربية الصَّحيحة.
ركائز القدرة الإبداعيَّة:
· تحتاج القُدرة الإبداعيَّة إلى الرِّعاية المؤسَّسية الَّتي تحتضن إبداعات الأفراد، وتنمي خصائصَ شخصيَّتهم المبدعة، فكلُّ إنسان يُمكن أن يتحوَّل إلى معلِّم بارز من معالم الخير والعطاء، وهذا يتطلَّب فتْح نوافذ واسعة للإبداع؛ ليدخُل منها أصحاب المواهب والتطلُّعات المستقبليَّة.
· ترتيب الأوْلويَّات في حياتِنا، فالاهتمام بصغائر الأمور يضعف الطَّاقة الإبداعيَّة عند الإنسان، ويؤخِّر تقدُّمه وتطوُّره.
· تشجيع القراءة كمدْخل لنهضة إبداعيَّة متجدِّدة بأن تصبح القراءة جزءًا من حياتنا اليومية، فالقراءة ترتقي بأفهامِنا وأفكارنا، والمبدع القارئ يتقدَّم إبداعُه عن المبدع غيْر القارئ، وكلاهُما يتقدَّم عمَّن لا يقرأ ولا يُبدع.
· الحفاظ على كيانِنا العقدي والمعرفي للانطِلاق في بناء النَّهْضة المعاصرة، وتَحرير العقْل المسْلم من خموله.
· إعداد القيادات التَّربويَّة الواعية التي تحسن توجيه الطلاب؛ نظرًا لضعْف التَّكوين الإبداعي في عالمنا العربي والإسلامي، بِما يضمن توْفير إبداعات شبابيَّة أصيلة ونافعة.
· تطْوير المناهج التعليميَّة لتسْمح بتنشيط العقْل المبدِع عند الطلاَّب، من خلال التَّعليم والتَّدريب والتَّوجيه السلوكي المنضبط.
· تشجيع السير في الأرض للتعرُّف على الأفكار الجديدة، وبِناء العلاقات الإنسانيَّة الواسعة.
· أن يلبِّي الإبداع حاجاتِنا التَّنموية والاجتِماعية، ويتدخَّل في علاج أزماتِنا ومشكلاتنا، ويهيِّئ شبابَنا للاستعداد النَّفسي، والتَّفاعُل مع الأفكار، والتَّخطيط لصناعة المستقبل.
· الخروج من دائرة المفاهيم المحدودة، وتشجيع التَّفكير الإبداعي الواسع، واختِبار سلامة توجُّهاتنا الإبداعيَّة بين الحين والحين، والاستفادة من التَّجارب الإبداعيَّة الأكثر تجدُّدًا وشبابًا، وفاعليَّة والتزامًا، بما يضمن نهضة كريمة لكل إنسان.
· إنَّ الإبداع النَّاجح مرآة تعكس طموحات شبابِنا النهضيَّة، فلا بدَّ من غرْس الرُّجولة في أعماق هؤلاء الشَّباب؛ فالمؤمن القويُّ خيرٌ من المؤمن الضَّعيف؛ وذلك ليصبحوا قادرين على تحمُّل أعباء الحياة ومشقَّاتها ومسؤوليَّاتها.
وقفة صريحة:
لقد آن الأوان، فلا نبدع إلاَّ ما يحقِّق الخير والنَّهضة لهذه الأمَّة، وأن نسلُك طريق التَّبشير الإبداعي الذي يحرِّك الهمم، بدلاً من التيئيس الَّذي يضعف قدراتنا الإبداعيَّة، وستكشف الأيَّام أنَّنا روَّاد القدرة الإبداعيَّة؛ لأننا أمة لا تنسى ما أنعم الله به عليها من الفضل والارتفاع، وعلو الشَّأن، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم.
إنَّ مساحة العالم الإسلامي واسعة، وقدراته وإمكاناته عالية، فهو قادر على الاستِجابة لمتطلَّبات القدرة الإبداعيَّة، وتجاوُز التحدِّيات التي تحيط به، والمساهمة في دفْع حركة التَّاريخ الإبداعي المعاصر، وذلك يوم ألا ننسى أنَّنا خير أمَّة أخرجت للناس
إنَّ الانطلاق الصَّحيح لبناء القُدْرة الإبداعيَّة، الَّتي تنهض بالمجتمع كما يَراها الإسلام - هيَ التَّربية الإيمانيَّة التي تربط المُبْدِع بأصول دينِه، فالإنسان يتحوَّل إلى طاقة هائلة من الإبداع والعطاء عندما يقوم إبداعه على أساس من الإيمان، والصدق، والوضوح، والوعي الصحيح.
فالإسلام هو الدين الوحيد الَّذي رفع شأْن العقل الإنساني، وحثَّ الإنسان على استِخْدامه والنَّظر في الكون وعمارة الأرْض؛ قال الله تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].
علاقة مصير:
إنَّ القدرة الإبداعية هي عصب الحياة، وبها تتحقَّق رفاهية الإنسان، ومجْدُه واستِقْراره ونَهضتُه، فالحياة على الأرْض تَستحيل بدون وجود مُبْدِعين يَكتشِفون ويخترعون، ويُجدِّدون ويطوِّرون، وينوعون الأنشطة البشريَّة والعمرانيَّة.
ولو أدْرك البشَر أهمِّية المبدِعين، لأصبح بناء المُبْدِع على رأْس الأولويَّات العالميَّة، ولحوَّلوا اللَّيل والنَّهار إلى إبداع؛ فصناعة المبدع هي صناعة للحياة والحضارة.
فالإسلام يوجِّه المبدع ليحرِص على ما ينفعُه، ويستعين بالله ولا يعجِز، ويعالج الندرة الإبداعية لديه، وينقِّي هدفَه الإبداعي من كلِّ ألوان التسلية والتفاخر، أو إشباع الرَّغبة الذاتيَّة.
كما يهتمُّ الإسلام بالمناصحة الإبداعيَّة والحوار الإبداعي؛ لتتكامل وجهات النظر الإبداعية، فالتَّنسيق بين المُبْدِعين والتَّلاحم بينهم من عوامل النُّضوج الإبداعي وازدهارِه وتفوُّقه.
كما ربط القُرآن الفِعْل الإنساني بالخيريَّة لتحقيق الفلاح؛ قال الله تعالى: {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].
يهتمُّ الإسلام بالبيئة المشجِّعة على الإبداع، ويرغِّب في تَحصيل ثوابِ الدُّنيا والآخِرة لِمَن عمِل صالحًا؛ وذلك ليتحمَّس المبدع للرِّسالة التي يَحملها، ويدخُل عالم النَّجاح الواسِع، فتمتلِئ الحياة بالإيجابيَّة والخير، ولا يتوقَّف قطار الإبداع.
كما أنَّ الإسلام يَبني القُدْرَة الإبداعيَّة برؤيةٍ شُموليَّة متكاملة، لا تُهمل ذرَّة من شؤون النَّفس والمجتمع، ويُحرِّك أبناءَه في إطارٍ من التَّوازن والاعتِدال، الَّذي لا ينحرف بالفِطْرة الإنسانيَّة عن جوهرها الصَّحيح؛ قال تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40].
كما أنَّ الإسلام يحْرس الكيان الإبداعيَّ للمجتمع بالنَّهي عن كل إبداعٍ يؤدِّي إلى إسراف وتبذير، وإهْلاك للنّعم والثَّروات التي يمتلكها الإنسان؛ قال تعالى: {وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141].
فكلُّ إبداع ينفَعُ النَّاس ويَمكُث في الأرض يشجِّع الإسلام عليه، وكلُّ تقْنية تؤدِّي لازْدِهار الحياة يرغِّب فيها، مع التمسك التَّام بالخصوصيَّة الحضاريَّة التي تحمي مجتمعاتِنا من الانفِلات، وضياع شخصيَّتنا الحضاريَّة.
خطوات أساسيَّة:· تبْدأ مسيرة القُدْرة الإبداعيَّة في المجتمع بالاهتِمام بالطِّفْل وتوجيهه لتقدير ذاته؛ كي يتفاعل مع الحياة من حولِه وتتوسَّع مداركه، وهذه هي البداية التي تضعُه على طريق الإبداع، وتَجعل منْه إنسانًا سويًّا متوازنًا، قادرًا في مستقبله على القيادة.
· يكتسب إبداع الشَّباب أهمِّيَّة كبرى في المنهج الإسلامي، فالإسلام يدْعو الشَّباب للعمل، كما أنَّ التَّأهيل القيادي للشَّباب يعني تكوينَهم إبداعيًّا ليقوموا بالنَّهضة، ومساعدتَهم وتوجيههم للتغلُّب على التحدِّيات التي تُحيط بهم، وتوفير المضْمون العلمي القويِّ الَّذي يُحرِّكهم للإبداع.
فالأُمَم الصَّاعدة تصعد من خِلال إبداعات شبابِها، من خلال إعداد كوادر إبداعيَّة شبابيَّة في جَميع القطاعات الثَّقافية، والاجتماعية، والتَّربوية، والسياسيَّة.
وكلَّما تعاظمت التَّحدِّيات على واقع أمَّتنا احتاج الأمر إلى يقظة الشَّباب وهمَّتهم، وتشجيعهم على إنتاج التقنيات، وإضافة المنجزات الحضارية إلى الواقع الإنساني؛ حتى لا تتوقَّف حياتنا على استهلاك ما ينتجه الآخر ونبقى في دائرة التبعيَّة.
وحتَّى لا يظلَّ العالم الإسلامي عالةً على غيره، أو يسقُط شبابه فيما سقط فيه غيرُه من الانحراف والسقوط في عالم الأشياء، وينتقل إلى آفاق رحْبة من الإبداع والحضارة، فلا بدَّ أن نَصل بهؤلاء الشَّباب للتمكُّن الإبداعي، ومقياس هذا التمكُّن في المنظور الإسلامي أن ينتقل الإنسان من الظَّلام إلى النُّور، ومن الضَّعف إلى القوَّة، ومن الحيرة والتشتت إلى الثبات واليقين، ومن السُّكون إلى الحركة، ومن الأنانيَّة إلى حبِّ الخير للنَّاس، ومن التأخُّر إلى التقدُّم؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ} [إبراهيم: 1].
· كما تعتمِد القدرة الإبداعيَّة على توْفير السَّعادة الأسريَّة واستقامة العلاقة بين الزَّوجين، ووجود الحوار الزَّوجي النَّاجح والتَّفاهم الأسري الَّذي يعين البيت على التغلُّب على مصاعب الحياة، ويوفِّر الاستقرار للأبْناء؛ كي تنضج ملكاتُهم في جوٍّ من الهدوء والرِّعاية والتَّربية الصَّحيحة.
ركائز القدرة الإبداعيَّة:
· تحتاج القُدرة الإبداعيَّة إلى الرِّعاية المؤسَّسية الَّتي تحتضن إبداعات الأفراد، وتنمي خصائصَ شخصيَّتهم المبدعة، فكلُّ إنسان يُمكن أن يتحوَّل إلى معلِّم بارز من معالم الخير والعطاء، وهذا يتطلَّب فتْح نوافذ واسعة للإبداع؛ ليدخُل منها أصحاب المواهب والتطلُّعات المستقبليَّة.
· ترتيب الأوْلويَّات في حياتِنا، فالاهتمام بصغائر الأمور يضعف الطَّاقة الإبداعيَّة عند الإنسان، ويؤخِّر تقدُّمه وتطوُّره.
· تشجيع القراءة كمدْخل لنهضة إبداعيَّة متجدِّدة بأن تصبح القراءة جزءًا من حياتنا اليومية، فالقراءة ترتقي بأفهامِنا وأفكارنا، والمبدع القارئ يتقدَّم إبداعُه عن المبدع غيْر القارئ، وكلاهُما يتقدَّم عمَّن لا يقرأ ولا يُبدع.
· الحفاظ على كيانِنا العقدي والمعرفي للانطِلاق في بناء النَّهْضة المعاصرة، وتَحرير العقْل المسْلم من خموله.
· إعداد القيادات التَّربويَّة الواعية التي تحسن توجيه الطلاب؛ نظرًا لضعْف التَّكوين الإبداعي في عالمنا العربي والإسلامي، بِما يضمن توْفير إبداعات شبابيَّة أصيلة ونافعة.
· تطْوير المناهج التعليميَّة لتسْمح بتنشيط العقْل المبدِع عند الطلاَّب، من خلال التَّعليم والتَّدريب والتَّوجيه السلوكي المنضبط.
· تشجيع السير في الأرض للتعرُّف على الأفكار الجديدة، وبِناء العلاقات الإنسانيَّة الواسعة.
· أن يلبِّي الإبداع حاجاتِنا التَّنموية والاجتِماعية، ويتدخَّل في علاج أزماتِنا ومشكلاتنا، ويهيِّئ شبابَنا للاستعداد النَّفسي، والتَّفاعُل مع الأفكار، والتَّخطيط لصناعة المستقبل.
· الخروج من دائرة المفاهيم المحدودة، وتشجيع التَّفكير الإبداعي الواسع، واختِبار سلامة توجُّهاتنا الإبداعيَّة بين الحين والحين، والاستفادة من التَّجارب الإبداعيَّة الأكثر تجدُّدًا وشبابًا، وفاعليَّة والتزامًا، بما يضمن نهضة كريمة لكل إنسان.
· إنَّ الإبداع النَّاجح مرآة تعكس طموحات شبابِنا النهضيَّة، فلا بدَّ من غرْس الرُّجولة في أعماق هؤلاء الشَّباب؛ فالمؤمن القويُّ خيرٌ من المؤمن الضَّعيف؛ وذلك ليصبحوا قادرين على تحمُّل أعباء الحياة ومشقَّاتها ومسؤوليَّاتها.
وقفة صريحة:
لقد آن الأوان، فلا نبدع إلاَّ ما يحقِّق الخير والنَّهضة لهذه الأمَّة، وأن نسلُك طريق التَّبشير الإبداعي الذي يحرِّك الهمم، بدلاً من التيئيس الَّذي يضعف قدراتنا الإبداعيَّة، وستكشف الأيَّام أنَّنا روَّاد القدرة الإبداعيَّة؛ لأننا أمة لا تنسى ما أنعم الله به عليها من الفضل والارتفاع، وعلو الشَّأن، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلي العظيم.
إنَّ مساحة العالم الإسلامي واسعة، وقدراته وإمكاناته عالية، فهو قادر على الاستِجابة لمتطلَّبات القدرة الإبداعيَّة، وتجاوُز التحدِّيات التي تحيط به، والمساهمة في دفْع حركة التَّاريخ الإبداعي المعاصر، وذلك يوم ألا ننسى أنَّنا خير أمَّة أخرجت للناس
د. محمود حسن محمد
مآآآآآجده
مآآآآآجده