بسم ألله الرحمن الرحيم
الصوم عند المسلمين
الصوم من اشرف الطاعات وأفضل العبادات والقربات ولو لم يكن فيه إلاّ الارتقاء من حضيض النفس البهيمية إلى ذروة التشبيه بالملائكة الروحانية لكفى به منقبة وفضلاً .
ففي خبر زرارة عن أبي جعفر الصادق(عليه السلام): (بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ).
وقال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): (الصوم جنة من النار). وفي خبر عبدالله بن طلحة عن أبي عبد الله(عليه السلام): قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (الصائم في عبادة وان كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً) . وفي الخبر عن الإمام الصادق(عليه السلام): (نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعائه مستجاب ) .
وفي خبر أبي الصباح الكنالي عن الصادق(عليه السلام): (ان الله تبارك وتعالى يقول الصوم لي وأنا أجزي عليه) .
ووقته يدل عليه قوله تعالى في سورة البقرة (آية/ 178) {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} .
والفرض عند المسلمين هو شهر رمضان وغيره نفل يعم السنة إلا ما كان محرماً كصوم يومي العيدين وله أحكام كثيرة .
الصوم عند الأمم السابقة
الصوم محبوب لدى جميع الأمم حتى الوثنية فلم يخلُ منه دين من الأديان سواء السماوية منها أم الوضعية فقد يظهر من بعض الروايات ان المجوس كان لهم صوم .
وقد تفرعوا منهم الصيامية تجردوا للعبادة وأمسكوا عن الطيبات من الرزق وعن النكاح والذبح على ما هو المقرر عندهم وتوجهوا في عبادتهم للنيران.
والصوم عند اليهود هو الإمساك عن الأكل والشرب ولم يفرض عليهم إلا صوم يوم واحد وكانوا في ذلك اليوم يلبسون المسوح .
وينشرون الرماد على رؤوسهم , ويصرخون ويتضرعون ويتركون أيديهم غير مغسولة إلى غير ذلك من العقائد التي كانت عندهم وكان ذلك اليوم هو يوم التكفير أي اليوم العاشر من الشهر السابع ووقت الصوم عندهم يكون عند غروب الشمس إلى مساء اليوم التالي .
وأما النصارى فهم على اختلاف مذاهبهم متفقون على وجوب الصوم في الجملة فقد ورد في أنجيل متي (ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين , فإنهم يُغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين . الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم , وأما أنت فمتى صمت فأدهن رأسك وأغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً) .
وقد نسب للسيد المسيح(عليه السلام) أنه صام أربعين يوماً بلياليها. والصوم عندهم مفروض في أزمنة مُعينة خاصة وان اختلفوا في قواعده فانه عند أكثرهم الانقطاع عن المأكل من نصف الليل إلى الظهر والكاثوليك عندهم الصيام كثير وشديد وهوالإمساك عن الطعام والشراب يومهم وليلهم لا يأكلون إلاّ قرب المساء , وإذا أفطروا لا يشربون الخمر ولا يتأنفون في المأكل والفرض عندهم الصوم الكبير السابق لعيد الفصح وما سواه فهو نفل .
أما الروم والأرثودكس فأيام الصيام عندهم أكثر وقوانينهم أشد وأهمها أربعة :
1- الصوم السابق لعيد الفصح .
2- من العنصرة إلى آخر حزيران .
3- خمسة عشر يوماً قبل أنتقال العذراء .
4- أربعون يوماً قبل الميلاد .
والأرمن والقبط والنساطرة فهم أشد الملل النصرانية في الصوم وأكثرها صوماً وهو عندهم أجباري لا يجري من التساهل ما يجري عند غيرهم فإن الأرمن يصومون الأربعاء والجمعة من كل أسبوع إلا ما وقع منهما بين الفصح والصعود ولهم أيضاً عشرة أسابيع يصومونها كل سنة , وبالجملة ان الصوم عندهم يذهب بنصف السنة .
البروتستانت الصوم عندهم سنة حسنة لا فرض واجب وهو عندهم الإمساك عن الطعام مطلقاً بخلاف سائر الطوائف المسيحية فإن الصوم عندهم الانقطاع عن بعض المأكل .
وأما الصوم عند الأديان الغير إلهية , فالمصريون القدماء كانوا يصومون تعبداً لإيزيس . واليونان لذيميتيز (آلهة الزراعة) وكذا إذا أراد أحدهم ان ينخرط في زمرة المطلعين على أسرار كيبلي استعد لذلك يصوم عشرة ايام .
والرومان فقد كانوا أكثر صوماً من اليونان, ولهم أيام معلومة يصومونها كل عام تعبداً لزفس وسيريس , وان المّت بهم حادثة صاموا استعطافاً لمعبوداتهم .
والهنود فقد فاقوا جميع الأمم بالصيام حتى أنهم يقضون أياماً لا يأكلون ولا يشربون ويألفونه صغاراً فلا يوهن كثرته كباراً .
م/ن
مآآآآآجده
الصوم عند المسلمين
الصوم من اشرف الطاعات وأفضل العبادات والقربات ولو لم يكن فيه إلاّ الارتقاء من حضيض النفس البهيمية إلى ذروة التشبيه بالملائكة الروحانية لكفى به منقبة وفضلاً .
ففي خبر زرارة عن أبي جعفر الصادق(عليه السلام): (بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ).
وقال الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): (الصوم جنة من النار). وفي خبر عبدالله بن طلحة عن أبي عبد الله(عليه السلام): قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (الصائم في عبادة وان كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً) . وفي الخبر عن الإمام الصادق(عليه السلام): (نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعائه مستجاب ) .
وفي خبر أبي الصباح الكنالي عن الصادق(عليه السلام): (ان الله تبارك وتعالى يقول الصوم لي وأنا أجزي عليه) .
ووقته يدل عليه قوله تعالى في سورة البقرة (آية/ 178) {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} .
والفرض عند المسلمين هو شهر رمضان وغيره نفل يعم السنة إلا ما كان محرماً كصوم يومي العيدين وله أحكام كثيرة .
الصوم عند الأمم السابقة
الصوم محبوب لدى جميع الأمم حتى الوثنية فلم يخلُ منه دين من الأديان سواء السماوية منها أم الوضعية فقد يظهر من بعض الروايات ان المجوس كان لهم صوم .
وقد تفرعوا منهم الصيامية تجردوا للعبادة وأمسكوا عن الطيبات من الرزق وعن النكاح والذبح على ما هو المقرر عندهم وتوجهوا في عبادتهم للنيران.
والصوم عند اليهود هو الإمساك عن الأكل والشرب ولم يفرض عليهم إلا صوم يوم واحد وكانوا في ذلك اليوم يلبسون المسوح .
وينشرون الرماد على رؤوسهم , ويصرخون ويتضرعون ويتركون أيديهم غير مغسولة إلى غير ذلك من العقائد التي كانت عندهم وكان ذلك اليوم هو يوم التكفير أي اليوم العاشر من الشهر السابع ووقت الصوم عندهم يكون عند غروب الشمس إلى مساء اليوم التالي .
وأما النصارى فهم على اختلاف مذاهبهم متفقون على وجوب الصوم في الجملة فقد ورد في أنجيل متي (ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين , فإنهم يُغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين . الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم , وأما أنت فمتى صمت فأدهن رأسك وأغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً) .
وقد نسب للسيد المسيح(عليه السلام) أنه صام أربعين يوماً بلياليها. والصوم عندهم مفروض في أزمنة مُعينة خاصة وان اختلفوا في قواعده فانه عند أكثرهم الانقطاع عن المأكل من نصف الليل إلى الظهر والكاثوليك عندهم الصيام كثير وشديد وهوالإمساك عن الطعام والشراب يومهم وليلهم لا يأكلون إلاّ قرب المساء , وإذا أفطروا لا يشربون الخمر ولا يتأنفون في المأكل والفرض عندهم الصوم الكبير السابق لعيد الفصح وما سواه فهو نفل .
أما الروم والأرثودكس فأيام الصيام عندهم أكثر وقوانينهم أشد وأهمها أربعة :
1- الصوم السابق لعيد الفصح .
2- من العنصرة إلى آخر حزيران .
3- خمسة عشر يوماً قبل أنتقال العذراء .
4- أربعون يوماً قبل الميلاد .
والأرمن والقبط والنساطرة فهم أشد الملل النصرانية في الصوم وأكثرها صوماً وهو عندهم أجباري لا يجري من التساهل ما يجري عند غيرهم فإن الأرمن يصومون الأربعاء والجمعة من كل أسبوع إلا ما وقع منهما بين الفصح والصعود ولهم أيضاً عشرة أسابيع يصومونها كل سنة , وبالجملة ان الصوم عندهم يذهب بنصف السنة .
البروتستانت الصوم عندهم سنة حسنة لا فرض واجب وهو عندهم الإمساك عن الطعام مطلقاً بخلاف سائر الطوائف المسيحية فإن الصوم عندهم الانقطاع عن بعض المأكل .
وأما الصوم عند الأديان الغير إلهية , فالمصريون القدماء كانوا يصومون تعبداً لإيزيس . واليونان لذيميتيز (آلهة الزراعة) وكذا إذا أراد أحدهم ان ينخرط في زمرة المطلعين على أسرار كيبلي استعد لذلك يصوم عشرة ايام .
والرومان فقد كانوا أكثر صوماً من اليونان, ولهم أيام معلومة يصومونها كل عام تعبداً لزفس وسيريس , وان المّت بهم حادثة صاموا استعطافاً لمعبوداتهم .
والهنود فقد فاقوا جميع الأمم بالصيام حتى أنهم يقضون أياماً لا يأكلون ولا يشربون ويألفونه صغاراً فلا يوهن كثرته كباراً .
م/ن
مآآآآآجده