بينما أنا أقلب نظري لأتحسس أحوال المسلمين في العالم العربي والعالم الغربي، إذا بي أكتشف الكثير من حالات الاضطهاد والعنصرية تجاه إخواننا المسلمين في شتى أنحاء أوربا وعلى كافة المستويات العامة والفردية, بل إن هذه النماذج لا تمثل مجرد رأي شخص أو موقف جماعة معينة، ولكنها تمثل وجهة نظر الحكومات والدول والمجتمعات.
فإن هذه الأحداث التي يدمى لها القلب يكمن وراءها قوةُ النظام والدستور والقانون، بل في الواقع يقف وراءَها قبل كل ذلك الحقدُ اليهودي والنصراني الممزوج بالغل العلماني والإلحاد الغربي الذي يعادي كل ما هو إسلامي ابتداء من أصل الدين والملة إلى شعائر المسلمين الظاهرة في هيئتهم وسلوكياتهم الاجتماعية.
صور من الواقع:
ومن الأمثلة على ذلك حادثةُ الاعتداء على أحد المراكز الإسلامية ببريطانيا إذ اشتعلت به النار على إثر هجوم متعمد كما صرحت الشرطة بذلك حيث تعرض له في الأيام الماضية, وأضف إلى ذلك قيام الحكومة النمساوية بطرد أحد مدرسي التربية الدينية الإسلامية من الخدمة على خلفية اتهامه بحثّ الطلاب المسلمين على مقاطعة البضائع والمنتجات اليهودية مما يمثل مخالفة للديمقراطية الزائفة التي تسود المجتمع النمساوي.
وكذلك فإن الحكومة الإيطالية قد أجبرت أحد المرشحين المحافظين على الانسحاب من الانتخابات المحلية لا لسبب سوى أنه مسلم.
وليس هذا فحسب، بل إن الحكومة الفرنسية قد انتزعت مسجدًا من بين يدي القائمين عليه بحجة أنه ملك لها، مما يمثل اعتداء صارخًا على دُور العبادة الإسلامية، ولا يمكن أن يصدر مثله من قبل الحكومات الأوربية تجاه الكنائس والمعابد, وأضف إلى ذلك الدعوات التي انتشرت في أوربا من ِقبل الحاقدين على الإسلام من النصارى واليهود والعلمانيين الذين يجري الرعب منهم مجرى الدم في العروق خشية عودة التعاليم الإسلامية الحنيفة الربانية إلى سيادة أوربا المتعطشة إلى الربانية والروحانية الحقيقية على إثر إخفاق النظريات المادية والقيم العقلانية، بالإضافة للإخفاق الذريع الذي تعانيه الكنائس والمعابد بسبب الخرافات والأباطيل التي تقصها على روادها ممن تخدعهم بالنحل المحرفة الباطلة التي لا تقبلها العقول ولا تأنس بها القلوب.
بل إن الأمر وصل إلى أن أحد البرلمانيين الألمان قد دعا المجتمع الأوربي لاتخاذ خطوات عشر لأجل التصدي للزحف الإسلامي والتخلص من نموه وزيادته الملحوظة بين أبناء أوربا، ومضمونها يدور حول منع بناء المساجد، وإغلاق المساجد التي لا تتوافق منهجيتها مع المجتمع والقيم الأوربية، ومنع الهجرة إلى أوربا، وطرد غير الأوربيين من المسلمين، وتشريع عقوبات جديدة تعمل على الحد من ظهور الشعائر الإسلامية، إلى غير ذلك مما يتقيأ به الحاقدون على الإسلام والمسلمين.
لماذا يخافون الإسلام؟:
الحقيقة أن الإجابة على نحو هذا السؤال تحتاج إلى فهم المجتمع الأوربي وما يحكمه من اتجاهات وثقافات متعددة لا ينفرد أحدها بقيادة الحملة على الإسلام، ولكن هي مجتمعةً تمثل تلك الحملة, فمثلا الاتجاه الديني النصراني واليهودي والعلماني لا يرغب في ملة ربانية تجذب القلوب والعقول مما يفقدهم السيادة والسيطرة وتكون سببًا في فضيحتهم أمام الشعوب التي ما زالوا يخدعونها بالملل المحرفة وأكذوبة الصلب والفداء وأكذوبة الخطيئة والغفران وأكذوبة شعب الله المختار.
وأما الاتجاه السياسي فإن وراءه المختلين عقليًا من أصحاب النظريات الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية الذين يرون أن الإسلام سيخلفهم في ذيل الركب بنظرياته الاقتصادية والسياسية التي يعم فيها الرخاء، وينعم به الإنسان والحيوان في ظل العدل والرحمة التي تتسم بها الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى قوتها في الأخذ على يد الظالم بلا تهاون ولا تقصير ولا محاباة ولا مداهنة في دين الله تعالى.
وأما على المستوى الاجتماعي فإن الإسلام يهذب القيم والأخلاق ويضع المبادئ والأسس البعيدة كل البعض عن الرذائل والشهوات، فلا مكان في دولة الإسلام للشذوذ ولا للزنا، ولا للسُكر وشرب المخدرات، ولا لما يحرك الغرائز من المفسدات العقلية والبدنية التي تفسد دنيا المرء وآخرته، فلذلك تجد أن قطاعًا عريضًا من مُعادي الإسلام منغمسين في هذه المصائب والطوام الكُبر، والتي يخشون أن يعمل الإسلام على تطهير المجتمعات منها وغسل أدرانها بالفضيلة ومكارم الأخلاق.
ما الحل؟:
بصراحة إن إخواننا الأوربيين يواجهون حملة قوية لمحاربتهم فكريًا واقتصاديًا وسياسيًا تحتاج إلى مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي من الداخل والخارج، وتحتاج لقوةِ تَمسُّك بالإسلام وصلابة في المواقف أمام تلك الدعوات المعادية لنور الإسلام والتوحيد وشريعة الحق والعدل، واستقاء المواجهة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم وسلفنا الصالح من المخلصين من العلماء والسلاطين.
فأما داخليًا فعلى مسلمي أوربا استغلال جميع الإمكانيات المشروعة المتاحة لنصرة قضيتهم؛ فمثلا من خلال وتيرة الحرية التي تتشدق بها أوربا، ومن خلال ذم العنصرية وبيان سلبيتها على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تعريف الناس بالإسلام عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، وإعلان البراءة من التهم التي توجه للإسلام على أنه دين عنف وحرب وعنصرية وتطرف, ولا يجب أن يغفُل المسلمون عن كسب أصوات العقلاء المنصفين من ذوي التأثير في المجتمع الأوربي، ولا يقصر المسلمون في إعلام الأوربيين بفضل الإسلام على أجدادهم وبيان زيف الإساءة إلي الفاتحين بالكذب والزور من خلال الموازنات التي تعقد بين أثر المسلمين في أوربا حضاريًا وتاريخيًا وأثر الاحتلال الأوربي للبلدان الإسلامية.
وأما على المستوى الخارجي فيجب على المجتمع الإسلامي مساندة إخوانه بكل ما أوتي من قوة مادية ومعنوية، ويجب عليه أن يدرك أن نصر إخوانه عزة له ولدينه وملته ولربه تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
فيجب على المسلمين استخدام السلاح السياسي والاقتصادي والفكري لنصرة إخوانهم المسلمين، وحيث إنه بات من الصعب انقسام الأرض لمجتمعي إسلام وكفر في مواجهةٍ كبرى، وحيث إن الواقع قد فرض نفسَه باندماج المسلمين بغيرهم في المجتمعات، فلا أقل من أن يعيش المسلمُ متمتعًا بإسلامه وشعائره، وأن يقوم إخوانه بنصرته وتأييده والدفاع عنه وإقامة القضايا والدعاوى الجنائية على المعتدين في حال العجز عن استخدام القوة لردع المعتدين كما هو حال المسلمين الآن.
وليعلم كل مسلم أن عليه نصرة الإسلام في الداخل والخارج من خلال العلم والعمل والكتابة والدعوة والإنفاق والحث على ذلك كله، فلا يخلو مسلم مطلقًا من حال من أحوال نصرة الإسلام، ولا يكلف الله نفسُا إلا وسعها، ولكن لا يعرى عن التفاعل مع الإسلام إلا أحدُ رجلين ميت في باطن الأرض أو ميت في جسد حي، وليدرك المسلم وغير المسلم أن الله تعالى ناصر دينه ومحقق وعده ومنفذ أمره؛ قال سبحانه: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 21]، وقال عز وجل: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف:8-9].
فإن هذه الأحداث التي يدمى لها القلب يكمن وراءها قوةُ النظام والدستور والقانون، بل في الواقع يقف وراءَها قبل كل ذلك الحقدُ اليهودي والنصراني الممزوج بالغل العلماني والإلحاد الغربي الذي يعادي كل ما هو إسلامي ابتداء من أصل الدين والملة إلى شعائر المسلمين الظاهرة في هيئتهم وسلوكياتهم الاجتماعية.
صور من الواقع:
ومن الأمثلة على ذلك حادثةُ الاعتداء على أحد المراكز الإسلامية ببريطانيا إذ اشتعلت به النار على إثر هجوم متعمد كما صرحت الشرطة بذلك حيث تعرض له في الأيام الماضية, وأضف إلى ذلك قيام الحكومة النمساوية بطرد أحد مدرسي التربية الدينية الإسلامية من الخدمة على خلفية اتهامه بحثّ الطلاب المسلمين على مقاطعة البضائع والمنتجات اليهودية مما يمثل مخالفة للديمقراطية الزائفة التي تسود المجتمع النمساوي.
وكذلك فإن الحكومة الإيطالية قد أجبرت أحد المرشحين المحافظين على الانسحاب من الانتخابات المحلية لا لسبب سوى أنه مسلم.
وليس هذا فحسب، بل إن الحكومة الفرنسية قد انتزعت مسجدًا من بين يدي القائمين عليه بحجة أنه ملك لها، مما يمثل اعتداء صارخًا على دُور العبادة الإسلامية، ولا يمكن أن يصدر مثله من قبل الحكومات الأوربية تجاه الكنائس والمعابد, وأضف إلى ذلك الدعوات التي انتشرت في أوربا من ِقبل الحاقدين على الإسلام من النصارى واليهود والعلمانيين الذين يجري الرعب منهم مجرى الدم في العروق خشية عودة التعاليم الإسلامية الحنيفة الربانية إلى سيادة أوربا المتعطشة إلى الربانية والروحانية الحقيقية على إثر إخفاق النظريات المادية والقيم العقلانية، بالإضافة للإخفاق الذريع الذي تعانيه الكنائس والمعابد بسبب الخرافات والأباطيل التي تقصها على روادها ممن تخدعهم بالنحل المحرفة الباطلة التي لا تقبلها العقول ولا تأنس بها القلوب.
بل إن الأمر وصل إلى أن أحد البرلمانيين الألمان قد دعا المجتمع الأوربي لاتخاذ خطوات عشر لأجل التصدي للزحف الإسلامي والتخلص من نموه وزيادته الملحوظة بين أبناء أوربا، ومضمونها يدور حول منع بناء المساجد، وإغلاق المساجد التي لا تتوافق منهجيتها مع المجتمع والقيم الأوربية، ومنع الهجرة إلى أوربا، وطرد غير الأوربيين من المسلمين، وتشريع عقوبات جديدة تعمل على الحد من ظهور الشعائر الإسلامية، إلى غير ذلك مما يتقيأ به الحاقدون على الإسلام والمسلمين.
لماذا يخافون الإسلام؟:
الحقيقة أن الإجابة على نحو هذا السؤال تحتاج إلى فهم المجتمع الأوربي وما يحكمه من اتجاهات وثقافات متعددة لا ينفرد أحدها بقيادة الحملة على الإسلام، ولكن هي مجتمعةً تمثل تلك الحملة, فمثلا الاتجاه الديني النصراني واليهودي والعلماني لا يرغب في ملة ربانية تجذب القلوب والعقول مما يفقدهم السيادة والسيطرة وتكون سببًا في فضيحتهم أمام الشعوب التي ما زالوا يخدعونها بالملل المحرفة وأكذوبة الصلب والفداء وأكذوبة الخطيئة والغفران وأكذوبة شعب الله المختار.
وأما الاتجاه السياسي فإن وراءه المختلين عقليًا من أصحاب النظريات الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية الذين يرون أن الإسلام سيخلفهم في ذيل الركب بنظرياته الاقتصادية والسياسية التي يعم فيها الرخاء، وينعم به الإنسان والحيوان في ظل العدل والرحمة التي تتسم بها الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى قوتها في الأخذ على يد الظالم بلا تهاون ولا تقصير ولا محاباة ولا مداهنة في دين الله تعالى.
وأما على المستوى الاجتماعي فإن الإسلام يهذب القيم والأخلاق ويضع المبادئ والأسس البعيدة كل البعض عن الرذائل والشهوات، فلا مكان في دولة الإسلام للشذوذ ولا للزنا، ولا للسُكر وشرب المخدرات، ولا لما يحرك الغرائز من المفسدات العقلية والبدنية التي تفسد دنيا المرء وآخرته، فلذلك تجد أن قطاعًا عريضًا من مُعادي الإسلام منغمسين في هذه المصائب والطوام الكُبر، والتي يخشون أن يعمل الإسلام على تطهير المجتمعات منها وغسل أدرانها بالفضيلة ومكارم الأخلاق.
ما الحل؟:
بصراحة إن إخواننا الأوربيين يواجهون حملة قوية لمحاربتهم فكريًا واقتصاديًا وسياسيًا تحتاج إلى مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي من الداخل والخارج، وتحتاج لقوةِ تَمسُّك بالإسلام وصلابة في المواقف أمام تلك الدعوات المعادية لنور الإسلام والتوحيد وشريعة الحق والعدل، واستقاء المواجهة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم وسلفنا الصالح من المخلصين من العلماء والسلاطين.
فأما داخليًا فعلى مسلمي أوربا استغلال جميع الإمكانيات المشروعة المتاحة لنصرة قضيتهم؛ فمثلا من خلال وتيرة الحرية التي تتشدق بها أوربا، ومن خلال ذم العنصرية وبيان سلبيتها على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تعريف الناس بالإسلام عن طريق وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، وإعلان البراءة من التهم التي توجه للإسلام على أنه دين عنف وحرب وعنصرية وتطرف, ولا يجب أن يغفُل المسلمون عن كسب أصوات العقلاء المنصفين من ذوي التأثير في المجتمع الأوربي، ولا يقصر المسلمون في إعلام الأوربيين بفضل الإسلام على أجدادهم وبيان زيف الإساءة إلي الفاتحين بالكذب والزور من خلال الموازنات التي تعقد بين أثر المسلمين في أوربا حضاريًا وتاريخيًا وأثر الاحتلال الأوربي للبلدان الإسلامية.
وأما على المستوى الخارجي فيجب على المجتمع الإسلامي مساندة إخوانه بكل ما أوتي من قوة مادية ومعنوية، ويجب عليه أن يدرك أن نصر إخوانه عزة له ولدينه وملته ولربه تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
فيجب على المسلمين استخدام السلاح السياسي والاقتصادي والفكري لنصرة إخوانهم المسلمين، وحيث إنه بات من الصعب انقسام الأرض لمجتمعي إسلام وكفر في مواجهةٍ كبرى، وحيث إن الواقع قد فرض نفسَه باندماج المسلمين بغيرهم في المجتمعات، فلا أقل من أن يعيش المسلمُ متمتعًا بإسلامه وشعائره، وأن يقوم إخوانه بنصرته وتأييده والدفاع عنه وإقامة القضايا والدعاوى الجنائية على المعتدين في حال العجز عن استخدام القوة لردع المعتدين كما هو حال المسلمين الآن.
وليعلم كل مسلم أن عليه نصرة الإسلام في الداخل والخارج من خلال العلم والعمل والكتابة والدعوة والإنفاق والحث على ذلك كله، فلا يخلو مسلم مطلقًا من حال من أحوال نصرة الإسلام، ولا يكلف الله نفسُا إلا وسعها، ولكن لا يعرى عن التفاعل مع الإسلام إلا أحدُ رجلين ميت في باطن الأرض أو ميت في جسد حي، وليدرك المسلم وغير المسلم أن الله تعالى ناصر دينه ومحقق وعده ومنفذ أمره؛ قال سبحانه: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 21]، وقال عز وجل: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف:8-9].
مصطفى مهدي
مآآآآآجى
مآآآآآجى