Page Home
من طرف أولاً: الأخلاق الاجتماعية
فما قيمة صيام لا يربي الصائم على الأخلاق الحميدة؟! وما قيمة صيام لا يكون وازعاً وحافظاً للإنسان من الوقوع في المهالك.
ولهذا ورد عن الرسول الأكرم (ص) قوله: "ومن أحسن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له..."(1) فهذا الشهر إنما هو مدرسة أخلاقية لمن أراد أن يغترف وينهل منه معاني الأخلاق الفاضلة.
وفي هذا الشهر ينبغي على الإنسان أن يطهر قلبه من كل ألوان الحسد، والحقد، والضغينة، لأن مثل هذه الرذائل إنما هي موانع من قبول الصوم، ولا يتحقق معنى الصوم إلا حين تصوم جوارحه حيث قال الإمام الصادق (ع): إن الصيام ليس من الطعام والشراب.. فإذا صمتم، فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا "(2).
ولهذا فنحن مطالبون في هذا الشهر بتربية أنفسنا تربية أخلاقية، وأن نزرع هذه الأخلاقيات بين صفوف أبناء المجتمع، وذلك عبر الكلمة الطيبة، والدعوة إلى التمسك بهذه الأخلاق الحميدة.
ثانياً: نحو تلاقي عائلي
لقد ابتعدت العائلة الواحدة وتشتت شملها، وصار كل واحد منا مشغول بذاته، حتى أصبح الابن لا يرى والديه إلا في الشهر مرة واحدة!!
كما أن الأب ومع ما وصل إليه مجتمعنا من مستوى تعليمي جيد أصبح هذا الأب بعيداً كل البعد عن عائلته ولا يعرف ما يحدث لأبنائه، وما أشبه ذلك.
لهذا نحن ندعو إلى إعادة النظر في عنوان (التلاقي العائلي) ولنرفض كل دعوة تهدف إلى تشتيت الشمل العائلي، ولنخرج حب الذات من أنفسنا حتى نستطيع التعايش من الآخرين من أفراد عائلتنا، ولنزرع روح الأمل في إعادة هذه الفكرة في أبنائنا وحثهم على ضرورة بناء مشاريع اجتماعية عائلية هادفة لهذا التلاقي.
ونجد مثل هذه الدعوة الصريحة لهذا المشروع تتجلى في شهر رمضان حيث يقول رسول الله (ص): "ومن وصل فيه رحمه غفر الله له"(3).
إننا في هذا الشهر مطالبون بتبديل حالة القطيعة والهجران إلى حالة من التلاقي والتواصل، ولتكن لدينا حالة من المبادرة في تبديل هذه المعادلة.
ثالثاً: التكافل الاجتماعي
حين شرع الصيام فإن تشريعه لغاية سامية ألا وهي تنمية الحس الاجتماعي، فقد ورد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي محمد العسكري (ع) لِمَ فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب: ليجد الغني مس الجوع فَيَمُنَّ على الفقير"(4).
وحين نقرأ الأدعية الخاصة بشهر رمضان فإننا نلحظ هذه الحقيقة حيث نقرأ في الدعاء: "اللهم اغن كل فقير، اللهم اشبع كل جائع"(5)، وحين نقرأ هذه الكلمات فإن علينا أن نخرج من إطار هذه الكلمات إلى واقع الحقيقة، فنتحسس ألام الآخرين ، الذين لا يجدون ما نلتذ به من طعام خلال شهر رمضان، ولنتذكر إخواننا المحرومين والمستضعفين في فلسطين، لنتذكر معاناتهم، وندعو لهم بالفرج، والنصر.
رابعاً: شهر المحبة
في هذا الشهر الكريم ينبغي علينا أن نعيد النظر في علاقاتنا مع إخواننا، وأصدقائنا، ونسعى جاهدين لإزالة عوامل وأسباب الخلاف، والهجران، حيث أن الله يريد منا صوماً نقياً بعيداً كل البعد عن الشحناء والبغضاء، فحتى ننال غفران الله علينا أن نعفو ونصفح عمن أساء إلينا بكلمة أو موقف أو ما أشبه، وإلا فإن صيامنا سيذهب سدى، فقد ورد في الحديث عن الإمام الرضا (ع): "في أول ليلة من شهر رمضان يغل المردة من الشياطين ويغفر في كل ليلة سبعين ألفاً فإذا كانت ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا "(6).
وهذا يتطلب منا أن ننفض عن ذواتنا حالة العصبية، والخلافات الفكرية، والتعصب للرأي والذات، ولنكون أخوة متحابين في الله.
وهكذا فإن شهر رمضان هو شهر الخروج من حدود الذات إلى حدود المجتمع، وحدود الفرد إلى حدود الأمة.
فما قيمة صيام لا يربي الصائم على الأخلاق الحميدة؟! وما قيمة صيام لا يكون وازعاً وحافظاً للإنسان من الوقوع في المهالك.
ولهذا ورد عن الرسول الأكرم (ص) قوله: "ومن أحسن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له..."(1) فهذا الشهر إنما هو مدرسة أخلاقية لمن أراد أن يغترف وينهل منه معاني الأخلاق الفاضلة.
وفي هذا الشهر ينبغي على الإنسان أن يطهر قلبه من كل ألوان الحسد، والحقد، والضغينة، لأن مثل هذه الرذائل إنما هي موانع من قبول الصوم، ولا يتحقق معنى الصوم إلا حين تصوم جوارحه حيث قال الإمام الصادق (ع): إن الصيام ليس من الطعام والشراب.. فإذا صمتم، فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا "(2).
ولهذا فنحن مطالبون في هذا الشهر بتربية أنفسنا تربية أخلاقية، وأن نزرع هذه الأخلاقيات بين صفوف أبناء المجتمع، وذلك عبر الكلمة الطيبة، والدعوة إلى التمسك بهذه الأخلاق الحميدة.
ثانياً: نحو تلاقي عائلي
لقد ابتعدت العائلة الواحدة وتشتت شملها، وصار كل واحد منا مشغول بذاته، حتى أصبح الابن لا يرى والديه إلا في الشهر مرة واحدة!!
كما أن الأب ومع ما وصل إليه مجتمعنا من مستوى تعليمي جيد أصبح هذا الأب بعيداً كل البعد عن عائلته ولا يعرف ما يحدث لأبنائه، وما أشبه ذلك.
لهذا نحن ندعو إلى إعادة النظر في عنوان (التلاقي العائلي) ولنرفض كل دعوة تهدف إلى تشتيت الشمل العائلي، ولنخرج حب الذات من أنفسنا حتى نستطيع التعايش من الآخرين من أفراد عائلتنا، ولنزرع روح الأمل في إعادة هذه الفكرة في أبنائنا وحثهم على ضرورة بناء مشاريع اجتماعية عائلية هادفة لهذا التلاقي.
ونجد مثل هذه الدعوة الصريحة لهذا المشروع تتجلى في شهر رمضان حيث يقول رسول الله (ص): "ومن وصل فيه رحمه غفر الله له"(3).
إننا في هذا الشهر مطالبون بتبديل حالة القطيعة والهجران إلى حالة من التلاقي والتواصل، ولتكن لدينا حالة من المبادرة في تبديل هذه المعادلة.
ثالثاً: التكافل الاجتماعي
حين شرع الصيام فإن تشريعه لغاية سامية ألا وهي تنمية الحس الاجتماعي، فقد ورد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي محمد العسكري (ع) لِمَ فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب: ليجد الغني مس الجوع فَيَمُنَّ على الفقير"(4).
وحين نقرأ الأدعية الخاصة بشهر رمضان فإننا نلحظ هذه الحقيقة حيث نقرأ في الدعاء: "اللهم اغن كل فقير، اللهم اشبع كل جائع"(5)، وحين نقرأ هذه الكلمات فإن علينا أن نخرج من إطار هذه الكلمات إلى واقع الحقيقة، فنتحسس ألام الآخرين ، الذين لا يجدون ما نلتذ به من طعام خلال شهر رمضان، ولنتذكر إخواننا المحرومين والمستضعفين في فلسطين، لنتذكر معاناتهم، وندعو لهم بالفرج، والنصر.
رابعاً: شهر المحبة
في هذا الشهر الكريم ينبغي علينا أن نعيد النظر في علاقاتنا مع إخواننا، وأصدقائنا، ونسعى جاهدين لإزالة عوامل وأسباب الخلاف، والهجران، حيث أن الله يريد منا صوماً نقياً بعيداً كل البعد عن الشحناء والبغضاء، فحتى ننال غفران الله علينا أن نعفو ونصفح عمن أساء إلينا بكلمة أو موقف أو ما أشبه، وإلا فإن صيامنا سيذهب سدى، فقد ورد في الحديث عن الإمام الرضا (ع): "في أول ليلة من شهر رمضان يغل المردة من الشياطين ويغفر في كل ليلة سبعين ألفاً فإذا كانت ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا "(6).
وهذا يتطلب منا أن ننفض عن ذواتنا حالة العصبية، والخلافات الفكرية، والتعصب للرأي والذات، ولنكون أخوة متحابين في الله.
وهكذا فإن شهر رمضان هو شهر الخروج من حدود الذات إلى حدود المجتمع، وحدود الفرد إلى حدود الأمة.
